** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 الطموح أعلى صفقة في الحياة، إذا لم تتم مراقبته فإنه يفسد الحياة.

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
هشام مزيان
المشرف العام
المشرف العام
هشام مزيان


التوقيع : الطموح أعلى صفقة في الحياة، إذا لم تتم مراقبته فإنه يفسد الحياة. Democracy

عدد الرسائل : 1762

الموقع : في قلب كل الاحبة
تعاليق : للعقل منهج واحد هو التعايش
تاريخ التسجيل : 09/02/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 25

الطموح أعلى صفقة في الحياة، إذا لم تتم مراقبته فإنه يفسد الحياة. Empty
09062012
مُساهمةالطموح أعلى صفقة في الحياة، إذا لم تتم مراقبته فإنه يفسد الحياة.


الطُمُوحُ
هو ذلك الشيءُ الذي يجعلُ الإنسان في سَعيٍ دائمٍ نحوَ مراداتٍ كثيرة، و
إلى غاياتٍ كبيرة، تأخذُ منه جُهداً متنوِّعاً، جسدياً و فكرياً و
عاطفياً، حيث يريد أن يكون متميزاً عن غيرِهِ ممن هم حوله، و عن الكثيرين
مما يُنافسونه.


الطُموحُ لا يترُكُ الطَّموحَ في سُكون، و إنما يُنقِّلُه في
الكثير من أنحاء القلق، فلا يستقر للطَموح قرارٌ، و لا يهدأ له بالٌ،
فكلُّ طُمُوحٍ يأخذ الطَّموحَ إلى طُموحٍ آخر، و هكذا في سلسلة لا تنتهي
إلا بانتهاءِ الرغبة و الشغف بالكمال، و إلا بانتهاءِ الإنسان في هذه
الحياة.


الطُموحُ كالحُفرَة، كلما حفرَ الإنسان ازدادت اتساعاً و
عُمقاً، فلا يَصغُر حَفْرُ الطُموح، و لا يتقلَّصُ هَمُّ الطَموح، و على
قَدْرِ المَطموحِ إليه يَكون السعي في حَفر أرضِ الطُموح، و يكون العُلوُّ
في سماوات الطُموح، فليس كل ما يَطمَحُ إليه الإنسانُ على نَسَقٍ واحدٍ.


لا يُدركُ أوجاع الطُموح إلا الطَموح، و بتفاوتُ الطُموحِ يكون
وَجَعُ الطَموح، ومَن لم يعرف للطُموحِ طعماً لن يلتمسَ للطَموحِ عُذراً.


في رؤيةٍ، من عَيْنِ الطُموح، لتاريخ أولئك الذين صنعوا لهم
تاريخاً من خلال الطُموحِ الذي ملأ نفوسهم، و أقلقَ قلوبَهم، نجد أنهم
عانوا الكثيرَ بسبب ذلك الطُموح، و لمْ يمنعهم ما عانَوه من استدامة
الطُموح، بل استلذُّوا أوجاعَ طُموحهم، واستمتعوا بأتعابِهِ، ففي صميم
المِحَنِ مِنَحٌ، في عُمْقِ الألمِ أملٌ، و لا يُدركُ إلا بَصيرُ القلب.


من أوجاعِ الطُموح استدامته، فليس، كما مرَّ، منتهياً الطُموحُ
عند الطَموح، إلا ببلوغِ النهايات، و ليس للكمالِ نهايةٌ يَشعُر بها
الإنسان، فالكمالُ مراحلُ، كلُّ مرحلةٍ نافذةٌ تُطِلُّ على كمالٍ آخر، و
هكذا في تسلسُلٍ، يَطولُ أو يَقصُرُ. مَن يعتقدُ أنَّ الطُموحَ ينتهي إلى
شيءٍ من النهاياتِ القريبةِ فالمنتهي هو طُمُوحه، في ذاتِهِ، و أما
الطُموحُ من حيث ذاتُه فلا ينتهي إلا إلى آخر النهاياتِ المُمكنة للبشر، و
كل ما في حياةِ الإمكانِ ممكِنٌ.


مِن أوجاع الطُموح إزعاجُهُ للطَموح، فلا يجدُ الطَموحُ هدوءاً
و لا استقراراً، حالُ الطُموح دوماً، حيثُ يُزعجُ صاحبَه في السعي الدائم
نحو الكمال، و يُزعجه في أن يُحقِّقَ المراد، و يُزعجه في طلب الغايات
الكبرى، و في كلِّ ذلك يكون الطَموحُ في تطلُّعاتٍ في آفاقِ الوجود، يبحثُ
عن بابٍ يُشبِعُ نَهَمتَه في الطُموح، و ربما وجدَ ذلك، و إذا لم يَجِد
جَدَّ السَعيَ مِن جديد، فهو في إزعاجِ التجديد.


من أوجاع الطُموح زيادته، فليس واقفاً عند نهاية، فهو في
تشعُّبٍ دائمٍ، يتفرَّعُ من كلِّ طُموحٍ طُموحٌ، و كلُّ طُموحٍ آخذٌ
بطُموحٍ آخر، فيدومُ، هذه واحدةٌ سبَقَتْ، و تكثُرُ أنواعُه، و هذه
الثانيةُ هنا، هي وَجَعُ الزيادة، نوعاً و قِسماً، لا الزيادةُ زمناً، و
على قَدْرِ الطُموحِ تكون الزيادةُ و التشعُّبُ فيه.


من أوجاع الطُموح العُزلة، فلا يرْغَبُ الطَموحُ في الاختلاط
كثيراً، لا كُرْهاً في المخالطة، و إنما لشُغلِ البالِ بالطُموح، فلا يجدُ
منفذاً إلا منفذاً العُزلة، فيسلُك طريقاً إليها ميسوراً مسروراً، فيأنَسُ
بالصَمتِ، و يستعذبُ الخلَواتِ، و يستوحِشُ من كثير المخالطة، و
للمخالَطَة، مع ذلك، حظٌّ ذو وَفْرَةٍ.


من أوجاع الطُموح المعرفة، و المعرفةُ ليست وَجَعاً، و إنما ما
تأخذه من الطَموحِ يكون وجَعاً للطَموح، فتأخذ منه وقتاً كثيراً، و جُهداً
كثيراً، و عقلاً كثيراً، تستهلِكُ منه الكثيرَ مما لديه، فلا يجد فيما بين
يديه ما يَملأُ جُعبَتَهُ من المعرفة، فيسعى طالباً أكثرَ مما عنده، فإنْ
لم يجدْ خاضَ بُحورَ التأمُّل و التفكُّر، وتلك كانتْ في وَجَعِ العُزلة،
حتى يجدَ ما يكون وميضاً، و فُرْجَةٌ من حائطِ المعلومِ إلى عالَم
المجهول، فيكتشفُ، و ربما لَقِيَ إشباعَ نَهَمة العلم و المعرفة.


من أوجاع الطُموح الغُربة، فيجد الطَموحُ نفسَه في غُربةٍ بين
ناسٍ لا يملكون من الطُموحِ إلا ما يسُدُّ ظِلَّ يومهم و ليلتهم، فليسوا
ممن يفهمُه، و ليسوا ممن ذاقَ طُموحه، فهو في مَعْزَلٍ، مُكْرَهاً، عن
الناسِ، و إن خالطَهم جسداً و جوارحَ، إلا أن قلبه و عقلَه لا يمُتان إلى
ألفَةِ أولئك الناسِ بِصِلَةٍ.


من أوجاع الطُموح الطُموح، فهو في ذاتِه وَجَعٌ من الأوجاع، و
لكنَّه وَجَع الكمال، ووجَع الجمال، الذي يملأ الإنسانَ الطَموحَ جلالاً،
و يُرَقِّيْهِ في الكمالِ كمالاً، الطُموحُ يُرى أنه شيءٌ من الوَجَع، و
لا يراه كذلك إلا مَن لم يعرفه، وَ من لم يعرف الشيءَ لا يُقبَلُ حُكمُه
فيه، لأنَّ مَن ذاق عرفَ، و فاقد الشيءِ لا يُعطيه.


إن كنتَ طَموحاً فتلك أوجاعُ طُموحك، بعضٌ منها، و لكل إنسانٍ
أوجاعٌ تناسبُ طُموحَه، فليس الناس سواءً في المعاني، كما أنهم ليسوا
سواءً في المباني، فلا تمنعنَّك أوجاعُ الطُموحِ مِن الطُموح، فما هي إلا
ضريبةٌ للكمال، و ثَمَنٌ للتميُّز، فدُمْ طَموحاً باحتمالِ أوجاع طُموحك،
تنلْ و تَفُقْ، و تمتازُ و تتفرَّد، فتكون استثنائياً.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

الطموح أعلى صفقة في الحياة، إذا لم تتم مراقبته فإنه يفسد الحياة. :: تعاليق

الاخ هشام فريق العمل الرائع
مقال يستحق القراءة
 

الطموح أعلى صفقة في الحياة، إذا لم تتم مراقبته فإنه يفسد الحياة.

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» جليد الحياة(*) الجليد في صيغته الأرضية معادٍ للحياة. ولكن هناك صيغة غريبة لجليد فضائي قادرة على دعم توليد جزيئات عضوية، وربما كانت هي أصل الحياة على الأرض.
» تساؤلات حول أقدم علامات الحياة(*) في عام 2002 أُجبر الباحثون على إعادة النظر في كيفية تحديد هوية الحياة في الصخور الأكثر قِدَمًا على الأرض وعلى أي كوكب من كواكب المنظومة الشمسية.
» كيف الحياة دون اله؟منقول
» حق الحياة
» كيف نشأت الحياة؟

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: دراسات و ابحاث-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: