قرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بإلغاء أوبريت
الجنادرية تضامنا مع الشعوب العربية في سوريا ومصر واليمن وليبيا وتونس
لاقى امتنانا وتقديرا من قبل الرأي العام العربي لأن الرأي العام العربي
ينظر إلى خادم الحرمين الشريفين كرمز وقائد يعنى بحقوق أمته وشعوبها
العربية ويتحمل مسؤولية التعبير عن طموحاتها وآلامها.
إن
القرار في رمزيته يحمل دلالات عميقة على نوعية الشعور الإنساني لدى قائد
عربي يتعاطف مع أحاسيسهم ويتألم لآلامهم وتنبض دقات قلبه بمشاعرهم تجاه
واقع عربي مرير افترقت فيه الامة وانقسمت على حالها تاركة تقرير مصيرها
لدول كبرى توسع دائرة نفوذها وتراكم مصالحها الخاصة على حساب شعوب تتألم
من حكامها وما يفعلونه من افتئات وقتل لمواطنيها.
دائما المملكة بقيادة
خادم الحرمين الشريفين في مقدمة الدول التي تبذل الغالي في سبيل أن يتقدم
العرب نحو التكامل والتضامن من واقع مسؤوليتها كدولة كبيرة قوية سخرت كل
نفوذها وتأثيرها على المسرح الدولي لضمان حقوق أمتها متخطية الصعوبات التي
تواجهها لقناعتها بأن العرب يحتاجون إلى شقيقتهم الكبرى التي لم تخذلهم في
يوم من الأيام ووقفت سندا لهم وعونا في أشد المراحل حلكة وساعدتهم في عقود
الشدة والرخاء وناصرتهم في حروبهم وسلامهم ولم تقدم تلك التضحيات طلبا
لثمن فهي من الدول النادرة التي تقيم للمبادئ والقيم وزنا كبيرا في مسار
سياساتها الخارجية ودبلوماسيتها وهو نهج أكد عليه خادم الحرمين الشريفين
الملك عبدالله بن عبدالعزيز في أقواله وأفعاله لذلك ليس بمستغرب أن يأتي
قراره بإلغاء أوبريت الجنادرية تعاطفا مع آلام الشعوب العربية ومحنهم
وآلامهم والمرحلة الدقيقة التي يمرون بها وتموج بالمخاطر.
سوف تستمر
المملكة في مواقفها المبدئية مما يجري على المستوى العربي والإقليمي
والدولي وستظل حاملة لمشعل الحقيقة التي تنشدها الشعوب في واقعها الأليم
وستجهر باستمرار وتقف بجانب المظلومين وتقدم لهم النصرة مهما كان الثمن
لأن السياسة في عرف السعودية التزام بالحق وما يجري مثلا في سوريا من قتل
ومجازر يومية بحق شعب أعزل لا يرضي المملكة حكومة وشعبا والتعاطف مع الشعب
السوري والشعوب العربية هو الحق الذي لا يدخل في باب المزايدات السياسية
بل يدخل في عمق المسؤولية التي تفضل أن تقولها المملكة علانية دون تردد
وهو ما عودنا عليه قائدنا الكبير عبدالله بن عبدالعزيز في كل ممارساته
قولا وفعلا