سليمان محمد شاويش " ثـــــــــــــــــــــــــائــــــــــر "
عدد الرسائل : 241
الموقع : الجزيرة العربية تاريخ التسجيل : 07/11/2009 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 7
| | المادة والروح | |
المادة والروح
أصل الحياة المادة والروح ، المادة هي الشيء الملموس الذي إذا أصابه الخلل تركته الروح ، ثم يتحلل ويعود إلى أصله الذي خلق منه ، والروح هي الأمر الذي إذا أختل القالب المادي الذي تسكنه ، وأصبح لا يصلح لها عادة إلى حيث مراد الله لها ، والمادة جعلها الله مجال بحث علمي للإنسان ، حين يريد أن يبحث عن سبل الراحة له في الحياة ، وإن استغلها في الضرر فقال تعالى * كل نفس بما كسبت رهينة * والإنسان مادة وروح شأنه شأن مخلوقات كثيرة يعلمها الله سبحانه ، فالمادة كما ذكرنا هي الشيء الملموس ، والروح خفيه عنه وليس له علم بها ولن يكون فعلمها عند الله ، وعلينا أن نكون عند إرادة كما في قاله تعالى * قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها *.
والإسلام هو الدين الوحيد الذي فيه التعاليم المادية والروحة ، وهو مراد الله سبحانه
وتعالى لخلقه في خاتمة الحياة الدنيا ، فمن أجل أن تستقيم المادة علينا نطوعها بين العمل والعبادة ، والروح لترتقي علينا أن نسموا بها ، ولا ندنيها ونبتعد عن الرزيلة ، ونصعد بها الدرجات إلى عالمها الذي تود وتتوق إليه بكل سهولة ويسر، فبسموا الروح تؤدى المادة العمل والعبادة بحب لا بضيق وكدر، وبذلك يتم التناغم والتصالح الدائم بين المادة والروح والاستقرار للإنسان .
والعادة دائما هي أن يتبع الإنسان أخر ما أتاه من أمر ونهى، ومراد الله سبحانه
وتعالى أن يكون الإسلام هو الخاتم ، وما جاء به بأمر ونهى لكي تسير الحياة إلى نهايتها كما يريدها الله لا الإنسان ، فإن ذهب الإنسان وأعمل عقله في غير إرادة الله ، قضى على نفسه ودنياه وأضاع أخرته ألتى أعدها له سبحانه كما يريد بحكمه وعمله .
والإسلام يملك كل المقومات والعلاج لمتناقضات الحياة ، كالمادة والروح والعلم
والجهل والليل والنهار والذكر والأنثى والسالب والموجب والموت والحياة وغير ذلك من المتناقضات الكثيرة .
فمن أراد العمل والعبادة فعليه بالإسلام ، ليؤدى ما فرض عليه في ظل رضي النفس وسلامة الجسد ، ومن أراد العلم والمعرفة فعليه بالإسلام ليحمى عقله وفكره من الشطط والخلل أو الجنون ، ويحفظه من أن يؤدى به علمه وعمله إلى التخلص من الحياة حين ينفصل عن الواقع بشطط العلم وغرور العمل وخلل العقل لعدم وجود القناع الواقي .
وإذا تفحصنا بإمعان وتدبر في أساس علوم الإسلام ، كتاب الله وسنة رسوله صلى
الله عليه وسلم نرى القران يستفتح السورة الثانية فيه بعد الفاتحة وهى سورة البقرة بخمس آيات قال تعالى * الم ، ذلك الكتاب لا ريب. فيه. هدى للمتقين ، الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون ، والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالأخرة هم يوقنون ، أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون *
وإذا ذهبنا إلى الأحاديث الشريفة في اللؤلؤ والمرجان عن البخاري ومسلم نجد أول حديث من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ،عن أبى هريرة رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم بارزا يوما للناس فأتاه رجل فقال : ما الإيمان ؟.. قال ( أن تؤمن بالله وملائكة وبلقائه وبرسله وتؤمن بالبعث الأخر ) قال : ما الإسلام ؟ قال ( الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة المكتوبة ، وتؤدى الزكاة المفروضة ، وتصوم رمضان ) قال : ما الإحسان ؟ قال ( أن تعبد الله كأنك تراه ، وإن لم تكن تراه ، فإنه يراك ) قال : متى الساعة ؟ قال ( ما المسئول عنها بأعلم من السائل سأخبرك عن أشراطها ؛ إذا ولدت الأمة ربها ، وإذا تطاول رعاة الإبل ألبهم في البنيان ، في خمس لا يعلمهن إلا الله ) ثم تلا صلى الله عليه وسلم * إن الله عنده علم الساعة * ثم أدبر فقال ( ردوه ) فلم يروا شيئا فقال ( هذا جبريل جاء يعلم الناس دينهم ) .
فهذه إرادة الله بالنهى والأمر في العمل والعبادة والإيمان وهناك أمر أخر من الله
تعالى بالعلم والعمل والبحث والتنقيب في كثير من الآيات كقوله تعالى * وقل أعملوا فسيرا الله عملكم ورسوله والمؤمنون * وأيضا قوله تعالى * وقل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين * وآيات كثيرة ولكن نكتفي بما ذكرنا .
فكتاب الله الكريم القران تجد فيه ما تريد إن تدبرت ، والأحاديث الشريفة تجد بها
التفسير لما غاب أو خفي عنك ، والقران الكريم تشعر فيه بجلال الله سبحنه وتعالى والأحاديث الشريفة تحس فيها بجمال الله سبحانه وتعالى ، لتسرى عن نفسك من عظم وجهد قراءة القران الكريم ، وقد سؤل فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوى رضي الله عنه ، أن حال الإنسان وهو فى مكة يختلف عنه عندما يكون في المدينة المنورة ، فأجاب بقوله ( أن الله سبحانه يتجلى في مكة بالجلال ويتجلى في المدينة بالجمال ).
فعلى الإنسان وهو يبحث ويتحرى كل الظواهر العلمية والبحثية ،عليه بالإيمان
أولا بالله حق الإيمان، ليقي نفسه وعقله وروحة من حر العلم وشطط النفس وخلل العقل وحرقة الروح ، والتسليم بأن الواقع الملموس أخضعه الله له ، ويصدق بالحقيقة الغيبية ، ويقر بأن الله وحده هو القادر على تنظيم العلاقة بين الواقع الملموس والحقيقة الغيبية ، والإيمان هو القناع الواقي من أي شيء يؤدى بالإنسان إلى الشطط والخلل والضياع في الحياة الدنيا ، ثم يسقطه في الهاوية ويستقر به في نار جهنم بالآخرة ، وبذلك يكون قد خسر مرتين بعدم التمتع بالحياة الدنيا بانفصاله عنها، وببعده عن الجنة ألتى أعدها سبحانه وتعالى له في الحياة الآخرة .
الكاتب
سليمان محمد شاويش | |
|