كانت
المادة، التي التبست عند المفكِّرين الإغريق
الأوائل بالطبيعة phusis،
تعني بشكل أولي ما يجب تحويله بفعل العمل
الإنساني. لكننا نلاحظ هنا أن أرسطو
قد جعل منها، بشكل أكثر تحديدًا، مفهومًا
مجردًا عارَضَ به الصورة (الشكل)
من أجل التأكيد على ذلك الكمون
في موضوع الجسم الذي
تجسِّده تلك الصورة.
أما
ديكارت فكان يطابق بينها
وبين الامتداد الذي، بغضِّ
النظر عن صفاتها السطحية (كالطعم واللون إلخ)
غير القابلة للقياس، يجعل من واقعها ذلك
الشيء الذي يمكن قياسه رياضيًّا.
أما
إن أخذنا الصورة من خلال
مفهوماتها الخاصة، فإن المادة تعني، وفق الأخلاق
الكانطية (نسبة إلى كانط)،
مضمون فعل لا يكفي أخذه بعين الاعتبار لضمان
أخلاقيَّته؛ وهو، وفق المنطق
الصرف، ما يُعلَن عنه كحكم أو كقضية.
ملاحظة:
تم تعريب هذا النص عن قاموس ناثان الفلسفي،
تأليف جيرار دوروزوي وأندريه روسيل.
تعريب:
أكرم أنطاكي.
مراجعة:
ديمتري أفييرينوس.