** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالرئيسية  الأحداثالأحداث  المنشوراتالمنشورات  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 المستقبل الأمريكي والعالمي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حياة
فريق العمـــــل *****
حياة


عدد الرسائل : 1546

الموقع : صهوة الشعر
تعاليق : اللغة العربية اكثر الاختراعات عبقرية انها اجمل لغة على الارض
تاريخ التسجيل : 23/02/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 10

المستقبل الأمريكي والعالمي  Empty
10112011
مُساهمةالمستقبل الأمريكي والعالمي

من شبه المستحيل أن يتجرد المرء من مشاعره وعواطفه أثناء صوغه
للكلمات المعبّرة عن أفكار تجول في خاطره،فالعقل كرمال الهيم في حالة ظمأ
دائم لا ترويه إلا الحقائق،والمزيد منها , كتلك الرمال العطشى للماء لا
ترتوي إطلاقاً،وشغاف القلب مرتع من مراتع العاطفة وخاصة الحب لكن ينغص
نضرتها أحياناً البغض،أو الكره....إنها حوارية الحياة الدائمة تجمع ما بين
العقل والقلب على المستوى الفردي،لكنها تتعقد وتصعب عند الحديث عن
المجتمعات،والعلاقات الإنسانية,والتجاذبات السياسية الإقليمية
منها،والدولية.




مقدمة آثرت سوقها قبل بحثي في السياسة الأمريكية راكناً
المشاعر الطافحة بالكره والبغضاء لكل صورة من صورها في زاوية من زوايا
النفس باذلا ًأقصى الجهد الموضوعي لوضع الحقائق المرّة التي خلفها الساسة
الأمريكان في جميع أرجاء الكون منذ مطلع القرن الماضي،فقد حفلت جل أعمالهم
بالمآسي والنكبات للغالبية العظمى من شعوب الأرض،ففي قارة آسيا وخاصة في
شرقها فحروبها كثرت تحت شعارات براقة وعناوين عدة القاسم المشترك الأعظم في
مضامينها احتواؤها على الخسة والنذالة بأسوء معانيها في : كوريا- فيتنام-
كمبوديا،وفي وسط القارة،وتأييدها لبلد ضد آخر،والتحريض على الكراهية بين
الطرفين :- الهند وباكستان-وحتى في شرقها،فالشرق الأوسط عانى أقسى المعاناة
منها وخاصة الوطن العربي.

كان دعمها لإسرائيل غير المحدود منذ اعترافها وبعد دقائق بهذا
الكيان إثر إعلان قيام دولة إسرائيل،وتقسيم فلسطين،وكانت العون الدائم لها
في جميع حروبها ضد الأمة العربية وحتى بشكل مباشر أحياناً، والمدافعة عنها
سياسياً، ففي مجلس الأمن استخدمت حق النقض(الفيتو)منذ قيام الأمم
المتحدة82مرّة منها46اعتراضاً على مشاريع قرارات تدين الصهاينة،وأعاقت
صدور57قراراً كانت ستصدر لمصلحة العرب،كما أنها دعمتها مادياً أيضاً
بالإضافة إلى إغداقها لمختلف أنواع الأسلحة المتطورة عليها،وصحيفة(كريستيان
سانيس منيتور)الأمريكية كشفت بأن إسرائيل كلفت الولايات المتحدة مالياً
منذ عام 1973 وحتى أيامنا هذه ما قارب1,6تريليون دولار أي1600مليار دولار
دفع كل مواطن أمريكي نصيبه منها،والبالغ5700دولار،و«توماس شوفاز»الخبير
الاقتصادي في واشنطن قام بحساب تكلفة الدعم هذه فكان رقمها يمثل أكثر من
ضعف كلفة الحرب في فيتنام،وفي مطلع القرن الحالي احتلت أفغانستان تحت حجة
محاربة الإرهاب بينما يرى40%من سكان إقليميّ قندهار وهلمند أن القوات
الأجنبية جاءت لاحتلال بلادهم،وتدمير الإسلام،و92%من مجموع السكان العام
ليست لديهم أية معلومات عما حدث في11سبتمبر- أيلول -2001 وتدمير البرجين
الأمريكيين،ومن نتائج الغباء السياسي لهذا الاحتلال فقد دفعت فيه أمريكا
أكثر من1380قتيلا ً،وقوات الناتو المشاركة لقواتها أكثر من نصف هذا
العدد،وبلغ إجمالي الكلفة السنوية حوالي100مليار دولار، تحملت الخزانة
الأمريكية نفقات كل جندي يشارك في هذه الحرب بمعدل مليون دولار سنوياً،وعلى
الجانب العربي فلقد نزلت قواتها في لبنان تحت دواع واهية،وكان للمقاومة
اللبنانية الدور الرئيسي في طردها لقواتها المحتلة بعد زمن لم يطل أمده....
فالمقاومون أوقعوا عدداً من القتلى الأمريكيين إثر عملية استشهادية،وبنفس
الأسلوب نزلت في الصومال لكن سُُحل جنودها في شوارع مقديشو بعد قتلهم مما
أرعب عسكرييها فانسحبوا منها أيضاً.

أما ذروة العداء للأمة العربية فقد تجسد في الحربين
الأمريكيتين على العراق،ففي عام1999قامت بحرب تحت اسم(عاصفة الصحراء)دفع
ثمنها العراق20,000شهيداً،و60,000جريحاً فرضت بعدها حصاراً وعقوبات على
بغداد،وحظر طيران سلاح الجو العراقي فوق شمال وجنوب البلاد،وكانت الكوارث
البيئية والصحية نتيجة استعمال سلاح اليورانيوم المنضب،والحرب الثانية
والاحتلال لكامل التراب كان عام2003قال عنها الكاتب الأمريكي«سيمون هيرش»في
(النيو يوركر) في31/3/2003:«إن هذه الحرب غزو للعراق حطمت أكثر من أية
حرب أخرى كل الأرقام القياسية،والأكاذيب،واللصوصية
الأدبية،والتزوير،والتضليل،وأن فبركة الوثائق المزورة،وتوجيه الاتهامات
المزيفة شكلت إحدى قواعد السياسة الأمريكية والبريطانية بخصوص العراق على
الأقل منذ1997»وقد سبقه الوزير البريطاني السابق«مايكل ميتشر»قائلا ً:«إن
الهدف من إعلان الحرب على الإرهاب هو التحكم بمصادر النفط في العالمين
العربي والإسلامي اللذين سيسيطران بحلول عام2010على60%من الاحتياطي العالمي
للنفط»ولأجل كل المطامع والتبريرات الكاذبة دفع العراق أكثر من مليون
ضحية،وأكثر من هذا العدد جرحى ومشوهين،ودُمر اقتصاده والبنى التحتية
له،وانتشر الفساد في إداراته،ولدى العديد من مسؤوليه حتى عُدّ في الدرجة
المتقدمة في سلم الفساد.

ولعب الاحتلال على وتر التركيبة الاجتماعية،فكانت
الصراعات،والنزاعات الطائفية والعرقية،وجهاز«الموساد»الإسرائيلي تواجد على
أغلب أراضيه،وخاصة في إقليم (كردستان) وبدأت عودة اليهود العراقيين من
إسرائيل بغرض شراء الأراضي للمنظمات والجمعيات اليهودية أملا ًفي تحقيق
الحلم القديم في شعار " أرضك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل " ،ومجددا
راحت صيحات إقامة دولة كردية مستقلة يطلقها رئيس الإقليم.



كل ذلك كان تحت شعار إنهاء الاستبداد ونشر الديمقراطية....
فتراجعت مستويات المعيشة،وارتفعت معدلات الفقر وازدادت أعداد من هم تحت حطه
،وكثر هم الذين غادروا بلدهم إبان وبعد الحرب،ويقدر عددهم بحوالي2مليون
نسمة يقابلهم نفس العدد في هجرتهم الداخلية،وأرقام الخسارات تتعدد
توجهاتها،وتتزايد أرقامها ومنها على سبيل العد لا الحصر فخسارة العراق
قطاعه النفطي وفق دراسة لشركة«دي تي آي»الأمريكية بلغت493مليار دولار بين
عامي2003و1011الناجمة عن تعطل المشاريع وتأجيلها،وفي دراسة ثانية لأحد
الباحثين يبين أن الخسائر من جراء تأخر مشاريع الغاز الطبيعي بلغت529مليار
دولار بين عامي2006و2011وبعد أن قاربت مدة الاحتلال على الانتهاء وفق
الاتفاقات الثنائية تعود آراء بعض العملاء للحديث عن الأمن وتدريب القوات
المسلحة من أجل إبقاء أكثر من خمسة آلاف جندي أمريكي،وقد تجاهلوا أن المسبب
لكل ذلك لن يرام منه خيراً،ولا حتى ذرة من خير،والإصرار على إنهاء
الاحتلال عمل وطني كبير....الأمنية المنشودة لكل عراقي حمل في أعماقه شحنات
كبيرة وطنية عبر تاريخه المجيد.

وحتى القارة الإفريقية فالفاتح للنهم الأمريكي رؤية
مؤتمر(الأونكناد) للتجارة والتنمية الذي قدّر مجمل الاحتياطي النفطي
لإفريقيا بـ80مليار برميل أي ما نسبته 8%من الاحتياطي العالمي لذا لم تسلم
بلادها من أذى السياسات الأمريكية....لقد أسقطت أنظمة عدة في تسعينيات
القرن الماضي :- أوغندا- الكونغو الديمقراطية- وسيراليون، كما وزادت من
تواجدها العسكري في كل من : إريتريا- أثيوبيا- جيبوتي بموجب اتفاقات عسكرية
مع بلدانها،وشاركت بشكل مباشر خلال عام2004في عمليات عسكرية قامت بها أربع
دول هي: مالي،تشاد،النيجر،والجزائر ضد الجماعات السلفية للدعوة
والجهاد،ووفق النمطية السياسية الأمريكية في ازدواجية المعايير فقد صُنفت
غينيا الاستوائية في اللائحة الأمريكية لمنتهكي حقوق الإنسان،إلا أن امتلاك
هذا البلد لاحتياطي نفطي يقدر بملياري برميل جعلها تغض النظر عن هذه
الانتهاكات،والصورة الصارخة للتآمر ولتأمين مصالحها،ومصالح حليفتها
إسرائيل،عملها الجاد في فصل جنوب السودان (الغني بالنفط) و الذي بدأت
حكومته بإقامة علاقات واسعة مع العدو الصهيوني،وما زالت مستمرة في ممارسة
النهج ذاته في إقليم دارفور لتقسيم أكثر للسودان،وما زال حبل التآمر في
السودان على غاربه.



أما عن جنوب الحدود الأمريكية،وفي أمريكا اللاتينية وتحت مبدأ
مونرو القائل :«أمريكا للأمريكيين»فالمدافع عن حقوق الإنسان في أمريكا
اللاتينية «مارتن الماوا» وهو من سكان بارغواي ناله التعذيب الشديد أثناء
فترة اعتقاله ما بين عاميّ1974-1977،كما أنه فقد زوجته«سيليستينا
بيريز»التي ماتت من شدة التعذيب فهو من خيرة المؤرخين للسياسة الأمريكية
يقول:«لقد أمكنه العثور على أرشيف ضخم أطلق عليه(أرشيف الرعب)يتجاوز وزنه
خمسة أطنان يخص مؤسسة الأمن في عهد الديكتاتور السابق«سترو إسنر»وفيه ما
عرف بـ (مخطط كوندور) الذي تبنته أنظمة أمريكا الجنوبية الديكتاتورية في
فترة التسعينيات تحت إشراف الولايات المتحدة الأمريكية،ومعلوم أن المخطط
هدف إلى تصفية جميع أشكال المعارضة المهددة لمصالح الأنظمة الديكتاتورية
الشيء الذي خلف الآلاف من الضحايا،إضافة إلى جمع أقطابها لمبالغ من ثروات
مشبوهة تتوفر وثائقها لدى غرفة الصناعة والتجارة الدولية في تشيلي،فأرباب
الصناعات الكبرى في تلك الدولة دعمت الديكتاتور«بينوشي»مع الجنرالات
المسيطرين على الجيش»والصحفي البريطاني«كريستوفر هيتشنز»يؤكد بعد عثوره على
الكثير من الوثائق في(أرشيف الرعب)على دور«كيسنجر»وزير الخارجية الأمريكية
السابق في ممارسات إجرام الدولة في أبشع صورها،فقد كان العقل المدبر لها
بامتياز بين عاميّ1973-1986،ورغم تشكيك«الماوا»بصحة وجود(مخطط
كوندور2)يُعمل به في المنطقة لكنه يؤكد وجوده من خلال اللقاءات النصف سنوية
لـ(مؤتمر الجيوش الأمريكية)الموروثة عن عهود الحرب الباردة والتي يلتقي
خلالها الجنرالات في بوليفيا،وتشيلي بهدف قمع وتصفية كل من يعارض الأسس
التي تبنى عليها العولمة،و ركائز اقتصاد الليبرالية الجديدة محدداً أن
المعارضين هم بطبيعة الحال الفقراء،والفلاحون المنزوعة أراضيهم بغير حق.

إنها السياسة الأمريكية«العادلة»في أمريكا اللاتينية تركزت في
دعم الأنظمة القمعية،والتشجيع على نهب الثروات،ومقاومة الشعوب
المقهورة،ودعم الانقلابات العسكرية لتغيير أنظمة الحكم غير الموالية لها.



أمام هذه السياسات الرعناء،والتي جعلت الهدف الاستراتيجي لها
السيطرة على شعوب العالم وثرواتها من أجل أن تكون أمريكا في الطليعة في كل
المجالات،لكن الواقع الحالي كذب أحلام قادتها،فالإنفاق الهدري في شتى
المجالات وخاصة الحروب دفع مؤخراً إلى ارتفاع الدين العام المقدر
بـ14,3تريليون دولار ما يعادل75%من الناتج المحلي الإجمالي،وبعد الرفع
الأخير منذ أشهر الذي وافق عليه الكونغرس،واعتمده الرئيس«أوباما» سيرفع هذا
السقف إلى ما بين80%-85%من الناتج المحلي الإجمالي ليصبح السقف
الجديد16,7تريليون دولار، كما أن العجز في الميزان التجاري يتنامى
باضطراد،فأمريكا تستورد بأكثر مما تصدر،فصادراتها في
عام2007بلغت1,14تريليون دولار بينما كانت الواردات1,987تريليون
دولار،ولمزيد من المعلومات فسقف الدين العام رُفع 100مرة منذ عام1946كما
بدأ طبع العملة الورقية بدون أي غطاء ذهبي منذ عام1972،والرئيس الروسي
السابق ورئيس الوزراء الحالي«فلاديمير بوتين»وفي حديثه
لوكالة(رويترز)الأمريكية يكشف بوضوح وجلاء الوضع الأمريكي القائم فيقول:«إن
الولايات المتحدة الأمريكية تعيش على ما يجاوز إمكاناتها (مثل طفيل) يعيش
على جسد الاقتصاد العالمي»وقال:«إن هيمنة الدولار تهديد للأسواق المالية
مشيراً إلى أن بلاده تملك قدراً كبيراً من سندات الخزينة الأمريكية،وإذا
حصل قصور في النظام فسوف يؤثر ذلك على الجميع»و«جوزيف ستيفالتيس»عالم
الاقتصاد الشهير والحائز على جائزة نوبل يظهر عيباً جديداً لدى الشعب
الأمريكي مشابهاً لحكوماته في الإنفاق بأكثر مما يجنيه،ففي دراسة له«يرى
أن80%من الطبقة الدنيا تنفق سنوياً بمعدل110%ممن دخولها،وحتى لو تعافى قطاع
المصارف بصورة كاملة ولم تستوعب الطبقة المسرفة درس أهمية الادخار لظل
معدل استهلاكهم100%،وبالتالي فكل من يراهن على عودة المعدلات الاستهلاكية
كخلاص من الأزمة يعيش في وهم كبير»ويرى«أن أوروبا والولايات المتحدة تعيشان
اليوم مرحلة تقشف غير مسبوقة مما يعني أن عمليات التحول التي تمر بها
اقتصادياتهما ستكون بطيئة» وبينما الصراع في الكونغرس محتدم على إيجاد
الحلول بعدما تفاقمت الأوضاع سوءاً واحتمالات زيادة سوئها أكثر مستقبلا
ً،فالجمهوريون يريدون فرض الضرائب على العامة بينما الديمقراطيون والرئيس
أوباما يريدون زيادة الضرائب على الأمريكيين الأثرياء مقابل تخفيض عجز
الموازنة تدريجياً بحيث يتحقق توفير أربعة تريليونات دولار خلال12عاماً أو
أقل موضحاً أن خفض عجز الموازنة من خلال إبقاء خفض الإنفاق العام،والتوفير
في موازنة الدفاع،وخفض التكاليف الزائدة في الرعاية الصحية،وإصلاح قانون
الضرائب علماً بأن الدين العام سيبلغ في هذا العام فقط نحو1,6تريليون
دولار،وارتفاعه نجم جزئياً عن خطة الإنعاش الاقتصادي في عام2009،وبلغت
أكثر من14تريليون دولار لمواجهة الأزمة المالية والركود الاقتصادي».

الطريف أنه ورغم كل ذلك فهناك أكثر من30%من العاملين
الأمريكيين يعانون من زيادة الوزن يقابلهم في الصومال الكثيرون ممن يعانون
من نقص مرعب في الوزن نتيجة الجوع،وينبري الاقتصادي الأمريكي الحائز على
جائزة نوبل «بول كروجمان» فيرى أن الخروج من الأزمة الاقتصادية الحالية
يتطلب شن حرب كبيرة كما فعلت أمريكا في ثلاثينيات القرن الماضي عندما
تجاوزت الكساد العظيم الذي ضرب اقتصادها بفضل برنامج الإنفاق العام الهائل
المعروف باسم الحرب العالمية الثانية .

والنتيجة التي نتوصل إليها أن كل السياسات الأمريكية عبر
العقود الماضية اتسمت بالقتل والتدمير،والحروب شبه الدائمة دفعت أكلافها
الحكومات العميلة لها لقتل شعوبها،وساعدتها على كل جرائمها،وأسهمت في بقاء
واستمرار ذلك العهر في شراء سندات الخزانة الأمريكية لتغطية العجوز بعملة
تتدنى قيمتها باستمرار،والتوقع بأن لا تساوي السندات مستقبلا ًسوى قيمة
الورق الذي كتبت عليه.



حرب كونية جديدة....خطة الرئيس«أوبا ما»الإصلاحية لتخفيض
العجز جزئيا،والتي ستمتد إلى أكثر من عقد,وفي حال نجاح الخطة وهو احتمال
ضعيف سيعيش العالم لمدة عقود على أمل الإصلاح الكامل ،لقد سبقت المظاهرات
الشعبية الجميع في أغلب المدن الأمريكية في رفضها للسياسات التي يتبعها
أقطاب المال في(الوول ستريت) , وامتدت التظاهرات للعديد من المدن وحتى
لبعض دول أوربا الغربية الحليفة،فالهزات الاقتصادية شملت العديد من
بلدانه،وتتوسع دائرتها لتشمل دولا ًجديدة،وعن المستقبل يقول صاحب كتاب "
نهاية التاريخ " «فرانسيز فوكوياما» صاحب نظرية " صراع الحضارات " أستاذ
الاقتصاد والسياسات الدولية في جامعة (حون هوبكنز) في الولايات
المتحدة:«لم تعد الولايات المتحدة تستطيع فرض هيمنتها على الشؤون الدولية
مثلما كانت في الماضي،وستجد نفسها مستقبلا ًمضطرة إلى تغيير إستراتيجيتها
في التعامل مع القضايا الدولية،وتركز على الأساليب الدبلوماسية والتعاون
الأمني» والوضع برأيه وكما قال في مقابلة مع صحيفة(استرليان):«الأمر لا
يتعلق بضعف،أو انحدار يلحق بالولايات المتحدة بقدر ما هو يتعلق بتنامي قوة
الصين والهند,ودول الخليج كقوى فاعلة وذات التأثير»معرباً عن رغبته في أن
يشهد المستقبل تعزيزاً وتفعيلا ًلأدوار المنظمات الإقليمية.



لقد انتهى عصر القطبية،وستبقى في صفحات التاريخ
جرائمه،ولطالما أن استراتيجيات جديدة توضع فالصين بدأت بإبرام عقودها
التجارية مع الدول المجاورة لها بعملتها " اليوان " تحسبا لهبوط سعر
الدولار, والبنوك المركزية قامت بشراء 151 طنا من الذهب هذا العام يقودها
البنكان المركزيان في روسيا والمكسيك طبقا لمجلس الذهب العالمي

والأمة العربية وفي ظل كل هذه المعطيات يجب أن يوقن قادتها
الإيقان كله بأن الدعم الأمريكي لسلطانهم في طريقه إلى الزوال لذا لابد من
خط جديد يقوم على:

1- تعزيز الترابط العربي الإقليمي من خلال تكامله
الاقتصادي،والعمل الجاد من أجل وحدته،أو اتحاده مرحلياً تمشياً مع
المستجدات العالمية الجديدة،والبدء بالرفض المتصاعد للإملاءات الأمريكية
وحلفائها الغرقى بهمومهم اليومية التي تتكاثر والبدء في دراسة فك ارتباط
العملات المحلية بالدولار،والمتوقع انهياره كما بيّنا واستنتجنا.

2- إقامة علاقات اقتصادية وسياسية متطورة مع الأقطاب الجدد،فلربما لحقنا بركبهم،فالتاريخ مدرسة وهو لا يرحم الكسالى.

قدر هذه الأمة مرهون بوحدتها....مواكبة لمجريات
الواقع،وتأكيداً على الإرث الثقافي لهذه الأمة،وفي ذلك مفتاح السحر لتلاحم
الشعب مع قياداته،وإن لم تسرع الخطى،فالثورات العربية آتية وقادمة
أكثر،وأكثر،ولم تعد الرتوش تقنع جماهير الشوارع،والخيار بات واضحاً...إما
الثورة،وإما بناء مجد جديد يعتمد الجماهير في تطلعاتها وطموحاتها، بل إفساح
المجال الرحب لمشاركتها المسؤولية الوطني
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

المستقبل الأمريكي والعالمي :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

المستقبل الأمريكي والعالمي

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» محمد أركون، همزة وصل بين المحلّي والعالمي
» هذا السيد الأمريكي ..
» الاتجاه الثقافوى النسبي الأمريكي
» الاستعمار الأمريكي واستراتيجية المقاومة
» تراجع التأثير السياسي الأمريكي

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: دراسات و ابحاث-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: