** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
 الوطن العربي في المنظور المستقبلي الغربي I_icon_mini_portalالرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

  الوطن العربي في المنظور المستقبلي الغربي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
هذا الكتاب
فريق العمـــــل *****
هذا الكتاب


عدد الرسائل : 1296

الموقع : لب الكلمة
تاريخ التسجيل : 16/06/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 3

 الوطن العربي في المنظور المستقبلي الغربي Empty
03112011
مُساهمة الوطن العربي في المنظور المستقبلي الغربي

الوطن العربي في المنظور المستقبلي الغربي





 الوطن العربي في المنظور المستقبلي الغربي 5909
- دراسة نظرية تحليلية -
* الدكتورة فهيمة كريم رزيج
- المقدمة:
كما يعرف الجميع يحتل الوطن العربي موقعاً جغرافياً استراتيجياً في خارطة
العالم، فهو يربط الشرق بالغرب فضلاً عن دوره التاريخي باعتباره مركز
الحضارات الإنسانية خلال التاريخ ومهبط الديانات السماوية، وتزداد خطورة
هذا الموقع إذا أدركنا اليوم دوره في الصراع العالمي وثقله الاقتصادي فهو
يحتل أعلى نسبة بترول في العالم طاقة القرن العشرين وربما القرون التالية.
وإذا كانت النظرة الغربية تجاه الوطن العربي تحكمه أسباب عدة أبرزها الجانب
الاقتصادي والسياسي وما بات يمثل اليوم في نظر الغرب وتيرة تهديد للغرب
كما يرى الغرب ذلك في أحيانٍ كثيرة.
وإذا كانت إسرائيل الموجودة في قلب العالم العربي جاءت كتحدي لهذا الموقع
التاريخي والاستراتيجي فإن نظرة الغرب أيضاً تبلور مستقبلاً تجاه الوطن
العربي من خلال مسميات عدة أبرزها (الشرق الأوسط الكبير) و(الشرق أوسطية)
وسيناريو (قناة البحرين) في اسرائيل والتي تربط البحر الأحمر بالبحر الميت،
وغيرها من السيناريوهات التي أعدها الغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة
الأمريكية الغرض منها إخضاع الوطن العربي وجعله تحت السيطرة الغربية.
ينقسم البحث إلى عدة محاور، منها:
أولاً- موضوع البحث وأهميته وأهدافه.
ثانياً- الوطن العربي قديماً وحديثاً.
ثالثاً- العرب والغرب بعد انتهاء الحرب الباردة.
رابعاً- العرب وأطروحات الغرب الجديدة.
خامساً- الوطن العربي واستراتيجيات الغرب المستقبلية.
سادساً- الخاتمة والتوصيات.
- محاور البحث:
أولاً - موضوع البحث وأهميته وأهدافه:
1- موضوع البحث: يعتقد البعض ان الغرب ليس لديه مطامع في الوطن العربي، وان
تدخلاته بغية الإصلاح وإحلال الديمقراطية، لكن المتتبع لمجرى الأحداث يرى
بالعين المجردة بأن للغرب أطماعاً اقتصادية بحتة بالإضافة إلى محاولتها
للحد من فعالية بعض الدول العربية وخصوصاً الرافضة للاحتلال الاسرائيلي
لفلسطين ومحاولة اخضاعها للقبول بالأمر الواقع وهو وجود اسرائيل في قلب
الوطن العربي كدولة لها كيان مستقل. ولهذا يعد الغرب العديد من
السيناريوهات ويخطط للكثير من المشاريع التي يحاول بها وضع اليد على الوطن
العربي. ومن هنا جاء موضوع البحث، كيف ينظر الغرب للوطن العربي وماهي الرؤى
المستقبلية التي يحاول الغرب وخصوصاً الولايات المتحدة الأمريكية تحديدها
للوطن العربي.
2- أهمية البحث: تكمن أهمية البحث في أنه يحاول أن يستخلص بعض المؤشرات
التي تبين النظرة المستقبلية للغرب عن العرب والوطن العربي، وماهي أبرز تلك
المؤشرات، ومحاولة تحديدها.
3- أهداف البحث: ان الغاية الرئيسية لهذا البحث هو التوصل إلى صياغة مجموعة
أفكار تبين وتوضح أبرز السيناريوهات المُعدة من قبل الغرب لتطويع الوطن
العربي وتركيعه تحت مسميات عدة منها الديمقراطية والإصلاح وتخليص الشعوب
العربية من الأنظمة الديكتاتورية ونشر الحريات.
ثانياً - الوطن العربي قديماً وحديثاً:
يكشف لنا التاريخ ان الأمة العربية هي أمة واحدة بدايتها ونواتها الجزيرة
العربية وامتداداتها البلدان المجاورة للموطن الأصلي النواة متمثلة بحضارات
بلاد الرافدين وحضارة وادي النيل وحضارة وادي الأردن والشام، ويؤكد تاريخ
البشرية وقصة الحضارات بأن الأمة العربية متمثلة بحضارتها القديمة قد قدمت
للبشرية أساسيات التقدم الحضاري في مجال العلوم والتقانة وفنون الحياة
المختلفة في الزراعة والتجارة وأنظمة الحكم والشرائع والآداب والفلسفة. فقد
كان لفن الكتابة واختراع الحروف الأبجدية وإنشاء المدارس الأثر الكبير في
تغيير مجرى الحياة البشرية نحو التقدم والارتقاء.
وبعد سقوط مؤسسات وامبراطوريات هذه الحضارات العريقة انكفأت القبائل
وانحسرت في الجزيرة العربية ثم جاء الإسلام ليوحدها مرة ثانية حتى صار
العرب سادة العالم فارتفع شأنهم وامتد نفوذهم في ارجاء المعمورة فكونوا
امبراطوريات واسعة ودول ذات حضارة إنسانية خالدة استمرت حتى الاحتلال
الاجنبي المتمثل بغزو التتار والمغول بغداد وسقوطها عام 1258، ثم جاء
العثمانيون الذين استطاعوا إقامة الخلافة العثمانية التي دامت قروناً عديدة
امتد نفوذها إلى بقاع العالم حتى أوربا(1).
وازدادت الهجمات الاستعمارية في تلك الحقبة على كل بلدان الوطن العربي من
استعمار فرنسي وإيطالي واسباني وبرتغالي ليطال أغلب البلدان العربية
ويخضعها تحت السيطرة الاستعمارية. ومن ثم ظهرت حركات قومية عربية تطالب
بالتحرير والاستقلال وتحالفت بعض هذه الحركات القومية مع الإنكليز لنيل
حريتها خصوصاً من العثمانيين إلا أن الحلفاء الانكليز بعد انتصارهم خالفوا
العهود ولم يفوا بالوعود فاحتلوا البلاد العربية وقسموها حسب معاهدة سايكس-
بيكو إلى دويلات وأقطار متعددة. ولما لم يقبل العرب بالحكم الأجنبي أخذوا
يطالبون بالاستقلال والتحرر وكانت حصيلة نضالهم استبدال الاحتلال الأجنبي
بالاستقلال الشكلي المسير من قوى الاستعمار(2).
وحديثاً وكما أسلفنا سابقاً فإن الوطن العربي يحتل موقعاً جيواستراتيجي
مميز عند ملتقى ثلاث قارات هي آسيا وأفريقيا وأوربا بما فيه مرور خط
التجارة الدولي الرئيسي تجارة الطاقة من ممرات تساحلها البلاد العربية – هي
البحر المتوسط والبحر الأحمر والخليج العربي - بالإضافة إلى تحكم البلاد
العربية كلاً وجزءاً في أهم المضائق والخلجان على هذا الخط المائي الممتد
من جبل طارق إلى مضيق هرمز، مروراً بقناة السويس وخليج العقبة وباب المندب،
بالإضافة إلى وجود أكبر احتياطي عالمي للنفط في البلاد العربية - الخليجية
خاصة - وقيام الكيان الصهيوني في قلب الجغرافيا العربية.
فمن أجل ضمان مصالح الغرب وخصوصاً امريكا، ممثلة في ضمان تدفق النفط وضمان
أمن إسرائيل وتأمين خط التجارة البترولية - خاضت الادارات الأمريكية
المتعاقبة والدول الغربية الأخرى - منذ خمسينيات القرن الماضي معارك شرسة
ضد القوى التي اعتبرتها معادية وموطن خطر على مصالحها ضد الحركة القومية
العربية – ممثلة بقواها في السلطة والمجتمع- ثم ضد الحركة الإسلامية في
حقبة مابعد كامب ديفيد- فقد قامت أمريكا ومعها بعض دول الغرب بعقد العديد
من التحالفات لضمان سيطرتها على الوطن العربي منها حلف بغداد وإنزال
المارينز مرتين على لبنان وتخريب الوحدة المصرية-السورية ودعم الانفصال في
مناطق عدة من الوطن العربي أو من حروب مباشرة على العراق عامي 1991 و1998
وكذلك حرب 1967 وحرب 1982(3). وآخرها احتلال العراق عام 2003. وهذه كلها
محاولات يحاول الغرب من خلالها اسقاط كل محاولات النهوض والاعتراض في الوطن
العربي.
ثالثاً - العرب والغرب بعد انتهاء الحرب الباردة:
الحرب الباردة اصطلاح يطلق على العلاقات الجديدة التي نشأت بين المنتصرين
في الحرب العالمية الثانية خلال الفترة بين نهاية هذه الحرب وانهيار
الاتحاد السوفيتي. عملياً كان قطبا الحرب هما الولايات المتحدة الأمريكية
والاتحاد السوفيتي. وكان هدف كل منهما الحصول على مناطق نفوذ عسكري أو
سياسي وتوسيعها كلما كان ذلك ممكناً، والطرفان، وان كنا عن استخدام السلاح
إلا أنهما لم يتوقفا عن تطوير قدراتهما العسكرية والدخول في سباق تسلح لم
يشهد له العالم مثيلاً من قبل وهذا السباق من أبرز سمات الحرب الباردة
إضافة إلى سعي كل من الطرفين للاستئثار بمناطق نفوذ على حساب الآخر وإنهاكه
عن طريق إشعال حروب محدودة لاستنزاف الخصم، ولقد التزم الطرفان بالقواعد
التي شكلتها هذه المرحلة ولم يتجاوزاها إلى حرب ساخنة في أشد الأزمات
بينهما كما هو الحال في أزمة صواريخ كوبا.
استمرت الحرب الباردة بعد الحرب العالمية الثانية حتى عام 1990 بتفكك
الاتحاد السوفيتي. وفي الفترة المذكورة، قامت عدة صراعات مسلحة بسبب الحرب
الباردة كحرب كوريا، فيتنام والغزو السوفيتي لأفغانستان. ظلت تلك الصراعات
العسكرية محدودة لعدم تعرض الكتل الكبيرة أو شعوبها للأذى.
في الصراع الاستراتيجي بين الكتلتين، كان هناك صراع من نوع آخر تمثل في
الصراعات التقنية وسباق التسلح كما لم يدخر الطرفان جهداً في عملية التجسس
واغتيال عملاء الطرف الند.
وكان من نتائج الحرب الباردة انهيار الاتحاد السوفيتي وميلاد النظام
العالمي الجديد الذي نادى به الرئيس الامريكي السابق جورج بوش الأب، عقب
نهاية حرب الخليج الأولى، التي أسقطت شبه النظام الاقليمي العربي، وقد سمح
النظام العالمي الجديد للولايات المتحدة الأمريكية القطب الذي كسب الحرب
الباردة الإنفراد بالسياسة العالمية وتطويعها وفقاً لمصالحها ورغباتها وفرض
رؤيتها على الدول والتدخل في شؤونها وصار العالم يتشكل وفقاً للنمط
الأمريكي من التعددية الحزبية إلى التجارة الحرة والحدود المفتوحة دون
مراعاة لأية خصوصية دينية أو ثقافية(4).
لقد انتقل العالم مع انتهاء الحرب الباردة والتقلص السريع في وزن روسيا
العالمي، من ثنائية القطب إلى أحاديته، وانهار الاتحاد السوفيتي ولم تنشأ
بعد في العالم قوة تنافس القطب الأمريكي أو تجاريه، وفي هذا السياق وخصوصاً
في منظومة توزيع القوة فإن الوطن العربي قد تأثر بهذه الأحادية، فلو كانت
المنطقة العربية هامشية في النظام العالمي، فلا هي على موقعها نقطة التقاء
قارات ثلاث ولا هي على المخزون الهائل للنفط المتوفر تحت صحاريها ولا هي
على الجيرة المباشرة مع الكيان الإسرائيلي، لما كان تأثيرها بالتحولات
العالمية ليكون على المدى والعمق اللذين نعرف، لأن القوى الفاعلة ماكانت
بذلت جهداً لاستقطابها ولا كانت سعت للسيطرة عليها أو في الأقل للتأثير على
أهل الحكم فيها، وبالمقابل لو كان العرب من الوحدة والقوة والمناعة بما
يسمح لهم بمجاراة الدول القومية الكبيرة لكانوا تمكنوا من التأثير الحتمي
للتحولات الدولية عليهم نسبياً، ولكانت قوتهم قد حملتهم على التأثير في
النظام الدولي مبادرة، وعلى الحد من تأثرهم بتحولاته دفاعاً، لكن محنة
العرب هي تماماً في تلك الإشكالية المستمرة القائمة من جانب، على تواجدهم
في موقع حساس ومن جانب آخر على تواضع عناصر القوة والتي بحوزتهم للدفاع عن
ذلك الموقع ولتعظيم الفوائد منها، لذلك كان تأثرهم بالحرب الباردة كبيراً،
ونرى تأثرهم بالتحول الجاري نحو أحادية القطب كبيراً أيضاً. والموقع الحساس
الذي يكون بحوزة اللاعب الضعيف يتحول بالضرورة من مصدر محتمل للنفوذ إلى
عبء سياسي حافظ. وهذا مايجعلنا نعتبر التشرذم الذي يمنعنا من تحويل هذه
الحساسية إلى مصدر قوة بدلاً من ان تكون مغناطيسياً يستثير رغبة الاقوياء
بمد نفوذهم إليها.
بالإضافة إلى ان أحادية القطب الراهنة هي حليفة إسرائيل الاولى وتتشابه
الدولتان في اعتمادها المطلق على الوسيلة العسكرية للدفاع عن الذات كما
للتأثير على الآخرين، والآخرون هم العرب احياناً كثيرة(5)، لذلك لم يتوانَ
الأمريكان من التدخل في شؤوننا الداخلية وفي محاولة تغيير أحوالنا ويحاولون
تغيير الأنظمة العربية وتبديل الحكام واحتلال العراق خير مثال على التدخل
الامريكي والغربي في الشؤون الداخلية للعرب.
رابعاً - العرب وأطروحات الغرب الجديدة:
هنا يثار التساؤل الآتي: كيف يفهم الغرب العرب، وماهي أبرز الطروحات الغربية الجديدة بشأن الدول العربية؟
من أبرز الطروحات التي صاغها الغرب هو التقرير الذي حددته الأمم المتحدة
حول التنمية البشرية عبر تشجيع الديمقراطية والحكم الصالح وبناء مجتمع
معرفي وتوسيع الفرص الاقتصادية. وتمثل اولويات الاصلاح هذه السبيل إلى
تنمية المنطقة فالديمقراطية والحكم الصالح يشكلان الإطار الذي تتحقق داخله
التنمية، والأفراد الذين يتمتعون بتعليم جيد هم أدوات التنمية، والمبادرة
في مجال الاعمال هي ماكنة التنمية. (وجاء في تقرير التنمية البشرية لعام
2002) بأنه توجد فجوة كبيرة بين البلدان العربية والمناطق الأخرى على صعيد
الحكم القائم على المشاركة.. ويضعف هذا النقص في الحرية التنموية البشرية،
وهو أحد التجليات الأكثر إيلاماً للتخلف في التنمية السياسية، إن
الديمقراطية والحرية ضروريتان لازدهار المبادرة الفردية، لكنهما مفقودتان
إلى حد بعيد في أرجاء الشرق الأوسط الكبير (أي الوطن العربي). وفي تقرير
(فريدوم هاوس لعام 2003) كانت إسرائيل البلد الوحيد في الشرق الأوسط الكبير
الذي صنف بأنه (حر) ووصفت اربعة دول أخرى فقط بأنها (حرة جزئياً).
ولفت تقرير التنمية البشرية العربية إلى انه من بين سبع مناطق في العالم،
حصلت البلدان العربية على أدنى درجة في الحرية في أواخر التسعينيات، وأدرجت
قواعد البيانات التي تقيس (التعبير عن الرأي والمساءلة) المنطقة العربية
في المرتبة الأدنى في العالم.
ويمكن لمجموعة الـ8 ان تظهر تأييدها للإصلاح الديمقراطي في المنطقة عبر التزام مايلي:
مبادرة الانتخابات الحرة ففي الفترة مابين 2004 و2006 أعلنت بلدان عدة في
الشرق الأوسط الكبير نيتها في إجراء انتخابات رئاسية أو برلمانية أو بلدية.
وبالتعاون مع تلك البلدان التي تظهر استعداداً جدياً لإجراء انتخابات حرة
ومنصفة يمكن لمجموعة الـ8 ان تقدم بفاعلية مساعدات لمرحلة ماقبل
الانتخابات. وكذلك عن طريق تقديم مساعدات تقنية لإنشاء أو تعزيز لجان
انتخابية مستقلة لمراقبة الانتخابات وتقديم مساعدات تقنية لتسجيل الناخبين
والتربية المدنية إلى الحكومات التي تطلب ذلك مع تركيز خاص على الناخبات
كذلك يمكن لمجموعة الـ8 ان ترعى تبادل زيارات لأعضاء البرلمانات مع تركيز
الاهتمام على صوغ التشريعات وتطبيق الإصلاح التشريعي والقانوني وتمثيل
الناخبين. كما أن مجموعة الـ8 يمكنها ان ترعى معاهد تدريب خاصة بالنساء
المهتمات بالمشاركة في التنافس الانتخابي على مواقع الحكم أو إنشاء منظمة
غير حكومية(6). وبالرغم من هذه النقاط هي مضامين مشروع الشرق الأوسط الكبير
إلا أن هكذا يفهم الغرب العرب، يفهمونهم على أنهم ليست لديهم الإرادة
للتغيير وليست لديهم النخب المثقفة الواعية التي تستطيع تغيير الهيكلية
المؤسساتية لبلدانهم وعدم قدرتهم على البناء والإصلاح إلا بتوكيل من الغرب
أو بمراقبة غربية أمريكية. وهل يحق لواشنطن أن تتصور بأن الدول العربية حتى
وان تبنت منطقها القائل بأن حجم العاملين عن العمل وعدم وجود الحرية
السياسية والشباب المحروم من حقوقه السياسية يمثل تهديداً لاستقرار المنطقة
والمصالح المشتركة لمجموعة الـ8 ويجعلها تقدم المساعدة لمعالجة مايهدد
مصالحها ومايهدد أمن واستقرار إسرائيل، لايحق لها ذلك لأنه لايغير الله
مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم، فالتغيير يجب أن يكون من داخلنا وليس من قبل
أية دولة استعمارية.
خامساً - الوطن العربي واستراتيجيات الغرب المستقبلية:
كثيرة هي المحاولات الاستراتيجية التي يحاول الغرب صياغتها هادفاً من
ورائها ضمان مصالحة وضمان أمن إسرائيل واستقرارها. فقد باتت الدول العربية،
بالنسبة لأجندة السياسات الدولية، موضوعاً لعملية التأهيل أو التغيير، منذ
مطلع تسعينيات القرن العشرين، أي منذ انتهاء حقبة عالم القطبين بانهيار
الاتحاد السوفيتي (السابق) وهيمنة الولايات المتحدة الأمريكية على النظام
العالمي الجديد. ولكن هذه العملية لم تتموضع على رأس أولويات الفاعلين
الدوليين، ولاسيما الولايات المتحدة، إلا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر
2001، أي في مناخات الحرب على الإرهاب وكانت (الشرق أوسطية) أو فكرة "نظام
اقليمي" جديد يضم الدول العربية إلى جانب إسرائيل وعدد من الدول الشرق
أوسطية، انطلقت في مطلع التسعينيات من القرن الماضي، كمشروع للولايات
المتحدة الأمريكية في ظل إدارة الرئيس جورج بوش (الأب) بدفع من المتغيرات
والتطورات التالية:
1- التحولات السياسية الدولية الناجمة عن أنهيار الاتحاد السوفيتي
(السابق)، وانتهاء توازن القوى الذي كان سائداً أبان الحرب الباردة وهيمنة
الولايات المتحدة الأمريكية على النظامين الدولي والإقليمي.
2- التداعيات الناجمة عن أزمة وحرب الخليج الثانية (1990-1991) التي أدت إلى انحسار التضامن بين مكونات النظام العربي.
3- انطلاق مسارات العولمة الناتجة عن التطورات التكنولوجية والاقتصادية،
ولاسيما مايتعلق منها بثورة الاتصالات والمعلومات، وانهيار الحواجز امام
حرية التجارة وتدفق رؤوس الأموال، وسيادة الليبرالية الاقتصادية على
المستويين الوطني والدولي، ونشوء الحاجة إلى التكتلات الاقتصادية والدولية
الكبرى بحكم تزايد تآكل سيادة الدول على نطاقها الاقليمي.
4- بدء عملية التسوية للصراع العربي –الإسرائيلي (بانعقاد مؤتمر مدريد
للسلام في أواخر عام 1991) والتي ركزت أيضاً على التعاون الشرق أوسطي، عبر
عقد المفاوضات المتعددة الأطراف ومؤتمرات "القمة الاقتصادية للشرق الأوسط
وشمال أفريقيا".
هكذا حاولت الولايات المتحدة الأمريكية استغلال هذه التطورات والتحولات،
باعتبارها فرصة سانحة لها لتعزيز هيمنتها على المنطقة العربية(7). ولكن
ماهي الحدود الجغرافية لهذا المشورع، وماهي مضامينه ودلالاته.
تشير الدراسات المختلفة المنشورة منذ بداية عقد التسعينيات من القرن الماضي
إلى ان الشرق الأوسط ليس له ملامح جغرافية محددة المعالم، لكن البعض يشير
إلى انها المنطقة الجغرافية الواقعة ماحول وشرق وجنوب البحر الأبيض
المتوسط. وتمتد إلى الخليج العربي، ويستعمل هذا المصطلح للإشارة إلى الدول
والحضارات الموجودة في هذه المنطقة الجغرافية.
وقد سميت هذه المنطقة في عهد الاكتشافات الجغرافية من قبل المكتشفين
الجغرافيين بالعالم القديم، وهي مهد الحضارات الإنسانية وكذلك مهد جميع
الديانات السماوية.
إنّ الكيانات السياسية في هذه المنطقة تتمثل بالدول التالية:- العراق،
السعودية، فلسطين، الكويت، الأردن، لبنان، البحرين، قطر، الامارات، اليمن،
سوريا، مصر، سلطنة عمان، السودان، إيران، أرمينيا، تركيا وقبرص. ويعتبر
الشرق الأوسط من أكثر مناطق العالم توتراً أمنياً حيث شهد أكثر من احدى
عشرة حرباً.
طرح الرئيس الأمريكي جورج بوش (الابن) مشروع الشرق الأوسط الكبير في 6
شباط/فبراير 2004 أي بعد عام تقريباً من احتلال العراق، وبعد سلسلة مبادرات
ومواقف كانت الإدارة الامريكية قد طرحتها بعد أحداث سبتمبر/ايلول 2001
وذلك بغية التعامل مع مشكلات المنطقة العربية والتحديات المنبثقة عنها.
ومشروع الشرق الأوسط الكبير يؤكد ضرورة التغيير في المنطقة عوضاً عن
استراتيجية الحفاظ على الوضع القائم التي كانت معتمدة سابقاً بعد أن بات
هذا التغيير وفق الرؤى الأمريكية ضرورة ملحة لأمنها ومصالحها الاستراتيجية
والتي تقوم على ضمان انسياب النفط العربي باتجاه السوق الامريكي بأسعار
معقولة، فضلاً عن الحفاظ على أمن إسرائيل وتفوقها النوعي في الشرق
الأوسط(8).
وقد يعتقد البعض ان (مشروع الشرق الأوسط الكبير) أو (الشرق أوسطية) هو
مشروع حديث العهد بصياغته وأفكاره وهو من لبنة أفكار جورج بوش (الابن). ان
مشروع الشرق الأوسط استخدم كمفهوم من قبل القوى الاستعمارية الاوربية أبان
الحرب العالمية الأولى بصفة أساسية، وذلك في مواجهة تصاعد تجليات ومظاهر
انبعاث الوعي القومي العربي الذي شهد مده وانتشاره لمواجهة نفوذ المشروع
القومي الطوراني مع بدء أفول الدولة العثمانية. وماعرف بسياسة التتريك التي
أرادت الحركة القومية التركية فرضها على المجتمعات العربية بقيادة حركة
"تركيا الفتاة" منذ بدايات القرن العشرين.
وفي نفس الوقت، برزت مشروعات مناطق النفوذ البريطانية والفرنسية
الاستعمارية واتفاقات ومعاهدات تقسيمها في الوطن العربي بين الامبراطوريتين
البريطانية والفرنسية مثل معاهدة سايكس-بيكو 1916، ولم يكن مفهوم "الشرق
الأوسط" يشير في الواقع إلى حيز جغرافي معين ولا إلى تاريخ محدد مشترك
لشعوب المنطقة، بل استند بالأساس إلى نظرة السياسات الاستعمارية الاوربية
إلى أوربا كمركز أو قطب جاذب للعالم يقع خارج "الشرق الأوسط" ومن ثم شاع
هذا المصطلح في السياسة البريطانية وفكرة الشرق في أدبيات السياسة
الفرنسية. وكلاهما مفاهيم جيوسياسية واستراتيجية دلت على طبيعة مخططات
القوى الاستعمارية الاوربية ازاء (شرقها) هي بالمعنى الجغرافي وعكست
استراتيجيات تقاسم مناطق النفوذ بينها وخصوصاً مع اكتشاف البترول في كل من
إيران والعراق وشبه الجزيرة العربية.
وهكذا تداخل في المشروع الاستعماري الجغرافيا والتاريخ والايديولوجيا وحمل
المفهوم في طياته تصوراً لعلاقة الوطن العربي بالعالم الغربي. وعندما نشأ
الكيان الصهيوني في فلسطين بدعم استعماري مباشر صارت "شرق الأوسطية" إلى
جانب مركزيتها الأوربية شديدة الارتباط بعلاقة العرب بإسرائيل(9). وهكذا
كان هذا المصطلح يظهر ويختفي في العديد من الكتابات والدراسات الغربية إلى
أن تم الاعلان عنه بشكل مشروع من قبل جورج بوش (الابن) وذلك بعد أحداث
سبتمبر/ أيلول 2001 في قمة الثماني في 6/نوفمبر/شباط 2004 وتغير من (الشرق
أوسطية) إلى (الشرق الأوسط الكبير).
لكن هذا المشروع لم يعد أمريكياً محضاً، بل دخل الاتحاد الأوربي على الخط
وتحول إلى (شراكة أوربية) مع المبادرة الألمانية التي أقرها الاتحاد(10).
واكتسى هذا المشروع بطابعٍ دولي لدى إقراره في اجتماع القمة لقادة الدول
الثماني الصناعية الكبرى في حزيران/يونيو 2004، حيث تمخضت هذه القمة عن
تفاهم دولي بهذا الشأن.
وعلى الرغم من ان إدارة بوش (الابن) هي التي تقف في مركز التحريض على تغيير
الشرق الأوسط، فإنه يمكن ملاحظة أن ثمة توجهاً دولياً لإعادة هيكلة
المنطقة وإصلاحها وتأهيلها، بدعوى مواءمتها مع التطورات والمتغيرات
الدولية(11).
ولم يكن (مشروع الشرق الأوسط الكبير) هو المشروع المخطط له لإعادة هيكلة
المنطقة العربية، وضمان مصالح الدول الغربية وأمن إسرائيل، وإنما هنالك
مشروع آخر ضمن المخططات الاستراتيجية للدول الغربية يهدف إلى حماية إسرائيل
وهو مشروع (قناة البحرين) التي تربط بين البحر الأحمر والبحر الميت وتحلية
البحر الميت من خلال فتح قناة بينه وبين البحر الأحمر، لتصب مياه البحر
الأحمر بالبحر الميت وتحليه والغرض منه هو ليس لتحلية مياه البحر الميت فقط
وإفادة إسرائيل وتزويدها بالمياه العذبة وإنما هنالك أهدافاً منها معلنة
ومنها خفية، تمثل كلها أهدافاً لزيادة المجتمعات الحضرية في إسرائيل
وبالتالي جذب أعداد من المهاجرين إلى هذه المجتمعات الحضرية والذي يشكل
زيادة عدد سكان إسرائيل، والسيطرة على المياه العذبة التي يتزود بها الأردن
وفلسطين ولايدرك الكثيرون ان هذا المشروع كان أحد أحلام أو نبوءات الزعيم
الصهيوني تيودور هرتزل التي طرحها وإن كان بشكل مختلف في كتابه "الأرض
الموعودة" ونشره عام 1902 حين تحدث عن قناة لوصل البحر المتوسط (من هاديرا)
بالبحر الميت، وبعد ذلك بسنوات وضع عدد من المهندسين البريطانيين والألمان
مشورعات لمد نفس القناة في البحر المتوسط إلى البحر الميت ولكن بغرض توليد
الكهرباء.
وفي الخمسينيات من القرن الماضي، وبعد قيام اسرائيل عام 1948 قام د.والتر
لودرميلك (الخبير في التربة) بتقديم اقتراح لإنشاء مسار ثان مختلف على
البحر المتوسط يصل مابين حيفا والبحر الميت.
واستمر التخطيط لهذه القناة وإقامتها إلى أن أقرت المجموعة الخامسة
–والمسماة- مجموعة العمل الإقليمية للتنمية الاقتصادية في اجتماعها بالرباط
هذا المشروع، ثم أعلن رسمياً احياء هذا المشروع في القمة العالمية للتنمية
المستديمة التي عقدت في جنوب أفريقيا عام 2002(12).
كما إن شق (قناة البحرين) التي تربط البحر الأحمر بالبحر الميت يرتبط
بمشروع استراتيجي اسرائيلي آخر يتمثل في ماأعلنه وزير المواصلات
الاسرائيلية في فبراير 2007 لإنشاء خط سكة حديد يمتد من إسرائيل إلى العراق
ودول الخليج، وإنشاء منظومة للنقل الإقليمي يكون محورها الأساسي إسرائيل
والهدف من هذا المشروع هو نقل البضائع الواردة من مختلف دول العالم في شمال
البحر المتوسط إلى تلك المنطقة من موانئ إسرائيل على البحر المتوسط إلى
العراق ودول الخليج العربي عبر الأردن. وهذا المشروع له مردوداته
الاقتصادية على إسرائيل(13).
كل هذه المشاريع الاستراتيجية والمخطط لها من قبل الدول الغربية وعلى رأسها
الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل تهدف إلى اختراق الأمة العربية
والهيمنة عليها سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.
سادساً - الخاتمة والتوصيات:
1- الخاتمة:
في الأوراق السابقة حاولنا القاء الضوء على أبرز التصورات الغربية
المستقبلية للوطن العربي، فالغرب ممثلاً بأمريكا واسرائيل تعد المشاريع
الاستراتيجية التي تهدف منها السيطرة على الاقتصاد العربي من خلال السيطرة
على منابع الطاقة النفطية والذي يمثل أعلى احتياطي في العالم، وما احتلال
العراق عام 2003 الأخير إلا دليل على المخططات الاستعمارية لأمريكا وحفاظها
على أمن اسرائيل، كذلك هنالك من المشاريع الاستراتيجية المستقبلية التي
يحاول الغرب تنفيذها وذلك من خلال ماطرحه بوش (الابن) من مشروع الشرق
الأوسط الكبير، وماطرحه وزير المواصلات الاسرائيلي مشروع شق (قناة البحرين)
وانشاء سكة حديد تربط اسرائيل بالعراق والخليج، بالإضافة إلى مشاريع أخرى
مخفية ولم يتم الاعلان عنها، هذه المشاريع الاستراتيجية هي رؤى مستقبلية
يخطط لها الغرب للسيطرة والهيمنة على الوطن العربي، ان المنطقة العربية
باتت تواجه في هذه المرحلة استحقاقات وتحديات خطيرة تشمل السياسة والاقتصاد
والاجتماع، وتواجه الدول والحكام كما تواجه المجتمعات والأفراد، وتحاول
الدول الغربية والعالم الدولي فرض الوصاية عليه.
2 - التوصيات:
نحاول ومن خلال ماسبق ذكره وفي هذا البحث المتواضع ان نضع بعض التوصيات التي قد تكون عوناً في إصلاح بعض شؤوننا:
أ) الاصلاح السياسي، يجب أن يبدأ الحكام العرب بإدخال الاصلاحات في مجمل
العملية السياسية ويجب أن يحظى الاصلاح السياسي بالأسبقية قياساً إلى
الإصلاحات الأخرى لأنه يحتويها ويؤثر فيها بدون أن ننكر ان الاصلاح السياسي
لايمكن أن يكون اصلاحاً لوحده دون أن نأخذ بنظر الاعتبار الإصلاح
الاقتصادي والاجتماعي.
ب) منح الحريات المختلفة مثل حرية الرأي وحرية الصحافة وغيرها لمختلف
قطاعات وأفراد الشعب، فمن المعروف أن الدول العربية وبعض أنظمتها تعمل على
خنق الحريات وخصوصاً حرية الصحافة.
جـ) توفر فرص العمل لآلاف الخريجين الشباب العاطلين عن العمل، ان عملية
التنمية البشرية تتطلب جهود جميع أفراد المجتمع بالمشاركة، وعدم وجود العمل
المطلوب وخصوصاً التخصصية منها يعطل طاقة بشرية كفوءة مما يؤثر على سير
عملية التنمية في المجتمع العربي.
د) إن الأوضاع العربية الراهنة والمتناهية الخطورة التي توجد عليها الشعوب
العربية، تلزم النخب المثقفة بإبداء آرائهم وتحليلاتهم للأوضاع ومحاولة
معالجتها والنهوض بالأمة.
هـ) منح المرأة حق العمل والاشتراك في العملية السياسية وذلك لأن المرأة
العربية أداة معطلة، يمكن الاستفادة من قابلياتها وكفاءتها في الإسهام
بعملية تقدم المجتمع.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

الوطن العربي في المنظور المستقبلي الغربي :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

الوطن العربي في المنظور المستقبلي الغربي

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» التعذيب في الوطن العربي
» الوطن العربي من الخليج إلى «نايل سات»..
» ا الذي حل بالفلسفة في الوطن العربي
» أحمد أبوزيد والبداوة في الوطن العربي
»  البحث العلمي في الوطن العربي (رؤية ت

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: دراسات و ابحاث-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: