** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الجذور الفلسفية و الفكرية و التقافية لنظرية ما بعد البنيوية  البنيوية و انتقاداتها I_icon_mini_portalالرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 الجذور الفلسفية و الفكرية و التقافية لنظرية ما بعد البنيوية البنيوية و انتقاداتها

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سبينوزا
فريق العمـــــل *****
سبينوزا


عدد الرسائل : 1432

الموقع : العقل ولاشئ غير العقل
تعاليق : لاشئ يفوق ما يلوكه العقل ، اذ بالعقل نرقى عن غرائزنا ونؤسس لانسانيتنا ..

من اقوالي
تاريخ التسجيل : 18/10/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 5

الجذور الفلسفية و الفكرية و التقافية لنظرية ما بعد البنيوية  البنيوية و انتقاداتها Empty
26102011
مُساهمةالجذور الفلسفية و الفكرية و التقافية لنظرية ما بعد البنيوية البنيوية و انتقاداتها

الجذور الفلسفية و الفكرية و التقافية لنظرية ما بعد البنيوية




البنيوية و انتقاداتها



تعريف البنيوية : من الصعوبة بما كان إعطاء تعريف شامل
موحد للبنيوية ، وليس أدل على من ذلك من التعريفات الكثيرة التي نجدها
متناثرة هنا وهناك إلا آن هناك بعض المنطلقات النظرية الأساسية تكون القاسم
المشترك بين البنيوية في المجالات المختلفة وعلامات أساسية تميزها عن
المذاهب الأخرى.



وكلمة البنيوية structuralisme-مشتقة من كلمة بنية
.structureوهي بدورها مشتقة من الفعل اللاتيني struere.أي بنى وهو يعني
بذلك الهيئة آو الكيفية التي يوجد الشيء عليها ،آما في اللغة العربية فبنية
الشيء تعني ما هو أصيل فيها وجوهري وثابت لا يتبدل بتبدل الأوضاع
والكيفيات .



يعرف لالاند البنية كالتالي : “بمعنى خاص وجديد تستعمل
البنية من اجل تعين كل مكون من ظواهر متضامنة ، بحيث يكون كل عنصر فيها
متعلق بالعناصر الأخرى ولا يستطيع آن يكون ذا دلالة الى في نطاق هذا الكل
.”



آما فولكييه فيرى “آن الدراسات والبحوث في مجال العلوم
الإنسانية ينبغي لها آن تنشد الطريقة البنيوية بمعنى توضيح الموضوع الذي
تود دراسته بوضعه داخل البنية حيث كان موجودا ومتضامن”.



ويرى ليفي شتروس “آن البنية تحمل أولا وقبل كل شئ طابع
النسق آو النظام فالبنية تتآلف من عناصر اذا ما تعرض الواحد منها للتغير آو
التحول تحولت باقي العناصر الأخرى .”



الجذور الفكرية لنظرية مابعد البنيوية: جاءت هذه النظرية
كرد فعل لمجموعة من الظروف والعوامل التي ظهرت خلال الستينات م القرن 20
وتشكيل ما يمكن تسميته بالجذور السياسية التي قامت عليها نظرية ما بعد ا
لبنيوية إلا اننا نلاحظ آن لهذه النظرية جذور فكرية متعددة كانت بمثابة
المصدر الأساسي لطرح القضايا والمسلمات الأساسية التي قامت عليها بالفعل .



1/ الجذور الفلسفية : اهتم عدد كبير من رواد ما بعد
البنيوية من أمثال فوكو ودريدا وهيرست وغيرهم آخرون اهتموا بدراسة أفكار
عدد من الفلاسفة بدء من التحليلات الفلسفية الاغريقية عند افلاطون وارسطو
واستاذهم سقراط .











حتى تحليلات كانط وهيجل وغيرهم م أنصار الفلسفات
المثالية التي مهدت عموما لقيام عصر التنويرفي أوربا وغن كانت تحليلات
ماركس بصورة عامة كانت مصدر كبيرا ،آما المصدر الفلسفي المعاصر لنظرية ما
بعد البنيوية فلقد تمثل في تحليلات أحد مفكري وفلاسفة القرن19 وهو فر يدرك
نتشه 1784/1900 الذي عاصر كثيرا من أفكار ماركس ،و جاءت تصورات نيتشه
مرتبطة بأفكار ما بعد البنيوية ولا سيما انتقاده الشديد لروح الحضارة
الحديثة تلك الفلسفة التي تسعى إلى تحليل الزيف الذي يرتبط بالأفكار
الإلهية المزيفة المرتبطة بالدين و العقل تلك الأفكار التي اتخذ منها نيتشه
موقفا عدائيا لاختيارها للعقل الإنساني و بإيجاز كانت آراء نيتشه ذات
الطابع الشكي ضد النتائج العقلية آو العلمية



التي تقوم على تزييف الوعي ،و كان أحد المصادر الأساسية
التي استحدث منها نظرية ما بعد البنيوية الكثير من تصوراتها و أفكارها و
هذا ما ظهر في آراء فوكو ذات الطابع الفلسفي بصورة عامة .



2/الجذور الثقافية : آن أفكار نظرية ما بعد البنيوية
جاءت نتيجة مجموعة من التحليلات بتفسير الثقافة الغربية والتي قامتت على
أتساس التميز الطبقي ونتج عنها تخلف وتزيف الوعي الفردي الذي يقوم على
الطاعة المطلقة والموافقة التامة علىماتدعيه الطبقات العليا وغيرذالك من
افكار ذات طابع تحليلي ماركسي استخدمه رواد ما بعد البنيوية في الكثير من
تصوراتهم ، وهذا ما جعل الكثير من العلماء يتخذون موقفا شكيا وتحليليا لما
يسمى بالدور الذي تركه



عصر التنوير والا صلاح في قيام الحضارة الغربية ولاسيما
عند تحليلهم الأيديولوجي للنزعات التمثيلية التي تمثل في النظرية اللغوية
التقليدية والتي قامت على أساس إيديولوجية ولتمجيد النظام الراسمالي عند
طريقة اللغة التي تم استخدامها لتحقيق الاغراض الايديولوجية الراسمالية
الغربية ، ولا سيما آن الإيديولوجية حسب أنصار ما بعد البنيوية ، تعد
بمثابة الإطار العام الذي ينظم أساليب التفكير الفردي والجماعي والسيطرة
عليه عن طريق اللغة ذاتها تلك الأفكار التي لاقت قبولا واسعا في تحليلات
أنصار ما بعد البنيوية مثل تصورات بارت على سبيل المثال .



3/ الجذور الفكرية : من ناحية أخرى استمدت نظرية ما بعد
البنيوية تصوراتها من التحليلات التقليدية التي تركتها النظرية البنيوية
ولا سيما أفكار التوسير ، والتي حاولت آن تركز على انساق المعنى والإشارات
دون تفسير كيفية الضبط والسيطرة على استخدام اللغة بما يحمله من إشارات
ومعاني وهذا ما جاء في انتقاء أنصار ما بعد البنيوية للنظرية اللغوية
التقليدية . ولاسيما آن اللغة استخدمت لتزييف الوعي الفردي لتقبل الأفكار
العلمية و التسلطية الإيديولوجية للنظام الرأسمالي الغربي دون دراسته
وتحليله بصورة واقعية وهذا ما جعل أنصار نظرية ما بعد البنيوية يعيدون
تفكيرهم عند تحليل المعاني وكيفية السيطرة عليها إيديولوجيا وكيفية ظهورها
عن طريق اناط الامتثال والتطابق والطاعة و



الخضوع والسيطرة من جانب الفئات آو الطبقات العليا
والسيطرة على الطبقات الدنيا الحرص على تزييف وعيها وساوكها ونشاطها وهذا
ما جعل الكثير من انصار هذه النظرية (ما بعد البنية) يدعو الى تحرر العقل
الإنساني في قبول المعاني ، وذلك عن طريق تحليلهم للرموز ولإشارات
ودلالاتها اللغوية والاجتماعي وهذا ما ظهر على سبيل المثال في أفكار در يدا
وانتقاده الشديد لتصورات نزعة التمثيل اللغوية آو انتقادات هيرست لافكار
التوسير البنيوية بصورة خاصة















4/ الجذور السياسية :يرى أيان كريب آن اتجاه ما بعد
البنيوية قد ظهر بصورة عامة نتيجة لبعض الظروف السياسية لبتي ظهرت في فرنسا
خاصة بعد عام 1968 حيث أخفقت الآمال المرتبطة بدور الحزب الشيوعي الفرنسي
،و ظهرت منظمات يسارية جديدة تبنت الأفكار اليسارية و حملت على زيادة
الحركة النقدية على الماركسية و انتقدت الطبيعة التسلطية التي قامت عليها
الأحزاب الشيوعية الأوربية و التي تتماثل في تكوينها و خصائصها مع الأحزاب
الشيوعية في الأنظمة الاشتراكية والتي تعتبر نتاج للنظريات التسلطية
المحافظة .لذا جاءت الدعوة من أنصار ما بعد البنيوية من أمثال فوكو التي
تنادي بضرورة العودة إلى أفكار ماركس الأصلية .و انطلاقا من الأفكار
السابقة المرتبطة بالجذور النظرية السياسية لنظرية ما بعد البنيوية ،و التي
تعد من بين أنماط مختلفة من الفكر و الثقافة و الأيديولوجيا الاقتصادية
السياسية و غيرها ،نستطيع آن نجمل عدد من القضايا و المسلمات التي تقوم
عليها و هي :



1/ ضرورة إعادة تقيم التراث الحضاري الغربي الذي جاء بعد
عصر التنوير و الذي يؤدي إلى تحقيق نتائج إيجابية لنضوج العقل الإنساني
بصورة عامة ،اكثر ما يساعد على العادة تنظيم المجتمع و سبل سيطرة الطبقات
القادرة آو القوية على بقية الطبقات المحرومة في المجتمعات الرأسمالية .



2/ آن البطات الفنية أو القوية و ما يعرف بالطبقات التي
تمتلك أيضا المعرفة و القوة قادرة على تزييف الوعي الفردي و آن تملك جميع
عناصر الثقافة و تشكيلها بصورة مستمرة و تعمل على جعل الطبقات الفقيرة
تمتثل لها في صورة مختلفة من الطاعة و الخضوع و الامتثال التام.



3/ شككت أفكار و آراء رواد نظرية ما بعد البنيوية في
اعتماد الحضارة الغربية الرأسمالية على الأساليب العلمية التي استندت إليها
لأنها تقوم على النزعة العلمية الكاملة دون إعطاء الفرصة للعقل و التفسير ،
فتلك النزعة التي استمدتها الحضارة الغربية و توارثها عن الحضارة المسيحية
التي قامت على اتجاه واحد في التفسير وهو الاتجاه اللاهوتي و الذي شكك في
القدرة العقلية و إمكاناتها في دراسة العالم الخارجي و هذا ما ينطبق على
النزعة العلمية التي لم تعطي فرصة للتفكير و التحليل و التأمل العقلاني



4/ استمدت نظرية ما بعد البنيوية أفكارها وتصوراتها من
أفكار عدد من الفلاسفة وخاصة نيتشه الذي يوصف بمؤسس البنيوية الفلسفية،
علاوة على أفكار كانط وهيجل وماركس وخصوصا تصورات هذا الأخير حول الطبقة
والسيطرة الطبقية في المجتمع الرأس المالي .







5/ تسعى نظرية ما بعد البنيوية لإعادة تحليل الفكر
الماركسي الأصلي ولاسيما بعد آن خيبت آمالها النزعات الماركسية المحدثة
والتي سعت إلى تطبيق الماركسية من الناحية الشكلية و ليس المضمون ،و هذا ما
جاء في انتقاد نظرية ما بعد البنيوية للأحزاب السياسية الشيوعية الغربية .



6/ تهدف نظرية ما بعد البنيوية آراء رواد البنيوية الأوائل وطبيعة أفكار التو سير حول الإنتاج الثقافي وتحليل المعاني والرموز.



















فوكو والبنيوية الثقافية



جاءت آراء المفكر الفرنسي ميشال فوكو 1926/1984 مثل غيره
من رواد ما بعد البنيوية التي يصنف جزء كبير منها تحت تحليلات النظرية
البنيوية الكلاسيكية وفي الواقع إن أفكار فوكو جاءت معظمها مندرجة تحت ما
يمكن آن نسميه بتحليلات عالم الفكر الإنساني الذي يشمل أفكار تأملية متنوعة
وهذا ما تعكسه اهتماماته الأولى كأحد الباحثين التاريخيين آو المهتمين
بالتغيرات التي حدثت على انساق وبناءات المعرفة وتصنيفها في المجتمعات
البشرية وخاصة خلال المجتمعات الحديثة وعلى أية حال نسعى للإشارة الموجزة
إلى إسهامات فوكو في النقاط التالية .



كتابات ما بعد البنيوية المبكرة



يرى الكثير من المحللين لأفكار رواد نظرية ما بعد
البنيوية أن تصورات فوكو ترتبط بتحليلات البنيوية ولاسيما مؤلفاته التي
تتسم بهذه التحليلات مثل كتابه عن ” الجنون والحضارة “1967 ومولد العيادة
1973والنظام الأشياء واركيولوجية المعرفة 1972 فلقد هذه المؤلفات لتعكس مدى
اهتمام فوكو بدراسة التغيرات الجوهرية التي حدثت على أنماط الفكر غي أوربا
الغربية في الفترات السابقة على المجتمع الحديث كما اهتمت أفكاره بهذه
الفترة لدراسة طبيعة وكيفية وتطور وحدوث عملية الفكر الإنساني خلال مراحل
التحول للمجتمعات الرأسمالية وكيف اهتم العقل الإنساني بدراسة العلاقات
المتداخلة بين الأشياء في العالم الحديث آن هذا التصور التحليلي عند فوكو
ويتماثل مع كثير من تحليلات علماء الاجتماع الذين عالجوا كيفية تطور العقل
الإنساني وهذا ما ظهر في تحليلات كونت دوركايم ماركس وأيضا تحليلات فيبر.



وفي الواقع آن كتابات فوكو التي يمكن وصفها بالبنيوية
الثقافية سعت إلى تطوير الأنثروبولوجي البنيوية التي وضعها العالم الفرنسي
ليفي شتراوس و أصبحت جزء أساسيا من التراث العلمي للبنيوية آو لتحليلات
أنصار ما بعد البنيوية كما قد توصف كتابات فوكو بأنها محاولة لوضع نظرية
ثقافية ابستيمولوجية تلك النظرية التي امتدت جذورها إلى الثقافة الأمريكية
أحدثت انقلابا خطيرا في مجال المعرفة الإنسانية آو ما يعرف ابستيمولوجيا
العلوم الإنسانية و آن كان هذا النوع من العلوم يرجع نشأته إلى داسة ثقافة
التاريخ لان التاريخ كان المصدر الأول لمعرفة كيفية تطور الوجود البشري
أنماطه و أساليبه و وعيه وهذا ما جعل في الوقت الحاضر الكثير من العلماء من
أمثال فوكو يكرسون جهودهم لوضع مجال جديد من مجالات المعرفة الإنسانية وهو
الدراسة التاريخية للثقافة ذلك المجال الذي يرتبط منذ منتصف القرن 20
بتحليلات المدرسة الفرنسية و خاصة عند النظرية البنيوية آو ما بعد البنيوية
كما تمثل في كتابات فوكو .



تنظيم الخطاب المؤسساتي



فإن النظرية البنيوية عندما سعت إلى تحليل المعاني
والدلالات اللغوية في الخطابات جاءت البنيوية عندما سعت لتحليل مكون النشاط
والافعال ووصفها وهذا ما ظهر في نظريات سوسيولوجية اخرى مثل
الفينومينولوجيا والاثومينودولوجية التي اهتمت بتحليل المفردات واللغة
والمعاني والرموز ووصفها بصورة تسهل من عملية دراستها وتحليلها .



ولكن هذا التأثير امتد إلى نظرية ما بعد البنيوية وظهر
على سبيل المثال في تحليلات فوكو ، الذي ركز على تحليل آراء اركيولوجيا
المعرفة ، وجعل الخطابات جزء من هذه المعرفة ولا سيما أننا نستخدم لغة
الخطاب في الكثير من الكلام والحديث والمناقشة والتعبير اليومي وهذا ما
يطلق عليه حديثا تصور ما بعد البنيوية بلغة الخطاب المؤسساتي الذي من خلال
تحليله ودراسته والكشف عن جوانب الحياة النظامية التي توجد في المجتمعات
الحديثة في نفس الوقت نجد آن فوكو عندما اهتم بدراسة الخطاب المؤسساتي
يتحدث عن عالم خارجي آو عن نظام خارج الخطاب الذي يتمثل في بنية المؤسساتية
التي ينبثق عنها الخطاب ذاته ،و يعتبر تجسدا لها من ناحية أخرى ،آن الخطاب
المؤسساتي يكشف عن مجموعة من علاقات القوى الكامنة فيه و بالطبع آن آراء
فوكو استمدها من تصورات نيتشه عن العلاقات بين القوة و المعرفة حيث تصور
الأول آن المعرفة ماهية إلا وسيلة لتمدنا بالقوة لفعل أشياء و أنشطة محددة
لا يمكن آن تقوم بها دون المعرفة و آن كان فوكو يطور أراء نيتشه و يؤكد على
آن المعرفة في حد ذاتها نوع من القوة نمارسها على الآخرين و ذلك من اجل
السيطرة عليهم كما و آن القوة لم تعد أداة للتحرير (المتمثلة في المعرفة
)بل أضحت أداة للاستعباد .



و بإيجاز سعى فوكو إلى تجسيد المعرفة عند تحليله للخطاب
المؤسساتي باعتباره نوع من القوة و من يستطيع آن يمتلك آو ينظم هذه المعرفة
يكون قد حصل بذاته على القوة و هنا ما يؤكد عليه عموما في دراسته عن
المجتمع الحديث الذي يتكون من العديد من أنماط القوة التي ترتبط بالمعرفة
في نفس الوقت اهتم فوكو بدراسة القوة في المجتمعات الحديثة التي تخلق
بالضرورة أنماط كثيرة من المقاومة و لذا فان العالم ممتلئ بأنماط متعددة من
القوة و المقاومة في نفس الوقت و هذا ما يعتبر في حد ذاته مصدرا للصراع و
ذلك من اجل الحصول على القوة و التي حاول فوكو آن يجسدها في أنماط المعرفة
المختلفة والتي يعتبر الخطاب المؤسساتي اليومي أحد العناصر التي تتضمن هذه
المعرفة و القوة في نفس الوقت و يضرب بذلك بما حدث في فرنسا سنة 1968.



المنهج عند فوكو



ركز أنصار ما بعد البنيوية على التحليل الثقافي للغة
والمعاني والمفردات والخطاب المؤسساتي وغير ذلك من تحليلات والذي اختلف
نسبيا عن المناهج التحليلية المستعملة ف ي النظريات السوسيولوجية الكبرى .
وإن كنا نلاحظ آن منهج نظرية ما بعد البنيوية يماثل العديد من النظريات
السوسيولوجية التي ذاع صيتها خلال مرحلة الظهور نظرية ما بعد البنيوية ومن
أهم هذه النظريات النظرية الفينومينولوجية والاثنوميتودولوجية كما أشرنا
إلى ذلك في بداية اهتمامنا بنظرية ما بعد البنيوية وكما يرى بعض المحللين
آن هناك نوعا من التماثل بين منهجية فوكو التي حاولت آن تفسر العالم من
خلال اللغة والثقافة والمعرفة وارتباطهما بعناصر وبناءات القوة في المجتمع
الحديث وبين نظرية الصراع فلقد أوضحت تحليلات فوكو أنها تقوم على عدد من
المقولات أو المفاهيم النظرية التي ترتبط بأفكار ما بعد البنيوية والتي
تتمثل في تحليل الخطاب والمعاني والقوة وإن كانت تلك الآراء جاءت على مستوى
عال منت التجريد والتحليل الفلسفي الميتافيزيقي شانها شان نظرية الصراع
ومحاولتها تفسير حياة الاجتماعية العصرية بأنها حالة من الفقر والصراع
المستمر في نفي الوقت حرص فوكو للاعتماد على المنهج الوصفي في دراسته
للحياة الاجتماعية وهذا ما تمثل في وصفه لعلاقات ومظاهر القوة ومماثلتها
عموما بعلاقات ومظاهر المعرفة وكيفية تطور العلوم الطبيعية والنفسية
والقانونية وعموما يمكن آن ننظر إلى الأعمال المنهجية التي اتسمت بها
تحليلات فوكو بأنها مناهج وصفية يمكن الاستعانة بها في وصف قواعد العلم
التي تقوم على مسلمات ميتا فيزيقية فلسفية بالإضافة إلى ذلك نلاحظ آن فوكو
سعى إلى تطوير منهجيته وخاصة في تحليلاته الحديثة لما بعد البنيوية كما جاء
في ذلك في كتاباته حول تكوين الخطاب أو المقال الذي اعتمد فيه على الكثير
من الخطوات البحثية الواقعية التي تتمثل في تفسير الأشياء وتكوين نماذج
وإجراءات المقابلة تلك الخطوات المنهجية التي تسهم في بناء المعرفة
والأفكار كما اسماها فوكو ( تشكل العلوم الإنسانية)



تشكل العلوم الإنسانية



يؤكد فوكو آن العلوم الإنسانية لم تتلق أي ميراث من
العصر الكلاسيكي لان الأرضية الفكرية لذلك العصر لم تكن قد عرفت بعد مفهوم
الإنسان بل لان العلوم الإنسانية ذاتها لم تكن قد ظهرت هي كذلك يقول فوكو”
آن أول شئ يمكن ملاحظته هوان العلوم الإنسانية لم تتلق كميراث أي ميدان
مرسوم من قبل آو ممسوح ظاهر المعالم في مجمله ولكنه على العكس كان ميدانا
بورا ميتا لا حياة فيه….. آن المجال الابستيمولوجي الذي قطعته العلوم
الإنسانية لم يخضع للتقادم مسبقا فلا فلسفة ولا خيارا سياسيا آو أخلاقيا
ولا علم تجريبي مهما يكن ولا أية ملاحظة للجسد الإنساني ولا أية تحليل
للإحساس آو التصور آو الانفعالات صادف شيئا يشبه الإنسان منذ القرن 17ذالك
الإنسان لم يكن قد وجد بعد زيادة على آن علوم الحياة واللغة والعمل لم تكن
معروفة .هذا الحديث المتنامي ” ظهور الإنسان ” نستطيع آن ندرجه في نطاق
عملية إعادة التوزيع العام لإبستمي العصر الحديث و يرى فوكو آن الانتقال من
العصر الكلاسيكي إلى العصر الحديث تم بعد آن فقد العقل الإنساني القدرة
على إقامة تلك الروابط التي تؤلف بين عناصره .ومفهوم الطبيعة يشير إلى غياب
الإنسان كواقع أولي ملموس ثم بوصفه موضوعا مطروحا على بساط البحث و لكن من
الصعوبة بما كان تناوله هذا من جهة و كانت هي شرط لكل معرفة من جهة أخرى
فالإنسان في الفكر الكلاسيكي كان يسكن في الطبيعة عن طريق ما يسمى بالطبيعة
الجهوية المحدودة اذا الإنسان بوصفه ذاتا و موضوع كل معرفة ممكنة آم يظهر
إلا في القرن 19 وكان هذا بحد ذاته من اكبر الثروات التي زعزعت أركان
الثقافة الغربية و كان سبب ظهوره هو ذلك التصدع الذي حدث في تنظيم المعرفة
الذي يسر لمفكري القرن 19مهمة تعقل الإنسان أي اعتباره ذاتا و موضوعا عن
اعتباره طبيعة بشرية فحسب ، و هكذا اتخذ المجال الابستيمولوجي مع هذا
الظهور أبعادا ثلاثة بدلا من المسار القديم المتجانس ذي البعد الواحد هذه
الأبعاد تعبر عن محاور ابستيمولوجية يلخصها فوكو كالتالي:



1-العلوم الرياضية و الفيزيائية .



2-العلوم (اللغوية و البيولوجية و الاقتصادية ).



3-التفكير الفلسفي .



يقول يتجلى المجال الابستيمولوجي للقرن 19 في أبعاد ثلاثة :



في البعد الأول يمكننا آن نضع العلوم الرياضية و الفيزيائية…



و في الثاني نضع العلوم الأخرى مثل العلوم اللغة و البيولوجيا و الاقتصاد .



آما البعد الثالث يتمثل في التفكير الفلسفي الذي ينشا
باعتباره حصيلة تفكير معبر عن الذاتية و الذي يكون مجالا مشتركا مع أبعاد
العلوم اللغوية و البيولوجية و الاقتصادية .



المآخذ على فوكو



المآخذ على المنهجية



بما آن هدف فوكو كان الكشف عن الفكر الغربي وتعريتها
وإظهار خصائص الإبستمي التي سيطرت في كل مرحلة من المراحل وتحقيقا لهذا
الهدف بدا بدراسة خصائص ما اسماه إبستمي عصر النهضة ق 16ونحن بدورنا نتساءل
لماذا كانت البداية من القرن 16بالذات آن النهضة الغربية اذا كانت قد عرفت
طريقها الصحيح فلأنها استفادت إلى حد كبير من حضارة عريقة كانت هي الرائدة
إلا وهي الحضارة الإسلامية فلو عاد إلى القرون الوسطى لوجد آن الحضارة
الغربية التي يحاول سبر أغوارها قد استفادت كثيرا من هذه الأخيرة سواء في
النواحي الفلسفية آو العلمية وإذ كان القديس توماس الاكويني من اكبر
المتأثرين بفلسفة ابن رشد.



ولو سئل فوكو عن المقولة التي كانت تسيطر في تلك المرحلة
لقال أنها مقولة الركود والتخلف ثم آن تقسيماته داخل كل إبستيمي على
انفراد جعله في بعض الأحيان يضحي بالمضمون على حساب الشكل والمنهج كما آن
فوكو وقع فيما نسميه بالانتقائية وهي ناتجة عن تكلفه السابق صحيح انه اكتشف
عوالم جديدة لم تكن في الحسبان وابرز شخصيات كانت مغمورة لكنه أهمل شخصيات
ونظريات كانت لها قيمتها في مجال الفلسفة.



المآخذ على المضمون



دعى فوكو إلى ضرورة التخلص من الماركسية ذلك أنها لم
تحدث أية تثير حقيقي في المستوى العميق للمعرفة الغربية وربما كان قول فوكو
بمثابة رد فعل ضد التطبيقات الماركسية آو التحفظ ضد الماركسية الارثدوكسية
التي جعلت من ماركس مسيح الإنسانية الجديد ، ولكن كل هذا لا يشفع له مثل
هذا النقد المتسرع فالماركسية أحدثت أثرا عميقا في صميم الثقافة الغربية
أدخلت مفاهيم وتفسيرات مادية لا تزال ذات قيمة إلى الآن ولا يستطيع فوكو آو
غيره تجاوزها إلا بمناقشتها آما آن يصدر حكمه في كلمات محدودة فهذا مالا
يليق بفيلسوف في مثل مكانته .



من المآخذ أيضا إهماله الشديد للعلوم الإنسانية ونقده
لها بل رفض إطلاق هذا الاسم عليها والواقع آن دعوته إلى العلمية والصرامة
يؤدي إلى مزيد من الدق في مجالات هذه العلوم ولكن آن نختصرها إلى مجرد
معادلات رمزية بسبب تعقد مجالها الابستيمولوجي وقربها من الميتافيزيقا فهذا
غير مقبول ونضرة سريعة إلى تاريخ العلوم الإنسانية يبين لنا تلك الخطوات
الجبارة التي قطعتها وخاصة علم الاجتماع و علم النفس و الأنثروبولوجيا .



آما المؤاخذة الأكبر تكمن في تنبؤ فوكو باختفاء الإنسان
نتساءل بأي معنى يحق لفوكو إطلاقها مثل هذا الحكم . قد يكون هذا الإعلان
مجرد صيحة ابتسيمولوجية جديدة جاءت لتوقظ الفكر المعاصر من سباته – آن كان
هناك سبات فعلا- و تحرص على وحدة المقال العلمي و منهجه و تهتم بأبعاد
مفهوم الإنسان القديم لأنه طالما أثار وحدة المقال العلمي و منهجه وتهتم
بأبعاد مفهوم الإنسان القديم لأنه طالما أثار البلبلة في نطاق اللغة .آن
المشكلة تتمثل في آن فوكو يترك لنا الحرية في اختيار المفهوم الذي نحبذ
فيما يتعلق بهذه النقطة الأساسية (و الحق انه لو كان يريد بذلك آن يقول أنا
ابستيمي الإنسان على نحو ما ظهر في القرن 17 هو الآن بصدد الاختفاء لما
ترددنا جميعا في مشاركته في هذا الرأي بل لمضينا ابعد من ذلك لكي نقول آن
النسيان قد مات لكن المشكلة اعقد من ذلك فالإنسان يرفض التوقيع على شهادة
وفاته و هذه هي حقيقة الأمر فيما نحن بصدده من دراما معاصرة فالإنسان يرى
آن وفاته هذه تعسفية وهو يريدها آن تكون طبيعية اذا دعت الضرورة ذلك .



نقد جان بيا جيه



في الواقع يقف جان بيا جيه في وسط الطريق بين المنتقدين
والمؤيدين للبنيوية ، وما يهمنا هنا النقد الذي وجهه إلى فوكو في آخر كتابه
البنيوية فبع آن يشيد بأسلوب الكلمات والأشياء يسجل عدت محاولات نقدية
نوردها فيما يلي :



- آن بنيوية فوكو تختلف اختلافا كبيرا عن البنيويين الأخريين



- 1/حقد فوكو غير مبرر واحتقاره للعلوم الإنسانية



- 2/ اذا كان فوكو يريد آن يكون كانط جديدا يوقظنا من سباتنا الايقاني فان عمله تنقصه الموضوعية والدقة لكي يصل إلى هدفه



- 3/ مع نقده للعلوم الإنسانية فانه لا يقدم لنا أجوبة كافية تدلنا على أسباب تسمية هذه العلوم بالإنسانية



- 4/طموحات فوكو العلمية وقعت في خطأين كبيرين الخطأ
الأول يتمثل في آن ثلاثي المعرفة عنده لا جدوى منه والخطأ الثاني يسميه بيا
جيه بتغاير الباطني وهو يظهر جليا في الأمثلة البيولوجية والفيزيائية التي
ذكرها في كتابه



ويخلص بيا جيه إلى آن النقطة الثابتة في هذه اللاعقلانية
الأخيرة عند فوكو هي الرجوع إلى اللغة المصممة على سيطرة الإنسان لأنها
خارجة عن الأفراد ولكن تبقى طواعية وتشكل بالنسبة إليه نوعا من الغموض الذي
يحلو له ، فقط آن يشير إلى إصراره المعمى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

الجذور الفلسفية و الفكرية و التقافية لنظرية ما بعد البنيوية البنيوية و انتقاداتها :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

الجذور الفلسفية و الفكرية و التقافية لنظرية ما بعد البنيوية البنيوية و انتقاداتها

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» المعطيات النقدية لجاك دريدا يمكن القول في بداية هدا التحليل ان الممارسات النقدية لما بعد البنيوية هي نفسها الممارسات النقدية للتفكيكية , و هدا يعني ان مصطلح ما بعد البنيوية مساو لمصطلح التفكيكية , وان جاك دريدا بمدونته المفاهيمية المؤسس الشرعي للتفكيكي
» حفر تحت الجذور :
» الخلفيات الفكرية لقصة ابن طفيل الفلسفية .
» التحولات الفكرية الكبرى للحداثة مساراتـها الإبستيمولوجية ودلالتها الفلسفية
» السلبية الفكرية

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: دراسات و ابحاث-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: