** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
  الاتجاهات الحديثة في الإصلاح السياسي الإسلامي    بقلم : أحمد أمبارك مفتش التربية الوطنية لمادة الفلسفة    شهدت العقود الأخيرة خلال القرن التاسع عشر ظاهرة يقظة العالم الإسلامي، وهي ظاهرة سياسية ودينية في الوقت نفسه، وقد تبلورت هذه الظاهرة نتيجة تيار فكري I_icon_mini_portalالرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

  الاتجاهات الحديثة في الإصلاح السياسي الإسلامي بقلم : أحمد أمبارك مفتش التربية الوطنية لمادة الفلسفة شهدت العقود الأخيرة خلال القرن التاسع عشر ظاهرة يقظة العالم الإسلامي، وهي ظاهرة سياسية ودينية في الوقت نفسه، وقد تبلورت هذه الظاهرة نتيجة تيار فكري

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سميح القاسم
المد يــر العـام *****
المد يــر  العـام *****
سميح القاسم


التوقيع : تخطفني الغاب، هذه امنيتي الحارقة حملتها قافلتي من : الجرح الرجيم ! أعبر من ازقة موتي الكامن لاكتوي بلهب الصبح.. والصبح حرية .

عدد الرسائل : 3170

تعاليق : شخصيا أختلف مع من يدعي أن البشر على عقل واحد وقدرة واحدة ..
أعتقد أن هناك تمايز أوجدته الطبيعة ، وكرسه الفعل البشري اليومي , والا ما معنى أن يكون الواحد منا متفوقا لدرجة الخيال في حين أن الآخر يكافح لينجو ..
هناك تمايز لابد من اقراره أحببنا ذلك أم كرهنا ، وبفضل هذا التمايز وصلنا الى ما وصلنا اليه والا لكنا كباقي الحيونات لازلنا نعتمد الصيد والالتقاط ونحفر كهوف ومغارات للاختباء
تاريخ التسجيل : 05/10/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 10

  الاتجاهات الحديثة في الإصلاح السياسي الإسلامي    بقلم : أحمد أمبارك مفتش التربية الوطنية لمادة الفلسفة    شهدت العقود الأخيرة خلال القرن التاسع عشر ظاهرة يقظة العالم الإسلامي، وهي ظاهرة سياسية ودينية في الوقت نفسه، وقد تبلورت هذه الظاهرة نتيجة تيار فكري Empty
24102011
مُساهمة الاتجاهات الحديثة في الإصلاح السياسي الإسلامي بقلم : أحمد أمبارك مفتش التربية الوطنية لمادة الفلسفة شهدت العقود الأخيرة خلال القرن التاسع عشر ظاهرة يقظة العالم الإسلامي، وهي ظاهرة سياسية ودينية في الوقت نفسه، وقد تبلورت هذه الظاهرة نتيجة تيار فكري

  الاتجاهات الحديثة في الإصلاح السياسي الإسلامي    بقلم : أحمد أمبارك مفتش التربية الوطنية لمادة الفلسفة    شهدت العقود الأخيرة خلال القرن التاسع عشر ظاهرة يقظة العالم الإسلامي، وهي ظاهرة سياسية ودينية في الوقت نفسه، وقد تبلورت هذه الظاهرة نتيجة تيار فكري 1315342499



الاتجاهات الحديثة في الإصلاح السياسي الإسلامي

بقلم : أحمد أمبارك مفتش التربية الوطنية لمادة الفلسفة

شهدت
العقود الأخيرة خلال القرن التاسع عشر ظاهرة يقظة العالم الإسلامي، وهي
ظاهرة سياسية ودينية في الوقت نفسه، وقد تبلورت هذه الظاهرة نتيجة تيار
فكري عريض تكوَّن من عنصرين،أولها :ذو اتجاه ديني، يستلهم الأيديولوجية
الإصلاحية التي كانت في طور التشكُل في العالم الإسلامي منذ نهاية القرن
الثامن عشر، وثانيهما: ينبع من أصول عَلمانية خالصة، ويتخذ من النموذج
الأوروبي في التحديث مرجعاً له.و إن دل هذا على شيء فإنما يدل على صدق
الحديث النبوي الشريف القائل:"من أن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل سنة
من يجدد لهل دينها" (1
).
وبناءً
على ذلك فقد حرص رواد الحركة الإصلاحية على التواصل مع كل التيارات الفكرية
التي كانت تمد الفكر الإسلامي بأسباب البقاء والنماء في كل مراحله
التاريخية. وقد حرصوا بشكل أخص على إثبات تواصلهم الوشيج مع علماء الشريعة
في العصور الإسلامية الزاهية (1 ) ، وكذلك حرصوا على إظهار التبجيل الفائق
لأهم وأبرز ممثلي الفكر الإسلامي الكلاسكي، مثل الغزالي (505هـ/ 111م
)، وابن تيمية (728هـ/ 1328م (2 ).
من
المؤكد أن جميع هؤلاء المصلحين لم يكن لديهم نفس التوجه الفكري، ولا نفس
المزاج النفسي، ولا نفس التصور والرؤية لماهيِّة الإصلاح الإسلامي في العصر
الحديث. فبعضهم كان يعتقد أن مهمته في الحقل الإصلاحي تنحصر في محاولة
إصلاح الأخلاق وحث الناس على التمسك بأحكام وتعاليم الدين الحنيف، وبشكل
خاص الاستمساك بالعبادات والشعائر الدينية. وقد كان هذا الفريق من المصلحين
يشعر بأن الله عز وجل قد اختاره وانتدبه لهذه المهمة «النبوية» من أجل
إنقاذ الأمة الإسلامية من أخطاء وانحرافات العصر الجديد المحيطة بهم من كل
جانب. وبعضهم الآخر كان يرى أن ميدان عمله الإصلاحي هو الحقل الاجتماعي،
لذلك فقد حصر مهمته في العمل على دفع عجلة التغيير إلى الأمام في المجالات
الفكرية والتربوية والاجتماعية من أجل تكييف البُنى الاجتماعية ـ الثقافية
في العالم الإسلامي مع متطلبات الأزمنة الحديثة
.
وبكلمة
موجزة، فإنه يمكننا القول، بأنه ابتداء من منتصف القرن التاسع عشر، فإن
العالم الإسلامي من الهند وإلى ضفاف حوض البحر الأبيض المتوسط، قد شهد
ولادة طبقة جديدة من المثقفين المتنورين، كانوا طليعة شعوبهم الإسلامية نحو
استشراف آفاق المستقبل. وقد أجمع هؤلاء المثقفون ـ كلٌ حسب تصوره
ومنطلقاته الخاصة ـ على ضرورة تجديد فهم الإسلام باعتباره ديناً ونظاماً من
القيم الأخلاقية والاجتماعية المتكاملة، وقد أعلنوا إيمانهم وثقتهم
الكاملة بقدرة الإسلام على تمكين الأمة من تجاوز حالة التخلف والتأخر التي
وجدتْ نفسها فريسةً لها
.
تعتبر أولى
الردود عند المفكرين العرب ردود دينية، وكانت الحركات الدينية أقوى
الحركات الفكرية، لقد أدى هذا المجهود الفكري إلى محاربة انتشار البدع
والمبالغة في التطرف من قبل الطرق الصوفية، كما أن الجهل بأصول العقيدة
الصحيحة، دفع عددا من العلماء الذين أدركوا ضرورة الإصلاح إلى إيقاف
التدهور الذي يعيشه المسلمون في جميع المجالات، ففي القرن الثالث عشر ظهر
أمام الحركية السلفية تقي الدين احمد بن تيمية
(12621327 ) الذي دعا إلى تحرير الإسلام من البدع وقال في هذا الصدد".
"
هكذا
يريد هؤلاء الضالون المتحيرون أن يفعلوا بالمؤمنين يريدون أن يدعوا من دون
الله ما يضرهم ولا ينفعهم وهي المخلوقات والأوثان والأصنام وكل ما عبد من
دون الله، ويريدون أن يردوا المؤمنين على أعقابهم، يردونهم عن الإيمان
بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت (1 )وسار على نهجه تلميذه
شمس الدين محمد بن القيم الجوزية 1291م 1350م الذي تولى نشر أفكار أستاذة
في بلاد الشام ومصر وألف كتاباتها في القضاء الشرعي هو"الطرق الحكمية في
السياسة الشرعية"، ومن أراء هذين العاملين الجليلين استمدت الحركة
الإصلاحية السلفية تعاليمها (2 )، وأهم هذه الحركات السلفية الحركة
الوهابية
.
فإذا كانت الحركات
الإصلاحية تعود في نشأتها إلى هيمنة التيار السلفي و انبعاث الحركات
الدينية ، فقد كان للاستعمار الأوربي، لبعض الدول العربية، أثره العميق في
دفع عجلة الإصلاح السياسي، خاصة أن الكثير منهم أتيح له الاطلاع على
المؤسسات السياسية الأوربية واستيعاب الحركة الفكرية عندهم ، وبذلك تمكنوا
من ترجمة خبرة أثارهم الفكرية ، فكان طبيعيا أن يقارنوا بين ما درسوه
وعاشوه وبين أوضاعهم السياسية والاجتماعية، وكان الأجدر بهم العودة إلى
الإسلام في ينابيعه الأولى يستلهمون منه الحلول ، والدعوة إلى الإصلاح
الشامل في الدين والدنيا والأخذ بأسباب النهوض، لكن كيفية النهوض أخذت
مذاهب شتى، وصور التجديد تنوعت وتجددت وظهرت في ذلك اتجاهات و مذاهب لكن
سنقتصر في دراستنا هذه على التيار التوفيقي، و الذي يتمثل في السيد جمال
الدين الأفغاني، و الشيخ محمد عبده، وتلميذهما رشيد رضا ، فماهي مظاهر هذا
التجديد السياسي ، وما هي أثاره على الحركات الإصلاحية المعاصرة؟
الإصلاح السياسي عند جمال الدين الأفغاني:
يرى
السيد جمال الدين الأفغاني أن إصلاح الحكومة عن طريق إصلاح الشعب،وينبغي
أن تنبع مختلف المجالس الشعبية من نفس الأمة،ويجب أن تعطى الأولوية لإصلاح
عقول البشر قبل إصلاح الحكومات في هذا يقول "إن القوة السياسية لأي أمر
لايكون لها تميز حقيقة إلا إذا نبعت من نفس الأمة وأي مجلس نيابي يأمر
تشكيلة ملك أو أمير أو قوة أجنبية، فهو مجلس موهوم موقوف عن إدارة من
أحدثه، فالعقول أولا والحكومة ثانيا " (1 )،أي أن إصلاح الحكومات يبدأ
بإصلاح عقول البشر
.
فالسيد جمال الدين الأفغاني يرمي إلى إصلاح العقول أولا، وإصلاح الحكومات ثانيا، وربط كل ذلك بالدين.
لقد وضع السيد جمال الدين الأفغاني العقل في مكانته الحقيقية حين قال: "الحكم
للعقل والعلم، حتى لوكانت حقائق العلم وأحكام العقل، لا ترضي العامة الذين
يساندون رجال الدين وتجار الديانات،ذلك أن تعاليم العقل لا يفقهها إلا
نخبة من التنويريين، والعلم لا يرضي الإنسانية كل الرضى ، و هي تتعطش إلى
مثل أعلى" (1
).
إن الملاحظة في
نظره تؤثر في الفكر، ثم يعود الفكر ليؤثر في العمل، ثم تستمد علاقة التأثير
المتبادل بينهما لتحدث التغيير في كل شيء،كما يقول
"فكل
شهود يحدث فكرا، وكل فكر يكون له أثر في الداعية يدعو إليها، وعن كل داعية
ينشأ عمل، ثم يعود من العمل إلى الفكر ...ولا ينقطع الانفعال بين الأعمال
والأفكار" (1
)
أهتم جمال الدين
الأفغاني بالإصلاح في المجال العلمي والفلسفي، معتمدا على الدين الإسلامي
وعلى العقل كما قلنا، إذا بلغ درجة من السمو والرفعة وحقق به العدل
والسعادة، لكن اتصال السيد جمال الدين بالأقطار العربية ومحاولة الإصلاح
فيها، بينت أن هناك موانع وعراقيل واختلافات بينية، وظائفية ومنصبيه "وأدرك
أن في العالم داء يجب تشخيصه وتحرى دواءه وان هذا الداء ليس إلا تفرق
أهله، وتشتت أرائهم واختلافهم على الاتحاد واتحادهم على اختلاف على الرغم
من أنهم يمرون بأوقات نحس" (2 )لذا ركز على جانب هام من الإصلاح، هو
الإصلاح السياسي، لتوحيد كلمة المسلمين عن طريق الجامعة الإسلامية
.
يتبين
أن الطريقة التي استخدمها جمال الدين الأفغاني، هي الثورة السياسية ،لأنها
في نظره، من أسرع الطرق لتحرير الشعوب، أما وسائل الإصلاح التربوي، فهي
بطيئة جدا، و مع ذلك اهتم كثيرا بتجديد الإسلام، و أراد التوفيق بين السنة و
الشيعة، و عني بالإصلاح الديني، و نبه إلى النهضة السياسية. و في هذا
المجال قد أكد خطأ الكثير من المستشرقين على أن" جمال الدين الأفغاني لم
يكن له برنامج بين، و لا فلسفة منظمة، و لكن كانت له طاقة قوية يؤثر بها
على الآخرين" ، (3 )و لكن يبقى الدين عند الأفغاني أقوى من عصبية الجنس
وهو جامع الأهواء و الكلمات المتفرقة
.
ومن ابرز رجال الإصلاح المعاصرين للأفغاني، السيد عبد الرحمن الكواكبي (18491902 )،
فهو مصلح ثائر ولد في حلب، وأتقن اللغة العربية والتركية و الفارسية، ولم
يكن يحسن اللغات الأجنبية الأخرى، فكان يعتمد على الكتب المترجمة، فهو من
أسرة مثقفة، و كان أبوه مدرسا في حلب، ثم صار أمينا للفتوى في نفس المدينة،
كما تربى يتيم الأم لذلك تراه ينتصر للبائسين والفقراء والمظلومين، فكان
يحب العدل ويسعى له ويكره الظلم فيدحضه، فهو رجل جريء مقدام يجهر بالحق في
وجه الكبراء والأمراء (4
).
تقلد
الكواكبي عدة مناصب حكومية من محرر لجريدة، إلى قاض، إلى رئيس بلدي، في كل
مرة كان يكتشف استبداد العثمانيون، خاصة رجال الإدارة والمتعلمين من رجال
الدين، لذلك كان شديد الانتقاد لهؤلاء مما دفع والى حلب أن يلفق له تهمة
خطيرة تمس بأمن الدولة، و هي انه كان"يسعى تسليم حلب إلى الدولة
الأجنبية (2 )فسجن وجرد من كل أملاكه
.
بعد
الإفراج عنه تأكد بأن المرض أكبر من أن يكون في دولة صغيرة كحلب،فقرر أن
يقوم بعدة جولات في دول إفرقيا الشرقية وسواحل أسيا الغربية فنزل بالهند،
وكان في كل مرة يقف على حقيقة الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية
والثقافية التي كانت تعاني من تدهور رهيب، ونظرا لتوفير القدرة الكافية من
حرية التعبير في مصر،قصدها هروبا من استبداد الحكم في مسقط رأسه وكان ذلك
سنة 1899
.
وهناك بمصر تفتحت قرائح
الكواكبي وعبر عن هذا السبيل المتدفق من الأفكار الثورية الإصلاحية في
الصحف المصرية، ومن أهم أعماله على الإطلاق كتابيه
"أم
القرى"،و"طبائع الاستبداد ومصارع الاستبعاد" الذي جاء أصلا ضد الاستبداد،
بين الانعكاسات الخطيرة على الأمة الإسلامية بصفة خاصة والأمم الأخرى بصفة
عامة وتكلم فيه على اثر الاستبداد في الدين والعلم والمجد والمال والأخلاق
والتربية والترقي
.
الإصلاح السياسي عند محمد عبده:
الشيخ
محمد عبده (18491905 ) مصلح سوري المولد، مصري النشأة، وقيل أنه من أصل
تركماني ، حفظ القرآن في عامين تحصل على شهادة العالمية سنة 1977 من الأزهر
الشريف ، فركز جل اهتماماته على الإصلاح الديني والتربوي والاجتماعي
.
ومن
أثاره العلمية، "رسالة الواردات سنة 1856"، وحاشية على"الشرح الجلال
الدوني للعقائد العصرية" لصاحبها عضد الدين اللجي سنة 1903، وترجمة لرسالة
"الرد
على الدهرين" للأفغاني، و"رسالته التوحيد"، و"الإسلام والنصرانية" في رد
على فرح أنطوان (18471922 )و"تفسيره للقرآن"، ومقالاته الكثيرة التي جمعها
محمد رشيد رضا في ثلاثة أجزاء تحت اسم، الإمام الأستاذ عبده
.
يحتل
محمد عبده مكانة مرموقة في الفكر المصري الحديث ، و هو من أهم رواد الفكر
التجديدي في مصر و العالم الإسلامي ككل، كما يطلق عليه "الأستاذ الإمام"
تقديرا لما طرحه من اجتهاد في فهم عقيدة الإسلام، لقد انطلق محمد عبده من
كون الإسلام دينا و دنيا،فانه من الطبيعي أن يكون له موقف من السلطة و نظام
الحكم و وسائل التعبير المختلفة، كما زاوج بين الفكر و العمل السياسي، و
تنوع إسهامه في الإصلاح السياسي، يقول هاملتون جيب (18951971
) "كان
من الضروري تصفية العنصر الديني في الحركة الإصلاحية من التأثير الانفعالي
للبرنامج الثوري و القومي.تلك كانت المهمة التي قام بها اشد تلامذة
الأفغاني شهرة هو المصري الشيخ محمد عبده، في الحقبة الأخيرة من نشاطه
الحي. وكان لنشاطه الفضل في فصل العقائد الدينية عن النزاع
السياسي..." (1 )و يتطابق هذا الرأي مع موقف شارل آدمز، في كتابه"الإسلام و
التجديد في مصر" الذي يرى أن الشيخ محمد عبده قد راهن على الإصلاح التربوي
وليس على السياسة
.
كما يفتتح
(ألبرت حوراني ) حديثه عن الشيخ عبده في كتابه " الفكر العربي في عصر
النهضة " كيف أن محمد عبده كان تلميذا و معاونا للأفغاني يقتفي آثره عن
قرب، لكنه لم يبق طيلة حياته تلميذا للأفغاني، لقد كان مفكرا نظاميا أكثر
من معلمه، لقد رفض تعاليمه فيما بعد، يقول ألبرت حوراني:"ففيما جاء
الأفغاني من مكان بعيد يصعب تعيينه من بعيد، و يصعب تعيينه بالتأكيد، وصرف
عمره متنقلا كالشهاب من بلد إلى أخر، كان محمد عبده من عائلة متأصلة الجذور
في بلده حيث أنجز معظم أعماله" (2 ) لكن هذا التباين بين الأفغاني وعبده
لا يمنع من التوافق و التعاون الشديد بينهما، ، لكن عندما عاد محمد عبده
إلى القاهرة سنة 1888 وحتى وفاته سنة 1905 م اظهر الشيخ عبده شخصيته
المستقلة، وحدد فيها اتجاهاته الفكرية والإصلاحية، وكشف عن طريقته في
الإصلاح الفكري والديني
.
وأصبحت
علاقاته تتميز بالانفتاح و التلاقي، و كون علاقته ودية مع الانجليز وخاصة
مع (اللورد كرومر ) الذي حكم مصر بين (18841907م )، كما هيأت له فرصة
الارتقاء لمناصب المسؤولية، فقد عين قاضيا بالمحاكم الشرعية ثم مستشارا في
محكمة الاستئناف، وفي سنة 1895 ،عين مفتيا للديار المصرية، وهو من أعلى
المراتب في الدول (1 )لقد عكس هذا المنصب الروح الإصلاحية لعبده و نزعته
التجديدية وفي تقييم ألبرت حوراني في كتابه"الفكر العربي في عصر النهضة" أن
الشيخ عبده أصبح في أخر أيامه بفضل كتاباته من أوسع الناس شهرة وأحبهم إلى
القلوب في مصر" (2
).
لقد دخل عبده
معترك السياسة من الثقافة،ثم هجرها و اعتزلها ،في حين استمر الأفغاني في
نهجه الإصلاحي و مشروعه السياسي،لقد عبر عبده عن موقفه من السياسة و التحول
عنها صراحة،و نقده لها، حين يقول:" إن شئنا أن نقول، إن السياسة تضطهد
الفكر أو الدين أو العلم فانا معك من الشاهدين،أعوذ بالله من السياسة، ومن
لفظ السياسة، و من معنى السياسة،و من كل طرف يلفظ من كلمة سياسة و من كل
خيال يخطر ببالي من السياسة، و من كل ارض تذكر فيها السياسة، و من ساس و
يسوس و سائس و مسوس" (3
).
صحيح أن محمد عبده انخرط في مشروع"الجامعة الإسلامية" و من اجلها حددت "العروة
الوثقى" التي قامت بنشر الفكرة و دعمها في العالم الإسلامي، لكن هذه
الفكرة كانت مركز خلاف بين عبده و الأفغاني، و هذا الموقف كسب ارتياح
الانجليز، لان فكرة الجامعة الإسلامية تثير الفتنة على الأوروبيين كما
يعتقد الكثير من دعاة التغريب، وهو ما عبر عنه كرومر، إذ كتب يقول:"لقد
تبنيت من طول اتصالي بهم، أن هدفهم إصلاح النظم الإسلامية دون المساس
بالدعائم التي تقوم عليها العقيدة، إنهم وطنيون حقيقيون، ...على أنهم
لايمتون بصلة للجامعة الإسلامية
".
إن
مراجعة الشيخ عبده لرؤيته عن الجامعة الإسلامية، انعكست على رؤيته
السياسية والإصلاحية، حيث تحول الاهتمام إلى إصلاح المجتمع المصري بدل
الاهتمام بالدولة العثمانية.لذا نراه يقول" إن المحافظة على الدولة العلية،
ثالثة العقائد بعد الإيمان بالله و رسوله،فإنها وحدها الحافظة لسلطان
الدين، الكافلة لبقاء حوزته،و ليس للدين سلطان في سواها، و إن على هذه
العقيدة والحمد لله،عليها نحيا وعليها نموت

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

الاتجاهات الحديثة في الإصلاح السياسي الإسلامي بقلم : أحمد أمبارك مفتش التربية الوطنية لمادة الفلسفة شهدت العقود الأخيرة خلال القرن التاسع عشر ظاهرة يقظة العالم الإسلامي، وهي ظاهرة سياسية ودينية في الوقت نفسه، وقد تبلورت هذه الظاهرة نتيجة تيار فكري :: تعاليق

ول عَلمانية خالصة، ويتخذ من النموذج
الأوروبي في التحديث مرجعاً له.و إن دل هذا على شيء فإنما يدل على صدق
الحديث النبوي الشريف القائل:"من أن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل سنة
من يجدد لهل دينها" (1
).
وبناءً
على ذلك فقد حرص رواد الحركة الإصلاحية على التواصل مع كل التيارات الفكرية
التي كانت تمد الفكر الإسلامي بأسباب البقاء والنماء في كل مراحله
التاريخية. وقد حرصوا بشكل أخص على إثبات تواصلهم الوشيج مع علماء الشريعة
في العصور الإسلامية الزاهية (1 ) ، وكذلك حرصوا على إظهار التبجيل الفائق
لأهم وأبرز ممثلي الفكر الإسلامي الكلاسكي، مثل الغزالي (505هـ/ 111م
)، وابن تيمية (728هـ/ 1328م (2 ).
 

الاتجاهات الحديثة في الإصلاح السياسي الإسلامي بقلم : أحمد أمبارك مفتش التربية الوطنية لمادة الفلسفة شهدت العقود الأخيرة خلال القرن التاسع عشر ظاهرة يقظة العالم الإسلامي، وهي ظاهرة سياسية ودينية في الوقت نفسه، وقد تبلورت هذه الظاهرة نتيجة تيار فكري

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» الاتجاهات الحديثة في الإصلاح السياسي الإسلامي
» هل طبقنا نماذج الحكم الحديثة ولم يتبقّ إلا النموذج الإسلامي؟ الاربعاء 11 نيسان (أبريل) 2012 بقلم: عزمي عاشور
» مدخل منهجي لدراسة الفكر العربي ـ الإسلامي في العصر الوسيط بقلم د. محمد أحمد الزعبي
» التربية من المنظور الإسلامي
» -الاقتصاد السياسي الإسلامي-.. حديث خرافة!

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: دراسات و ابحاث-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: