د. حسين المناصرة / مظاهرات شبيحة بشار الأسد!! ليس غريباً أن يرث بشار الأسد ملكاً أو ميراثاً لا يستحقه؛
لأنه قد ورث حكماً بأسلوب التآمر البشع، الذي استغل فيه ( في عام2000م) موت
الأب؛ ليضع الابن نفسه مكانه في سياق استيلاء دراماتيكي على السلطة ، حيث
غُيّر الدستور السوري في أقل من دقيقتين؛ ليغير مجلس الشعب البعثي الحد
الأدنى لعمر الرئيس من40 سنة إلى34 سنه؛ ليتسلم بشار إرث أبيه الدكتاتوري!!
وليس غريباً أن يمارس بشار الأسد أساليب القمع ضد الثورة الشعبية
السورية، وأن يعدّ المتظاهرين السلميين المطالبين بحريتهم مندسين ومسلحين
وعملاء… فيقتل، ويعتقل، ويدمر، ويمارس أساليب إجرامية عديدة، ليست غريبة
عنه، بعد أن تعلمها من أبيه الذي مارس أساليب إجرامية بحق الشعب منذ أن
استولى على السلطة بأسلوب طائفي تآمري، على أية حال!!
لكنّ الغريب أن يقيم نظام بشار الأسد مظاهرتين حاشدتين، الأولى في دمشق،
والثانية في حلب، تأييداً له بصفته(بشار نفسه) الرئيس الأوحد إلى الأبد،
ولا يظهر في هاتين المظاهرتين أي مندسين أو مسلحين أو عملاء أو إطلاق نار
أو اجتياح للساحات من قبل الأمن والجيش والشبيحة وغيرهم، وكأنّ سوريا كلها
تقف مع هذا المدعي الأفاق بأمن وأمان!!
والغريب أيضاً أن تقام المظاهرة الأولى في دمشق، ثم المظاهرة الثانية في
حلب، وبين هاتين المظاهرتين عدة أيام ، ما يدلّ على أن الذين تظاهروا في
دمشق هم أنفسهم الذين تظاهروا بعد ذلك في حلب!! وحلب ودمشق أكبر مدينتين في
سوريا، ما يؤكد أن هذا النظام “قطع شرش الحياء” ، ولم يعد يبالي بأي شيء
مادام هدفه الوحيد أن يقتل الناس، ويمارس بحقهم أبشع أساليب الجحيم القمعي
!!
ليس غريباً أن يدفع هذا النظام بعض عناصر الشبيحة لديه؛ للقيام بعمليات
عسكرية ضد تركيا باسم حزب العمال الكردستاني، في مستوى التهديد للدول التي
تؤيد المجلس الوطني السوري، الذي تسهم تركيا في استضافته وتأييده ومساعدته ؛
بصفته الممثل الشرعي للشعب السوري في مواجهة نظام طائفي فاشي لم تعد له
أية شرعية!!
وليس غريباً أن يحاول هذا النظام تجاوز حدود اللياقة السياسية، وهو
يحاول التنكر لتوصيات الجامعة العربية على هزالها، ويصف المحتجين السلميين
بأنهم يحملون أسلحة إسرائيلية… وقد ثبت للقاصي والداني أن مافيا النظام في
سوريا هي من يصنع الهيمنة الصهيونية في المنطقية، وأن استقرار إسرائيل
كدولة محتلة ومغتصبة ومستوطنة لفلسطين والجولان مرهون ببقاء هذا النظام على
رأس السلطة في سوريا، هذه السلطة النصيرية الطائفية، التي يسهم الصهاينة
الآن في الحفاظ عليها؛ لأنها أثبتت بأنها سلطة صديقة للصهاينة بدون أي شك!!
لكنّ الغريب أن يصرح هذا النظام بأنه على استعداد أن يستقبل الأسرى
الفلسطينيين المبعدين كلهم، وقد ضرب هذا النظام رقماً قياسياً عالمياً في
التنكيل بالأسرى السوريين والعرب، وقتلهم، ودفنهم في مقابر جماعية إثر
مجازر متوحشة، قام بها هذا النظام منذ استيلائه على السلطة في سوريا!!
ليس غريباً أن يخلع هذا النظام المجرم حناجر الفنانين، وأنامل الرسامين،
ورموش الأطفال، ولحى الشيوخ، وأطراف النساء، وجذور الأشجار، وأحشاء
الشباب، وعيون المصورين،وجلود الأسرى، ورقاب العلماء، وألسنة الإعلاميين،
إلخ!!
وليس غريباً أن يجند هذا النظام لقمع الثورة الشعبية السلمية جيوشاً من
القتلة، والشتامين، والمرتزقة، والطائفيين، والفاسدين، وقطاع الطرق،
وعصابات المافيا، وبلطجية السجون، وأصحاب الضمائر الميتة، وأبواق الشيطان،
والزناة، والملاعين حيثما تجرذنوا…!!
لكنّ الغريب أن يدعي هذا النظام الوراث للخراب والردى والغربان والبوم،
أنه صاحب برنامج إصلاحي، وأن لديه إمكانات للحوار الوطني في سوريا، وأنه
صاحب رسالة في المقاومة والممانعة و”البعث” العربي!!
إن المظاهرة التي تؤيد النظام في سوريا، وتُصنم بشار الأسد… باطلة شرعاً
وعرفاً في مستوياتها كلها؛ لأنها مظاهرة سلطة مجرمة ، تكفلت بأن تقتل
الشعب، وتمارس الإجرام، وترقص فوق الجماجم المذبوحة… ومن ثمّ فهي مظاهرة
ارتزاقية وقودها من الشبيحة، ورعاع الأمن، والدبابات المتصهينة، والإعلام
المفبرك، وبذخ الرشاوي، وعصا الانتهازية، ويجثم على رأسها كلها نظام طائفي
عنصري مجرم، يحترف أساليب الفساد والإفساد وممارسة أبشع أساليب القتل
والتعذيب!!