سبينوزا فريق العمـــــل *****
عدد الرسائل : 1432
الموقع : العقل ولاشئ غير العقل تعاليق : لاشئ يفوق ما يلوكه العقل ، اذ بالعقل نرقى عن غرائزنا ونؤسس لانسانيتنا ..
من اقوالي تاريخ التسجيل : 18/10/2009 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 5
| | خطاب بشار الأسد الثالث | |
[b]يجب أولا الإشادة بمواهب الرجل فقد استمر يتحدث أكثر من ساعة بكلام غير مفهوم تقريبا ما عدا بعض الجمل المفيدة و هذه موهبة أيضا , لكن الحقيقة هي أن بشار الأسد ما زال يعيش في عالم ينتمي للماضي أكثر ما ينتمي للحاضر أو للمستقبل , الحقيقة أن بشار عبر بكل بساطة و حتى بسذاجة تميزه عن رؤيته الوحيدة الممكنة للعالم أو لسوريا , ستبقى هناك دائما دولة , ستبقى هناك دائما حكومة و سيبقى هناك مواطن – مواطنون – شعب , و ستبقى الحكومة و الدولة كما في الماضي حكومته و دولته و سيبقى هذا المواطن , هذا الشعب مجرد شيء , تابع , في هذه الدولة , و سيبقى هو الديكتاتور كما كان دائما لأن وعيه المريض بالاستبداد لا يستطيع تصور حالة أخرى أو شكلا آخر للحياة في سوريا , قدر هذا الشعب أن يبقى تحت سقف هذا "الوطن" , أي تحت سقف ديكتاتوريته , كل شيء آخر مسموح لكن طبعا تحت هذا السقف سقف الوطن – الديكتاتورية , لذلك يمكن تغيير أي شيء , أي قانون في سوريا هذه الخاصة به , حتى الدستور نفسه يمكن تغييره , ببساطة لأن هذا كله لا معنى له في سوريا الخاضعة بصرامة ( و التي ستستمر بهذا الخضوع طالما بقي هذا النظام ) لعساكر الفرقة الرابعة و الحرس الجمهوري و آلاف مؤلفة من عناصر المخابرات و الشبيحة , شيء واحد لا يمكن تغييره لأنه غير مكتوب أصلا و لأنه مفروض أصلا ليس كشيء اتفق عليه السوريون أو خاضع حتى لمناقشتهم أو قبولهم , لأنه مفروض عليهم بقوة المخابرات و الأمن و الفرقة الرابعة و سائر فرق الجيش عند اللزوم , لأنه الدستور و القانون الحقيقي الوحيد ساري المفعول في سوريا , و لأنه الدستور و القانون الحقيقي الفعلي الوحيد الذي لن يغيره النظام و لن يسمح بأن يكون مادة لأي حوار وطني أو مع الخارج أو أي حوار من أي شكل , هذا القانون الفعلي الوحيد الموجود هو السيطرة المطلقة لأجهزة المخابرات و الأمن التابعة للنظام و بالتالي سيطرته المطلقة على كل شيء في سوريا دون أن يكون لأي سوري من أي نوع أو طائفة أو دين أية حماية ما من هذا الغول الذي يحكم سوريا و يثبت سلطة نظام الأسد , سقف الوطن هذا لم يعد له وجود إلا في عقل بشار و ماهر و آصف , بدأ الناس في هذا الوطن منذ 18 آذار و هم يناضلون في سبيل حريتهم بدؤوا يفرضون سقفا جديدا للوطن , أي للوجود و الحياة المشتركة على الأرض التي تسمى سوريا أساسه الحرية لا العبودية لديكتاتورية بشار الأسد , بشار الأسد لا يستطيع إلا ترديد الهراء لأنه لا يملك غيره , لأن هذا هو الشيء الوحيد الذي يملك أن يقدمه للسوريين , ليس فقط الذين يهتفون للحرية اليوم بل لكل السوريين ما عدا القلة القليلة من المستفيدين من بقائه ... ما فعله بشار هو أنه أكد للمرة الألف ربما أن نظامه غير قابل لأي تغيير أكثر من بعض الرتوش الشكلية فقط , يمكن تغيير كل القوانين حتى الدستور نفسه و يمكن أيضا رفع حالة الطوارئ , التي رفعت بالفعل , صدقوا أو لا تصدقوا , كل ذلك ليس إلا أشياء لا قيمة لها في سوريا الأسد , مجرد رتوش لحقيقة أعمق يعرفها كل سوري هي أن هذا النظام وجد و استمر و سيستمر فقط بحراسة أجهزة مخابرات منفلتة تماما , و هذه هي النقطة المركزية اليوم في قضية التغيير في سوريا , كلمة واحدة تختصر كل الصراع الذي يجري بين الشارع الثائر و بين النظام و أزلامه و شبيحته من جهة أخرى , ما دامت هذه الأجهزة موجودة و تتمتع بالحق في استباحة سوريا و شعبها فسيبقى كل السوريين مجرد عبيد , لا يمكن الحديث عن الحرية مع استمرار هذه الأجهزة , و من جهة أخرى يجب بعد إسقاط النظام ألا يكون من الممكن أن تظهر مؤسسات مشابهة ترتبط بطغمة أخرى على الإطلاق تحت أي مبرر , لكن دعونا الآن مع الدرس الأهم لخطاب بشار الثالث : الحرية اليوم في سوريا تعني شيئا واحدا فقط هو إسقاط ديكتاتورية بشار الأسد
[/b] | |
|