دعوات للبحث عن 'طرق اخرى' في ليبيا بعد تقارير عن تصدع مواقف 'الاطلسي'
2011-06-23
لندن ـ 'القدس العربي': قالت صحيفة 'اندبندنت' في
افتتاحيتها ان طموحات الناتو الذي يقوم بحملة على ليبيا عندما تزيد عن
الحد تحمل معها مخاطر. وعلقت على المواقف الجديدة للامين العام للجامعة
العربية المنتهية ولايته، عمرو موسى، حول اعادة التفكير في الغارات الجوية
على ليبيا والاخطاء وقتل الاطفال، وكذا دعوة وزير الخارجية الايطالي
فرانكو فراتيني الذي طالب بوقف فوري لعمليات الناتو. وقالت انه ايا كانت
الطريقة التي خططت فيها الحكومة وقيادتها للعملية في ليبيا فمن الصعب الان
التحدث عن دقتها.
وتقول انه بعد ثلاثة اشهر لا زالت بريطانيا وفرنسا
والقوى الاخرى تشارك في عمليات عسكرية كما بدأت، ومع ان بنغازي تبدو آمنة
من قوات القذافي الا ان المواجهات لا تزال مستمرة في مصراتة، ومع ان
بريطانيا والحلفاء معها 'مطت' بشكل كبير قرار الامم المتحدة 1973 لاخراج
القذافي من السلطة الا ان الوضع على الارض لا يمكن وصفه الا بحالة من
الجمود. فالقذافي لم يكن قادرا على سحق المعارضة لكنه لم ينهزم بعد.
وتشير
إلى انه في ظل ظروف كهذه فعدم الرضا والخلافات تظهر على السطح، فالمعارضة
غير راضية عن الدعم الذي تتلقاه من الناتو ـ مع ان القرار لم يتحدث الا عن
حماية المدنيين.
وبين القوى المشاركة في العملية، يريد الفرنسيون
اكمال العملية وانهاءها بحلول الرابع عشر من تموز/يوليو يوم تحرير
الباستيل - الثورة الفرنسية، اما الدانماركيون فقد قللوا من مشاركتهم فيما
دعت ايطاليا لوقف اطلاق النار، اما امريكا فهي منشغلة بتخفيض عدد القوات
في افغانستان والرئيس باراك اوباما يواجه اسئلة من الكونغرس حول قرار
المشاركة في ليبيا دون اعلامه.
اما بريطانيا فهناك تراجع في الدعم
الشعبي، وشكوك يومية من القادة العسكريين الذين يشكون من استنفاد كل
المصادر. وحتى الجامعة العربية، التي منحت المبرر لرئيس الحكومة
البريطانية ووزير الخارجية لتعزيز موقفه من التدخل يبدو انها تشعر ببرودة
في قدميها وانضمت الى ايطاليا بالدعوة لوقف اطلاق النار.
وترى في
النقاش البريطاني خاصة بين العسكريين بانه متعلق بميزانية الدفاع وتقول ان
هذا ليس هو الوقت المناسب للحديث عنه. وفي الوقت الذي لا توجد فيه امال
للحصول على قرار جديد من مجلس الامن فان العملية تبدو زاحفة على الارض،
وغير واضحة فالدول تقول انها ليست وراء القذافي ومع ذلك نشرت الاباتشي.
وتشكو كذلك من كثرة النفقات، مشيرة الى وزير الدفاع الامريكي المنتهية
ولايته قال للناتو انهم ان ارادوا تحقيق واكمال العملية فعليهم ان يدفعوا
من اجلها.
وتقول ان ليبيا تبدو الان حالة من المثالية التي تواجه
الواقع فهناك اعتراف بعدم وجود مال وبعدم وجود قرار من اجل انجازها يجعلها
غامضة، ومع انها ليست مع ترك المعارض لقدرها ولكنها تقول ان هناك اسئلة
كثيرة، خاصة ان التدخل وصل حده الاعلى والخيار الذي يجب البحث فيه هو
النقاش حول شكل ليبيا فيما بعد القذافي.
ويبدو ان النقاشات السرية مع
النظام والمعارضة بدأت تأخذ شكلها ففي الوقت الذي اعلن فيه المحمودي
البغدادي الاسبوع الماضي ان حكومته تجري اتصالات مع المعارضة في اوروبا
واماكن اخرى، نفت المعارضة ذلك.
الا ان المتحدث باسمها محمود شمام
قال لمراسل 'لوس انجليس تايمز' على هامش مؤتمر في بيروت، ان المحادثات
تجري في فرنسا وجنوب افريقيا ولم تثمر بعد وتتمحور حول استبعاد القذافي
وعائلته من اية ترتيبات في المستقبل، ولكنه اضاف ان هناك امكانية لبقاء
القذافي في ليبيا في مكان منعزل.
وقال ان المعارضة على اتصال مع
اشخاص لديهم صلات مع النظام. واضاف 'نحن على اتصال معهم من اجل البحث في
رحيل القذافي ولا نتحاور معهم حول مستقبل ليبيا'.
وكان مسؤولون في
الامم المتحدة قد قالوا ان محادثات بين المعارضة ومتحدثين باسم القذافي
جارية. واشارت الصحيفة الى ان المعارضة التي تعاني من ازمة مالية تحاول من
خلال السفر الى العواصم الحصول على المال المجمد.
واشتكى شمام من ان
المعارضة لم تتلق 'اي سنت من المجتمع الدولي'. واكد شمام على ان المعارضة
مكرسة للديمقراطية وانشاء مجتمع مدني وقلل من الاتهامات التي وجهها النظام
للمعارضة من انها مخترقة من القاعدة ولكنه اعترف بوجود بعض العناصر التي
ربما اخترقت صفوفها.
واكد ان الاسلاميين سيسمح لهم بالمشاركة في
السلطة حالة قبولهم اللعبة السياسية وقواعدها، وهذا يشمل الجماعة
الاسلامية الليبية المقاتلة.
وهدد قائلا انه في حال انحرفوا عن
العملية الديمقراطية فسيواجهون نفس مصير القذافي. وواصل انه في حالة توقف
الناتو فالمعارضة ستواصل القتال فليس امامها اي خيار.
واشار الى ان المعارضة مستعدة للتفاوض مع التكنوقراط من النظام وليسوا من المتورطين وممن تلوثت ايديهم بالدماء.
وقال
ان القذافي ارسل مبعوثا لباريس والتقته المعارضة عبر طرف ثالث 'قلنا له
دعنا نتحدث عن احسن وسيلة لخروج القذافي وعائلته'. واشار إلى ان المفاوضات
احيانا تقترب من إثمار واخرى ستتوقف وكل هذا يعتمد على مزاج القذافي.
الجمعة يونيو 24, 2011 3:36 am من طرف سميح القاسم