الاطلسي يدافع عن الغارات وروما تدعو لتعليق الأعمال الحربية في ليبيا
2011-06-22
مقاتلات تابعة للحلف الأطلسي تستعد للمشاركة في العملية العسكرية ضد ليبيا
طرابلس- (ا ف ب): دافع حلف شمال الاطلسي عن مصداقية
الضربات الجوية التي يشنها في ليبيا بعدما أدى احداها خطأ إلى مقتل
مدنيين، فيما دعت ايطاليا الأربعاء إلى تعليق الاعمال الحربية لافساح
المجال أمام ايصال المساعدة الانسانية.
وعلى الصعيد الدبلوماسي أعلنت الصين الأربعاء انها تعترف بالمجلس الوطني الانتقالي "شريكا مهما في الحوار" في ليبيا.
وقال المتحدث العسكري باسم بعثة حلف شمال الاطلسي مايك براكن "اود أن اؤكد أن سمعتنا ومصداقيتنا ليست موضع شك".
واضاف للصحافيين من مقر العمليات في نابولي بايطاليا "ما يجب أن يكون
مطروحا هو استخدام نظام القذافي لدروع بشرية واطلاق صواريخ من مساجد".
ويأتي ذلك بعدما أقر حلف شمال الاطلسي بأن قنبلة أخطأت هدفها في طرابلس في
نهاية الاسبوع ما أدى إلى مقتل تسعة أشخاص بحسب ما أعلن النظام الليبي.
وكان وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني حذر الثلاثاء من أن مصداقية
حلف شمال الاطلسي "على المحك" بعد سقوط ضحايا مدنيين وحثه على الحرص على
عدم تامين حجج للحرب الاعلامية التي يخوضها الزعيم الليبي معمر القذافي.
وقال فراتيني خلال اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي "ان حلف شمال
الاطلسي "يجازف بمصداقيته" عبر عدم تمكنه من تجنب الخسائر المدنية.
وقال على هامش اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي "لا يمكننا أن نجازف بقتل مدنيين، انه أمر لا يصح على الاطلاق".
والاربعاء دعا فراتيني في خطاب القاه أمام لجنتين في مجلس النواب في روما
إلى "تعليق فوري للاعمال الحربية" في ليبيا بهدف اقامة ممرات انسانية
لمساعدة السكان المدنيين.
وقال فراتيني أمام لجنة الشؤون الخارجية ولجنة السياسات الاوروبية عشية
انعقاد المجلس الاوروبي في بروكسل إن "الاولوية" هي لوقف اطلاق النار في
ليبيا لكن في انتظار ذلك يعتبر "تعليق الاعمال المسلحة أمرا أساسيا لافساح
المجال أمام مساعدة فورية".
واضاف وزير الخارجية الايطالي إن الوقف الفوري للاعمال الحربية "سيتيح
تجنب ما يخشاه المجلس الوطني الانتقالي أي ترسيخ انقسام ليبيا إلى قسمين".
وتابع "سيتيح بشكل خاص امكانية الوصول إلى بلدات معزولة يعتبر فيها الوضع الانساني مأساويا مثل محيط مصراته وطرابلس نفسها".
وفي اشارة إلى عمليات حلف شمال الاطلسي طالب فراتيني ايضا "بمعلومات
مفصلة" ودعا الى "تعليمات واضحة ومحددة" بعد الاخطاء "الدراماتيكية" التي
أدت إلى مقتل مدنيين.
وقال وزير الخارجية الايطالي "بوضوح هذه ليست مهمة حلف شمال الاطلسي".
وجاء اقرار الاطلسي بانه قتل خطأ مدنيين خلال ضربة ليلية على طرابلس الأحد
أدت إلى مقتل تسعة أشخاص بينهم خمسة من أفراد عائلة واحدة بعدما أعلن في
16 حزيران/ يونيو انه ضرب عرضا ايضا رتلا من آليات الثوار في منطقة
البريقة.
وايطاليا القوة المستعمرة السابقة لليبيا وحليفتها سابقا تساهم في عمليات
حلف شمال الاطلسي عبر تقديم قواعدها الجوية لطائرات التحالف كما وضعت في
تصرف التحالف مقاتلاتها وكذلك عدة سفن حربية.
وهذه المساهمة أثارت انتقادات في ايطاليا حتى داخل الغالبية الحاكمة.
وطالبت رابطة الشمال، الحليف الرئيسي في حكومة سيلفيو برلوسكوني بوقف
الغارات الايطالية.
ومن المرتقب ان يعقد "المجلس الاعلى للدفاع" اجتماعا في 6 تموز/يوليو في
روما لبحث التدخل العسكري الايطالي في الخارج لا سيما في ليبيا وافغانستان.
ومن جهة اخرى اعلن فراتيني عن عقد "جمعية كبرى" قريبا في ايطاليا لكل
القبائل وممثلي المجتمع المدني في ليبيا. وهذا اللقاء الذي كان مرتقبا
اساسا في نهاية هذا الاسبوع، ارجىء الى موعد غير محدد.
وفي بكين أعلن وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي الاربعاء أن المجلس
الانتقالي ومنذ تأسيسه "زادت طبيعته التمثيلية يوميا واصبح تدريجيا قوة
سياسية محلية مهمة".
واضاف بعد محادثاته مع محمود جبريل المكلف الشؤون الخارجية في المجلس
الوطني الانتقالي ان "الصين تعتبر المجلس شريكا مهما في الحوار".
من جهته أكد محمود جبريل ان المجلس الوطني الانتقالي "سيتخذ الاجراءات
الضرورية لحماية الشركات الصينية والموظفين الصينيين في المنطقة الخاضعة
لسيطرته" كما جاء في بيان نشرته وزارة الخارجية الصينية على الانترنت.
وكانت الحكومة الصينية اعلنت الثلاثاء عند وصول جبريل الى بكين ان وقف اطلاق النار في ليبيا "يشكل اولوية مطلقة".
ورغم ان الصين امتنعت عن التصويت على قرار مجلس الامن الذي اجاز العمل
العسكري في ليبيا بدون ان تستخدم حق النقض ضده، الا انها انتقدت الضربات
الجوية التي يشنها حلف شمال الاطلسي.
ولبكين مصالح اقتصادية كبرى في ليبيا لا سيما في مجالات النفط والاتصالات
ومشاريع السكك الحديد، وقامت بعملية إجلاء كبرى لعمالها من ليبيا عند
اندلاع اعمال العنف في منتصف شباط/ فبراير شملت اكثر من 35 الف عامل.
وقد عقد دبلوماسيون صينيون في وقت سابق هذا الشهر لقاءين مع رئيس المجلس
الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل، احدهما في الدوحة والاخر في بنغازي
معقل الثوار.
وميدانيا، ذكر التلفزيون الليبي ووكالة الانباء الليبية أن الحلف الاطلسي
شن الثلاثاء غارات جوية على مدينتي الخمس ونالوت في غرب ليبيا.
وأشار التلفزيون إلى أن الحلف الاطلسي استهدف نقطتي تفتيش في منطقة الخمس
على بعد 120 كلم الى شرق طرابلس مؤكدا ان هاتين النقطتين كانتا "مدنيتين"
والهدف منهما هو "تنظيم عملية المرور".
وفي حال تأكدت هذه الضربات، فيكون الحلف الاطلسي قد دخل في مرحلة جديدة من
عملياته في غرب البلاد مستهدفا نقاط التفتيش على الطرقات المؤدية الى
طرابلس.
وحتى الان، كان الحلف الاطلسي يستهدف خصوصا المنشآت العسكرية والمدرعات.
ويسيطر الثوار الليبيون على مدينة مصراته الواقعة على بعد 200 كلم إلى شرق طرابلس.
ومن جهتها، تحدثت وكالة الانباء الليبية عن غارات للحلف الاطلسي على منطقة
الغزاية في منطقة نالوت بجنوب غرب طرابلس. وتشهد هذه المنطقة منذ عدة أشهر
مواجهات عنيفة بين الثوار وكتائب العقيد معمر القذافي.