حسام فتحي |
20-06-2011 00:58 موقعة
«الجمل» «سيئة الذكر» كان لها اسوأ الأثر في كل الشرفاء في مصر وخارجها،
وكانت أحد الأسباب الرئيسية في تمسك ثوار ميدان التحرير بضرورة «تغيير
الرئيس»، وكشفت للعالم كله مدى حقارة ودناءة النظام، ونذالة وقسوة رجاله،
ورغم ان دوافع الهجوم بالجمال والجياد والبغال على ثوار التحرير معروفة،
وأهدافها محددة، غير ان اسرار وخفايا هذا اليوم الخطير لم يكشف النقاب
عنها بعد، وعندما تعلن الحقائق ستعاد كتابة تاريخ رجال شرفاء أدوا دورهم
الوطني بما أملته عليهم ضمائرهم، دون أضواء إعلامية، وهناك رجال آخرون
سيعيد التاريخ النظر في مكانتهم وقيمتهم، وإذا ثبت تورطهم ستشمئز مزبلة
التاريخ من احتوائهم.
المهندس محمود سلطان الرئيس السابق لشركة
جنوب القاهرة لتوزيع الكهرباء، وأحد شهود العيان على المحاولة المثيرة
للاستفهام والخاصة بقطع الكهرباء عن ميدان التحرير ليلة موقعة الجمل،
دققوا معي فيما قاله الرجل – المشهود له بالنزاهة – في تصريح لجريدة
«أخبار اليوم» بعددها الأخير.
«في تمام الواحدة بعد منتصف ليلة
الاربعاء 2 فبراير، شق رنين الهاتف سكون الليل في منزلي، رفعت السماعة
لافاجأ بمحافظ القاهرة السابق عبدالعظيم وزير على الهاتف، وقد بدا منزعجا
وبادرني قائلا: اطفي النور عن ميدان التحرير يا بشمهندس فانزعجت جدا وقلت:
إزاي يا فندم؟
قال: زي الناس.
قلت: يا فندم دي مسؤولية ولازم ارجع للوزير.
قال المحافظ: ما ترجعش للوزير.. دي أوامر عليا من الرياسة.
واردف قائلا: يا محمود.. دي مسؤولية وانت هتروح في داهية ووزير إيه اللي هترجع له باقولك دي تعليمات من الرياسة؟
ويكمل
محمود سلطان قائلا: أمام اصرار المحافظ وضغطه غير العادي، اقفلت الخط دون
مقدمات، وأسرعت للاتصال بالدكتور حسن يونس وزير الكهرباء، وقلت: أنا اسف
يا فندم اني باكلمك في الوقت ده، بس الموضوع خطير.
قال: خير حصل ايه؟
قلت:
محافظ القاهرة طلبني واكد ان الرياسة تطالب بقطع النور عن ميدان التحرير،
فانزعج الوزير وقال وانت قلت له ايه فقلت: رفضت يا فندم وقلت لازم ارجع
لسيادتك ولكنه هددني.
فقال الوزير: برافو عليك ما تعملش حاجة زي كده ابدا.
بعدها
اتصل محافظ القاهرة ثانية وقال: يا محمود ماتنشفش دماغك، فقلت له: يا فندم
الوزير قال ماتعملش حاجة! فصرخ في وجهي قائلا: طيب هتروح في داهية أنت
والوزير.. واغلق السماعة».
وعلى الفور جاء رد محافظ القاهرة السابق
عبدالعظيم وزير على تصريح المهندس محمود سلطان يوم أمس في «الأخبار» ليؤكد
أن من طلب فصل الكهرباء هو نائب رئيس الجمهورية السابق اللواء عمر سليمان
الذي اتصل به في الواحدة من صباح الخميس 3 فبراير وطلب منه قطع الكهرباء
عن ميدان «عبدالمنعم رياض» كوسيلة لفض الاشتباك بين شباب الثورة والمؤيدين
لمبارك، الذين تبين فيما بعد أنهم من البلطجية الذين استأجرهم الحزب
الوطني، ويضيف عبدالعظيم وزير ان عمر سليمان برر طلبه بأن قطع الكهرباء
ربما يساهم في تهدئة الوضع!!
هل يحتاج الأمر الى تعليق؟.. هل يمكن
لأحد ان يتصور ان اظلام الميدان سيؤدي الى تهدئة الوضع؟! واذا كانت رواية
عبدالعظيم وزير صحيحة، فمن طلب من اللواء عمر سليمان الأمر باظلام
الميدان؟.. ومن لديه صلاحيات اصدار تعليمات لنائب رئيس الجمهورية؟..
ان جميع اطراف الواقعة احياء، ويجب مواجهتهم ونشر الحقيقة ليعرفها الناس جميعا.
والحمد لله ان الله حمى أرواح شباب ميدان التحرير من أمر «دبر بليل».. يقشعر البدن من مجرد تصور حدوثه.
حفظ الله مصر وشعبها من كل مكروه.