علينا ان نستوعب اللاجئين السوريين
صحف عبرية
2011-06-15
منذ بداية موجة الثورات والاضطرابات في الشرق
الاوسط، والتي لم تصل بعد الى ذروتها، اعتقدت، مثل آخرين، انه لا ينبغي
لاسرائيل أن تتدخل في كل ما يجري في الدول العربية.
قتل الشعب
المتزايد في سورية غير الظروف ويستوجب الان عملا فوريا، ملموسا ومركزا فتح
الحدود في معبر القنيطرة لعبور الف مواطن سوري وأكثر بنسائهم واطفالهم.
علينا أن نمنحهم ملجأ سياسيا مؤقتا الى أن تتفق اسرائيل، اضافة الى دول
اخرى في امريكا وفي اوروبا على مكان سكنهم الدائم.
وحتى قبل فحص
المنفعة السياسية في هذا الاقتراح، يجدر بالذكر أن اسرائيل قامت كوطن
للشعب اليهودي بعد ثلاث سنوات من نهاية الكارثة التي فقدنا فيها ثلث
شعبنا. هذا التاريخ البشع يفرض علينا عبئا اخلاقيا خاصا.
رئيس وزراء
اسرائيل، مناحيم بيغن رحمه الله، اختار حتى قبل أن تؤدي حكومته الاولى
اليمين القانونية في الكنيست الاعلان فورا عن استقبال 179 لاجئاً
فيتنامياً، رفضت حكومات العالم استيعابهم، في اسرائيل بذراعين مفتوحتين.
في اقواله اشار بيغن الى أننا كشعب كل دول العالم رفضت استيعاب ابنائه قبل
الكارثة وفي اثنائها، ملقى ً علينا واجب خاص في هذا الشأن. الكثير من
اللاجئين اصبحوا منذ ذلك الحين مواطنين اسرائيليين عاديين وهم يساهمون
اليوم في رفاه الدولة ورفاههم هم أنفسهم.
عمليا، بيغن لم يكن
الاسرائيلي الاول الذي استوعب اللاجئين لاسباب انسانية. في اثناء الحرب
الاهلية في الاردن في 1970 هرب عدد كبير من مخربي م.ت.ف الى نطاق اسرائيل
خوفا من أن يقتلهم جنود الجيش الاردني. ومع أن الحديث يدور عن حرب عادلة
للاردن، الحليف السري لاسرائيل، ومع أن رجال م.ت.ف قاتلوا في الماضي ضد
اسرائيل، فقد وافقت الدولة على استيعابهم المؤقت لاعتبارات انسانية. وفي
النهاية تم استيعابهم خارج حدود اسرائيل.
كما أن استيعاب اليهود من
الدول العربية ممن كانوا ضحايا حملات القتل والاضطهاد من الانظمة العربية
في اعقاب قيام الدولة هو قصة استيعاب لاجئين اقتلعوا من منازلهم بالعنف.
قصة 'اللاجئين العرب' الملفقة في معظمها يعرفها العالم بأسره.
قصة
الاستيعاب الناجح، باهظ الثمن والمعقد لليهود اللاجئين من الدول العربية
يكاد لا يعرفها احد في البلاد وفي العالم. والسبب هو ان اسرائيل عالجت أمر
كل لاجىء، أولا وقبل كل شيء، كانسان يجب اعادة تأهيله وليس كورقة مساومة
سياسية. كلفة اعادة التأهيل والعناية بكل الحالات التي أشرنا اليها،
وغيرها، كانت دوما على دولة اسرائيل، دون أي حساب اقتصادي.
حان الوقت
لان تأخذ اسرائيل المبادرة وتعمل فورا على فتح مدروس وحذر للحدود امام
لاجئي سورية. في الوقت الذي يدق المدعون بحق العودة الزائف اسيجتنا، من
الحيوي ان نولي جدول أعمال انسانياً ونزيهاً يبرز سلم اولويات اسرائيل
وتفوقها الاخلاقي على جارتها من الشمال. من الحيوي أن نشرع في مفاوضات مع
دول اوروبية ومع أمريكا في موضوع لا يوجد أكثر منه انسانية، ويضع الكثير
من 'الحقائق' في الشرق الاوسط في ضوئها الصحيح.