الغاء مسيرات بذكرى رحيل الأسد الأب.. وناشطون يدعون العشائر للانضمام للتظاهرات اليوم
سورية: تشكيل لواء 'الجبلي' لقيادة العملية العسكرية في ادلب
انقرة تعلن وصول آلاف اللاجئين السوريين.. وروسيا تعارض اي قرار دولي ضد دمشق
2011-06-09
دمشق ـ 'القدس العربي' من كامل صقر: اسطنبول ـ ابو
ظبي ـ وكالات: علمت 'القدس العربي' من مصادر موثوقة طلبت عدم الكشف عن
هويتها، أن قيادة القوات المسلحة السورية تعكف في الساعات الجارية على
تشكيل لواء عسكري جديد هو اللواء 'الجبلي'، ليكون مقراً ومنطلقاً لقيادة
العمليات العسكرية المزمع تنفيذها في كل من جسر الشغور وجبل الزاوية في
مواجهة من وصفتهم المصادر المقربة من النظام بـ'المئات من العناصر المسلحة
التي باتت متمركزة في مناطق واسعة من ريف محافظة إدلب ومنطقة جسر الشغور'.
ورفضت
المصادر الكشف عن مكان تشكيل مقر اللواء المذكور لأسباب أمنية لكنها أوضحت
أنه سيكون في إحدى القرى في منطقة وسيطة جغرافياً تحقق مسافة واحدة
تقريباً عن مختلف القرى التي يتحصن فيها 'المسلحون'، حسب قولها.
وأضافت
المصادر لـ'القدس العربي' أن اللواء المذكور الذي سيقود وينفذ تلك العملية
سيضم كتائب من مختلف الاختصاصات العسكرية، مثل كتائب المشاة والإشارة
والمدرعات والدبابات وكتيبة هندسية وغيرها، وأن الغاية من إنشاء اللواء
بشكل عاجل هو لتأمين قيادة لوجستية وميدانية لعملية عسكرية منظمة وواحدة،
نظراً لصعوبة العملية، وفق قول المصادر.
وقالت تقارير إعلامية سورية ان
أهالي جبل الزاوية وقرى محافظة إدلب بدأوا بإخلاء منازلهم ومغادرة
المحافظة تحسباً 'للمواجهات التي ستجري بين وحدات الجيش والمسلحين'، بينما
يقول ناشطون بالمعارضة ان التحضيرات العسكرية تهدف الى القضاء على
الاحتجاجات السلمية. من جهتها نقلت صحيفة 'الوطن' السورية عن سكان غادروا
بيوتهم أن الجيش بدأ ينتشر في بعض القرى، واضعاً حواجز ترابية وقام بتفكيك
العديد من العبوات التي كانت موضوعة على الطرق بهدف تفخيخه وفق قول
الصحيفة.
وفي سياق آخر، طلبت وزارة الداخلية السورية من سكان محافظة
اللاذقية عدم الخروج بمسيرات شعبية جرت الدعوة إليها، وكان من المقرر
انطلاقتها بعد صلاة الجمعة اليوم إلى قبر الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد
في منطقة القرداحة، حيث مسقط رأس الأسد وذلك تزامناً مع الذكرى الحادية
عشرة لوفاة حافظ الأسد. وتتخوف السلطات الرسمية من مسيرات كهذه مع احتمال
خروج مسيرات مناوئة للنظام ووجود حالة من الاحتقان بسبب أعمال العنف التي
تشهدها البلاد تنذر باحتكاكات محتملة بين المؤيدين والمناوئين تزيد من
سخونة الشارع السوري.
من جهتهم، دعا الناشطون المطالبون بالديمقراطية
في سورية الى يوم تظاهرات جديد الجمعة، وناشدوا العشائر الى التحرك ضد
نظام الرئيس بشار الاسد.
وقالت صفحة 'الثورة السورية 2011' على
الفيسبوك ان 'العشائر كل العشائر من البداية مع كل ثائر. العشائر تأبى
الذل والهوان والضيم والعدوان تنصر الحق ولا تخشى لومة'.
ووصل حوالي
600 لاجئ سوري جديد الى تركيا الخميس بعدما هربوا من القمع في بلادهم،
ليبلغ بذلك العدد الاجمالي لهؤلاء اللاجئين 2500، كما اعلن وزير الخارجية
التركي احمد داوود اوغلو، بحسب ما نقل عنه تلفزيون ان تي في.
وقال
اوغلو للصحافيين اثناء قمة في ابوظبي تهدف لدعم المعارضة الليبية 'لدينا
مخاوف جادة بشأن الوضع في سورية. قبل نصف ساعة تلقيت الارقام الدقيقة...
اكثر من 2400 شخص جاءوا الان الى تركيا كلاجئين'.
وقال داوود اوغلو ان
الوقت حان لسورية كي تتصرف 'بحسم اكبر' بشأن الاصلاحات السياسية التي
اقترحها الرئيس السوري بشار الاسد الى جانب القمع الدموي للاحتجاجات الذي
تنفذه قواته في انحاء البلاد.
وكان عدد هؤلاء اللاجئين الذين دخلوا الى محافظة هاتاي التركية (جنوب) 1900 في وقت سابق امس، بحسب وكالة انباء الاناضول.
وكرر
رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الخميس قوله ان الحدود التركية تبقى
مفتوحة امام السوريين. وصرح لاحدى الاذاعات 'سنترك الابواب مفتوحة لكل
اشقائنا السوريين الذين يلجأون الى تركيا. من غير الممكن اقفال الطريق في
حين تتكثف اعمال العنف' في سورية.
لكن على الرغم من الاحتجاجات
وتقديم مشروع قرار اوروبي في مجلس الامن الدولي يدين القمع وفرار السكان
وعدد الضحايا المرتفع، يصر النظام على مواصلة سياسته القاضية بسحق
الاحتجاج، وقالت روسيا الخميس إنها تعارض أي قرار من مجلس الدولي ضد سورية
وان اي انتقاد ضد سورية قد يعضد 'المتطرفين المسلحين'. ودعت مفوضة الامم
المتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي الخميس السلطات السورية الى وقف الهجمات
على المدنيين، وابدت اسفها ازاء 'لجوء اي حكومة لقمع مواطنيها لارضاخهم'.
من
جهتها دانت وزارة الخارجية السورية الخميس تصريحات وزير الخارجية الفرنسية
آلان جوبيه حول شرعية الرئيس السوري بشار الاسد، معتبرة انه يشكل عودة الى
'الاستعمار القديم ومندوبيه الساميين'.
كما قررت الوكالة الدولية
للطاقة الذرية الخميس رفع ملف سورية النووي الى مجلس الامن الدولي، بسبب
اتهامات بانها شيدت مفاعلا نوويا لم تعلن عنه دمرته غارة جوية اسرائيلية
في ايلول (سبتمبر) 2007، حسبما افاد دبلوماسيون.
وفي اجتماع مغلق لمجلس
حكام الوكالة المؤلف من 35 عضوا، صوتت 17 دولة لصالح قرار رفع الملف
السوري الى مجلس الامن الدولي، الذي تقدمت به الولايات المتحدة، بينما
صوتت 6 دول ضده، حسبما افاد دبلوماسيون حضروا الاجتماع.
وكانت الصين وروسيا من بين الدول التي عارضت القرار.
وامتنعت 11 دولة عن التصويت بينما تغيبت دولة واحدة، حسب الدبلوماسيين.
وطلبت
واشنطن وحلفاؤها الغربيون من مجلس حكام الوكالة المؤلف من 35 عضوا اصدار
قرار ينص على ان سورية تخالف التزاماتها الدولية، ومن ثم احالتها على مجلس
الامن في نيويورك.