طالبت المملكة المجتمع الدولي بالاستمرار في الجهود لوقف حرب الإبادة الوحشية التي يشنها النظام السوري على مواطنيه.
وهذه
المطالبة هي تعبير عن موقف مئات الملايين من العرب والمجتمع الإنساني
الذين يشاهدون الفظائع التي يرتكبها نظام الأسد ضد مواطنيه الأبرياء العزل.
وفي
الواقع فإن الانحياز الروسي الصيني السافر مساندة للنظام المتوحش في
سوريا، كان صدمة لمئات الملايين في العالم العربي الذين يشاهدون إخوانهم
الأبرياء يتعرضون لواحدة من أشرس الهجمات التي تعرض لها الجنس البشري في
مائة عام على الأقل.
ولا نعلم ما هي الفوائد التي سيجنيها الشعبان
الروسي والصيني من الفوز بصداقة نظام وحشي آيل للانهيار والسقوط والموت؟،
على حساب الأرواح التي تزهق يومياً في سوريا.
ولا نعلم بما يفخر الروس
والصينيون وهم يسجلون أن دبلوماسييهم ومسئوليهم يساندون أعمالاً وحشية
تقتل المواطنين وتدمر المدن وتحول الشوارع في سوريا إلى ميادين حرب
ومحارق للأبرياء والنساء والأطفال.
وقد اغتنم النظام السوري بصورة
فورية المساندة الروسية الصينية ليشن حرباً دموية على مدينتي حمص
والزبداني، إذ افترض أن فيتو روسيا والصين هو رخصة بالقتل وضوء أخضر
للنظام كي يفعل ما يريد من الفظائع برعاية القوتين الأعظم.
ويبدو بوضوح
أن الدبلوماسية الروسية قد اتخذت منحى شخصياً واستخدمت الفيتو لمعاكسة
الدبلوماسية الأمريكية، ولا يهمها أن تراهن على حصان خاسر أو رابح ما دام
أنها صوتت ضد رغبة واشنطن لأن الدبلوماسية الأمريكية قد أدانت في وقت سابق
التزوير الواسع النطاق الذي ارتكب في الانتخابات الروسية من أجل عودة
فلاديمير بوتن إلى سدة الرياسة في الكرملين.
ولكن ما لا يمكن تفسيره هو
موقف بكين. وقد تعودنا أن الدبلوماسية الصينية حذرة وتتخذ خطوات راشدة
بعيدة عن الانفعال أو الردود العاطفية. غير أن تأييد أعمال القتل التي
يرتكبها نظام الأسد الحزبي العصابي المقيت ضد الأغلبية الوطنية في سوريا،
لا يبدو عملاً يمت للرشد بصلة. خاصة أن نظام الأسد بدأ يفقد أوراقه واحدة
تلو الأخرى، والانشقاقات المتصاعدة في صفوف الجيش السوري ستعجل بانهيار
النظام، وبعدها لن تفخر لا موسكو ولا بكين سوى أنهما قد أطالا حياة نظام
لا يفهم إلا القتل والتصفيات الجسدية لمواطنيه حلاً للمشاكل التي يواجهها.
كما أن موسكو وبكين ستدفعان ثمن مساندتهما للنظام الفاشي في دمشق من
رصيدهما لدى السوريين ولدى العالم العربي. لأن الأغلبية في سوريا قد نهضت
وانعتقت من وثاق العبودية الحزبية، وقررت دفع كل ثمن غال من دماء أحبابها،
من أجل يوم الخلاص، وهو يوم قريب. وسيعجل الفيتو الروسي الصيني من نهاية
النظام، لأن السوريين حينما تلقوا نبأ الفيتو خرجوا بمسيرات ضخمة لاظهار
تحديهم لنظام الأسد وحلفائه الروس والصينيين، ورسالة إلى موسكو وبكين، بأن
السوريين مجتمع حي لم تخفه دبابات الأسد وشبيحته ولن يرتعد خوفاً من
الفيتو الثنائي. وإنما رد بتصميم أكثر قوة وبعد ساعات أعلن مئات العسكريين
انشقاقهم، لأنهم شاهدوا مواطنيهم يقتلون عزلاً في معركة غير عادلة وقد
تخلى عنهم مجلس الأمن الذي يطرح نفسه حامياً لأمن الشعوب.