موسكو تنفي ان تكون 'محامية الدفاع' عن النظام السوري
دمشق تهاجم 'الجزيرة' و'العربية' وتتهمهما بشن حرب عليها وتعتبر ان الفيتو الصيني الروسي في مجلس الامن 'تاريخي'
2011-10-05
دمشق ـ ا ف ب: هاجمت سورية قناتي 'العربية' و'الجزيرة' واتهمتهما بشن حرب على سورية، واشادت بموقفي الصين وروسيا في مجلس الامن.
واعتبرت
مستشارة الرئيس السوري بشار الاسد الاربعاء ان الامم المتحدة شهدت 'يوما
تاريخيا' مع استخدام موسكو وبكين حق النقض لوقف مشروع قرار في مجلس الامن
يدين دمشق، متهمة الدول الغربية بتشجيع 'العصابات المسلحة في شكل غير
مباشر' لاشعال حرب طائفية في سورية.
وقالت بثينة شعبان في مقابلة مع
فرانس برس ان المجلس الوطني السوري الذي يضم قسما كبيرا من اطياف المعارضة،
يتألف في غالبيته من الاخوان المسلمين ومن اشخاص 'لا يفقهون شيئا' عن
الوضع السوري.
واضافت 'انه يوم تاريخي (في الامم المتحدة) لان روسيا والصين كدولتين وقفتا الى جانب الشعوب وضد الظلم'.
واقترح
مشروع القرار الذي طرحته الدول الغربية اتخاذ 'تدابير محددة الاهداف' ضد
النظام السوري الذي يواجه انتفاضة شعبية غير مسبوقة منذ منتصف اذار (مارس).
ووجهت انتقادا شديدا الى الدول الغربية التي 'من خلال ارادتها فرض
عقوبات على سورية وتقديمها قرارا يعاقب سوريا ويقترح تدخلا عسكريا، انما
تساعد في شكل غير مباشر العصابات المسلحة على مواصلة حربها علينا'.
ومنذ
بداية الحركة الاحتجاجية في اذار (مارس)، يتهم النظام السوري 'عصابات
مسلحة' بزرع الفوضى في انحاء البلاد، في حين تؤكد المعارضة ان السلطات تقمع
التظاهرات المناهضة لها بعنف.
واضافت شعبان ان 'هذه العصابات المسلحة
تهاجم المدارس وتخطف النساء وتعذب الناس وتقتلهم على خلفية طائفية بهدف
اشعال حرب طائفية على غرار ما حصل في العراق'.
وفي ما يتعلق بزينب
الحصني، الفتاة التي اعلن انها قتلت بوحشية بيد الاجهزة الامنية السورية
قبل ان تظهر مساء الثلاثاء عبر التلفزيون السوري، اكدت شعبان ان ما حصل
يشكل 'مثالا على الطريقة التي تتعامل فيها بعض وسائل الاعلام الغربية مع ما
تفبركه قناة الجزيرة (القطرية)'.
واضافت ان 'هذه القناة وقناة العربية (السعودية) تشنان حربا على سورية'.
ونددت
الدول الغربية التي كانت قدمت مشروع قرار يدعو الى اتخاذ 'تدابير محددة
الاهداف' ضد دمشق، بالفيتو الروسي والصيني، وفي مقدمها الولايات المتحدة
وفرنسا.
وصوتت تسع دول مع مشروع القرار في حين لجأت روسيا والصين الى
الفيتو. وامتنعت اربع دول هي جنوب افريقيا والهند والبرازيل ولبنان عن
التصويت.
وقالت سفيرة الولايات المتحدة في الامم المتحدة سوزان رايس
بعيد التصويت ان 'الولايات المتحدة مستاءة بشدة من اخفاق المجلس تماما' في
محاولة التعامل مع 'تحد اخلاقي ملح وتهديد متنام للسلام الاقليمي'.
وتابعت
رايس 'اليوم، يستطيع شعب سورية الشجاع ان يرى من يدعم تطلعاته الى الحرية
وحقوق الانسان العالمية داخل هذا المجلس ومن لا يقوم بذلك'.
وقال وزير
الخارجية الفرنسي الان جوبيه في بيان ان 'فرنسا بذلت مع شركائها كل الجهود
حتى تقترح في مجلس الامن نصا قويا لكن يمكن ان يستجيب لمخاوف الجميع. البعض
قرر استخدام الفيتو'.
واضاف 'انه يوم حزين للشعب السوري، انه يوم حزين لمجلس الامن'.
وصرح
وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الاربعاء ان استخدام روسيا والصين
حقهما في النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار يدين دمشق يشكل 'خطأ فادحا ومؤسفا'.
بدوره، اعتبر وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيليه الاربعاء ان فشل
اصدار قرار في مجلس الامن الدولي يدين النظام السوري هو 'امر مؤسف جدا'.
لكن
روسيا نفت الاربعاء ان تكون محامية الدفاع عن نظام الرئيس السوري بشار
الاسد بينما تواجه انتقادات لاستخدامها حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار
للغربيين، وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان 'لسنا محامي الدفاع عن
نظام الاسد'.
في الوقت نفسه، اعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية
الكسندر لوكاشيفيتش الاربعاء ان روسيا ستستقبل مندوبين عن المعارضة السورية
خلال تشرين الاول (اكتوبر) الجاري.
من جهته، قال برهان غليون رئيس
المجلس الوطني السوري، الهيئة الرئيسية للمعارضة، في مقابلة مع وكالة فرانس
برس ان الفيتو الروسي الصيني في مجلس الامن الدولي ضد مشروع قرار حول
سورية 'سيشجع' اعمال العنف.
وقال غليون في باريس بعد فشل اصدار قرار في
مجلس الامن ان 'دعم بشار الاسد في مشروعه العسكري والفاشي لن يشجع الشعب
السوري على البقاء في الثورة السلمية'.
اما رئيس الوزراء التركي رجب
طيب اردوغان فأكد الاربعاء ان تركيا ستفرض 'مجموعتها الخاصة من العقوبات'
ضد سورية رغم فشل اصدار قرار في مجلس الامن الدولي يدين النظام السوري.
ويبدأ
الجيش التركي الاربعاء مناورات في محافظة هاتاي (جنوب، على الحدود مع
سورية) التي لجأ اليها اكثر من سبعة الاف سوري هربا من اعمال قمع التظاهرات
المناهضة للحكومة منذ ستة اشهر، كما اعلنت قيادة اركان الجيوش التركية.
في هذا الوقت، واصلت السلطات السورية عمليات الدهم بحثا عن ناشطين مؤيدين للديمقراطية في انحاء البلاد.