سميح القاسم المد يــر العـام *****
التوقيع :
عدد الرسائل : 3149
تعاليق : شخصيا أختلف مع من يدعي أن البشر على عقل واحد وقدرة واحدة ..
أعتقد أن هناك تمايز أوجدته الطبيعة ، وكرسه الفعل البشري اليومي , والا ما معنى أن يكون الواحد منا متفوقا لدرجة الخيال في حين أن الآخر يكافح لينجو ..
هناك تمايز لابد من اقراره أحببنا ذلك أم كرهنا ، وبفضل هذا التمايز وصلنا الى ما وصلنا اليه والا لكنا كباقي الحيونات لازلنا نعتمد الصيد والالتقاط ونحفر كهوف ومغارات للاختباء تاريخ التسجيل : 05/10/2009 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 10
| | الشعب يريد صحوة الضمير | |
د. رضوان زهرو Thursday, June 09, 2011 ....ضمير الشباب الذي اختار الخروج إلى الشارع متظاهرا، محتجا و مطالبا، و ضمير الدولة، التي عليها واجب التفاعل و رعاية المصالح و حماية الحريات.نريد ضمير هذا الشباب ( وهم على أية حال قلة قليلة) أن يصحى، فيدرك تمام الإدراك بأن هناك كذلك شبابا آخر، لا يقل نضجا و تطلعا (يقدر بالملايين) من الأكاديميين و الجامعيين الناجحين و من المثقفين و الفنانين و الرياضيين المتفوقين، لم يخرج وليس في نيته الخروج، كما أنه في الوقت نفسه، لم يفوض أحدا إطلاقا لينوب عنه أو يتكلم باسمه أو يحدد سقف مطالبه و حدود تطلعاته، مبتداها و منتهاها.نريد ضمير الشباب الذي يطالب اليوم بالتغيير أن يصحى، فيعلم تمام العلم بأن ملك البلاد قد استجاب. استجابة ستؤرخ لامحالة للحظة سياسية هامة و مفصلية في تاريخ المغرب الحديث، لما حملته هذه الاستجابة معها من رسائل توجيهية و مرتكزات أساسية و واضحة تماما لكل ذي قلب سليم أو ألقى السمع و هو شهيد. مرتكزات همت بصفة خاصة مجالات واسعة، من قبيل فصل السلط و استقلال القضاء و سمو القانون و ترسيخ الديمقراطية و حماية الحقوق و توسيع مجال الحريات و تمكين المرأة و تكريس التعددية و إتباع أساليب الحكم الصالح و آليات الحكامة الجيدة. و هي كلها في اعتقادي خطوات ملموسة و في الطريق الصحيح ( كانت إلى الأمس القريب مجرد نوايا و آمال)، خطوات هامة و متقدمة جدا باركها و نوه بها و صفق لها المنتظم الدولي، بدءا بالأمين العام للأمم المتحدة، فالإتحاد الأوربي و جامعة الدول العربية، فالإدارة الأمريكية و جل الديمقراطيات في العالم.نريد ضمير الشباب الذي يدعو اليوم إلى الإصلاح بأية تكلفة، أن يصحى، فيوقن تمام اليقين بأن الإصلاح لا يتم في يوم و ليلة، و تحت الضغط و الإكراه و التهديد. كما لا يكون لمجرد نزوة فيسبوكية عابرة أو رغبة مندفعة و طائشة لإثبات الذات و استعراض العضلات. كما لا يطالب به عن طريق اللغو و اللهو و اللعب و الثرثرة و كثرة الكلام اللامسؤول و لا بالمزايدة و الحسابات الضيقة، التي قد ترهن استقرار الأمة وأمنها بل و ماضيها و حاضرها و مستقبل أجيالها. إن الإصلاح ورش كبير و كتاب مفتوح و مسلسل دينامي و مسار طويل ومتجدد، لا يقطع نهائيا مع الدولة و المجتمع، كما لا ينفصل عن الثوابت و المؤسسات و ما اجتمع حوله الناس منذ مئات السنين.نريد ضمير الشباب الذي يطالب اليوم بالشغل و السكن و الرفاه و العيش الرغيد، أن يصحى، فنيل ذلك كله لم يكن في يوم من الأيام و لن يكون على أي حال بالتمني ولا بالإتكالية و رفع الشعارات النارية و إنما بالعلم و العمل و الجد و الاجتهاد و بالمسؤولية و التضحية و نكران الذات و بالحس المدني و جعل مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.و في المقابل، نريد ضمير الدولة التي اختزلت كل المطالب في مراجعة الدستور، أن تصحى بدورها و أن تتفاعل بقوة و بالسرعة المطلوبة و أن تكون ذات إرادة قوية للتغيير و أن تباشر بالفعل هذا التغيير بإصلاحات جذرية و مبادرات جريئة يسهر على تنفيذها أناس جدد ذوو عقليات جديدة و منفتحة، يكون لديهم إيمان عميق و حقيقي بضرورة النهوض بالأوضاع الاقتصادية و الاجتماعية لبلادنا . من قبيل تأهيل الاقتصاد و تحقيق نمو قوي و دائم تستفيد من ثماره كل شرائح المجتمع بدون استثناء و يجعل من التنمية التي ننشدها جميعا حقيقة ملموسة و واقعا يوميا في حياة الإنسان المغربي البسيط و لا تبقى مجرد شعار للاستهلاك الإعلامي في الداخل و الخارج شعارا فارغا من أي محتوى. كذلك نريد من الدولة تقوية المجتمع و الحرص على تماسكه و استقراره عبر دعم القدرة الشرائية للمواطنين، عبر الرفع من الأجور الضعيفة و تقليص الفوارق و تحسين الظروف الصحية و إصلاح نظام التعليم و توفير السكن اللائق و الكريم بثمن يكون في متناول الفئات الفقيرة، بعيدا عن المضاربة و الاستغلالية. كذلك النهوض بالعالم القروي و التدبير الجيد للإدارة المغربية و تحسين علاقتها مع المواطنين و محاربة الرشوة و الفساد و الضرب على أيدي المفسدين و ناهبي المال العام و تقديمهم إلى المحاكمة دون انتقاء أو تحيز أو تمييز. كذلك القضاء على المحسوبية و الزبونية و العائلية و الحزبية و ضمان تكافؤ الفرص بين الجميع. كذلك تتبع إنجاز الأوراش العامة، عبر إنشاء هيئة وطنية لإدارتها و مراقبة ماليتها و محاصرة العابثين بها و المستفيدين من ورائها.إن اهتمامنا اليوم بشبابنا يجب ألا ينسينا آباءنا و أجدادنا، عجائزنا و شيوخنا. هؤلاء الذين قدموا زهرة شبابهم في خدمة هذا الوطن فترك أغلبهم في آخر عمرهم لمصيرهم، عرضة للفاقة و الفقر و سوء المنقلب. نريد من الدولة عاجلا غير آجل أن تقدم لهم العون المالي و المساندة الاجتماعية و تكفل لهم العيش الكريم ، فلا خير في أمة لم توقر صغيرها ولكن كذلك لم تحترم كبيرها. | |
|