** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 إنتهت الرأسمالية إلى الإنحلال وليس إلى الثورة !!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
تابط شرا
فريق العمـــــل *****
تابط شرا


عدد الرسائل : 1314

الموقع : صعلوك يكره الاستبداد
تاريخ التسجيل : 26/10/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 3

إنتهت الرأسمالية إلى الإنحلال وليس إلى الثورة !! Empty
09062011
مُساهمةإنتهت الرأسمالية إلى الإنحلال وليس إلى الثورة !!

[b]انتهت الرأسمالية إلى الإنحلال وليس إلى الثورة !!

في
علم المادية الديالكتيكية، باعتباره "فلسفة" ماركس، تنتهي وحدة التناقض
دائماً إلى ثورة، وفي استثناءات قليلة جداً ومشروطة تنتهي إلى انحلال وليس
إلى ثورة، وأعطى ماركس مثالاً على الإنحلال بانتهاء مجتمع العبودية في
روما في العام 476 م وقد انتهى إلى الإنحلال وليس إلى الثورة.

لم
يكن النظام الرأسمالي قد أخذ مداه في التطور عندما شكل كارل ماركس الأممية
الأولى 1868 ــ 1873 لتعمل للثورة الاشتراكية التي ستنهي وحدة التناقض
الرأسمالية، لكنه وبعد أن شاهد بأم عينيه فشل كومونة باريس 1871 أدرك أن
النظام الرأسمالي لم يأخذ مداه بعد، فحل الأممية في العام 1873 ولم يُعد
التجربة خلال السنوات العشر التالية قبل أن يرحل في العام 1883. في
السنوات الست التالية لرحيل ماركس لاحظ رفيقه وشريكه، فردريك إنجلز، أن
الطبقة العاملة في الغرب الأوروبي، وكان مركز العالم كله آنذاك، قد تنامت
بصورة كافية وشكلت أحزاباً قوية تحت عنوان "الإشتراكية الديموقراطية" في
كافة الدول وهو ما دفعة إلى إعادة تجربة ماركس الثورية فشكل الأممية
الثانية 1889 ــ 1916 وضمت كافة الأحزاب الإشتراكية في أوروبا بالإضافة
إلى الولايات المتحدة بهدف الوصول إلى الثورة الإشتراكية. في العام 1912
واجه فلاديمير لينين التخلف الفكري لدى قادة الأممية الثانية وفقدانهم لكل
روح ثورية في البنية الماركسية مما دفعه إلى الخروج منها وتشكيل الأممية
الثالثة في العام 1919 بعد أن كان قد قاد حزبه في انتفاضة أكتوبر 1917
والاستيلاء على السلطة في روسيا القيصرية ونادى عمال العالم لتشكيل أحزاب
شيوعية في مختلف بلدانهم تنتهج نهجه الثوري بهدف المشاركة في الثورة
الإشتراكية العالمية التي أعلنها في مارس آذار 1919.

لم يخطر ببال
أحد من آباء الشيوعية، ماركس وإنجلز ولينين، أن النظام الرأسمالي لن ينتهي
إلى الثورة وذلك لأن كارل ماركس عايش ما سماه "الاستقطاب" (polarization)
في المجتمع الرأسمالي وهو ما يعني أن سواد المجتمع لدى انطلاق النظام
الرأسمالي كان من الطبقة الوسطى ثم تطور المجتمع في استقطاب رأسمالي، أي
انحلال الطبقة الوسطى إلى قطبين متناقضين، القطب الرأسمالي من جهة والقطب
البروليتاري من جهة أخرى. لا يمكن لأي من الباحثين في العلوم الماركسية
وأولهم ماركس نفسه أن يرى نهاية لهذا الاستقطاب الإجتماعي بغير الثورة؛
هذا ناهيك عن النشاط السريع والفعال لآليات النظام الرأسمالي دون وجه
مقارنة مع الأنظمة السابقة. مثل هذا الإعتقاد دفع بجيورجي بليخانوف وهو من
أبرز معلمي الماركسية لأن يكتب في إحدى رسائله مستبشراً بتزايد أعداد
البروليتاريا في أوروبا الغربية المستمر حتى إذا ما وصلت نسبتهم إلى أكثر
من نصف المجتمع فستكون عندئذٍ الثورة الإشتراكية على عكس منهج لينين
المعتمد على اللحظة الثورية. فكرة الإستقطاب المتزايد استولت على عقول
آباء الماركسية فكان أن كتب بليخانوف مثل هذه الفكرة الساذجة المفتقرة لأي
روح ثورية.

التطور الطبيعي للمجتمع الرأسمالي يجري من خلال
الاستقطاب، أي تحوّل الكتلة الصماء الكبيرة للطبقة الوسطى إلى بروليتاريا
وارتقاء أعداد قليلة منها إلى الطبقة الرأسمالية وهذا لن ينتهي إلا إلى
الثورة كما تحكم قوانين التطور. أما لماذا لم تصل الإنسانية حتى اليوم إلى
الثورة فإن ذلك لم يتأت إلا من فعل معاكس لفعل الإستقطاب وهو "إنفلاش"
(depolarization) أو تمدد الطبقة الوسطى لتعود إلى حجمها السابق للاستقطاب
الرأسمالي تقريباً. وهذا مسألة في غاية الأهمية، ويشكل عدم إدراكها من قبل
العاملين في العلوم السياسية وفي الصراع الطبقي وخاصة لدى الماركسيين عقبة
كأداء على طريق التطور. فعل الإستقطاب المترتب أصلاً على الخاصية الجينية
للرأسمالية وهي التمدد الرأسمالي (expansion) بدأ بالتراجع في سبعينيات
القرن الماضي لصالح تمدد الطبقة الوسطى واتساعها المتسارع المترافق مع
انقلاب الإقتصاد الرأسمالي إلى الإقتصاد الإستهلاكي (consumerism) وحلول
دولة الرفاه (welfare state) محل دولة الرأسمالية (capitalist state) حتى
بلغ اتساعها في أقوى قلاع الرأسمالية وهي الولايات المتحدة إلى أكثر من
80% من الحجم الكلي للمجتمع.

فعل الإستقطاب الرأسمالي هو نفسه فعل
انحلال الطبقة الوسطى وذوبانها، وقد عاينا ذلك حتى في خمسينيات القرن
الماضي قبل انكسار شمس الرأسمالية إلى المغيب حين كانت الطبقة الوسطى في
المجتمعات الرأسمالية المتقدمة لا تشكل أكثر من هامش ضيّق لا يكاد يرى.
والسؤال الذي يفرض نفسه في هذا السياق هو .. كيف يعلل الجامدون عقائدياً
انفلاش الطبقة الوسطى في المجتمعات الحديثة لتغطي معظم مساحة المجتمع !؟
كان مد الرأسمالية منذ أواسط القرن الثامن عشر حتى أواسط القرن العشرين
يتم على حساب جزْر الطبقة الوسطى، فعلى حساب من جرى مد الطبقة الوسطى منذ
بداية الربع الأخير من القرن العشرين وحتى اليوم!!؟

ما كان لكارل
ماركس أن يتنبأ بعودة الطبقة الوسطى للتمدد لتحتل ذات المساحة تقريباً
التي كانت تحتلها لدى بزوغ شمس الرأسمالية حيث أن ذلك أمر استثنائي جداً
ومعاكس لحركة التاريخ. لقد ترتب كل ذلك على الثورة المضادة التي قامت بها
الطبقة الوسطى الروسية وهي التي لم تكن قد تشكلت بصورة محسوسة فيما قبل
انتفاضة أكتوبر. من هنا لم يول كارل ماركس اهتماماً كبيراً للطبقة الوسطى
وهي في طور التحلل في مركز العالم، أوروبا الغربية. قال إنها تعاون جيش
الرأسماليين في سحق ثورة البروليتاريا كلما لزم الأمر بالرغم من أنها تفقد
وسائل إنتاجها لصالح الرأسماليين فيرسو غالبيتها إلى طبقة البروليتاريا.
كما لم يُعنَ بتشريح (dissection) الطبقة الوسطى كما شرّح كل من الطبقة
الرأسمالية وطبقة البروليتاريا.

أما وقد عادت الطبقة الوسطى للتمدد
بترافق وثيق مع اتساع الإقتصاد الإستهلاكي خلال الربع الأخير من القرن
الفائت إلى أن وصلت حد استلام السلطة في كافة بلدان العالم وأخذت تتحكم
بمسالك التطور لكل الأنظمة الإجتماعية السائدة، فقد غدا من الأهمية بمكان
تشريح بنية هذه الطبقة وإدراك عناصر مركبها التي تقرر مسالكها، وهو ما
يغيب تماماً عن عامة المشتغلين بالأنشطة السياسية وبينهم كثيرون من أنصاف
الماركسيين. فما هي الطبقة الوسطى إذاً، تلك الطبقة التي يحتمي بها اليوم
غالبية المشتغلين بالسياسة بزعم أنها وحدها من يقيم السلم الإجتماعي
خلافاً للحقيقة، ويعادي معظمهم البروليتاريا وحركة تقدمها، بل إن الطبقة
الوسطى ذاتها هي أكثر عداء للبروليتاريا من الطبقة الرأسمالية كما أشار
كارل ماركس وإنجلز ولينين في أكثر من مكان.

ليس من علم اجتماع عرّف
الطبقات الإجتماعية كما عرفتها العلوم الماركسية بصورة علمية ودقيقة.
فالهيكلة الطبقية للمجتمع تقررها وسائل الإنتاج المستخدمة أو كيفية تحويل
قوى العمل في الأمة إلى منتوجات حيوية وضرورية لحياة الإنسان وتحسين
شروطها. نتعرف على الطبقة الرأسمالية بأولئك الذين يتاجرون بقوى العمل
البشرية؛ يشترون قوى العمل بأقل من قيمتها الحقيقية أو كلفة إعادة
إنتاجها، وبوساطة أدوات إنتاج خاصة يمتلكونها يحولونها متجسدة في بضاعة
يبادلونها بقيمتها الحقيقية فيكسبوا الفرق وهو فائض القيمة أو الربح الذي
هو وحده مبعث الإنتاج الرأسمالي. أما طبقة البروليتاريا (وليس العمال) فهي
من أولئك الذين يفتقدون كل وسيلة لتحويل قوة العمل في أجسامهم إلى قيمة
استعمالية يمكن مبادلتها في السوق لتأمين أدنى شروط الحياة فيضطرون لذلك
إلى بيع قوة عملهم إلى الرأسمالي بأدنى من قيمتها أو كلفة إعادة إنتاجها،
وبذلك يتم تغريبهم عن أنفسهم إذ لا يعودون يمتلكون منتجاتهم المُجسّدة
لقوة عملهم؛ هكذا هم البروليتاريا. أما الطبقة الوسطى وقد اعتاد ماركس على
تحديدها كطبقة تقع في الوسط، تحت الطبقة الرأسمالية وفوق طبقة
البروليتاريا وهو ما سمح بانتشار اعتقاد خاطئ بين العامة يقول بأن دخل
الفرد في المجتمع هو ما يقرر طبقته، فإذا كان دخله قليلاً فهو من العمال
وإذا كان متوسطاً فهو من الطبقة الوسطى وإذا كان كبيراً فهو من الطبقة
الرأسمالية. الأمر ليس كذلك على الإطلاق ولا علاقة له بالمداخيل نهائياً
بل بوسائل الإنتاج. فالبروليتاري يبيع قوة عمله قبل تحويلها إلى قيمة
استعمالية قابلة للتبادل في السوق، والرأسمالي يتاجر بقوة عمل
البروليتاريا ويبيعها بعد تحويلها إلى قيمة استعمالية لصالحه، أما
الطبقوسطي فهو من يحول قوة العمل في جسمه إلى قيمة استعمالية مستخدما
أدوات إنتاج هامشية أو بدونها ويبيعها لحسابه الشخصي، وهو بذلك يمارس
الإنتاج الفردي (individual production). إذاً الطبقوسطي هو كل من ينتج
قيمة استعمالية قابلة للتبادل بجهوده الخاصة المستقلة تماماً دون أدنى
اعتبار لما يكسب. وما يجدر ذكره في هذا السياق هو أنه في القرن الثامن عشر
استخدم الرأسماليون مختلف أدوات العنف والقسوة في تحطيم أدوات الإنتاج
للبورجوازية الوضيعة التي أخرجوها من السوق نهائياً لتواجه الضياع
والفناء، وهو ما استحق الاستنكار والشجب الشديدين من قبل كارل ماركس
مؤكداً أن البروليتاريا هي أيضاً ستقضي على وسائل الإنتاج البورجوازي
لكنها لن تتخلى عن مسؤوليتها الانسانية، وعن ضمان استمرار الحياة لأفراد
وعائلات المنتجين البورجوازيين بل وعن تحسين شروط حياتهم.

مع أدوات
الإنتاج الرأسمالية الحديثة التي تعمل بالطاقة الحرارية والكهربائية
والذرية وبالأتمتة الرفيعة المستخدمة لم يعد للإنتاج اليدوي الصغير دور
يلعبه في السوق. اندثر نهائياً دون أدنى احتمال لأن يُبعث من جديد. وهكذا،
فبعد أن تحررت الدول المحيطية خلال الفترة ما بين 1946 و 1972 وفكت
روابطها مع مراكز الرأسمالية، اضطر زعماء الدول الرأسمالية الخمس الكبرى
(G5)، التي فقدت أسواقها وواجهت بذلك أزمة قاتلة، إلى عقد مؤتمر لهم في
قلعة رامبوييه في باريس نوفمبر 1975 اتخذوا فيه قرارات تؤدي إلى التخلي عن
نظام الإنتاج الرأسمالي والتحول إلى "نظام" الإقتصاد الإستهلاكي حيث يزداد
استهلاك الناس للبضائع الرأسمالية من جهة، ويتم تقليص الإنتاج الرأسمالي
من جهة أخرى. بعد ثلاث سنوات فقط، أي في العام 1978 أخذت الصحافة
الأميركية تصرخ بقوة من هول أثرالإقتصاد الإستهلاكي على علاقات الإنتاج
وعلى العلاقات الدولية، وقالت بأنه سيعمل على انهيار الأنظمة الإشتراكية
ــ وهي التي كان قد بدأ انهيارها قبل ذلك بربع قرن أي في سبتمبر ايلول
1953 حين تخلى الحزب الشيوعية عن كامل مقررات المؤتمر العام التاسع عشر في
أكتوبر ت1 1952. بالطبع لم يدرك أولئك الزعما في رامبوييه المصير الذي
سيصيرون إليه بإطلاق كل العنان للإقتصاد الاستهلاكي. شعوبهم، كما شعوب
العالم الثالث هللت بالطبع للإستهلاك المريح الواسع، وبعد أن اعتادت عليه
خلال سنوات قليلة أطاحت بالدولة الرأسمالية الكلاسيكية وأقامت بدلاً عنها
دولة الطبقة الوسطى، دولة الرفاه (welfare state) التي تُعنى قبل كل شيء
برفاهية الشعب وتوفير شتى احتياجاته من البضائع والخدمات بوسائل شرعية
وغير شرعية في الغالب كالاستدانة.

في أجواء الرفاهية التي ترعاها
"دولة الرفاه" تطمح البروليتاريا إلى الترقي فلا تعود تتخلى مكرهة عن قوة
عملها ليستبد بها الرأسمالي لقاء قروش قليلة في حين أصبح بمقدورها أن
تحتفظ بها لنفسها وتحولها إلى قيمة استعمالية يمكن مبادلتها مستقلة
تماماً. هذا يحدث فقط بالإنخراط في إنتاج الخدمات كالأمن والتعليم والصحة
والتجارة وأمثالها، خاصة وأن مجتمعات الرفاهية قد تضاعف عدة مرات
استهلاكها من الخدمات. أكثر من 60% من حجم طبقة البروليتاريا في البلدان
الرأسمالية الكلاسيكية "إرتقت" إلى الطبقة الوسطى من خلال انتاج الخدمات.
كانت الثورة الإشتراكية في أعلى منسوب لها وتدق أبواب قلاع الرأسمالية
العالمية فيما بعد الحرب العظمى وحتى وصول خروشتشوف إلى مركز قيادة الثورة
في العام 1954 حين كانت الطبقة العاملة في البلدان الرأسمالية المتقدمة
تشكل الجسم الرئيسي في المجتمع، أما اليوم وقد انتقل أكثر من نصفها إلى
الطبقة الوسطى فلا يمكن أن تكون هناك ثورة اشتراكية في الأفق، بل انتهى
الأمر إلى الرجوع عما كان قد حققه مشروع لينين في الثورة الإشتراكية
العالمية، وأخيراً دخلت الأحزاب الشيوعية التي قامت أصلاً لإنجاز ثورة
لينين في العالم في طور الإضمحلال والتفكك.

أرهاط من الليبراليين
صدعوا رؤوسنا بزعيقهم مطالبين بالحرية مدّعين بأن المشروع اللينيني خلا من
كل نسائم الحرية التي يعشقونها لذاتها. هؤلاء القوم ليس لديهم نقص في
العلوم السياسية فقط بل انهم على استعداد أيضاً لمطاردة الثورة الإشتراكية
بدون سراويل. هم لا يعلمون بأن الحرية إنما هي رديف وقرين للخبز، ولذلك
طالب الثوريون الأوائل بالخبز والحرية بنداء واحد وقالوا الخبز أولاً
والحرية كتابع له. عندما تذكّر الليبراليين بتلازم الخبز مع الحرية
يعترفون بمثل هذا التلازم فيقولون ب "العدالة الإجتماعية" بزعم أنها توفر
الخبز للجميع. بداية الخلاف مع هؤلاء القوم هو العدالة الإجتماعية وليس
الحرية. كيف يقيمون العدالة الإجتماعية التي لا سبيل لإقامتها لأنها ضرب
من الأوهام!! أرهاط الليبراليين ينكرون هذا بحجة أن دول غرب أوروبا
واسكندينافيا والولايات المتحدة وكندا تقوم فيها دول توفر الخبز والحرية
والعدالة الإجتماعية. هذا حجة خرقاء، فخبز شعوب هذه الدول جميعها هو خبز
ليس من إنتاج شعوبها وقد تأكد ذلك بحالات الإفلاس المريع الذي أصاب مؤخراً
اليونان وإيرلندا والبرتغال واسبانيا ويتهدد اليوم بريطانيا وإيطاليا
وفرنسا وألمانيا حيث جميع هذه الدول تستدين لتدفع معاشات التقاعد، وقريباً
جداً سيكون الخبز والحرية في خبر كان في سائر هذه الدول. أما النظام
الحالي في الولايات المتحدة فسيُنزل كارثة مروّعة بالعالم حين تنكشف حقيقة
دولاراته المزورة وفراغها من كل قيمة.
الدولة، وكل دولة، تمثل دائماً
طبقة إجتماعية ذات مصالح طبقية تتعارض مع أبسط مفاهيم العدالة. ليس من
دولة تقيم عدالة بين الطبقات المتصارعة إلا إذا كانت مستوردة من السماء.
فهل في سماء الليبراليين دول لا تنتمي إلا لمملكة السماء!؟ ضلالة قطاع
عريض من الليبراليين في هذا الشأن تأتت من أن الأحزاب الشيوعية في
الأطراف، ناهيك عن المركز بعد انحراف خروشتشوف، لم تعمل في الصراع الطبقي
ولذلك ظلت غفلاً في علوم الماركسية ولم تساهم في نشرها. دولة العدالة
الإجتاعية لم ولن توجد على الإطلاق عبر التاريخ.

ما حرَفَ النظام
الرأسمالي عن صيرورته إلى الثورة الإشتراكية ليس هم قادة الدول الخمس
الغنية (G5) وقراراتهم في إعلان رامبوييه بالرغم من أنهم هم نفسهم حماة
الرأسمالية وأساطينها، بل هو الطبقة الوسطى السوفياتية التي اشترت
خروشتشوف من قيادة الحزب الشيوعي السوفياتي ليقودها إلى إنهاء الثورة
الإشتراكية خلال ولايته 1954 ــ 1964 وهو ما مكن قادة الدول الرأسمالية في
العام 1975 من سد الطريق أمام سيرورة الرأسمالية إلى الثورة الإشتراكية.
ومن المفيد أن نشير هنا إلى أن الحرب الجهنمية التي شنتها شياطين النازية
بقيادة الشيطان الأكبر أدولف هتلر على الدولة الاشتراكية الفتية تركت
آثارها السيئة على المجتمع السوفياتي. ترتب على دولة البروليتاريا بفعل
الحرب المفروضة أن تجند كل طاقاتها للدفاع عن الوطن. كل العمال ذهبوا إلى
الجبهات وتركوا الصناعات للنساء والأطفال وراء الأورال. طيلة الحرب 1941
ــ 45 كان الشغل الشاغل للدولة والمجتمع الحرب في جبهات القتال الواسعة في
المقدمة وإنتاج الغذاء في المؤخرة، الجنود في المقدمة والفلاحون في
المؤخرة. بعد انتهاء الحرب لاحظ الرفيق ستالين، وهو القائد التاريخي
للثورة الإشتراكية وحارسها الأمين، لاحظ أن شريحتين هامتين من شرائح
المجتمع السوفياتي اكتنزتا من القوة بما يشكل خطراً على الثورة
الإشتراكية، وهما الجيش والفلاحون. بعد الانتهاء من إعادة بناء ما دمرته
الحرب في العام 1950 أخذ ستالين يتدبر بحذر شديد وبعبقريته المعهودة درء
خطر هاتين القوتين على الثورة. لقد حضر برنامجاً لتفكيك طبقة الفلاحين وهو
ما أكده في كتابه الصادر في العام 1951 حول "القضايا الإقتصادية
للإشتراكية في الإتحاد السوفياتي" وضمنه في الخطة الخمسية للعام 1952،
وتحدثت بعض التقارير مؤخراً عن أن ستالين كان قد شتت الوحدات العسكرية
وحرص على ألا تتواصل فيما بينها إلاّ من خلال قيادة الحزب ــ قرأت مثل هذه
التقارير بعد أن كنت قد كتبت كتابي "من هو ستالين، وما هي الستالينية"
وانتقدت فيه بغير حق الميول العسكرية المستجدة لرفيقنا، الرفيق الأمين
للينين، يوسف ستالين.

ما يمكن تأكيده في هذا المنعطف التاريخي هو
أن النظام الرأسمالي صار إلى انحلال في سبعينيات القرن الماضي، وعليه فهو
لن يعود إلى ثورة. انحل النظام الرأسمالي وصار إلى غيره، إلى الإقتصاد
الإستهلاكي المغاير. أما كيف ينتهي الإقتصاد الإستهلاكي الذي لن يعمّر
لسنوات أخرى فذلك يحتاج إلى بحث معمق أراه خارج إمكانياتي. ولذلك كتبت قبل
أيام عن "حاجة العالم إلى لينين مرة أخرى"؛ وإلا، فمن يدلّنا على كيفية
الخروج من نظام الإقتصاد الإستهلاكي المدمر للجنس البشري ؟
[/b]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

إنتهت الرأسمالية إلى الإنحلال وليس إلى الثورة !! :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

إنتهت الرأسمالية إلى الإنحلال وليس إلى الثورة !!

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: دراسات و ابحاث-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: