سميح القاسم المد يــر العـام *****
التوقيع :
عدد الرسائل : 3149
تعاليق : شخصيا أختلف مع من يدعي أن البشر على عقل واحد وقدرة واحدة ..
أعتقد أن هناك تمايز أوجدته الطبيعة ، وكرسه الفعل البشري اليومي , والا ما معنى أن يكون الواحد منا متفوقا لدرجة الخيال في حين أن الآخر يكافح لينجو ..
هناك تمايز لابد من اقراره أحببنا ذلك أم كرهنا ، وبفضل هذا التمايز وصلنا الى ما وصلنا اليه والا لكنا كباقي الحيونات لازلنا نعتمد الصيد والالتقاط ونحفر كهوف ومغارات للاختباء تاريخ التسجيل : 05/10/2009 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 10
| | طريقنا الوحيد لنجاح الثورة : إسقاط المجلس العسكرى | |
[b]يحزننى أن أكتب هذا الكلام الآن بعد مرور خمسة أشهر من إندلاع شرارة ثورة الخامس والعشرين من يناير ، تلك الثورة التى علقنا عليها آمالا كبيرة ، وخاطر بعضنا بحياته وسلامته الجسدية ، على أمل أن نغير نظاما عانينا منه لثلاثة عقود متوالية ، وفى النهاية أجبرنا الرئيس على التنحى أو خلعه المجلس العسكرى الحالى ، لايهم كيف ذهب الرئيس المخلوع ، لكن الأهم من ذالك أن رمزا لحقبة مظلمة من تاريخ مصر قد سقط وهوى الى غير رجعة ، أراح هذا السقوط المدوى نفوسا كثيرة عانت خلال تلك الفترة من الظلم والقهر وكبت الحريات وعدم القدرة على القيام بدور فعال فى مجتمعهم بتأثير من كبت الحريات وتكميم الأفواه ، وأراحنى أيضا هذا السقوط العنيف رغم أن طموحاتى واحلامى لبلدى تفوق هذا المطلب بمراحل وتتخطاه ، استبشرنا خيرا ولكن كنت حذرا منذ البداية ولم اكن اى ثقة للعسكر ولا للمجلس العسكرى لادراكى أن الجيش كان ربيبا لمبارك وحاشيته ، كان حاميا للنظام البائد ومدافعا عن استمرارة لارتباط مصالح قادته باستمرار نظام مبارك ، وقد كنت اسخر دائما من موقف الجيش المؤيد والداعم للثورة والتصريحات التى كان قادته يصدرونها دائما عن دعمهم للثورة ومطالب الثوار ، وكان مبعث سخريتى هو ان هذا الجيش لم يوجه اى انتقادات علنية لسياسات الرئيس المخلوع والحكومات المتعاقبة فى عهده ، بل كنا نرى دائما انه مسيطر عليه من قبل النظام وأعوانه ، وكان هذا واضحا من الطريقة التى يقبل بها المتقدمين للكليات العسكرية و اشتراط خلو الملف الأمنى من اى نشاطات سياسية بالنسبة للمجندين الزاميا واعفاءهم من التجنيد إن كانت لديهم اى خلفيات سياسية معارضة ، ولم يكن هذا يعنى شيئا أكثر من أن المؤسسة العسكرية التابعة للنظام البائد كانت تخشى من بروز اى تيارات سياسية معارضة بين صفوف أبناء الجيش المصرى فتستبعدهم منذ البداية من الالتحاق بالخدمة العسكرية او الدراسة فى الكليات العسكرية حتى وإن كانت لديهم صلة قرابة بعيدة بأحد المعارضين السياسيين . الجيش لم يتغير عندما قامت الثورة ولا قادته تغيروا ، نفس الجيش الذى كان مطيعا لأوامر الرئيس المخلوع هو الذى يتحدث الآن خداعا بإسم ثورة الشعب محاولا إيهامنا بأنه هو راعيها الرسمى وحاميها المدافع عنها ، كيف نقبل منطقيا أن يحمى الجيش الرئيس ونظامه والثورة التى أطاحت به فى آن واحد ؟؟؟ هل هذا منطقى ؟؟!!! . إن كان الجيش حقا هو حامى الثورة وراعيها والمدافع عنها فأى ثورة تلك التى تأكل أبنائها ؟؟!! الم يتورط الجيش قبل وأثناء وبعد الثورة فى ملاحقة بعض الناشطين الحقوقيين والسياسيين وتعذيب بعضهم وإصدار أحكام عسكرية قاسية ضد بعضهم الآخر ؟؟!! أليس هذا الجيش الذى يدعى أنه يحمى الثورة ويزود مدافعا عن الثوار هو ذاته الذى تورط فى هتك عرض الثائرات داخل أسوار السجن الحربى وقام بتصويرهم عرايا وأجرى عليهم كشفا للعذرية يمثل إنتهاكا صارخا لحقوق الإنسان وكرامة هؤلاء الفتيات ، تبعا لشهاداتهم التى وثقتها منظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية ؟؟!!! أليس هذا الجيش الذى يدعى أنه يحمى الثورة ويلاحق الفاسدين من أذناب النظام السابق هو الذى يسوف فى نقل الرئيس المخلوع إلى السجن ويبقيه فى مستشفى فاخر فى منتجع شرم الشيخ حتى هذه اللحظة ويسرب الأنباء التى تتحدث عن إحتمالية العفو عن الرئيس السابق لجس نبض الشارع قبل أن يفاجئنا بمثل هذا القرار الصادم ؟؟!!! أليس هذا هو الجيش الذى أطلق أيدى الجماعات السلفية المتطرفة التى كانت تهادن النظام السابق وتعادى الثورة فى مهدها وتركب موجتها فيما بعد ، الم يطلق الجيش يدها فى الشارع لتعيث فسادا تحرق الكنائس وتهدم الأضرحة وتهاجم الآمنين وتروعهم وتحاول فرض رؤاها العنيفة وأفكارها المتخلفة التى تكفل عودتنا الى عصور الظلام السحيقة مرة أخرى ، ألم يتركها الجيش تفعل ذالك بإطمئنان ودعم كامل منه دون حساب أو عقاب لعناصرها الهوجاء فى تصرفات مريبة تجعلنا نتسائل عن سر هذه العلاقة بين الجيش وهذه الجماعات التى كانت تستخدم من قبل أجهزة أمن النظام البائد ؟؟!!! إن الثورات التى يتبناها العسكر لا يفترض أن ننتظر أى خير منها ، فنتاجها دائما ما يكون نظام حكم تسلطى ديكتاتورى كما كان نظام عبد الناصر منتصف القرن الماضى ، وبالمثل فالثورة التى يدعى الجيش انه يدعمها ويتحدث باسمها هى ثورة لن تنتج نظاما أفضل من نظام ثورة يوليو البائدة !. ثورتنا لم يقم بها العسكر بل اشعلتها ارواح ودماء أفراد الشعب المصرى الذى تم قمعه بشدة وعنف فى عهد النظام السابق ، هذا الشعب الذى تحرك من تلقاء نفسه دون ان يكون لأى أحزاب أو جماعات دينية أو عرقية دور ملموس فى ذالك ، تحرك الشعب وأجبر الرئيس على التنحى ، وسقط نظام مبارك بيد الشعب وليس بيد الجيش ، ولا ينبغى أن نسمح للجيش أن يسرق ثورتنا وينسبها لنفسه ويتحرك بإعتباره صاحب الشرعية الثورية بالوكالة ، نحن لم نوكل الجيش كى يدير أمورنا ، لقد إستولى الجيش على السلطة بعد خلع الرئيس وقبلنا الأمر على مضض فى سبيل إعادة بناء البلاد فى فترة إنتقالية ، لكن يبدو أننا ارتكبنا خطئا فادحا عندما انهينا احتجاجاتنا بسقوط الرئيس وتولى الجيش الحكم ، فالجيش لم يدر البلاد بطريقة تختلف كثير عما كان عليه الأمر فى عهد الرئيس المخلوع ، نفس الممارسات تتكرر بشكل أعنف وأفظع ، تعذيب بدنى للنشطاء السلميين ومذابح ترتكب ضد المحتجين فى ميدان التحرير بدم بارد ، واحكام عسكرية ضد النشطاء والمتظاهرين والمدونين لمجرد انهم عبروا عن آرائهم ، فما أشبه الليلة بالبارحة ؟!!. ليس أمامنا الآن سوى طريق واحد نسلكه كى تنجح ثورتنا ، طريق العودة إلى ميدان التحرير وإعادة عقارب الساعة إلى ما قبل الحادى عشر من فبراير الماضى لتصحيح مسار ثورتنا التى حاول العسكر أن يسرقوها وينسبونها لأنفسهم ، سننزل الى الميدان يوم الجمعة القادم ولن يثنينا عن عزمنا تطهير البلاد من الفساد والإستبداد شىء ، هدفنا تنحية المجلس العسكرى وإنشاء مجلس حكم مدنى مؤقت يدير شئون البلاد من شخصيات يتفق عليها أبناء الشعب المصرى لا تضم أى شخص تورط فى دعم سياسات المجلس العسكرى أو كان له علاقة بنظام مبارك البائد ، فلن نقبل أن يلتف أحد على ثورتنا أو أن يحاول إجهاض نجاحاتها . سننزل إلى الميدان بقلوب مليئة بالأمل فى مستقبل أفضل لبلادنا ، فى احتجاجات سلمية لن تشوبها أى شائبة عنف حتى وإن أطلقوا الرصاص الحى على صدورنا كما فعلوا من قبل مع محتجى التاسع من مارس الماضى سنصمد أمام رصاصهم وسنفتح صدورنا له ولن نهاب أو نتراجع ، فحرية بلادنا على المحك ولن نقبل أن نعود إلى الوراء مرة أخرى مهما كان الثمن .
[/b] | |
|