حمادي فريق العمـــــل *****
عدد الرسائل : 1631
تاريخ التسجيل : 07/12/2010 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 8
| | موسم الهجرة إلى الإعلام الانتهازي | |
[b]كدت أن أتقيأ وأنا أتابع نشرات الأخبار التي كان يفبركها التلفزيون المصري أيام ثورة الشعب، و في الحقيقة لم أتعجب أبدا إذ كان دائما هكذا مزورا للحقائق وتابع كالكلب المطيع لسيده. و نفس الشعور قد انتابني حيال التلفزة التونسية زمن ثورة الياسمين. ولا يشذ الاثنان عن الانحطاط المتوالي للعمل الإعلامي الرسمي في كل البلدان العربية الأخرى. و ليس من الغريب أن يستنجد المواطن العربي لمعرفة ما يجري في بلده بالقنوات الأجنبية بدل القنوات التي يدفع من جيبه لتمويل الرداءة و العبودية التي تلازم أغلب موظفيها. وهنا لا أستثني أحدا (بمعنى مظفر النواب) إذ هل يمكن مثلا أن تشاهد تحقيقا على قناة الجزيرة حول الأموال الطائلة التي صرفت من طرف دولة قطر من أجل الظفر بتنظيم كأس العالم لكرة القدم سنة 2022 و كرة اليد سنة 2016؟ والعمولات المدفوعة للاعب الفرنسي زين الدين زيدان و لآخرين كثيرين. ألا يتحدث الإعلام الرياضي العالمي عن 15 مليون دولار قد دفعت لشراء دعم زيدان للملف؟ وهل يعالج تلفزيون العربية موضوع أخبار بن علي و كيف تم إرساله إلى السعودية و يقدم لنا آراء عينة من السعوديين ويسألهم ما إذا كانوا يقبلون أن يكون بلدهم مخيما يقضي فيه الطغاة المخلوعين بقية أيامهم؟ تلك أبسط الأسئلة المحرمة، لكن لنترك هذا الإعلام المدجّن كمجتمعه ولنتأمل في المثالين المؤهلين للتحرّر، أي الإعلام التونسي والمصري بعد الثورة، وما مدى إمكانية انتقالهما من العصر الحجري إلى العصر الحديث؟ من عصر قال جلالته ونجل فخامته إلى عصر مَن، متى، أين، كيف... وهل يمكن أن نثق اليوم في أناس مارسوا تزييف وقلب الحقائق وترعرعوا في ثقافة التزلف؟ ألا ينقلبون في يوم من الأيام على الديمقراطية، في حال صعود تيار فاشي إلى الحكم، كما انقلبوا اليوم على أسياد أمسهم؟ هل يمكن أن يتمثل فلسفة الخدمة العمومية من أمضى حياته خادما مطيعا لسلطة الأشخاص و الحكومة؟ وهل يستطيع أن يمارس مهنة الصحافة في جو التعدد والمساواة من رُسّخ في أعماقه كره الاختلاف و تخوين المعارض؟ هل يدافع عن حرية التعبير والمواطنة وحياد الإدارة ومدنية الدولة من امتهن مسح الأحذية وغلق الفم و سد الأذن و غض الطرف عن انتهاك الحريات واغتصاب الدساتير و اختلاس الأموال وقتل الناس الآمنين؟ هل من مصداقية لمن كان يؤله بالأمس سيادة الرئيس و أولاده و أصهاره؟ أسئلة كثيرة مطروحة على رجال إعلام تونس ومصر اليوم، فأي طريق يسلكون؟ طريق عفا الله عما سلف أو تنظيف الصفوف من الحشرات الضارة؟ لا أحد ديمقراطي يتمنى العودة إلى مرحلة صيد الساحرات أو الانتقام من قبيلة "أكل عيش" حتى و إن ذهب بعض من كان يظهر على الشاشات ويخربش في الجرائد إلى الدعوة حتى إلى إطلاق النار على المتظاهرين! لو ترك الأمر للجمهور لقاطعهم و لاندثروا بفعل قانون البقاء للأنقى والأشرف. وتلك أمثل الطرق. [/b] | |
|