منذ هذا التاريخ سترتبط الأغانى الوطنية بأبطال الثورة وليس بلاعبى الكرة
والمطربين.. منذ هذا التاريخ سترتبط فرحة الشعب بإرادته.. سيحصد الشعب حصاد
ثلاثين عاما من الصبر..سيحصد الشعب نتيجة جهده طوال ثمانية عشر يوما..
منذ هذا التاريخ سيعرف أى رئيس مقبل كيف يحترم الشعب المصرى، وكيف أن صبر
هذا الشعب ينقلب لثورة فى لحظات. وكيف تختفى الأكاذيب لتبقى الحقيقة،
والحقيقة فقط التى تتمثل فى إرادة هذا الشعب.
يفرح الشعب اليوم لأنه رسم ملامح حياته بيده..يفرح الشعب اليوم لأنه نجح فى
تحقيق هدفه.. يفرح الشعب لأنه عاش مرارة لعقود طويلة نجح أخيرا فى أن
يكسبها الحلاوة.. فرح الشعب لأنه ، وبإذن الله، لن يظلم بعد اليوم، لن يسمح
بأى فساد بعد اليوم، لن يدفع أى مواطن رشوة لكى ينهى مصالحه، ولن يدفع
رشوة لكى يحصل على وظيفة، ولن يصمت موظف على فساد من يعلوه.
نعم متفائل لأبعد الحدود.. نعم أرى القادم أفضل، وبأيدينا نحن وليس بأيدى
من يحكموننا. أرى الأمل فى الغد، لأنى كنت فى أشد اليأس فى أن يتحرك هذا
الشعب، كنت فى أشد اليأس، ولا أعتقد أن هذا الشعب سيكسر قيوده، ويزلزل
العالم كله بثورة عظيمة وإرادة من فولاذ.
يا شعب مصر العظيم هل كنت تتخيل حدوث هذا اليوم..هل كنت تتخيل أن تفرض
إرادتك ومطلبك على كل العالم، نعم أقول كل العالم، بعدما تحديت العالم كله.
تحديت دولا غربية مائعة المواقف، تحديت إعلاما مصريا مضللا وكاذبا.. تحديت
بشرا حاولوا إمساك العصا من المنتصف فى وقت لا تنفع فيه أنصاف الحلول..
تحديت ما هو أكثر من كل من كل ذلك، تحديت نفسك.
نعم انتصرنا على الخوف فى نفوسنا، كسرنا اليد الأمنية الغليظة، التى كانت
لا هم لها سوى حراسة النظام، هزمنا الفساد وسنسترد أموالنا، سيعود الأمن
المجتمعى بعدما عرفت الشرطة دورها الحقيقى، سيعود الأمان بعدما فشلت خطة
الفوضى. سيعود الخير، ستعود الرموز الحقيقية، سيخرج الشعب من هذه المرحلة
خروجا كريما.. وسيرفع المصرى رأسه فى كل مكان بيد المصريين أنفسهم، فالشعب
هو من صنع كرامته.
لك الحق أيها الشعب أن تفرح كل هذا الفرح، فلقد جنيت حصاد الصبر.