مبارك واحقاده على الفلسطينيين
رأي القدس
2011-02-09
يصر نظام الرئيس المصري حسني مبارك على اظهار اكبر
قدر ممكن من الكراهية لابناء الشعب الفلسطيني وحتى وهو يترنح قبل سقوطه
الكبير، بسبب الثورة الشعبية المباركة التي تطالب برحيله.
بالأمس اصدر
هذا النظام قراراً بمنع دخول الفلسطينيين الى مصر، وعدم السماح لهم بوطء
ارض مطاراتها ومنافذها الحدودية تحت اي ظرف من الظروف، ولم تبد السلطات
المصرية اي تفسير لمثل هذا القرار.
القرار عنصري الطابع، ويكشف عن سياسة
تمييزية لم تطبقها انظمة الفصل العنصري، حتى وهي في ذروة قوتها، علاوة على
كونه يتعارض مع كل القوانين الدولية.
ان يُمنع اشخاص لاسباب لها علاقة
بالأمن، او بسبب ملفات جنائية، ربما من الامور التي يمكن تفهمها، ولكن ان
يُمنع شعب بالكامل من الدخول، بصالحه وطالحه، ودون تقديم اي اسباب مقنعة،
وفي ظل مرحلة تحول تجتازها مصر يمارس فيها رجال الامن ابشع انواع البلطجة،
ويعيثون في البلاد قتلاً وترويعاً، فهذا امر لا ينسجم مع العقل او المنطق.
النظام
المصري يستضعف الفلسطينيين، ويتعجرف في معاملتهم، ويتفنن في اذلالهم، خاصة
اذا كانوا من ابناء قطاع غزة الذي كان حتى احتلاله عام 1967 خاضعا للادارة
المصرية. فقد تطرف في تشديد الحصار المفروض عليهم، وهددهم السيد احمد ابو
الغيط بتكسير عظامهم، ومارس رجال الامن المصريون ابشع انواع الاذلال لهم
عند مرورهم عبر معبر رفح في المرات النادرة التي كان يفتح فيها.
الاخطر
من ذلك ان اللواء الحبيب العادلي وزير الداخلية المصري السابق اتهم
الفلسطينيين بالوقوف خلف تفجير كنيسة القديسين في الاسكندرية ليلة رأس
السنة التي راح ضحيتها اكثر من ثلاثين من الاشقاء المسيحيين، لنكتشف انه هو
نفسه الذي دبر ونفذ هذه الجريمة، وان قرارا من النائب المصري العام صدر
باعتقاله وتقديمه الى المحاكمة لارتكابه جرائم اخرى لا تقل خطورة في حق
الشعب المصري.
ماذا فعل الفلسطينيون لهذا النظام الجائر الظالم الفاسد
القمعي حتى يستهدفهم دون غيرهم من الشعوب؟ لا نعرف الاجابة، والشيء الوحيد
الذي نتكهن به هو العنصرية والحقد الشخصي.
لا نستغرب هذه العنصرية، وهذا
الحقد، من نظام يثور ضده شعبه، ويطالب باسقاطه بسبب فساده ونهبه لثرواته،
وتحويل مصر الى مزرعة له ولنسله ومافيا رجال الاعمال التي تحيط به.
ما
نستغربه هو صمت ما يسمى بالسلطة الوطنية في رام الله صديقة النظام المصري
وحليفته، على هذا الاجراء، وعدم نطق المتحدثين باسمها بكلمة ادانة واحدة،
ولو مخففة لهذا الاجراء الظالم.
هؤلاء انتدبوا انفسهم لتمثيل الشعب
الفلسطيني في المفاوضات وبيع القدس المحتلة، والتنازل عن حق العودة، ولكنهم
عندما يتعرض الشعب الفلسطيني لاي مضايقات او اعمال عنصرية يصمتون صمت
القبور، بل ويتعاطفون مع النظام الذي يضطهد شعبهم ويحرمهم من ابسط حقوقهم
الانسانية.
عزاؤنا ان هذا النظام بات يعيش آخر ايامه، ويقبع في العناية
المركزة، وبات رحيله مسألة ايام ان لم يكن ساعات بفضل سواعد شباب مصر
الابية.