تهديدات بمجزرة او انقلاب لـ'منع الفوضى'.. وقرار بمنع دخول الفلسطينيين مصر
نظام مبارك يضغط على الجيش لتصفية الثورة
استقالة عصفور من الثقافة.. والتحرير يعلن 'قائمة اعلامية سوداء'
2011-02-09
ميدان التحرير (مصر) ـ حسام ابوطالب: قالت مصادر ان
خلافا بين عمر سليمان نائب الرئيس المصري وسامي عنان رئيس اركان الجيش يشير
الى ضغوط من نظام مبارك على المؤسسة العسكرية لتصفية الثورة. واعتبرت ان
حديث سليمان حول 'انقلاب' يشكل تهديد مباشراً بتحرك الجيش ضد الثوار.
وقال
وزير الخارجية المصري امس إن الجيش قد يتدخل لحماية الامن القومي اذا ما
حاول 'المغامرون' انتزاع السلطة في إشارة واضحة إلى المحتجين الذين يطالبون
بتغييرات شاملة في النظام الحاكم.
وقال وزير الخارجية احمد ابو الغيط
'يجب أن نحافظ على الدستور حتى لو تم تعديله لأنه عندما نسير في عملية
دستورية نحمي البلد من محاولة بعض المغامرين الأخذ بالسلطة والإشراف على
العملية الانتقالية'. وأضاف 'وبالتالي سنجد القوات المسلحة مضطرة للدفاع عن
الدستور والامن القومي المصري... ونجد انفسنا في وضع غاية (في) الخطورة'.
وادلى ابو الغيط بهذه التصريحات خلال مقابلة مع تلفزيون العربية نشرتها وكالة أنباء الشرق الاوسط الرسمية في مصر.
وانتقدت
الولايات المتحدة الاربعاء الخطوات الاولية التي اتخذتها مصر باتجاه تطبيق
الاصلاحات وقالت انها لم تلب 'الحد الادنى' من مطالب الشعب المصري. وقال
روبرت غيبس المتحدث باسم البيت الابيض 'من الواضح ان ما قدمته الحكومة حتى
الان لا يلبي الحد الادنى بالنسبة للشعب المصري'.
وانتقد غيبس الخطوات
التي اتخذها نائب الرئيس المصري عمر سليمان الذي بدأ الاجتماع مع عدد من
جماعات المعارضة للتخطيط للانتقال السياسي.
وكان عمر سليمان اعتبر انه
لا خيار امام المتظاهرين في ميدان التحرير إما أن يقبلوا بالتفاوض والعودة
لمنازلهم وإما أن يحسم الجيش الأمر لصالح الشرعية التي يعتبرها سليمان أنها
تعني دعم الرئيس مبارك والوقوف في صفه رافضاً الحديث عن رحيل مبارك، وصعّد
سليمان من موقفه معتبراً طلب تنحي مبارك ليس مجرد إهانة للرئيس وإنما
إهانة للجيش المصري العظيم وكافة رموز المؤسسة العسكرية.
ويتخوف العديد من صناع الثورة أن يكون القادة العسكريون قد حسموا أمرهم وقرروا الوقوف مع مبارك في وجه الثورة.
والى ذلك اصدرت الحكومة المصرية امس قرارا بمنع دخول الفلسطينيين للاراضي المصرية دون تفسير او ايضاح.
من
جانبهم رفض ثوار التحرير والمدن المصرية تصريحات سليمان واعتبروها تكشف عن
انه يتعامل مع الثورة باعتبارها مجرد تظاهرة أو حركة احتجاج.
وأكدت جماعة الإخوان المسلمين رفضها تصريحات اللواء عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية، حول أن البديل عن الحوار هو الانقلاب.
ويواصل
ثوار التحرير حصارهم لمقر البرلمان ومجلس الوزراء للمطالبة بإسقاط الرئيس
مبارك، فيما قرر مجلس الوزراء تغيير مقر الحكومة في شارع قصر العيني إلى
مقر وزارة الطيران المدني في مدينة نصر وأعلن رسميا أن اجتماع مجلس الوزراء
نقل من مقر الحكومة في شارع قصر العيني إلى مقر وزارة الطيران المدني في
مدينة نصر.
وتظاهر آلاف العاملين في الشركة المصرية للاتصالات وفي شارع
شريف بوسط العاصمة حيث تقع نقابة الموسيقيين قام المئات بالتظاهر ضد
النظام مطالبين بتحسين أوضاعهم وفي نفس الشارع تظاهر الآلاف من العاملين
بشركات عمر أفندي وهتفوا بسقوط الرئيس. كما تظاهر العمال في عشرات المؤسسات
والمصانع في العديد من احياء العاصمة وفي الإسكندرية استمرت المظاهرات
الضخمة وصحب الأهالي أسرهم وأطفالهم أمام مسجد القائد ابراهيم كما حاصروا
عدة مقرات واتسعت المظاهرات الفئوية لموظفين وعمال يطالبون بتحسين شروط
عملهم في مقر الـتأمين الصحي وسنترال رمسيس. وفي أسيوط بصعيد مصر خرج آلاف
المواطنين من مدينة منفلوط القريبة من مسقط رأس الزعيم جمال عبد الناصر
بالخروج للطريق العام ومنعوا حركة السير من وإلى القاهرة عدة ساعات مطالبين
برحيل مبارك ودعم الثورة.
وبالرغم من استمرار اختفاء رجال الشرطة وقوات
الأمن المركزي وامن الدولة على حد سواء من معظم المدن المصرية وتعهد
سليمان ورئيس الوزراء عدم الاعتداء على المواطنين شهدت الساعات الأولى من
مساء امس الأول في مدينة الخارجة بمحافظة الوادي الجديد مذبحة ابطالها رجال
الأمن راح ضحيتها خمسة اشخاص فضلاً عن مائة جريح.
وصرح أحد أبناء
المحافظة لـ'القدس العربي' هاتفياً بان الأحداث بدأت حينما قام رئيس جهاز
المباحث أحمد السكري هناك بسب امهات المواطنين واصدر الأوامر للجنود بإطلاق
النار عليهم مما جعل الأهالي يعودون لمنازلهم غير أن رجال الشرطة المتخفين
في زي مدني اقتحموا العديد من البيوت وقاموا بإطلاق الرصاص الحي على
المواطنين واوقعوا العديد من القتلى والجرحى.
وتتواصل على مدار الساعة
انتفاضة الصحافيين في الصحف القومية مطالبين بطرد رؤساء التحرير ورؤساء
مجالس إدارات الصحف بسبب دعمهم لمبارك والتآمر على الثورة. وفي هذا السياق
اصر صحافيو مؤسسة روزاليوسف على مواصلة الاعتصام في مقر المؤسسة إلى حين
قبول مطالبهم، وأهمها رحيل عبد الله كمال، رئيس التحرير، وكرم جبر، رئيس
مجلس الإدارة ويطالب الصحافيون بتطهير المؤسسة من زمرة الصحافيين الموالين
لمبارك وأحمد عز الذي يعد الممول الرئيس للصحيفة كما يطالب هؤلاء بعودة
الكتاب الممنوعين من الكتابة بدلا من الزمرة التي جعلت المؤسسة بوقا
للتوريث ورجال الأعمال.
وقام ثوار التحرير بعمل قوائم سوداء لأنصار
مبارك في تلك الصحف والمؤسسات الإعلامية وفي محاولة لتلافي مصير مشابه
لرئيس تحرير روزاليوسف ورئيس مجلس الإدارة قام اسامة سرايا رئيس تحرير
الأهرام بتغيير ولائه وتخلى عن العداء للثورة وقام بعمل ملف خاص يشيد
بالثورة وتصدرت الصفحة الأولى أخبار تدعم الثوار غير أن تلك الخطوات لم
تبدد الغضب المتنامي في صفوف العديد من صحافيي الاهرام الذين يقومون في
الوقت الراهن بحملة جمع توقيعات لطرد كبار القيادات من مكاتبهم.
وأعلن
مئات الموظفين في اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري انضمامهم للثورة
ومطالبتهم برحيل مبارك ونددوا بحملات التشويه للثورة والأكاذيب التي يبثها
التليفزيون على يد الوزير أنس الفقي كما واصل العديد من الفنانين اعتصامهم
في ميدان التحرير ومن هؤلاء المخرج خالد يوسف والفنان محمود عزب وعمرو واكد
والفنانة حنان سليمان ونهى العمروسي وشيرين عبد الوهاب وشريهان وأحمد حلمي
ومنى زكي وأحمد عيد وجيهان فاضل وزوجها والكابتن نادر السيد والإعلامى
الدكتور علاء صادق وجميعهم أجمعوا على أن رحيل مبارك يعتبر المخرج الوحيد
للأزمة الحالية التي تعيشها مصر في الوقت الراهن.
وكان جابر عصفور قدم استقالته امس من وزارة الثقافة فجأة لاسباب صحية.