وصال مرحبا بك
عدد الرسائل : 162
تاريخ التسجيل : 13/09/2010 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 2
| | باتوا يقفزون من موقف لآخر أي فرق بين "القادة" والقردة في العالم العربي؟ | |
معروف عن القردة القفز في كل الاتجاهات، والتحول من موقع إلى آخر بسرعة فائقة، وغير منتظرة، والظاهر أن العديد من حكامنا العرب قد مُسخوا وتحوّلوا إلى قردة في المدة الأخيرة، فمن قمة الديكتاتورية والقمع والتسلط ومصادرة حقوق الشعوب العربية في العيش الكريم، والتعبير الحرّ عن إرادتها، تحوّل غالبية القادة العرب إلى منظرين للحريات ومدافعين عن حقوق الإنسان، ومن كبار المفسدين والفاسدين، تحوّل هؤلاء إلى محاربين للفساد، كل ذلك وقع بين ليلة وضحاها، وغداة سقوط نظام الإستبداد في تونس الذي أسّس له الرئيس الهارب زين العابدين بن علي، الذي شاخ في الحكم، وهرم، باعتماده على قمع الشعب التونسي، عبر دولته البوليسية التي كان الغرب وأمريكا يتغنون بها وبمحاسنها، التي أعطت الحق في إشاعة العري، ومحاربة الإسلام والقيم العربية الأصيلة، سقط الهارب، رغم قفزاته العديدة طوال فترة الإنتفاضة المباركة للشعب التونسي التي تحولت إلى ثورة حقيقية، أزاحته وأزاحت رموز فساده، فالهارب قبل هروبه وعد بالإنفتاح الديموقراطي، ودعم القدرة المعيشية للشعب التونسي، لكن السؤال الذي يطرح نفسه، هو من أين لهذا الرئيس الهارب من الأموال حتى يتحول بالشعب التونسي من الفقر المذقع إلى العيش الكريم؟ الإجابة جاءتنا هذه المرّة وبعد فراره، من الدول الغربية التي حمته طوال فترة حكمه واستبداده، حيث أعلنت عن جزء من ثروات الهارب وثروات عائلته المودعة في بنوكها، وأكدت أنها ستجمد كل أرصدة الهارب وعائلته، لكن الغرب لم يعترف برغم ذلك بأنه شريك في إخفاء أموال مسروقة من الشعب التونسي.
وبعد انتقال مكرمة الثورة إلى مصر الكريمة والعزيزة على كل عربي، حاول الغرب عدم التعاطي معها بمستوى حجمها الحقيقي، وترك مبارك يقفز هو الآخر كالقرد، فمن قمة الاستبداد والتشبث بتوريث الحكم إلى إبنه خرج الرئيس مبارك المرشح للهرب والالتحاق ببن علي، على الشعب المصري، ليعلن عدم ترشحه وعدم توريث إبنه جمال، وأنه سيشرف على عملية إصلاح الحكم الذي أفسده طوال 30 سنة، وانطلق في سيناريو محاربة صغار مفسدين، بتجميد فتات أموالهم، ومنعهم من السفر إلى الخارج، وعيّن نائبا له، ووو.. وبدأ يقفز من موقف إلى آخر، علّ وعسى يوهم العالم بأنه هو من يحمي إسرائيل ومصالح الغرب، وأنه هو الوحيد القادر على وقف الزحف الإسلامي في مصر والمنطقة، لكن شأنه كشأن الهارب، لم يقو سوى على القفز، لأن الشعب المصري بقي ثابتا في مواقفه ومطالبه، وهنا تحول مبارك، المرشح للهرب، من داعية للإصلاح إلى زعيم عصابة "البلطجية" والمجرمين، ونفّذ مجزرة شنيعة في حق المتظاهرين بميدان التحرير وباقي المدن المصرية، وعندما لم تنفع عملياته الإرهابية في وأد الثورة عاد ليصرح بأنه كره الحكم ويود الإستقالة لكنه يخاف على مصر من الفوضى، فأية فوضى يمكن أن تحدث في مصر كالتي قام بها نظام الرئيس المرشح للهرب وجماعاته الإجرامية؟ فخلال "جمعة الغضب" و"جمعة الرحيل" لم يسجل العالم أية فوضى في صفوف المتظاهرين السلميين في ميدان التحرير، رغم أن زملائهم قتلوا وذُبّحوا من قبل عصابات الرئيس المرشح للهرب، فالكل كان ينتظر الإنتقام لهؤلاء الضحايا الأبرياء، لكن الذي حدث هو أن ملايين المصريين الشرفاء انتقموا بسلمهم ومسالمتهم لمصر كافة، وعرّوا حقيقة نظام مبارك الإجرامي، على المستوى الداخلي والخارجي، وكالرئيس الهارب، بدأت المصادر تتحدث عن حجم الثروة التي سرقها الرئيس المرشح للهرب "مبارك"، والتي قُدّرت بأزيد من 40 مليار دولار، دون حساب ثروات عائلته ورؤساء العصابات الموالية إليه، وهي كلّها ثروات مودعة في البنوك الغربية والأمريكية، وهنا كذلك أتهم الغرب وأمريكا بجريمة إخفاء أموال الشعب المصري المسروقة، والسكوت طوال 30 سنة، على جرائم بحق الشعب المصري وبحق العديد من شعوب الدول العربية ودول العالم الثالث، والخلاصة التي يتوجّب الوصول إليها، هي أن الشعوب العربية بالأخص إكتشفت من يسرق أموالها ومن تواطأ مع هؤلاء الحكام السارقين، وأخفى مسروقاتهم، وهي الخلاصة التي ستتوضح أكثر بانتقال الثورتين التونسية والمصرية إلى جهات أخرى | |
|