- صحراء العين
جاءت على عجل. وقبل أن، تمضي خطفا في كما في كل مرة, طرت وسكنت في عينيها.. قالت:
- أين اختفيت؟!
- أغلقي عينيك عليَّ.. تجديني
أغلفت عينيها عليَّ, ووجدتني أسبح في بحيرة من دموع, العق ملح عينيها..قالت:
- ماذا ترى؟
سمكة تحتمي بألوانها, تحاصرها كائنات الماء بالرقص!!
- ولِمَ الرقص والحال دموع
- افتحي عينيك واذرفيني
هطلت.. سار ماء عينيها جدول جف قبل أن يقطع مسافة شهقة بين الجلد واللحم..
صرختُ:
- أين مائي الذي كنت فيه؟!!
ضحكت..
- شربته صحراء جفافي!!
وصحوت أبحث عن امرأة غادرت خطفا كما جاءت.. وتركتْ ملح روائحها في المكان..
2 - تسامي الفتى
فرد كفيه وابتهل, قرأ تعويذة التمني التي أخذها عن جدته الأولى.. أغمض عينية, فهبطت
على كفيه امرأة بحجم الفكرة.. حدق في وجهها مليا..رأى سؤال يحضن سؤال..!!
قرأ تعويذة الرجاء التي أخذها عن أمه الأولى, وحدق في وجه المرأة, رأى السؤال يمتطي السؤال ويمضي.. حيره الأمر.. سأل المرأة على حذر:
- من الراكب ومن المركوب يا سيدتي!!
ضحكت.. سأل:
- أنت البداية فإلى أين النهاية!!
ضحكت.. وضحكت.. قالت:
- أنظر..
رأى امرأة تتحول إلى غيمة تمطر أسئلة, التقط سؤالا وتوكأ عليه, وسار في طريق غريب
وجد بانتظاره سؤال يقرعه
-إلى أين المسير يا فتى؟
- إلى غيمة الفيض اجمعها لتعود امرأة
هتفت المرأة من بطن الغيمة:
- هلا تساميت يا فتى؟!!
3 - فراشة الصباح
كنت أتابع بخار قهوتها يتصاعد متثائبا من صحوة نوم.. فجأة صَحت صار البخار
فراشة لها وهج الصبا ح, تتسلق شعاع شمس إلى السماء.. وصلت غيمة حبلى بماء
الله وسكنت.. صرخت أنادي:
- لمن تركتني على الأرض والقهوة لم تبرد بعد؟
هبط عليَّ صوتها مع سهم ضوء:
- إني أضع الآن بيضي بانتظار موسم الغناء!!
- ومتى يكون؟
ضحك الهواء من حولي وزحف بخار القهوة إلى الموت رويدا.. رويدا فارتشفت القهوة أطارد بعض دفء
فجأة جادت الغيمة بزخات من مطر غسلتني من آثامي.. فرأيت فراشة تهبط على سلم الشمس تقف أمامي ملاوعة مشاغبة.. قالت:
- كيف تذوقت قهوتي!
- خضراء بلون فراشة جاءت مع ضوء الصباح
واحتفظ بسري لم أبح به للمجانين كي لا يلتهموا خضراء تودع بيضها في الغيم
وتهبط على سلم الشمس من بخار قهوة الصباح
4 - الصمت
كنت منفيا في صحراء عمري, زادي بضع وهم أو قل بضع حلم.. امشي بين دروب
السراب, ولا ماء يطل من غيمة حبلى بالمطر..
فجأة هبت الريح هطلت بعض رذاذ فانبثقت الخضراء.. لهثت.. ووقفت عند مدارها استغيث من الرمضاء والعطش.. وتوسلت:
- هل أتفيأ بظلك من الحريق
- تعال ولا تقترب
- كيف؟
- أني مشغولة بتحضير الحياة
وغفوت في ظلها.. رأيت فيما يرى النائم عروسا تتهيأ للقاء, ورأيت براعم الخضراء ترضع منها لبن الحياة... تفتحت البراعم عن ريح حملتني إلى وسادة امرأة تذرف الدمع على من ضيعته المنافي وتهاجس قلبها:
- هل يعود من اغترب
وصحوت..
صارت الخضراء امرأة من سراب هكذا في الحلم أتت, فهل تدركني امرأة خضراء تعيش الالتباس عند مفارق الألوان كلما اشتد بنا العطش
السبت يونيو 11, 2011 5:06 pm من طرف ماردة