** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 في ضفة الشعر الأخرى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو مروان
" ثــــــائـــــــــر منضبــــــــط"
في ضفة الشعر الأخرى Biere3
ابو مروان


عدد الرسائل : 411

الموقع : الحرية
تاريخ التسجيل : 05/10/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 2

في ضفة الشعر الأخرى Empty
22012011
مُساهمةفي ضفة الشعر الأخرى

في ضفة الشعر الأخرى


فوزي كريمفي ضفة الشعر الأخرى 1242
إن أكبر أحلام الشاعر الحقيقي هو أن يعثر على قارئ يجد في قصيدته نافذة
حوار مع عالمه الداخلي، فيزيائياً، روحياً وعقلياً. يتطابق هذا الشرط مع
أي قارئ حقيقي أيضاً. الشاعر الحقيقي راءٍ ضالٌ حتى يهتدي لقارئه الحقيقي،
وكذلك القارئ الحقيقي. وإذا ما توفرت نسبةٌ كبرى من القراء العاديين، أو
غير الجديين، فهي متطابقة مع النسبة الكبرى من الشعراء غير الحقيقيين.
ولكن هذه النسبة الكبرى من كلا الطرفين هي الظاهرة الواقعية الأعم، لا في
العربية، بل في اللغات العالمية المتقدمة جميعاً. وما من عيب في ذلك.
فالقارئ العادي، الذي لا ينطوي على داخل قلق تواق، يكتفي في حقل القراءة
بالمتعة والاستراحة في أرجوحة موروثه وتقاليده التي اعتادها، قارئ التسلية
الذي يجد في فراغ الوقت ما يثير الذعر. وهذه الحال تتطابق مع الشاعر
العادي. كل إنسان يملك الحق في أن يكتب الشعر، يتنفس عبره بارتياح، كما
يملك الحق في نشره وإشباع رغبته في إبراز هويته. عِلَّة الثقافة والتربية
المرتبكة المتهاوية تكمن في خلط الأوراق، في إرباك الحدود بين القارئ الذي
لا يقرأ بحثاً عن حقيقة داخل كيانه، أو خارج هذا الكيان، وبين القارئ
التواق للضوء، يستنير به في عتمة روحه، وعتمة الأفق المحيط. بين هاوي
كتابة الشعر وبين الشاعر الحقيقي. الثقافة والتربية الغربيتان أنهتا هذه
العلة منذ فترة غير وجيزة. نعم، وسائل الإعلام لها دورها في التسطيح، كما
هي لدينا؛ فهي تقدم موهبة ضعيفة وتؤخر أخرى، وفقاً لمصالح السوق، ولكن ما
من شاعر يبلغُ مستوى استراحته على كرسيِّ عزلتِه الجليلة، وهو تحت ظل
النسيان، أو التعتيم المقصود. أمر لا تسمح به حضارةٌ تتقدم ببالغ الجدية،
وأمةٌ لا تريد أن تُسهم في خداع النفس.

لا قراءة شعرية ناضجة،
إذنْ، دون توفر هذا الحوار الداخلي العميق. القارئ المراهق الذي يتعلق
بقصيدة حب، تصلح أن تكون أغنية 'جماهيرية'، لا يحتاج إلى حوار حائر بينه
وبين نفسه، وبينه وبين القصيدة، وبينه وبين الشاعر. القصيدة لديه وسيط
جميل بينه وبين من يحب. وسيط قد يكون سلواناً. ولكنه يوفر أكبر قدر من
البلادة أيضاً، وسيط يزول بزوال الحاجة. والأمر لا يختلف كثيراً مع قارئ
الشعر البالغ، الذي يوفر كتب الشعر في مكتبته لوقت الحاجة، حاجة صرف الوقت
بأسلم السبل. وأنا لا أعيب ذلك، ولكني أُدرجه مع خردوات العرف والعادة.
بين يدي الآن قصائد مختارة لشاعر بالغ الجدية، ويتطلب قارئاً بالغ الجدية
أيضاً. إنه البولندي زاغايفسكي (مواليد 1945). شاعر يُغني طاولةَ حواري
الدائم: مع نصه، ومع النفس. وعادة ما أسرع للنثر الذي يكتبه، في مقالاته
الغنية، أستعين بها لتيسير هذا الحوار معه، ومع نصه الشعري. ولأني عادة ما
أسعى، عن غير قصد، إلى ترجمة ما يستهويني على هوامش الكتاب الذي أقرأ، فقد
ترجمت لزاغايفسكي عدداً من القصائد. هذه واحدة منها:

عند منتصف الليل
طويلا تحدثنا في الليل.
في المطبخ، كان المصباح الزيتي يتوهج بنعومة،
والأشياءُ، نابضةً بفعل دعتها،
أقبلتْ من قلبِ الظلمةِ لتعرضَ أسماءها:
كرسيٌّ، منضدةٌ، إبريق.
نخرج، قلتُ، في منتصف هذا الليل،
وفي الظلمة رأينا سماء آب
تتفجر بالنجوم.
قماشةُ الليل الشاحبة، أبديةً وبلا حدود،
تخفقُ فوقنا.
العالمُ احترق بصمت،
طوته جميعاً نارٌ بيضاء،
قرىً، كنائس، أكوام قش معطرة بالبرسيم والنعناع.
أشجارٌ احترقت، أوراق عشبٍ،
ريحٌ، لهبٌ، ماء ونار.
لمَ الليلُ صامتٌ لهذا الحد
وها عيونُ البراكين راصدة
والماضي بقي حاضراً، مهدداً، متخفياً داخل ملاذه
كأشجار العرعر أو القمر؟
شفتاك باردتان، والفجر سيصبحُ هو الآخر
قماشةً على الجبين المحموم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

في ضفة الشعر الأخرى :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

في ضفة الشعر الأخرى

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» الله والمخلوقات الماورائية الأخرى (3/3) نشوء العقيدة القرآنية في التوحيد، الاستقطاب للقوى الماورائية الأخرى
» يوم الشعر العالمي في الشعر النسائي المغربي: كتابة مفعمةً بالنّفَس الأنثوي تسرى في جسد اللغة !
» خلف عربة الشعر الشعر الحديث يستعيرُ تقنيات السرد
» الشعر هو الخيال الحقيقي الذي يرد كل قارئ إلى نفسه الشعر لا يعطى إجابات ولكن يسد نقصاً بداخلنا الشاعرة السويسرية سيلفيا دو
» إيف بونفوا يعلّمنا أن ثمة شجرة في المكان قبل أن ندرك أنها شجرة الشعر هو تجربة إنذار مبكرة للحياة بالانقراض… إذا انقرض الشعر

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: تـــــــــاء التأنيث الـــــمتحركة زائر 745-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: