سميح القاسم المد يــر العـام *****
التوقيع :
عدد الرسائل : 3149
تعاليق : شخصيا أختلف مع من يدعي أن البشر على عقل واحد وقدرة واحدة ..
أعتقد أن هناك تمايز أوجدته الطبيعة ، وكرسه الفعل البشري اليومي , والا ما معنى أن يكون الواحد منا متفوقا لدرجة الخيال في حين أن الآخر يكافح لينجو ..
هناك تمايز لابد من اقراره أحببنا ذلك أم كرهنا ، وبفضل هذا التمايز وصلنا الى ما وصلنا اليه والا لكنا كباقي الحيونات لازلنا نعتمد الصيد والالتقاط ونحفر كهوف ومغارات للاختباء تاريخ التسجيل : 05/10/2009 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 10
| | لينين صانع رأسمالية الدولة الاحتكارية! | |
لينين صانع رأسمالية الدولة الاحتكارية! مدخل تاريخي إلى رأسمالية الدولة الاحتكارية: إن اتساع السوق الصناعية، والنظام الاستعماري، والتقسيم العمل العالمي الناتج منهما، قد عمما مسبقًا المزاحمة الرأسمالية في المستوى الدولي بصورة حادة. وإن تطور النزاع التزاحمي فيما بين مختلف الدوائر الإنتاجية ثم الدول المختلفة في سوق عالمي مفتوح أمام حركة رأس المال قد هدم بصورة مسبقة كل أساس للتوازن الاقتصادي المحلي أو القومي أو الوطني أو الامبراطوري، فأسباب نشوء دول قومية أو انهيار إمبراطوريات في العالم أو ظهور الثورات أصبح مفهومًا فقط في البارومترية الدولية للسوق العالمية. لذلك سيكون من المستحيل فهم أسباب نشوء أو انهيار رأسمالية الدولة الاحتكارية السوفييتية إلا بالارتباط بالشروط الاقتصادية الدولية لظهورها وسقوطها. فمع التطور الصناعي والتجاري وسيطرة الاحتكارات على الدول في القارات المختلفة في العالم اضطرت الدول والامبراطوريات إلى التكيُّف مع المقتضيات التزاحمية الجديدة في السوق العالمية، وإيجاد أداة اقتصادية وسياسية جديدة لتطوير الإنتاج والتجارة الدولية لمسايرة المزاحمة العالمية. وإذا انطلقنا من النقطة المبينة أعلاه، فسيكون سهلا جدًّا فهم الشروط التاريخية لنشوء رأسمالية الدولة الاحتكارية في روسيا في عهد معين من تطور التاريخ العالمي، فكان من غير الممكن النمو الاقتصادي اللاحق لروسيا، ووقوفها على قدميها في السوق العالمية الحديثة إزاء كبار المنافسين في هذه السوق دون القضاء المسبق على الإنتاج الصغير، فكان أساس النمو الاقتصادي، وتمركز العمال ووسائل العمل في روسيا في عهد لينين يعني التحويل المسبق للوسائل الإنتاجية إلى ملكية رأسمالية خاصة للدولة، ثم استيلاء الدولة على السوق الامبراطورية كلها لا الروسية فحسب، فرأسمالية الدولة الروسية تنطلق تاريخيًّا من نفس النقطة التي انطلقت منها الرأسمالية بصورة عامة تجميع الملكية الخاصة المبعثرة في ملكية رأسمالية ضخمة! أما المالك الخاص للوسائل الإنتاجية في روسيا فهو كان بالفعل الدولة. واعترف الكثير من الباحثين، وحتى أكثرية التيارات الماركسية - اللينينية ومنذ أمد غير قريب بأن رأسمالية الدولة كانت صفة مميزة للاقتصاد السوفييتي. فأما البعض منهم فيعيدون هذا التاريخ إلى عهد ستالين، وبعضهم الآخر إلى عهد خروتشوف، أو حسب المرغوب لديهم منهما لا حسب دراسة تاريخية. ولكن في الواقع يعود تاريخ الانتقاد الموجه للسوفييت بوصفه رأسمالية الدولة الاحتكارية إلى عهد لينين. ومن لا يصدقنا فليتابع أطروحات لينين الآتية معنا ونقاشه مع اليسار البلشفي والألماني.
لينين صانع رأسمالية الدولة الروسية:
يخاطب لينين اليسار البلشفي ويقول: "وإني أسأل : ماذا حدث لهؤلاء الناس حيث إن التعلم غير التام والمكتسب من الكتب يمكن أن يجعلهم ينسوا الواقع؟ فالواقع يقول لنا: إن رأسمالية الدولة ستكون خطوة إلى الأمام. وسيكون نصرًا لو تحققنا رأسمالية الدولة في وقت زمن قصير - لينين". "كيف يتم ذلك إنهم لا يمكنهم أن يروا أن عدونا هو الملاك الصغير، ورأس المال الصغير، كيف يعتبرون أن رأسمالية الدولة هي العدو الرئيسي؟ إنه لا يجوز بالنسبة لهم أن ينسوا أن عدونا الرئيسي في مرحلة الانتقال من الرأسمالية إلى الاشتراكية هو البرجوازية الصغيرة - لينين".
هذه هي باعتقادنا مادة البحث للتحقق عما يوجد ما وراء التاريخ، أما الأمر الغريب هو أن الماركسيين - اللينينيين الذين لا يرون التاريخ بأي شكل من الأشكال، فيبحثون أسباب انهيار الامبراطورية السوفييتية وبوصفه انهيارًا للاشتراكية خارج التاريخ، أي في أفكارهم المنفصلة عن التطور الروسي الفعلي فيما بين 1917 - 1991. أما لينين فيضع بنفسه مادة البحث في متناول يدنا حول تفاصيل مشروعه البرجوازي، فهو يواصل ويقول:
"ما رأسمالية الدولة تحت السلطة السوفييتية؟ إن تحقيق رأسمالية الدولة في الوقت الحاضر يعني تفعيل الحساب والرقابة. نحن نرى نموذجًا من رأسمالية الدولة في ألمانيا. ونحن نعلم أن ألمانيا أثبتت لنا تفوقها - لينين".
إن هذه الرأسمالية الدولية الألمانية التي يتحدث عنها لينين لم تكن موجودةً أكثر مما هو كان موجودا في فرنسا أو بريطانيا أو أمريكا. أما بدوافع غامضة فسيجلب لينين انتباه الجماهير الروسية لألمانيا بالذات. ولكن السؤال هنا هو: إذا كان بمستطاع الرأسمالية إيجاد أسلوب جديد للانتقال إلى الاشتراكية من خلال رأسمالية الدولة مثل ألمانيا، فما حاجة المجتمع إذًا لمفكر برجوازي مثل لينين لتقديم ما يسمى بأطروحات جديدة حول طريقة الانتقال إلى الاشتراكية عبر رأسمالية الدولة؟ فالنموذج الألماني يتفوق على روسيا السوفييتية حسب لينين، فما حاجتنا إذًا لكل هذا الهراء الماركسي - اللينيني؟
يواصل لينين ويقول: "لقد قلت: إن رأسمالية الدولة سيكون خلاصنا، وإذا كنا لدينا رأسمالية الدولة في روسيا، فالانتقال الى الاشتراكية كاملة سيكون أسهل -بل في متناول أيدينا- لأن رأسمالية الدولة هي شيء من المركزية، والحسابات، والرقابة، والتنشئة الاجتماعية وهذا هو بالضبط ما ينقصنا - لينين".
"إن الاشتراكية ليست سوى خطوة متقدمة من احتكار رأسمالية الدولة. أو بعبارة أخرى؛ فالاشتراكية هي مجرد احتكار رأسمالية الدولة التي تحولت لمصلحة الشعب كله، وبالتالي فكف عن أن يكون احتكارًا رأسماليًّا - لينين".
هذه هي الصورة الينينية لتقدم التاريخ: الاشتراكية هي مجرد رأسمالية الدولة الاحتكارية! ولكن هل ممكن الاتفاق مع لينين بخصوص النموذج الألماني الاحتكاري وبوصفه احتكار لمصلحة الشعب كله أيضًا؟ إذا كان الجواب نعم، فلا نحتاج إذًا مكتشفًا مزيفًا لرأسمالية الدولة القريبة من الاشتراكية، لأن خالقها هو ألمانيا وليس لينين. أما إذا كان الجواب كلا بخصوص الألمان، فلماذا إذًا علنيا أن نصدق لينين وهو مجرد يقوم بتقليد الألمان؟
"إن ديالكتيك التاريخ لعلى نحو بالضبط بحيث إن الحرب التي أسرعت للغاية تحول الرأسمالية الاحتكارية إلى رأسمالية الدولة الاحتكارية، قد دفعت البشرية بالتالي بصورة غير عادية نحو الاشتراكية - لينين".
هذا هو ديالكتيك التاريخ، هذا هو اقتصاد لينين، هذا هو تطوير لينين المزعوم لأطروحات ماركس الاقتصادية، وهذا هو مشروع لينين الاشتراكي: رأسمالية الدولة الاحتكارية! ففقدت الاحتكارات في ظل رأسمالية الدولة طابعها الرأسمالي. لماذا؟ لأن لينين يقول ذلك.
ما الشكل الإداري لرأسمالية الدولة؟
إن قيادة العمل في هذا الأسلوب للإنتاج وهو نفس الأسلوب الرأسمالي، سيكون بل ويجب أن يكون نفس الأسلوب الإداري للدولة الرأسمالية، ولكن في أحط غاياتها، فوظيفة الإدارة في ظل رأسمالية الدولة هي نفس وظيفة رأس المال الاستبدادية، فالعمل في ظل إدارة لينين يخضع للنظام التايلوري ورقابة الحزب والنقابة، وهذا هو الخط التاريخي الفاصل بين نظام لينين التايلوري والنظام الاشتراكي، وما انهار في السوفييت لم يكن نظامًا اشتراكيًّا، بل امبراطورية تايلورية، فالتايلورية في شكل رأسمالية الدولة الاحتكارية هي التي قد انهارت أمام المزاحمة مع أكبر الاقتصاديات الاحتكارية في السوق العالمية مثل بريطانيا وأمريكا واليابان وفرنسا.
الاشتراكية تعني التعاونيات والتسيير الذاتي:
360 درجة على عكس لينين وتروتسكي وستالين وخروتشوف، فليست الاشتراكية سوى نظام التعاونيات في الإنتاج الخاضع للتسيير الذاتي، أي الإدارة الذاتية للمنتجين أنفسهم، فالعلاقة الاشتراكية برأسمالية الدولة هي نفس علاقتها بالرأسمالية بصورة عامة، وهذا التناقض نجده بين أسلوبي الرأسمالي والاشتراكي للإنتاج والتوزيع. ولم يكن هدف ثورة السوفييتات الروسية سوى تحقيق التعاونيات الإنتاجية الخاضعة لإدارة المنتجين. أما هدف البلاشفة فلم يكن إلا إعادة الحياة إلى الرأسمالية التي كانت في حالة الموت أمام ثورة كومونية فيما بين الموجة الثورية الأممية لأعوام 1917 – 1923 من خلال القضاء التام على الطابع الكوموني لثورة السوفيييتات في روسيا من قبل البلاش | |
|