رائحة مطاردة
بن كاسبيت
2011-01-11
إن انشاء لجنة تحقيق برلمانية للتحقيق مع منظمات
اليسار خطوة غبية. ما كان كارهو اسرائيل يستطيعون توقع رفع أكثر دقة
للخفض. ينبعث عنها رائحة مطاردة، وهي تُفسد رائحة اسرائيل العفنة منذ
البدء في العالم، وهي تؤجج جو الاغراء والاختلاف بدل انشاء نقاش عام مناسب
وفحص عميق شامل.
لا يعني الامر انه لا توجد مشكلة. فهي موجودة في
منظمات اليسار وفي منظمات اليمين ايضا لكن الخلاص لن يأتينا من لجنة
سياسية. سينتج لنا من هذا اسم دولة شمولية وربما يكون قد نتج. إن الهدف
الحقيقي للجنة التحقيق هذه هو جمع اصوات اخرى لـ 'اسرائيل بيتنا'، واقامة
الليكود في ضوء محرج والاستمرار في الحملة الانتخابية القادمة لافيغدور
ليبرمان. لقد أصبح يدغدغ 20 نائبا.
هذا مؤسف لانه اذا أصبح ليبرمان
يُرى في العالم أكثر جدية شيئا ما، فسيكون لأفكاره السياسية الخلاقة
والأصيلة (في رأيي) احتمال أكبر شيئا ما. وهذا مؤسف، لان ليبرمان هو سياسي
مدهش وذو قدرات، وهو ايضا مدير ممتاز يستطيع فعل عدة اشياء. والامر مؤسف
ايضا لان الموضوع نفسه أهل للفحص وأهل لنقاش عام شامل. وقد يكون أهلا
للتحقيق ايضا. لكن ذلك لا يجب ان يوكل للساسة لكن لمن خُولوا لهذا العمل
ويفترض ان ينفذوه في جدية.
إن التفاصيل التي جيء بها هنا هذا اليوم، في
تحقيق آخر لـ 'اذا شئتم'، أكثر إقلاقا. نحن نفحص عنها منذ بضعة ايام. وقد
تسرب جزء منها أمس الى شبكة الانترنت. وما يزال الامر يستحق الكشف والنقاش
الجديين. اذا كانت توجد صلة حقا بين البنك الاسلامي، و'صناديق زكاة'
اسلامية وصناديق تدعم عائلات شهداء وتتصل بجهات معادية لاسرائيل وبين عدد
من المنظمات العامة التي تعمل هنا بيننا تحت غطاء منظمات حقوق انسان شتى،
فان ها هنا شيئا مشوشا من أساسه.
اذا كان جزء من المال الذي يقف من
وراء منظمات مثل 'نكسر الصمت' و'بتسيلم' مالا اسلاميا فاننا في مشكلة. يجب
على هذه المنظمات أكثر من كل منظمة اخرى، ان تعمل وتنشط في ظروف شفافية
تامة. إن لب دعواها التي تقول انه يجب الابلاغ والحديث والكشف والاهتمام
بمستوى الجيش الاسرائيلي الاخلاقي، وطهارة السلاح وانهاء الاحتلال، يتلقى
هنا ضربة قاضية. يبدو فسادهم في وضح النهار في ميدان المدينة.
من
المؤسف جدا انه ما يزال يوجد مئات ملايين البشر الذين لم يعترفوا بوجود
اسرائيل في هذه المنطقة. إن فريقا منهم يدأبون على خطة للقضاء عليها إما
بقنبلة ذرية وإما بحشد بالجملة لصواريخ وقذائف صاروخية قريبا منها، وإما
بارهاب طويل وإما بحشر دائم الى الجدار، وزرع الفُرقة والاختلاف وتقويض
الشرعية الدولية لدولة اليهود. لهذا يجب على الديمقراطية الاسرائيلية ان
تدافع عن نفسها. يجب ان ننشىء هنا توازنا لطيفا حساسا بين المصالح وان
نعمل بحسبه.
عندما تقف من وراء منظمات تختفي من وراء الرسمية
الاسرائيلية، جهات معادية، عظيمة المال والقدرة فانه يجب علينا ان نعلم
هذا. فليعلم الجمهور وليعلم المتبرعون وليعلم كل واحد متصل بنشاط هذه
المنظمات وتمويلها من أين يأتي المال بالضبط والى أين يذهب. ويصح هذا
بالمناسبة ايضا على منظمات اليمين. أنا شخصيا لا تُقلقني 'بتسيلم' و'نكسر
الصمت' فقط. يُقلقني أكثر التمويل الأكثر فضحا، بمئات الملايين التي
ينفقها صاحب مليارات المقامرة اليهودي، مواطن الولايات المتحدة، على
التزويد بخدمات دعاية لرئيس الحكومة وعائلته ونشرها في الجمهور بالمجان.
هذا غسل دماغ يسعى الى تقويض أسس وسائل الاعلام الحرة ويُضر بالديمقراطية
لكن هذا قصة اخرى.
إن المثل الافضل على ضرورة نقاش عام هو ما حدث هنا
بعد الكشف في صحيفة 'معاريف' عن التقرير في موضوع 'صندوق اسرائيل الجديد'
الذي صدر عن منظمة 'اذا شئتم'. على أثر الكشف، والعمل الذي تم هنا وفي
مواقع اخرى بعده، بدت علامات تغيير. ليس جومس ويوسي بيلين أقل صهيونية من
بيني بيغن وبوغي يعلون. فالصهيونية واسعة بقدر يكفي لاستيعاب جميع هذه
القوى. وسيأتي الخطر عندما يتسلل الى الداخل من لا ينتمون اليها من اولئك
الذين يعملون لتقويض الأسس واسقاط المبنى الصهيوني على ساكنيه.
معاريف 1
رائحة مطاردة
بن كاسبيت