** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
بقايا رائحة I_icon_mini_portalالرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 بقايا رائحة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
تابط شرا
فريق العمـــــل *****
تابط شرا


عدد الرسائل : 1314

الموقع : صعلوك يكره الاستبداد
تاريخ التسجيل : 26/10/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 3

بقايا رائحة Empty
15102010
مُساهمةبقايا رائحة

بقايا رائحة

ليس لها جلد على التيه في طرقات المدينة, كلما خرجت تعود إلى شقتها في الدور السبع من بناية شاهقة, في مدينة هامشية في وطن صغير قي قارة منسية..
محاصرة بين أرض تضج بحياة مفرغة من الحياة, وسماء تتصارع فيها النيازك والشهب.. تحدد مصائر البشر على الأرض, وتحدد متى يكون المنتصر ضحية ومتى يصبح المهزوم سطرا في الذاكرة!!
تعافر الموت على مدار الوقت, وعلى مدار الوقت تعاقر الإشارات في برج الحمل, تتنقل بين هياج الموجوع وسكون مستنقع المياه الآسنة.. يركبها جنون.. تقلب أثاث الشقة رأسا على عقب, وتنفض الحشايا من لا غبار.. ثم تجلس في ركن قصي تلهث من غبار يسكنها يملأ رئتيها ويتسلل الى أركانها دم محمل بالصور..
تقف الصور ذاهلة بين اندفاع مد, وخفوت جزر, على ضفاف أربعة عقود قطعت نصفها تصارع خياراً مؤجلا مع رجل غافلها يوما..
- ما الحب يا سيدتي
- أن أشاطر الحياة من يدعني املك حريتي
- والشوق يا سيدتي؟
- أن اختبر حريتي كلما اختلط عليَّّ الأمر
- والانتماء يا سيدتي؟
- انتمي لذاتي دون شروط مسبقة
- أنا من جبتْ سراديب المدينة ابحث عنكِ
- لو نظرت إلى وجه الشمس لأدركت وجودي
لم يطل الانتظار لبست الثوب الأبيض, وحملت باقة ورد ومضت عروسا.. لم يمض على فرحتها بضع أيام مغلفة بالترقب, خرج الرجل من جلده, ثعلب يقهقه.. سألت:
- ما الحب يا سيد اللعبة؟
- لعبة بيضاء يمررها الرجال على الغافلات من النساء
- فلنفترق.
غرس أصبعه أسفل سرتها.. وقال:
- وهذا؟؟
رفس الجنين قشرة البطن رافضا منطق الحوار.. تائه بين تفريغ الخديعة, وعبث السؤال وموت الجواب.. صارت المرأة عاصفة أطبقت على عنقه:
- حريتي.
تسلل مثل طاووس نفش ريشه ورقص مثل أمير مختال.. كظمت غيظها واعدت العدة للنزال..
***
جاء الطفل قمر, كلما حدقت في وجهه فر وجه أبيه.. تجلس في شرفتها والطفل في حضنها.. تقشر البيضة فيقذف قشرتها في الهواء, وتقشر له التفاحة فيلقي القشور في الهواء.. يصرخ الرجل الذي صار في لحظة غدر أباه:
- لا تدربيه على تلويث المدينة!
- هو يتخلص من صفاتك وخصالك
يضحك مثل ثور دخل حلبة المصارعة:
- هو ولدي على أي حال..
مضغت العذاب حتى صار الطفل فتى.. رجع من المدرسة يبحث عن شيء في الدار.. ثم جلس يلفه الصمت وغموض سؤال:
- ما بك يا ولدي.. من أغضبك؟
- أنتِ.
أخذته الى حضنها, وشوشت قلبه أرهفت السمع كان دمه مثقلا.. ودت لو تعيده إلى بطنها من جديد, وتعيش معه طعم الانتظار.. قال:
- كل أصحابي لهم أخوات صغيرات وجميلات!
ضحك الرجل, برزت أسنانه مثل أنياب وحش جائع نفخ:
- هي من حرمتك ذلك
يا الهي..ان تأتِ بأخت من الرجل, تُهزم.. أن تحرم ابنها من أخت سيُهزم.. أي الهزيمتين أرحم؟؟
كيف تدخل باحة المصارعة ودمها المسفوح لم يجف بعد.. كيف يتورد رحمها دون شهوة!! وكيف تشوي لحمها في أتون المحرقة.. يا له من قدر!!
ذات ليلة التهمها نفث فيها محبوسة مثل دخان حريق المزابل.. ورأت كيف تشوي لحمها في تنور مزبلة.. باعدت ساقيها, وأغمضت..صرخت بما هو أقسى من الألم.
- أي نطفة قاتلة علقت بي
قام عنها يتغنى انتصارا:
- هل أدركت يا امرأة, أنني ما زلت سيد اللعبة
- لن تكون.
- كنت وقد صارت نطفتي فيكِ جنين
- لم تكن غير فحل, أتطهر منه بماء حريتي
وأخذت تعد العدة أن يخرج منها ما هو على صورتها.. لجأت الى تعاويذ ايزيس الساكنة فيها.. تفتش عن روح الحقيقة في امرأة حمل, فالأمر أمام انتصار الصبي حدث.. تستعيد لحظة الفعل.. كانت مثل خرقة تحت ثور .. فجأة صارت نار من شبق.. صارت إسفنجة امتصت شيئا أدركته.. حدث الاندماج ولاحت لها نشوة الخلق, كوة اطل منها وجه قمر..مطبوع عليه وجه طفلة.. وتحولت إلى امرأة من هيام , تجلس الساعات الطوال تتأمل وجه الصبي, فترى وجه التي في بطنها تتخلق مع ضوء القمر.. حتى إذا جاء الميعاد هتفت:
- افتحوا النوافذ أنها نور من تنتظر
سكنت في البيت أميرة وصارت المرأة وصيفة.. ما أعذب أن تعيش الأم لابنتها وصيفة!!..
***
يمر الوقت, والطفلة مثل أقحوانة الصباح, إذا تأخر عنها الماء دخلت في الذبول, وإذا اطل عليها الرجل الساكن في البيت يأخذها الذهول..
دلقت المرأة همها لصديق العمر الذي واكب رحلتها ولم يخذلها يوما, قال:
- الوقت يمر فماذا بعد
- الانفصال
- احذري شياطين الزوايا عند المنعرجات, كنتِ بهمٍ وأصبحتِ بهمَّين!!
صعقت..
- هل بات أولاد بطني همي؟ أم تعبت من الوقوف إلى جانبي!
لم يحر جوابا.. هي تعرف انه حارق واضح مثل شمس الصيف, وهو يدرك أن آخر العلاج الكي..قال:
- خذي القرار
- وأنت ماذا ترى؟
- الأمر ابعد مما أرى, الأولاد مفصل قوته وبؤرة ضعفك
- هما لا ينتميان له, والبنت جاءت تحقيقا لرغبة ابني
- ورغبتك!
صرخت..
- وهل كان ما حدث بيني وزوجي جريمة؟
- مع امرأة استثنائية مثلك أرى فيه فعل زنا
غادر صاحبها المكان ولكنه ظل الى جانبها حتى كان الانفصال.. اختفى ولم يعد!
***
في شرفتها المعلق على الدور السابع من بناية شاهقة, تجلس امرأة عرفت بموقفها السياسية الجريئة, وهي المهتمة بتنمية الوعي والنهوض بالعمل الاجتماعي, تطل المرأة على المدينة, ترى خيبتها بعد أربعة عقود ونصف من عمر مضى, تعيش الفراغ, تقضي معظم الوقت مع دموع حفرت أخاديدا على وجهها المنقوع بالألم.. تتحاشى النظر إلى وجه الصبي الذي صار شابا.. وتلهث في عيني طفلة فطمت على كلمة ماما, وتقف كلمة بابا عاجزة أمام المعنى.. تصرخ المرأة كمن وضع رأسه بين المطرقة والسندان.. تقوم بتنظيف البيت وترتيب الأثاث من جديد تبحث عن بقايا أثاره يأخذها العجز الى الصراخ:
- هل أنا فاشلة:
***
تخب في الطرقات.. تغذ الخطى لمقابلة امرأة شابة تقف عند حيرة الاختيار.. تقلب الأمر فقد وصلها صوت امرأة معذبة, كانت المرأة على نضارة حزينة يلهو في حضنها طفل رضيع.. قالت المرأة:
- أريد حريتي.
- والطفل؟
انهارت الشابة سقطت على الأرض وألقمت الطفل ثديها, رفس الطفل بقدميه الصغيرتين وكركر ضاحكا.. حبست الشابة دمعتها وغادرت المكان.. لم تنتظر الجواب..
عادت من جولتها كالملدوغة,واعتصمت بشرفتها تراقب الحياة في المدينة, والمدينة لاهية.. بينما نوار مستغرقة مع الكراسة والألوان.. جاءت نور حاملة كراستها وقد رسمت عليها شجرة عارية من الأوراق, يقف عصفور على غصن رهيف في قمة الشجرة..
- ما هذا يا نور؟
- عصفور لم يكتسِ بالريش بعد
أخذت الصغيرة إلى حضنها, قبلتها وقالت:
- العصفور إذا اكتسى بالريش يغني
ونهضت من فورها تنظف الشقة من جديد, تغير ترتيب الآثاث وتقتفي بقايا رائحة ما زالت عالقة في الزوايا!!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

بقايا رائحة :: تعاليق

هذا الكتاب
رد: بقايا رائحة
مُساهمة الأحد أكتوبر 17, 2010 11:57 am من طرف هذا الكتاب

ليس لها جلد على التيه في طرقات المدينة, كلما خرجت تعود إلى شقتها في الدور السبع من بناية شاهقة, في مدينة هامشية في وطن صغير قي قارة منسية..
محاصرة بين أرض تضج بحياة مفرغة من الحياة, وسماء تتصارع فيها النيازك والشهب.. تحدد مصائر البشر على الأرض, وتحدد متى يكون المنتصر ضحية ومتى يصبح المهزوم سطرا في الذاكرة!!
تعافر الموت على مدار الوقت, وعلى مدار الوقت تعاقر الإشارات في برج الحمل, تتنقل بين هياج الموجوع وسكون مستنقع المياه الآسنة.. يركبها جنون.. تقلب أثاث الشقة رأسا على عقب, وتنفض الحشايا من لا غبار.. ثم تجلس في ركن قصي تلهث من غبار يسكنها يملأ رئتيها ويتسلل الى أركانها دم محمل بالصور..
تقف الصور ذاهلة ب
 

بقايا رائحة

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» توحـّم على بقايا غد ...!
»  بقايا من زمن بابل
» رائحة الصندل
» رائحة الصندل
»  رائحة المجلس

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: اخبار ادب وثقافة-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: