** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 الجدران اللامرئية : العنصرية ضد السود (19) العنصريّة..

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
وائلة
مرحبا بك
مرحبا بك
وائلة


عدد الرسائل : 125

تاريخ التسجيل : 10/04/2010
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 2

الجدران اللامرئية : العنصرية ضد السود (19) العنصريّة.. Empty
18122010
مُساهمةالجدران اللامرئية : العنصرية ضد السود (19) العنصريّة..



الجدران اللامرئية : العنصرية ضد السود (19) العنصريّة.. Arton3958-a7a0d
تقديم
المترجم : مجتمعات في الذاكرة، مجتمعاتنا تقاوم النسيان



إن جاز الاستئناس بعنوان بحث عالم الاجتماع التونسيّ
"محمد الهادي الجويلي": مجتمعات للذاكرة مجتمعات للنسيان: دراسة
مونوغرافية لأقليّة سوداء بالجنوب التونسيّ (دار سيراس تونس. 1994)
ومعارضته، قلنا إنّ هذه المجتمعات، وما مورس ضدّها من ميز قاهر عبر
التاريخ، مازالت في الذاكرة وإقصاؤها لم يُنْسَ بل ما زال قائما نسبيّا.
لسنا
في حاجة إلى حجج للبرهنة على أنّ في وعينا الفردي والجمعي (وكذا حال لا
وعينا) بؤرا عنصرية، وأنّ في بنائنا الاجتماعي جدرانا مرئيّة شفّافة نطلّ
منها على وشم تاريخ عنصري يلوح على ظاهر الذاكرة لم يُنْسَ. نحتاج في
تقديرنا إلى وقت أطول لردم الفجوة مع أخينا "الأسود" نتيجة لوقائع "سوداء"
اضطُهدَ خلالها أهلُنا السّود، هذا فضلا عن الاعتذار على فظاعات كثيرة.





نعم نحن، الآن وهنا، عنصريون بنسب متفاوتة عن قصد
وعن غير قصد، ولكنّنا عنصريون نستبطن ثقافة الازدراء والتفوّق وندينها علنا
ونكافح ضدّها متى مارسها الآخر الأبيض الأوروبيّ مثلا ضدّ أبناء جلدتنا
(من السّمر والسّود هذه المرّة).



نعم نحن ضحايا إرث جاثم على ثقافتنا تشهد عليه كتب
التاريخ والأدب الحافلة بتاريخ "أسود" سلّم بدونيّة "أهل السّودان" "الزنج"
"الأغربة" وأقرّ استئهالَهُمْ الطبيعيّ لهيمنة "البيضان". ونجد في لغتنا
معجما يخذلنا ويؤشّر على هذا الميز السلبيّ. (الأسود: أخبث الحيات وأعظمها
وأنكاها. أسود الكبد : العدو- أسود القلب : الحاقد – المسودّة من الأيّام :
الثقيلة المحزنة). وتطفو في محادثاتنا اليومية كذلك عبارات ترسّخ ملازمة
الأسود والسّواد لما هو سلبيّ [الأيادي السّوداء- الملفّ الأسود -قدّم
مسودّة من عمله- يتكلّم فرنسية الزنوج (أي فرنسية رديئة) ويعمل مثل زنجيّ
(أي يقوم بأعمال شاقة) وهذا عمل زنوج (أي عمل شاقّ ودونيّ)…] وفي لهجتنا
المحلية ألفاظ وعبارات وأمثال لا تخرج عن سياق تهجين الأسود. أذكر هنا أنّ
في قريتي اليوم ما زلنا نتحدّث عن الأسود بأنّه من "العبيد" (في حين أنّ
الأبيض نطلق عليه تسمية "الحرّ") وأنّه "خادم أو خادمه" و"وصيف"
و"زُمْبَاك". ولتمييزه في التسمية نضيف إلى أسماء الأعلام الخاصّة بالأطفال
والكهول والشيوخ على حدّ السّواء عبارة "بَاكْ" للمذكّر (بَاكْ سعيد)
وعبارة "أُمِّكْ" للمؤنّث (أُمِّكْ مسعودة). كما يكاد يختصّ هؤلاء بأسماء
وإن دلّت على التبرّك والحظّ من قبيل "مبروك (ة)، مبارك (ة)، سعيد (ة)،
مسعود (ة). سعد، شوشان (ة)" "فإنّها تدخل تحت طائلة التمييز الايجابي الذي
جعلنا عندما كنّا أطفالا نسعد عند رؤية مواطن من اللّون الأسود يوم
الامتحان تبرّكا به.



ومن الأمثلة كذلك على ما في حياتنا اليومية من وجوه
دالّة على إرث عنصريّ، أنّ كلّ رأي فاسد نطلق عليه عبارة "رأي عبيد" (أي
رَأْيٌ صادرٌ عن زنجيّ)، ومازلنا اليوم في لغتنا نتحدّث عن "فلفل بَرْ
العبيد" (أي نوع من الفلفل الأحمر ينسب إلى بلاد السّودان)، وما زلنا نشهد
ردود فعل دالّة على مواقف الازدراء هذه عند ملاقاة فريق رياضي من افريقيا
حيث تُشَنَّفُ الأسماعُ بأقبح النعوت لهؤلاء اللاّعبين القادمين من "أدغال
افريقيا"، إذا استعملنا لغة صحافتنا الرياضيّة. وما زلنا نعاني من رفض
الزيجة "المختلطة" وإن بدت مقبولة باحتشام أحيانا (عالج مسلسل رمضاني في
تونس هذه السنة هذه الظاهرة). وفي الضفة الأخرى شواهد أكثر دلالة على مواقف
المركزية الغربيّة من الأسود وهي التي لها "أياد بيضاء" في تجارة العبيد
وقهرهم داخل أراضيهم وخارجها. وبالأمس القريب فقط حَلَّت صحيفة "نيويورك
بوست" صَفَحاتِها بكاريكاتور للرئيس "أوباما" صوّره صاحبُه على أنّه قرد
(والقرد رمز للعنصريّة تجاه السّود يذكّرنا كذلك بصيحات القرد التي يطلقها
جمهور الملاعب الأوروبية لاحتقار اللاّعب الأسود). نعم يجري هذا في بلد
نَدَبَ نفسَه لنشر "رسالة" حقوق الإنسان والديموقراطية في بلدان العالم
كلّها. تبدو المسألة بعد هذا التشخيص العاديّ مندرجة في صميم مشكليّة علاقة
الأنا بالآخر الذي نُصِرُّ - نظرا إلى التأثير المحدود لدعوات تأصيل ثقافة
الاختلاف والتنوّع والتعدّد والمساواة، والضمور في فعل مبادئ حقوق الإنسان
فينا- على أن نعتبره مجرّد غريب أجنبي بعيد. ويبدو هنا أنّ رسوخ ثقافة
الهيمنة والاستعلاء (ونحتاج أيضا إلى الالتفات إلى المواقف العنصريّة
المضادّة التي تكون ردّ فعل من الأسود الذي يستبطن الدونيّة أو الشعور
بالحقد أو يكرّس ثقافة المعازل ورفض الآخر بصيغ مختلفة) دونه جهدٌ كبير
لاجتثاثه من وجداننا وسلوكنا، ولعلّ هذا ناجم عن كون التحوّلات الاجتماعيّة
وزحزحة المسلّمات من الأبنية الذهنية مسارا طويلا شاقّا. لكن ثمّة في آخر
النفق بصيص من الأمل. ونترجم فيما يلي مقتطفات من مقال لـ "ألبير ممّي" عن
العنصريّة، منشور في الموسوعة الكونيّة (Encyclopaedia Universalis-Paris
1985 )
وألبيرممّي كاتب تونسي يهودي الأصل من أسرة ناطقة بالعربيّة ومن
مواليد 1920. عاش لفترة في تونس حيث درس ثمّ استقرّ بفرنسا. دارت أغلب
مصنّفاته الرّوائية والفكرية على ما يعتبره تمزّقا عانى منه باعتباره
ساكنًا أصليًّا يقطن في بلد مستعمر ويهوديًّا في مناخ إسلامي وإفريقيًّا في
فضاء تهيمن عليه أوروبا.
من مؤلّفاته : (1953) : Statut de Sel
(1966-1964)
Portrait d’un juif
(1974) Juifs et Arabes
(1982) Le Racisme
*****






ليس من اليسير وضع تعريف للعنصريّة يحظى بالإجماع.
ويبدو هذا على الأقلّ مثيرا للدهشة بالنسبة إلى موضوع تمّ تناوله أكثر من
مرّة وبكيفيّات شتّى. نحن نفهم مأتى هذه الصّعوبة عندما نتبيّن أنّ الأساس
الذي انبنت عليه العنصريّة ونقصد مفهوم "العرق الأصيل" [النقيّ] (Race
pure) الذي يقع إجراؤه على البشر لم يتمّ تعريفه جيّدا ومن المستحيل تقريبا
أن نصطنع له موضوعا محدّدا تحديدا دقيقا. ومن جهة أخرى فإنّ العنصريّة
ليست نظريّة علمية وإنّما هي مجموعة آراء قليلة التماسك فضلا عن ذلك. وزد
على هذا، فإنّ هذه الآراء- وهي بعيدة عن أن تصدر عن معاينات موضوعيّة بمنأى
عمّن يعبّر عنها- تمثّل التبرير لمواقف وأفعال هي بدورها يبرّرها الخوف من
الآخر والرّغبة في الاعتداء عليه بغية طمأنة النفس وإثبات الذّات بواسطة
إلحاق الأذى بهذا الآخر. وأخيرا تبدو العنصرية بمثابة حالة مخصوصة من سلوك
أعمّ، ونقصد به استخدام الفوارق البيولوجيّة وهي فوارق قد تكون نفسيّة أو
ثقافيّة حقيقيّة أو وهميّة. وحينئذ توجد وظيفة للعنصريّة. والحاصل ممّا سبق
كلّه أنّ العنصريّة هي إضفاء قيمة معمّمة ونهائيّة للفوارق البيولوجيّة
الحقيقيّة أو الوهميّة لفائدة المتَّهِم وعلى حساب ضحيّته لتبرير عدوان
مّا. ويتولّى هذا النّص تحليل هذا التعريف والبرهنة عليه.


****

استُخِدمَت كلمة عرق (Race) بصفة متأخّرة نسبيّا في
اللّغة الفرنسيّة. ويعود هذا إلى القرن الخامس عشر وهي كلمة من أصول
لاتينيّة (Ratio) وتعني من بين ما تعنيه "التّسلسل الزّمني". ومازال هذا
المعنى المنطقي قائما في المفهوم البيولوجي الذي فرض نفسه إثر ذلك. فالعرق
حينئذ يُفْهَم على أنّه مجموعة من السّمات [الخصائص] البيولوجيّة والنفسيّة
التي تشدّ الأصول والفروع إلى السّلالة نفسها. ويرجع هذا المصطلح إلى حقل
تربية الماشية وهو إلى ذلك لم يقع إجراؤه على الإنسان دون غيره إلاّ بداية
من القرن السّابع عشر. أمّا العنصريّة باعتبارها عقيدة فظهورها كان متأخّرا
أكثر. ففي القرن السّادس عشر أقام الأسبان صلةً بين "الرسالة التمدينيّة"
لأسبانيا في أمريكيا وبين "الدونيّة الطبيعيّة" للهنود بل "انحرافهم". فلقد
استقرّ في ظنّهم أنّهم مؤهّلون لاستخلاص مشروعية الغزو والاستيطان
الأوروبِيَيْنِ. وعلى هذا النحو فإنّ الجهد المبذول بصفة منهجيّة لتبرير
العدوان والهيمنة اللـّذين تمارسهما مجموعة تعتبر نفسها أعلى بيولوجيًّا
ضدّ مجموعة أدنى بيولوجيًّا هو جهد يعود إلى بدايات الاستعمار. وسنتبيّن
كذلك أنّ السّاكن الأصليّ لا يُعَامَل فحسب على أنّه من فئة أدنى - وهذا
ليس مسؤولا عنه- بل باعتباره "منحرفا" وتبعا لذلك ومن منظور أخلاقيّ فهو
يستأهل التقريع والعقوبة أو على الأقلّ التأديب، وهذا ما يضفي المشروعيّة
على "رسالة" الأبيض.


ويرتبط استعباد السّود الذي بلغ أوجه في القرن السّابع
عشر بعلاقة لا غبار عليها مع ظهور أُولَى الحجج العنصرية البيولوجيّة والتي
يسخر منها مونتسكيو فلسفيّا. وممّا لا شكّ فيه أنّنا نجد عند هذا المؤلّف
أو ذاك من القدامى تأكيدات عنصرية بل حتّى معطيات أوّلية تُستعمل حجّة
لفائدة العنصرية. فأرسطو الذي كان منتصرا لنظام اجتماعي يستند على العبودية
حاول تبرير الدونيّة الطبيعيّة للبرابرة وهو ما يجعلهم منذورين ليكونوا
عبيدا للإغريق. ولكنّ الأمر يتعلّق هنا بملاحظات معزولة وغالبا ما كذّبها
واقع الممارسة. إلاّ أنّ الوسم البيولوجي كُلَّمَا كان حاضرًا بَدَا دوره
ثانويا جدّا.


ومن المؤكّد أنّ معاداة السّاميّة قديمة ولكن المسألة
تدور أساسا على قضيّة دينيّة أو وطنيّة. فمعاداة السّامية بما هي نظريّة
اجتماعيّة نشأت بصفة متأخّرة جدّا مع التحرّر الاجتماعي النسبيّ لليهود
وتبعا لذلك مع المنافسة الاقتصاديّة.


وتعيّن علينا أن ننتظر الحقبة الحديثة ليظهر تفسير شبه
منهجيّ وعلمي للعنصريين المعاصرين. ومن المرجّح أنّ العلم هو الذي يبدو
وحده جديرا بتوفير ضمان لا يرقى إليه الشكّ بخصوص جدّية أطروحة مّا. (…)


وكانت المقارنة بين مختلف المذاهب الاجتماعيّة وراء ظهور
ثابتة - بقطع النظر عن الخصوصيات والملابسات المحليّة - مفادها أنّه باسم
التفوّق البيولوجي تسعى مجموعة بشريّة مّا إلى فرض ذاتها ضدّ الآخرين
ويَقُرُّ في اعتقادها أنّها مُخَوَّلَةٌ – لهذا السبب - لاستعمال الوسائل
المتاحة كلّها بما فيها العنف وجريمة القتل.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

الجدران اللامرئية : العنصرية ضد السود (19) العنصريّة.. :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

الجدران اللامرئية : العنصرية ضد السود (19) العنصريّة..

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» الجدران اللامرئية: العنصرية ضد السود (20) - لنواصل الحوار ونخطط للفعل حتى نزيل كل الجدران اللامرئية
» الجدران اللامرئية: العنصرية ضد السود (20) - لنواصل الحوار ونخطط للفعل حتى نزيل كل الجدران اللامرئية
» لجدران اللامرئية العنصرية ضدّ السّود (11): منابع الجدران اللامرئية - التمييز العنصري في مجتمعنا العربي - الإسلاميّ
» العنصرية ظاهرة تنتقل الى الانترنت!
» توريه يهدّد بإمكانية مقاطعة "السود" لمونديال 2018

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: دراسات و ابحاث-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: