ما الجديد اذا في المسيرة السياسية؟
بامبي شيلغ
2010-12-16
أجيز قانون التهويد في الجيش الاسرائيلي أمس بالقراءة
الاولى. يصاحب حظ جيد مُر هذا النصر المتواضع انها مرحلة قصيرة في الطريق
الى أن تُعاد للجمهور صورته التي فقدها في خفايا الاتفاقات الائتلافية
التي تُخرب علينا عالمنا منذ اربعين سنة.
نشر عضو الكنيست دافيد روتام
من 'اسرائيل بيتنا' وعضو الكنيست أمسلم من شاس أمس كراسة فيها مقتبسات من
محاضرة في موضوع التهويد أعطاها الحاخام عوفاديا يوسيف أمام لجنة الداخلية
التابعة للكنيست في 1976. دعا الحاخام يوسيف في محاضرته التي أورد بن درور
يميني أجزاء منها أول أمس في مقالته على هذه الصفحات، الى تقريب من يطلبون
التهود وعدم التصعيد عليهم، وقرر ان الحاخامات في الجيش الاسرائيلي أتقياء
ولا يوجد أي شك في قدرتهم على تنفيذ التهويد. اذا كان الامر كذلك فما الذي
يفصل بين فتوى الحاخام يوسيف في 1976 وفتواه في 2010؟ كان الحاخام يوسيف في
1976 واحدا من الحاخامين الرئيسيين ولم تكن شاس قد وُلدت بعد. حلوا قضايا
من هذا القبيل في دولة اسرائيل آنذاك بواسطة الحاخامية الرئيسة عندما كانت
لا تزال ذراعا للشعب.
تشهد مسألة التهويد عامة والتهويد في الجيش
الاسرائيلي خاصة كمئة شاهد على الافلاس العميق الموجود فيه الجهاز الوطني
الذي أُنشئ لهذه الحاجة. سيطرت على الجهاز الحاخامي الصهيوني، الذي يعمل
بواسطة الحاخامية الرئيسة والذي انشأته الحركة الصهيونية، قوى معادية
للصهيونية. وهم موجودون في الائتلاف كي يعتنوا بشؤونهم، وكي يثبِّتوا
سلطتهم غير المعترض عليها بصفتهم المفسرين الأعلين للهوية اليهودية
الحاضرة. وما الذي يعطيهم هذه القوة؟ انها الحركات الصهيونية بإفراط في نظر
أنفسها، وحركة الليكود والعمل والبيت اليهودي ورفيقاتها. إن حركة ليبرمان
الفئوية فقط هي التي تحارب هذا التوجه لاسباب فئوية وانتخابية بطبيعة
الامر. هذه الفضيحة الروحية الثقافية الاجتماعية، التي يُشك في أن يوجد
لها نظير في واحدة من الدول الديمقراطية، ممكنة بسبب ضعف الوعي العميق الذي
تُظهره جميع الاحزاب الصهيونية. لا يوجد ولو حزب واحد منها له جدول عمل
اجتماعي وثقافي واسع، يحسب حساب كل فئات المجتمع وضرورة تحمل المسؤولية
عنها جميعا. كلها غارقة تماما في القضية الوحيدة التي تشغل جدول العمل
الاعلامي في اسرائيل منذ اربعين سنة ألا وهي مستقبل المناطق التي احتلتها
اسرائيل في حرب الايام الستة.
إن قضية التهويد هي احدى مشتقات ضعف الوعي
الصهيوني السائد. لو ان الاحزاب الصهيونية كانت على ثقة من جدول عملها؛
ولو كان جدول العمل هذا أهم عندها من السلطة لهزم الحلف الصهيوني الحلف
المعادي للصهيونية، ولما اضطرت قضايا وطنية مركزية كالتهويد الى أن تمر من
خلال ابواب جحيم الائتلاف مع الحريديين.
الحريديون جزء مهم من المجتمع
الاسرائيلي لكنهم ليسوا أرباب البيت. ان تعيينهم حجبة دخول للشعب اليهودي
في اسرائيل يشهد بقصر نظر استراتيجي، لان أكثر المتهودين لا ينضمون الى
عالم اليهودية الحريدية. انهم يرغبون في الانتماء الى العمود الفقري
المركزي للمجتمع في اسرائيل. وفي مقابل ذلك، اخضاع عالم الحاخامية
الاسرائيلي للقوى الأشد تطرفا في العالم الحريدي لا يُشعر المتهودين في
اسرائيل فقط بالغربة بل الشعب اليهودي في الشتات ايضا، وهو الموجود في خفوت
خطر وهو الذي ينظر باشمئزاز الى الصيرورة السريالية المُسماة 'التهويد في
اسرائيل'.
حان الوقت ليكون للاحزاب الصهيونية جدول عمل متطور لا يتناول
فقط مستقبل يهودا والسامرة وغزة والجولان. فلنا حياة ايضا خارج هذه القضية
والدليل على ذلك: وضع اجهزة اطفاء الحريق ووضع جهاز التهويد. حان الوقت
ليصبح موضوع نوعية حياة مواطني الدولة عاملا في المعركة الانتخابية. يوجد
اعضاء الكنيست في المكان الذي يوجدون فيه لحل المشكلات لا لإحداثها. حان
وقت ان تنتقل قضايا التهويد والتربية والرفاهة وخصخصة المياه وشؤون أكثر من
أن تُحصى الى مقدم خشبة المسرح. هذه هي الشؤون التي يجب أن تشغل كل
مُنتخبينا، كل ايام السنة.
يمكن على سبيل المثال حل قضية التهويد
بسهولة. يجب إدخال كاديما في الحكومة. والباقي تاريخ.
معاريف
16/12/2010