لا المخبرون الذين انتشروا في محيط مقر حزب "الاشتراكي الموحد" بالدار
البيضاء، ولا احتمال الاعتقال بدعوى توزيع مناشير، التي يعاقب على توزيعها
القانون، منعَا شباب حركة 20 فبراير من الخروج إلى الشارع مساء 19 فبراير،
من أجل التعبئة لمسيرات الأحد.
شباب معدل عمره 23 سنة، انتقلوا بين مجموعة من أحياء الدار البيضاء
ووزعوا "أوراق صغيرة"، بحمولات كبيرة تؤكد على أنهم أبناء الوطن، وأنهم لم
تعد لهم طاقة على احتمال الشفارة، ولصوص المال العام والحكرة، التي صارت
عنوان المرحلة.
الشباب وهم يسيرون بين أحياء مرس السلطان حيث يوجد
مقر "الاشتراكي الموحد" ومركز الدار البيضاء، وزعوا أكثر من ألف منشور،
كلها تدعو مواطني المدينة إلى النزول إلى ساحة "محمد الخامس" المعروفة
بساحة الحمام، الذي سيخلي مكانه أمام ولاية المدينة، لمتظاهري العشرين
فبراير. هؤلاء دخلوا في الكثير من النقاشات مع مواطنين عاديين. امرأة تبلغ
الستين رددت أكثر من أربع مرات عبارة "الله يرضي عليكم آولادي" وهي في حالة
تأثر، بعد أن مدوا لها منشورا ، في حين قال لهم شاب يبلغ الثلاثينات: "أنا
غدا نازل معاكم وغادي نجيب معاي درب. واش معقولة أنا ما عندي حتى ريال
وخلصت ليوم فالسبيطار 3500 ريال على أشعة درتها لنتي. والله حتى ننزل ونجيب
معايا درب د الناس". مواطنون آخرون بادلوا الشباب عبارات ضاحكة وهم
يقولون: "أنا غدا ناعس فداري" قبل أن يستطردوا "والله يعاونكم" وآخرون، وهم
قلة حسب عضو من أعضاء الحركة، رفضوا أخذ منشور الورقة مرددين أنهم ضدها
وضد فكرة الاحتجاج.
كثيرون تساءلوا إن كانت الحركة ضد النظام،
وناقشوا الشباب حولها. جزء منهم اقتنع بعبارات مناضلي 20 فبراير ، الذين
حاولوا جاهدا نفي البروباغندا التي انتشرت حولهم وادعت أنهم من أنصار
البوليزاريو، وجزء آخر رفض أدلة الشباب على ضرورة الخروج على الشارع. إلا
أن الكثيرين نساء ورجال وأطفالا كانوا لوحدهم يقتربون منهم ويطلبون
المناشير.
العديد من المخبرين ومن رجال الشرطة رابطوا أمام مقر
الاشتراكي الموحد وتبعوا مسيرة توزيع البيان عن بعد. دون التدخل في
شؤونهم، ما عدا شاب طلبوا منه بطاقة تعريفه الوطنية، قبل أن يخلوا سبيله.
تعليمات وزارة الداخلية، حسب أكثر من مصدر، أكدت على التعامل بهدوء مع
الداعين إلى الخروج إلى الشارع وعدم الدخول في صراع معهم.
بروباغندا يرفضها الشباب
خلافا
لما روجته مجموعة من وسائل الإعلام الوطنية، حول إلغاء مسيرات 20 فبراير
أكدت لجان تنظيمها بعدة مدة مغربية عن نيتها الخروج إلى الشارع. فرغم ما
جاء في قصاصة نشرتها "وكالة المغرب العربي للأنباء" قالت فيها :" إن رشيد
عنتيد أحد مؤسسي صفحة "حركة حرية وديمقراطية الآن" أكد على "إلغاء الدعوة
التي وجهتها حركتهم للتظاهر يوم غد الأحد" و" لقيت تجاوبا من قبل العديد من
الشباب" فإن الغالبية العظمى من شباب عشرين فبراير أكدوا إصرارهم على
الخروج إلى الشارع.
هشام أحلا أحد مؤسسي الصفحة على موقع "الفيسبوك"،
صرح على صفحته بالموقع الإجتماعي بأنه لم يستشر من طرف عنتيد و"لم يتم
إخباره بمحتوى القرار". وأضاف: ما "وقع كان دون علمي كما أنه خطوة فردية لا
تعبر عن قرارات الحركة. نعبر الآن في هذه اللحظة التاريخية عن استغرابنا
عن ما صدر عن رشيد ونقول له أن الأهداف التي سطرتها الحركة مند تأسيسها
سنخرج من أجلها حتى تتحقق".
وفي إطار التحضيرات لمسيرة الغد أقدمت
مجموعة الدار البيضاء على التعبئة للمسيرة بعدة أحياء في العاصمة
الاقتصادية، ووزعوا بيانا يدعو ساكنة المدينة إلى التظاهر أمام ساحة محمد
الخامس الشهيرة بـ"ساحة الحمام".
وأصدر شباب الحركة بالدار البيضاء
بيانا، حصلت "كود.ما" على نسخة منه، شددوا فيه على سلمية المظاهرات وبأحقية
مطالبها وبأن أي شخص يخرج على هذا الإطار لا ينتمي إلا إلى نفسه.
بيان
الحركة توجه إلى جزء من وسائل الإعلام المغربية روج بأن المظاهرات ألغيت،
نداءا يطالبها فيه بالانحياز إلى أخلاقيات المهنة، والمسؤولية المهنية وما
يمليه الضمير المهني. ما يعني حسب البيان " وقف حملات التخوين والتشهير
والتشويش على هذه الحركة".
كما توجه البيان إلى السلطات داعيا إياها
إلى وقف " كل أشكال الترهيب التي تمارسه ضد هذه المطالب ودعاتها،
والاعتقالات المستمرة في صفوف الشباب والاعتداءات الجسدية الممارسة ضد
ناشطي الحركة". ودعا البيان مواطني البيضاء إلى المشاركة "المكثفة في حركة
الاحتجاجات".
حملة الشباب كللت بالعودة إلى قيادتها العامة حيث
تناقشوا حول سبل ضبط حركة الاحتجاج وجعلها سلمية، ومن أجل تنظيم المحتجين.
قبل أن يضربوا موعدا في صبيحة الأحد..