شعبا مسلما معاديا
صحف عبرية
2010-12-14
لعله عن حق أثار الحظر الفقهي الذي فرضه كتاب الحاخامات على بيع أو تأجير الشقق للعرب، اعتراضا عاصفا بهذا القدر. لعله حتى كان من الافضل لو فهم الحاخامات الموقعون بانه حتى لو كان هذا قضاء فقهيا، فلا ينبغي لهم أن ينشروه على الملأ بشكل يجعله قضاءا لا يمكن للجمهور ان يفي بمتطلباته.
ولكن السؤال هو كيف، ان لم يكن من خلال الامتناع عن نقل العقار اليهودي الى اياد عربية، يقترح كل الليبراليين العاصفين الحفاظ على هوية دولة اسرائيل كدولة يهودية. كثيرون منهم يعارضون، في اطار هذا الحفاظ، احلال السيادة الاسرائيلية على مناطق يهودا والسامرة. ولكن ألا يرون ان اسرائيل قد تصبح دولة ثنائية القومية حتى داخل حدود 67؟
ألا يفهمون بان كتاب الحاخامين يأتي في محاولة لمنع ذلك؟
حتى الآن لم نسمع، من داخل العاصفة والمعمعان، حتى مجرد اقتراح بديل واحد لذاك الذي طرحه الحاخامات.
ان لم يكن لطيفا ـ ولا يوجد من هو لطيف له ـ رد العربي اللطيف على أعقابه وهو الذي كل ما يطلبه هو أن يستأجر لنفسه مأوى، فما هو برأي الليبراليين ما ينبغي عمله للحفاظ على الهوية اليهودية لدولة اسرائيل؟ يبدو أن المجتمع الاسرائيلي ملزم بان يحدد لنفسه، مرة واحدة والى الأبد، مفاهيم مثل 'عنصرية'، 'غريب مقيم'، 'الليبرالية' و'الديمقراطية'، التي تتطاير هنا في الآونة الاخيرة كأكياس النايلون في الريح. يبدو أن عليه أن يستوضح عدة امور اساسية مثل متى يكون عدم المساواة 'تمييزا'، ومتى يكون اعترافا بالفارق بين شعبين مختلفين.
أو: لماذا مسموح اقامة سور بين يهود وعرب في السامرة، ومحظور التفريق بين يهود وعرب داخل مدينة اللد؟
من شبه اليقين أنه سيتضح، في ظل اعادة استيضاح هذه المفاهيم، بانه لا يوجد أي مكان للمقارنة بين تأجير شقة لعربي في اسرائيل وبين تأجير شقة ليهودي في فرنسا او في بريطانيا.
اليهود في فرنسا وفي بريطانيا هم أقلية، اما العرب في الشرق الاوسط فهم أغلبية ساحقة. اليهود في فرنسا وفي بريطانيا مثل 'الغريب المقيم' الكلاسيكي الذي تحدثت عنه التوراة، لا يتطلعون الى تحرير اراضي الدول التي يسكنون فيها، ويستعيدونها لانفسهم. وهم لا يحاولون، لغرض التحرير المنشود السيطرة على أكبر قدر ممكن من البيوت والاراضي ودحر الانكليز والفرنسيين، ببطء ولكن بثبات، الى الخارج.
يحتمل أن يكون كل هذا الجدل بالفعل مناسبا لشعب اوروبي عادي، مقياسي، وليس لبقايا الشعب اليهودي الذي يكافح هنا، حيال 22 شعبا مسلما معاديا، على مجرد وجوده.
ومثل اشجار الصنوبر، التي هي ايضا جلبت الى اسرائيل من اوروبا رغم أنها لا تناسب على ما يبدو طبيعة بلاد اسرائيل، ونهايتها ان تشعل حريق الغابات. من استيضاح المفاهيم قد يأتي أيضا الحل السليم لهذه المشكلة المعقدة. وليس في كتاب الحاخامات احادي الجانب، بل في تشريع رسمي، مرتب، لدولة تعرف نفسها ومكانها وأهدافها.
اسرائيل اليوم 14/12/2010