هشام مزيان المشرف العام
التوقيع :
عدد الرسائل : 1762
الموقع : في قلب كل الاحبة تعاليق : للعقل منهج واحد هو التعايش تاريخ التسجيل : 09/02/2009 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 25
| | الله .. ذلك المجهول | |
ما هو الله تحديدا ؟ بالطبع علينا أن نعرف ما هو الإله أولا لو كنا نريد أن نتحقق مما إذا كان موجودا ام لا ؟ تحديد المشكلة هي أولى مهام البحث العلمي و لذلك فإن تعريف الإله هو أول خطوة للبحث في وجود الله, و إلا سوف ندور في دوائر و نتخبط في الظلام محاولين إثبات أو نفي وجود كائن غير محدد من الأساس. يجب أن نعرف عمن نتحدث أصلا أو أن يكون لدينا أي معلومات مؤكدة عن الشخص موضوع البحث مثل نوعه أو نشأته أو طبيعة حياته أو أو أي شكل من المعلومات التي تحدد لنا طبيعة الشخص الذي نتحدث عنه. بل علينا أيضا تحديد معاني أساسية مرتبطة بالبحث في قضية شائكة مثل وجود الله, يعني ما هو الوجود و ما هي الحياة و ما هو الوعي .. ألخ. مبدأيا فمعاني مثل الوجود و الحياة لها تعريفات و مفاهيم معروفة, يعني الشيء يكون موجودا حين يكون له وزن و حجم و يشغل حيز من الفراغ, و الشيء يكون حيا حين يكون بحاجة إلي غذاء من أجل الطاقة كما يحتاج إلي ماء بالإضافة للتنفس و للنمو و التكاثر و الإستجابة و الحركة و التكيف مع البيئة المحيطة, تلك هي الخصائص المشتركة بين الكائنات الحية من اصغر مملكة البدائيات وحتى إلى أكبر مملكة الحيوان بما فيها الإنسان. و هذا يعني أننا لكي نصف شيئا بالوجود فإننا نستخدم تعبير الوجود كما هو مفهوم و متعارف عليه و حين نصف شيئا بالحياة فإننا نستخدم تعبير الحياة كما هو مفهوم و متعارف عليه عند الناس. فمفاهيم الوجود و الحياة ليست مفاهيم غامضة او مجهولة لانها مفهومة و معروفة للجميع. و بالطبع هذا لا يعني ان تلك المفاهيم مطلقة أو نهائية و لكنها المفاهيم التي يعرفها الناس و يحتكمون إليها. و لكن للأسف تأبى القضية إلا أن تستعصى على الباحث فبرغم أنه من السهل تعريف الوجود و الحياة إلا ان الناس لم تتفق على ماهية الإله. في كل الاديان تقريبا يتفق المؤمنون بوجود الآلهة على إن الإله يفوق قدرة العقل الإنساني على الفهم لأنه لا يدخل في حدود العقول و لا يخضع لتجارب العلماء فالإله مطلق بينما عقولنا المسكينة هي عقول نسبية. هناك قصة مسيحية طريفة عن ان القديس اوغسطينوس كان يتجول على شاطئ البحر مفكرا في الإله و كيف أنه يستعصى على الفهم فوجد طفلا صغيرا قد حفر حفرة في الرمال و يحاول أن يغمرها بالماء فلما سأله عما يفعل قال له الصغير أنه يريد نقل ماء البحر إلي حفرته فلما أخبره أوغسطينوس بإستحالة ذلك فاجأه الطفل بالقول : و لماذا إذن تريد ان تستوعب الله الغير محدود في عقلك المحدود ؟, ثم إختفى الطفل في الحال. بغض النظر عن حقيقة الرواية فإن معناها قد وصل و هي إن الإله في الإيمان المسيحي بالذات و في الأديان عموما يستحيل حصره عقليا, و كما يقول الكتاب المقدس : لا ينبغي أن نرتقي فوق ما لا ينبغي ان نرتقي. و بالرغم من ذلك يقول الناس أن الله لم يره أحد لكن الناس عرفوه بالعقل .. تلك الجملة شائعة على أفواه الناس, يقولونها دون فحص او تمحيص و كأنهم يعرفون الله حقا أو يفهمون طبيعته. لكن الحقيقة هي أن سؤال مثل : هل الله معقول ؟ إجابته لا يمكن أن تكون محددة أو قاطعة. فتارة يقول البعض أن الله معقول لان العقل السليم يفترض وجود خالق لكل شيء و إله مدبر يملك و يحكم الوجود كله .. ألخ. و تارة أخرى يقولون أن الله ليس معقولا لأنه يفوق قدرة العقل البشري على الإستيعاب و يفوق الخيال و التصور. طبعا في القولين تناقض واضح يجعل الجمع بينهما هو الجنون بعينه فالله لا يمكن ان يكون معقول و غير معقول في نفس الوقت بحكم المنطق و العقل نفسه. يعني إذا كان الله بكل صفاته المتفق عليها مقبول عقليا بل و لازم لتفسير الوجود إذن فهو معقول و يمكن تصوره. أما إذا كان يفوق التخيل و التصور و الفهم فهو غير معقول و المؤمن به لا يمكن أن يتحدث عن عقل او معقولية. بل يتوجب على المؤمن بوجود إله أن يختار إذا كان يعتبر الله معقولا أم يفوق العقل لكي لا يحسب مجنونا أما الجمع بين الإثنين فلا محل له من الإعراب. لكن المعتاد أن العقل الديني يثبت لنفسه وجود إله يعجز عن فهم ماهيته لأن الله يفوق المعرفة البشرية العاجزة عن إستيعاب ماهية الإله. غير أن السؤال الملح الآن : كيف يؤكد المؤمن وجود الإله بينما يعجز عقله عن فهم ماهيته ؟ يعني ما هو الإله الذي يؤمن بوجوده أصلا ؟ إن الإنسان يعرف ما هي الشجرة و ما هو الحجر و ما هو الإنسان لكنه يجهل تماما ما هو الإله. تلك المسألة تشبه شخصا قد أتى ليؤكد لنا ان س موجود و حين يتم سؤاله عن ما هو س يجيب بانه لا يعرف ما هو س و لكنه متأكد من وجوده على أي حال. و بالطبع لا يخلو الأمر من شخص آخر قد اتى ليؤكد وجود ص دون أن يعرف ما هو ص هو الآخر بل قد يتشاجر اتباع س ضد أتباع ص فيما بينهما على أساس أن لا س إلا س و أن ص هو س مزيف. طبعا المعنى واضح, الشجار حول الآلهة هو شجار حول مجاهيل. لا أحد يعرف ما هو الإله و لكنه يصر على وجوده و يتعصب لذلك بلا معنى. الفارق الوحيد هو أن المجهول هنا يسمى س أو ص و لكنه في الواقع يسمى الله. و مع ان الله في اللغة العربية يعتبر إسم علم و العارف الذي لا يحتاج لتعريف إلا أنه في أذهان الناس إسم بلا معنى. الله لفظة مستهلكة و مقتولة و تقولها كل الأفواه و لكنها لا تعني شيئا بالتحديد ما هو الله بالضبط ؟ يقولون أن الله هو الخالق, و كأن هذا تعريف .. يعني إذا إفترضنا أن الخالق هو قوانين الطبيعة أو الجاذبية مثلا : فهذا يعني ان الخالق هو قوة عمياء, و إذا إفترضنا ان الخالق هو زيوس إله الإغريق فهو شخص له بداية و يختلف كليا و جزئيا كإله عن الإله في الإسلام أو المسيحية. فالحقيقة أن فعل الخلق لا يدل على طبيعة الخالق. بل إن وجود الكون لا يؤدي بالضرورة إلي حتمية الخلق لأن هناك نظريات علمية لها وجاهاتها تقول مثلا أن الإنسان متطور عن كائنات بسيطة و بالتالي فإن الوجود لا يحتم الخلق و الخلق لا يحتم إلها و الإله ليس بالضرورة هو إله أحد الأديان دون غيرها.
و هكذا لو سألنا رجل الشارع العادي (أو حتى أي رجل دين) عن الله و ماهيته تحديدا لن يستطيع الإجابة. الله مفهوم غامض جدا و غير واضح و لكن مع إصرار رجال الدين على أن هناك ما يسمى الله و انه المسئول عن الكثير من الأحداث و أننا مدينين له بأشياء كثيرة و أنه سيحيينا بعد ان نموت, توجب علينا أن نعرف تحديدا ما هو الله لكي نتأكد بعد ذلك من وجوده ثم نرى إن كان يستحق العبادة او حتى الحب ام لا .. المشكلة هي القول بان الله ليس كمثله شيء لأن هذا لا يقرب الصورة. بالطبع لو بحثنا في الناس سنجد أن كل إنسان له طبيعة خاصة و مميزة و لكن القول بأن شخص او شيء ما ليس كمثله شيء هو مثل القول بأنه لا شيء. الله ليس كمثله شيء .. ما الذي يعنيه هذا التعبير ؟ ربما لو نفينا طرفي المعادلة لحصلنا على معنى أوضح .. الله ليس كمثله شيء = الله مثله كلا شيء دائما ما يردد المؤمنون بوجود إله عبارة أن الله ليس كمثله شيء و كأنها وصف لله . طبعا كل شيء و كل كائن حي له فردانية و تميز فلا يتطابق أي شيء مع أي شيء. و لكن الله ليس فقط "ليس له متطابق" بل هو "ليس له نظير أو شبيه في أي شيء" و هو ما لا يجوز عقلا . تلك الفردانية المطلقة أو التميز المطلق تنفي نفسها بنفسها, يعني مجرد أن يكون هناك شخص ليس مثل أي شيء أو أي شخص يعني أنه بلا وجود أساسا لان كل شيء مثل شيء و كل شخص مثل شخص . و يمكن تلخيص هذا الإستدلال كالتالي : الله = ليس مثل شيء لاشيء = ليس مثل شيء ----------------------- إذن الله = لاشيء المشكلة تتعقد و حلها يبعد و يبعد. و لكن أين التدخل الإلهي ؟ لماذا يتركنا الله نتخبط حين نتفكر في طبيعته بدلا من أن يساعدنا على فهمه و إدراكه ؟ بل و كيف يطالبنا بالإيمان به دون ان ندرك ما هو أصلا ؟ لماذا لا يتبسط الله في الحديث عن نفسه ؟ لماذا لا يعرفنا بذاته ؟ و لكن المشكلة لا تتوقف عند الله الذي لا يريد أن يشبه نفسه و يتبسط لنا بل أنه في الإسلام, ممنوع الخوض في ذات الله : عن عبد الله بن عباس قال : فكروا في كل شيء ولا تفكروا في ذات الله فإن بين السموات إلى كرسيه سبعة آلاف نور وهو فوق ذلك سبحانه وتعالى. الراوي: – المحدث: الذهبي – المصدر: العرش – الصفحة أو الرقم: 111 لا تفكروا في الله ، وتفكروا في خلق الله ، فإن ربنا خلق ملكا ، قدماه في الأرض السابعة السفلى ، ورأسه قد جاوز السماء العليا ، ما بين قدميه إلى ركبتيه مسيرة ستمائة عام ، وما بين كعبيه إلى أخمص قدميه مسيرة ستمائة عام. الراوي: عبدالله بن سلام المحدث: الألباني – المصدر: السلسلة الصحيحة – الصفحة أو الرقم: 4/396 - خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن في الشواهد لذلك فإنه في الإسلام يعتبر التفكر في ذات الله من المضلات التي يزينها الشيطان ليضل بها الناس، و قد ورد في القرآن : وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا {طـه:110}، و أيضا: وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء {البقرة:255}، و كذلك : لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ {الشورى:11{ و يقول ابن الجوزي في كتاب تلبيس إبليس: ومن ذلك أن الشيطان يأتي إلى العامي فيحمله على التفكر في ذات الله وصفاته فيتشكك، وقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فيما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تسألون حتى تقولوا هذا الله خلقنا فمن خلق الله؟ قال أبو هريرة: فوالله إني لجالس يوماً إذ قال رجل من أهل العراق هذا الله خلقنا، فمن خلق الله؟ قال أبو هريرة: فجعلت أصبعي في أذني ثم صحت: صدق رسول الله، الله الواحد الأحد الصمد لم يلد ولم يولد ولم له كفوا أحد. انتهى. قال أبو جعفر الطحاوي: ولا نخوض في الله ولا نماري في دين الله. قال الشارح: قال أبو حنيفة: لا ينبغي لأحد أن ينطق في ذات الله بشيء بل يصفه بما وصف به نفسه. انتهى. قال أبو عبيد القاسم ابن سلام تعليقاً على أحاديث الصفات الذاتية لله تبارك وتعالى: أما هذه الأحاديث عندنا حق يرويها الثقات بعضهم عن بعض إلا أنا إذا سئلنا عن تفسيرها قلنا ما أدركنا أحداً يفسر منها شيئاً ونحن لا نفسر منها شيئاً، نصدق بها ونسكت. قال الإمام مالك: الاستواء معلوم والكيف مجهول والسؤال عنها بدعة. انتهى. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تفكروا في آلاء الله ولا تفكروا في الله. رواه الطبراني في الأوسط وأبو الشيخ عن ابن عمر وحسنه الألباني في الجامع، وفي رواية عند أبي نعيم في الحلية: تفكروا في خلق الله ولا تفكروا في الله. حسنه الألباني أيضاً. و هكذا نجد أن الإسلام قد نهى الناس عن الإستدراك في البحث عن إله يدينون له بالولاء أو السؤال فيما هو تحديدا, و جل ما يعرفونه هو أسماء الله الحسنى و التي تقول أنه عادل و حكيم و رائع و لكنها لا تقول لنا ما هو الإله اصلا و الذي يتصف بكل تلك الصفات. و المسلمون هنا يقولون إن صفات الله موجودة و الكيفيات مجهولة و يمسكون عن البحث في ذات الله لأنه بغير شبيه و ليس كمثله شيء. صحيح ان البحث في ذات الله غير ممنوع في المسيحية و أن المسيحيين يفردون مجالا للبحث عنه تحت إسم “علم اللاهوت المسيحي” ( هو بريء من العلم و العلماء بالطبع لانه لا يخضع لقواعد العلم التجريبية ) إلا أن جل ما يقولونه عن الله أنه إله واحد مثلث الأقانيم و ان الله روح بسيط لكنهم لا يقولون ما هي تلك الروح و لا ما هي طبيعتها فالمسيحية تفسر الماء بعد الجهد بالماء, لأنهم حين يقولون أن الله روح و لا يقولون ما هي الروح, يعرفون مجهولا بمجهول و غامضا بغامض. يقول الناس أن الله – أزلي أبدي – قادر على كل شيء – عديم التغير و التحول – غير محصور في مكان – مدبر كل شيء – عليم حكيم – قدوس, كامل, جواد. و غالبا تلك الصفات متفق عليها في الإسلام و المسيحية و لكن تلك الصفات لا تجيب على أسئلة حيوية للغاية : مادام الله هو روح فما هي الروح ؟ كيف نشأ الله ؟ هل نشأ من العدم أم أوجد نفسه بنفسه ؟ و كيف ؟ ثم إذا كان الله حي (أو كان حيا) فهل هو يتنفس الأوكسجين أم غاز آخر ؟ هل يحتاج الله إلي الماء ليعيش ؟ ام أنه منزه عن تلك الأشياء ؟ و إن كان منزه عن متطلبات الحياة فكيف يحسب حيا ؟ الصخرة لا تحتاج إلي هواء لكي تتنفس او ماء لكي تشرب , فهل الله حي مثلها ؟ الصخرة منزهه عن متطلبات الحياة لأنها ليست حية فهل الله يختلف عن الصخرة ؟ الله منزه عن متطلبات الحياة لكنه حي … هل هذا منطق ؟ أتصور أن أي إنسان سيعجز عن فهم كيفية أن يكون الله حيا رغم انه منزه عن متطلبات الحياة, هذا تناقض واضح. و لكن إن قلنا أن الله يفوق القدرة على التصور أعلنا عجزنا عن فهمه أو إستيعابه أو حتى تعريفه. هل يتعبد المؤمنين لعلامة إستفهام بتلك الطريقة ؟ يقال أيضا ان الله موجود فهل هذا الوجود بمعنى أنه يشغل حيزا من فراغ ؟ يقولون أن الله موجود في كل مكان مع أن هذا يعني أنه بلا حدود و بالتالي لا يشغل حيز من فراغ, فكيف يكون موجودا ؟ ثم يقولون أن الله غير مادي فهل يعني هذا أنه معنوي أو مجرد فكرة أو قيمة خيالية ؟ الله موجود و لكنه لا يشغل حيزا من فراغ و هو غير مادي .. هل هذا منطق ؟ فلنسمي الله بالرمز “س” : هل نستطيع أن نقول أن س حي و لكنه منزه عن متطلبات الحياة ؟ طبعا لا, فهل ما تغير أن قلنا الله بدلا من س ؟!!! حين يقول المؤمنين بوجود س أنه موجود لا يعنون الوجود كما نفهمه و حين يقولون أنه حي لا يقصدون الحياة التي نعرفها و حين يقولون الخالق يكتفون بقولها و كأن لها دلالة على طبيعته. ثم يتسائلون في النهاية لماذا يكفر الناس بوجود الله : لأن الله مفهوم غامض ولا يعني شيئا و من الأولى أن نكفر به .. كل الأسئلة عن الله مشروعة لكن ما من مجيب و كل ما نجده من صفات الله هو مديح و مديح ثم المزيد من المديح. بالطبع كل من يؤمن بالله يعرف أنه جميل و رائع و لكنه يفتقر لأي إدراك عن ماهية الله أو كينونته او طبيعته ؟ و هكذا نجد أن الأديان لم تتفق على صفات الإله بل و حتى لم تعرفه تعريفا دقيقا بل إن لفظة “إله” تلك قد إتسعت و تشعبت معانيها لتصبح موازية لأي شيء, فهي تعبر عن اشكال و انواع مختلفة من الآلهة هي تقريبا بعدد كل إنسان يؤمن بوجود آلهة. و لله الأسماء الحسنى منها ما ورد في قوله تعالى:”هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ” سورة الحشر آية 23 و لكن ليس المراد من البحث هو مجرد الحصول على صفات الله الثانوية سواء في الإسلام أو المسيحية مثل العادل و الرحيم و الحكيم .. ألخ, لان هناك الكثير من البشر من يتصفون بالعدل و الرحمة و الحكمة فهل هم آلهة ؟ الصفات الموجودة في أسماء الله الحسنى لا تعبر عن ذات الله و لكنها تعبر عن الصفات البسيطة لله و بالتالي لا تسمن و لا تشبع بعد جوع. ليس المراد هو الصفات الثانوية للإله كما وردت في الأديان بل إن ما يحتاجه المرء هو ان يستدل على الإله بعقله و فهمه فقط بغض النظر عن الأديان لأننا لو نزعنا من الاديان كتبها المقدسة التي تشهد لنفسها و لآلهتها فما الذي يتبقى من الدين و يستند على العقل وحده و الإستدلال العلمي فقط و ليس على التسليم الأعمى ؟ لا شيء. و هكذا يستحيل علينا تعريف الإله بعمومية مستدلين عليه من الطبيعة إلا بأنه خالقها , و لا يمكن ان نستدل عليه بالعقل إلا بأنه يفوق العقل .. فالله غير معقول بهذا المعنى. الخلاصة : الله كائن مجهول و سيظل مجهولا غير معروف ماهيته و لا نوعه و لا وظيفته و لا سبب وجوده و لا أصل منشؤه و لا أي شيء, فقط علينا ان نعرف ان لدينا واحد فقط من هذا الكائن الغريب الذي لا نعرفه و انه هو الذي خلقنا و سيحاكمنا بعد الموت .. | |
|
الإثنين أكتوبر 22, 2012 1:29 pm من طرف دامعة