لا اتفاق مع الامريكيين
شمعون شيفر
2010-12-08
قدرة الخيال والابداع التي يبديها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو منذ اطفئت النار في غابات الكرمل هي بمثابة فن.
صباح أمس أعلن نتنياهو بانه سيعمل على اقامة قوة اطفاء اقليمية بمشاركة روسيا، اليونان، تركيا ودول عربية. وفي المساء أعلن عن اسم سرب طائرات الاطفاء الذي ستشتريه اسرائيل: العاد، على اسم التلميذ في حيفا العاد ريبن الراحل، الذي قضى نحبه في الحريق الفظيع حين حاول انقاذ السجانين الذين حاصرتهم النيران في الباص.
نعود الى الواقع: قوة اطفاء اقليمية: لا أمل في أن تقوم. سرب طائرات اطفاء اسرائيلية: سننتظر لنرى اذا كان بالفعل سيصل الى البلاد. وبعد هذه، بقينا مع سرب طائرات 'المتملصة' (اف 35)، التي قبل شهر فقط اعلن نتنياهو لوزراء السباعية عن وصولها المرتقب من الولايات المتحدة بالمجان، بلا مال. وحسب اتفاق بينه وبين وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون فان المقابل الذي تقرر للهدية الثمينة هو موافقة اسرائيلية على تمديد تجميد البناء في المناطق تسعين يوما.
امس تبين نهائيا ورسميا بان الطائرات 'المتملصة' تملصت من بين ايدينا. لا اتفاق مع الامريكيين، لا تجميد، لا مفاوضات مع الفلسطينيين. نعود الى نقطة البداية.
اذن ماذا يوجد لنا حقا؟ منوط بمن تسأل. في محيط نتنياهو القريب مقتنعون بأن الحوار مع الامريكيين الآن وثيق وقريب اكثر مما كان في يوم تسلم رئيس الوزراء مهام منصبه.
تفسيرهم هو ان الطرف الامريكي توصل الى الاستنتاج بانه حتى لو واصل نتنياهو التجميد، فلن يمر وقت طويل الى أن يحرص الفلسطينيون على خلق ازمة كي لا يكون ممكنا انهاء المحادثات على الحدود المستقبلية. نتنياهو، الذي يخضع لضغط شديد من ادارة اوباما، وافق قبل نحو سنة على تجميد لعشرة اشهر. ومنذ تلك اللحظة أصبح اداة بيد الامريكيين، الذين فهموا بانه يمكن لهم أن ينزعوا منه المزيد فالمزيد من التنازلات. اما الفلسطينيون، فخلافا لما قدر الامريكيون، فلم ينزلوا عن الشجرة التي جلسوا عليها، وبدعم من الاسرة الدولية واصلوا المطالبة بالتجميد التام الذي يشمل شرقي القدس الموسعة ايضا. وفضلا عن ذلك، فقد نجحوا في اقناع الاسرة الدولية للوقوف الى جانبهم في مسألة الاعتراف بدولة فلسطين في حدود 67 ايضا.
الادارة الامريكية بقيت بلا حيلة. في الايام التي تنكشف فيها اسرار العمل الدبلوماسي للقوة العظمى هذه على مرأى الجميع فان واشنطن تظهر منحرجة وتبث الضعف أساسا.
اذا ما أجملنا كل هذا فانه يظهر سطر أخير واضح النزاع الاسرائيلي الفلسطيني سيدخل الآن في فترة انتظار وبحث عن استئناف الحوار في قنوات سرية. ما انكشف امام نور الشمس - احترق. بالنسبة للآثار السياسية المتوقعة في أعقاب الاعلان عن فشل الاتصالات يمكن لنتنياهو أن يبقى هادئا. أنا أثق بوزير الدفاع باراك وبزملائه الوزراء من حزب العمل في أنهم سيجدون الاسباب للبقاء في الحكومة. والمستوطنون سيواصلون عادتهم، وشاس ستعلن عن انها مع السلام ولكن ليس مقابل أي ثمن. الامر منوط بعدد الطلاب الدينيين الذين يوافق نتنياهو على أن يدفع لهم المال.
يديعوت 8/12/2010