** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
في حضرة البياض.. I_icon_mini_portalالرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 في حضرة البياض..

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
تابط شرا
فريق العمـــــل *****
تابط شرا


عدد الرسائل : 1314

الموقع : صعلوك يكره الاستبداد
تاريخ التسجيل : 26/10/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 3

في حضرة البياض.. Empty
15102010
مُساهمةفي حضرة البياض..

لا أعرف لماذا كنت موقناً أن محمود درويش أو قلبه بالأحرى لن يفعلها ويخذلنا ، وأن موته سيتمهل قليلاً كما رجاه الشاعر حتى ينهي الحكاية التي لم يفرغ من سردها.بل رجاه أن ينتظره حتى يعد ّحقيبته ( في قصيدة جدارية) ليرحل بعيداً لتلكفي حضرة البياض.. Darweeeesh الأرض التي لا يعود منها الأحياء كما تقول الملحمة القديمة ولكن تبقى لهم حياتهم في العالم السفلي ، حيث يحيون ويحبون ويتذكرون فتكون الحقيبة رمزاً لما يلم الشاعر من شظايا يأخذها في طريقه الطويل ورحلته التي سيتذكر فيها خبز أمه الذي حنّ إليه في أقفاص المنافي الشاسعة التي عرفها وعرفته .
إذن فعلها قلب محمود واستكان للراحة، خرجت القصيدة من بيتها الأول لتسكن بعيداً في حضرة البياض ، كما شاء أن يسمي آخر كتبه النثرية(محمود درويش في حضرة الغياب) مؤكداً بقاءه حتى في واقعة غيابه التي كان يحكي عنها كحدث عادي لا غرابة فيه سوى أنه لا يزال في لائحة حياته ما يستحق العيش ، لكن النرد استقر على فراغ كان يخيفنا كما يخيف ( لاعب النرد ) آخر نصوص الراحل- ولكنني أتخيل درويش دوماً كالمغني في (قصيدة الأرض ) التي أرّخ فيها لأول انتفاضة ضد القتلة الذين تبعوا المغني وهو يغني في شتاءات القرى وسكونها وعتمات لياليها وحين يستجوبونه لا يرد على سؤالهم : لماذا تغني إلا بالقول: لأني أغني، ويواجه الرصاصات التي تتبعه ولكن لا يكف عن الغناء :
وقد فتشوا صدره
فلم يجدوا غير قلبه
وقد فتشوا قلبه
فلم يجدوا غير شعبه
كنت كلما عدت للقصيدة محللاً أو قارئاً لا أمنع نفسي من تأويل شخصية المغني بأنها الشاعر نفسه، يغني بينما تتبعه الرصاصة المجهولة الخارجة من معدنها القاتل لتتنكر بهيئة غربة أو منفى أو جرح تفتحه الذكريات ، وهكذا تتغلّف الأفعال في النص : كلما فتشوا وجدوا.. حتى صار السجّانون سجناء في النهاية.
ليس في قلب درويش غير القصيدة والحرية والبشر الذين حكى جزءاً من عنائهم (كضيوف على حنطة الله) في رحلة المسافة مابين بين كما يقول ، وليس سوى البياض الذي رآه في (جداريته) بعد تجربة الموت المؤقت الأولى التي عاشها في عملية قلب مفتوح سابقة ..وأرخها شعريا عام 1999
حينها رأى الكون عدماً أو صفراً كالبياض نفسه.
كانت ضحكات درويش لا تزال تعيش في ذاكرتي بعد لقاء أخير في زيارة لمصر عام 2007 منح فيها جائزة الشعر العربي ، وكأنه ينازل موته ويتحداه ليعيش دون خوف ..وهكذا أتخيل إغماضة عينيه وهو ينسحب جسدياً ، ولكن ليحيا فصلاً جديداً في حياة أخرى كأبطال الملاحم والأساطير..فكما اقتنع جلجامش بعد يأسه من العثور على عشبة الخلود بأن العمل الشعر في حالة درويش- هو الخلود الحقيقي الممكن يقول درويش:
الخلود هو التناسل في الوجود
وكل شيء زائل أو باطل..أو زائل أو باطل
ذلك هو درويش في تفاعلاته الحياتية كلها منشطراً بين مزاج حاد وطرافة دامعة ، بين كفاح حقيقي واستراحة هانئة ، حب وصراع ، أسى وفرح ، تحديث والتزام ، استطراد ووزنية ، لكن من له في هذا الكون الشعري الفسيح لغة درويش وتوليده الصور من كل ما حوله، وكيف يؤاخي الصورة والفكرة والعاطفة والواجب والحرية والوطن في قصيدة يقولها حرة إلا من وجوده الإنساني الذي جعله سفير قضية وطنه بأفضل مما فعل السياسيون وشعاراتهم وكسب لصف حرية وطنه وعرض حقيقة احتلاله وعنصرية محتليه ما جعل رؤياه رؤية العرب المغلوبين على حرياتهم والأحرار في العالم المنحدر تراجعياً صوب الغابة والتسلط بعصي الأقوياء المطورة .
ولمحمود درويش مع الموت وشيجة لم تجعله تلقاه كواقعة مفاجئة بل هذا هو في آخر نصوصه المنشورة ( لاعب النرد) يرمزه ويداعبه كعهده حين يسأله أن يتمهل وينتظر حتى يعد الحقيبة أو يرصد موته السريري المؤقت في عملية القلب المفتوح السابقة ، ويشكل من الموت تجربة فريدة لم تتهيأ لكثير من الشعراء الذين كتبوا استباقاً عن موتهم بل هو يصنع معراجاً روحياً سماوياً يلاقي فيه الشعراء والفلاسفة هائمين في سديم الأبدية متحولاً بدوره (ذرة في العالم العلوي) صانعاً جدارية تؤاخي الفن بالشعر كما يؤاخي هو الفكر والنغم ويحفظ للنثر رونقه داخل النص ويقول عنه: (أحب من الشعر عفوية النثر والصورة الخافية/ بلا قمر للبلاغة) .
من سوى محمود درويش ينزل الشعر لقارئ أعزل يتصفح كتاباً من نور وامرأة عاشقة تصفدها العيون، وغزال وحيد قي برية الروح ،وطفل منتظر عودة الأب في قصيدة ، و منفي بلا غد سوى السراب ؟يل الشعراء العرب الذين مستهم لعنة الحداثة وغادروا الحياة غاضبين عجلين فحسب ، بل ببصمته الفريدة في مدونات المتن الشعري الذي وهبه محمود درويش للقصيدة وفضائها الصوري ولغتها المتفاعلة بالجمال والفن ، رغم ثقل الصليب الفلسطيني الذي حمله ماشياً طيلة حياته وفكر قليلاً كي يستريح فجاءه نداء القلب الذي تعب من الحياة وتدبر أمره ماكراً بنا في ذلك اليوم يمر الزمان بنا أو نمر به
كضيوف على حنطة الله
في حاضر سابق ، حاضر لاحق
هكذا هكذا نحن في حاجة للخرافة
كي نتحمل عبء المسافة ما بين بين
كثير من جراحنا تفتحت على ألمها الكامن حين نعت الأنباء محمود درويش وكثيرون استعادوا صورة يوسف الجميل آخر الأخوة مرمياً في جب التجربة ، يتذكرون دموعه المتأثرة في مشهد تكريمه المتكرر في أكثر من عاصمة ...ولكن الذاكرة لن تخطئ هذا السهم الناري الذي أطلقته قصائده باتجاه الحداثة العربية في أدق مراحل حياتها ، حيث يشتبك السياسي بالشعري فيأتي صوت درويش محذراً ومؤكداً أن القصيدة هي التي تتحمل العبء كله باشتراطاتها لا بالتبعية للخطاب السياسي الذي وصل إلى حد مساواة كل ملفوظ بمضمون وطني حتى المتدني فنياً ما جعله يطلق صيحته المبكرة أنقذونا من هذا الحب القاسي ، وكأنه يعيد صياغة مقولة الشهيد غسان كنفاني في أحد أعماله:خيمة عن خيمة تفرق، ويكرس الخط النقدي الذي جسدته ريشة ناجي العلي في كاريكاتيراته الساخرة الدامعة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

في حضرة البياض.. :: تعاليق

الكرخ
رد: في حضرة البياض..
مُساهمة الخميس أكتوبر 28, 2010 7:11 am من طرف الكرخ
لا أعرف لماذا كنت موقناً أن محمود درويش أو قلبه بالأحرى لن يفعلها ويخذلنا ، وأن موته سيتمهل قليلاً كما رجاه الشاعر حتى ينهي الحكاية التي لم يفرغ من سردها.بل رجاه أن ينتظره حتى يعد ّحقيبته ( في قصيدة جدارية) ليرحل بعيداً لتلكفي حضرة البياض.. Darweeeesh الأرض التي لا يعود منها الأحياء كما تقول الملحمة القديمة ولكن تبقى لهم حياتهم في العالم السفلي ، حيث يحيون ويحبون ويتذكرون فتكون الحقيبة رمزاً لما يلم الشاعر من شظايا يأخذها في طريقه الطويل ورحلته التي سيتذكر فيها خبز أمه الذي حنّ إليه في أقفاص المنافي الشاسعة التي عرفها وعرفته .
إذن فعلها قلب محمود واست
الكرخ
رد: في حضرة البياض..
مُساهمة الثلاثاء نوفمبر 02, 2010 8:09 am من طرف الكرخ
إذن فعلها قلب محمود واستكان للراحة، خرجت القصيدة من بيتها الأول لتسكن بعيداً في حضرة البياض ، كما شاء أن يسمي آخر كتبه النثرية(محمود درويش في حضرة الغياب) مؤكداً بقاءه حتى في واقعة غيابه التي كان يحكي عنها كحدث عادي لا غرابة فيه سوى أنه لا يزال في لائحة حياته ما يستحق العيش ، لكن النرد استقر على فراغ كان يخيفنا كما يخيف ( لاعب النرد ) آخر نصوص الراحل- ولكنني أتخيل درويش دوماً كالم
الكرخ
رد: في حضرة البياض..
مُساهمة الأربعاء ديسمبر 15, 2010 7:45 am من طرف الكرخ
لحمة القديمة ولكن تبقى لهم حياتهم في العالم السفلي ، حيث يحيون ويحبون ويتذكرون فتكون الحقيبة رمزاً لما يلم الشاعر من شظايا يأخذها في طريقه الطويل ورحلته التي سيتذكر فيها خبز أمه الذي حنّ إليه في أقفاص المنافي الشاسعة التي عرفها وعرفته .
إذن فعلها قلب محمود واستكان للراحة، خرجت القصيدة من بيتها الأول لتسكن بعيداً في حضرة البياض ، كما شاء أن يسمي آخر كتبه النثرية(محمود درويش في حضرة الغياب) مؤكداً بقاءه حتى في واقعة غيابه التي كان يحكي عنها كحدث عادي لا غرابة فيه سوى أنه لا يزال في لائحة حياته ما يستحق العيش ، لكن النرد استقر على فراغ
 

في حضرة البياض..

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» صرخات على ايقاع البياض:
» صرخات على ايقاع البياض
» سأملأ هذا البياض على راحتي.
» في حضرة السيد الموت
» في حضرة السيد الموت

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: اخبار ادب وثقافة-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: