** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
يتابع I_icon_mini_portalالرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 يتابع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سميح القاسم
المد يــر العـام *****
المد يــر  العـام *****
سميح القاسم


التوقيع : تخطفني الغاب، هذه امنيتي الحارقة حملتها قافلتي من : الجرح الرجيم ! أعبر من ازقة موتي الكامن لاكتوي بلهب الصبح.. والصبح حرية .

عدد الرسائل : 3170

تعاليق : شخصيا أختلف مع من يدعي أن البشر على عقل واحد وقدرة واحدة ..
أعتقد أن هناك تمايز أوجدته الطبيعة ، وكرسه الفعل البشري اليومي , والا ما معنى أن يكون الواحد منا متفوقا لدرجة الخيال في حين أن الآخر يكافح لينجو ..
هناك تمايز لابد من اقراره أحببنا ذلك أم كرهنا ، وبفضل هذا التمايز وصلنا الى ما وصلنا اليه والا لكنا كباقي الحيونات لازلنا نعتمد الصيد والالتقاط ونحفر كهوف ومغارات للاختباء
تاريخ التسجيل : 05/10/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 10

يتابع Empty
01112024
مُساهمةيتابع

وسط الظلام الذي يلفُّ أرجاء المخيم، بدأت البلورة تتوهج أكثر، تتصاعد منها أصوات غير مفهومة، همسات كأنها قادمة من أعماق الزمن. حينها، شعرت الأسرة وكأنها تُسحب إلى داخل البلورة نفسها؛ كان العالم من حولهم يتبدد شيئًا فشيئًا، وصاروا محاطين بضباب كثيف يُضيء من الداخل بلمعان باهت، ليظهر لهم ممر طويل يمتد نحو العدم.
أخذ الأب بيد أبنائه، وفي قلبه خليطٌ من الرعب والإصرار، وسار بهم داخل الممر. كان يعلم أن العودة لم تعد خيارًا متاحًا، وأن عليهم مواجهة المصير الذي رسمته لهم البلورة. ومع كل خطوة يخطونها، كانت الأرضية تتغير، تتحول من تراب إلى أحجار، ومن أحجار إلى أرضية صلبة لامعة كأنها مرآة، تعكس صورًا لماضيهم، أحداثًا عاشوها ووجوهًا عرفوها.
فجأة، انتصب أمامهم بابٌ هائل، عليه نقش غريب، كأنها شفرة لم يستطيعوا فكها. ترددوا للحظة، حتى ظهرت صورة الأم مجددًا أمامهم، قائلة: "هذا هو اختبار العزيمة. الباب سيُفتح فقط لمن يملك القوة في قلبه والعزيمة في روحه. ليفتح أحدكم الباب إن كان مستعدًا حقًا."
تقدم الابن الأكبر بخطواتٍ مترددة، فوضع يده على النقش. وما إن لمس النقش حتى بدأ الباب يُصدر صوتًا غريبًا، وتحولت يده ليشعر كأنها جزء من الباب نفسه، يتفاعل معه؛ كان يشعر بتيارٍ يمر عبر جسده، يملأه بقوة غريبة، ولكنه كاد يفقد وعيه من شدته. الباب بدأ بالانفتاح ببطء، كاشفًا عن فضاء شاسع لم يروا له مثيلًا.
في الداخل، كانت الأرضية تضيء كأنها مرصوفة بالنجوم. وسط هذه القاعة العملاقة، كان هناك كائنٌ ضخم، أشبه بالأسد، عيونه تتوهج ببريقٍ لا يوصف، ينظر إليهم بتحدٍ، وكأنه حارسٌ لهذا المكان. اقترب الكائن منهم، صوته يزلزل القاعة قائلاً: "لقد دخلتم أول الاختبارات، اختبار العزيمة، لكن العزيمة وحدها لا تكفي، يجب أن تثبتوا أنكم على استعداد للعبور بين الأبعاد، للتخلي عن كل ضعف وخوف."
ارتجف الأبناء، لكن الأب نظر إلى الكائن بكل إصرار، متقدمًا خطوة إلى الأمام وقال: "مستعدون نحن، ومستعدون للتضحية بما يلزم."
عند هذه الكلمات، انفتح أمامهم ممر جديد، يقودهم إلى قاعة أخرى مضاءة بنورٍ أخضر غامض. كانوا بالكاد يتقدمون بخطواتهم عندما بدأت الأرضية تهتز. ظهرت على الجدران وجوهٌ وأطياف من الماضي، وكأنها تحاول استثارتهم، مشاعر من الخوف والألم بدأت تجتاحهم، وأصوات تهمس في آذانهم: "التضحية... التضحية هي الثمن. هل ستضحون بمن تحبون؟ هل ستتركون خلفكم كل ما تعرفون؟"
كان الاختبار الثاني أصعب مما توقعوا، فالوجوه التي تظهر أمامهم كانت تثير فيهم ذكريات مؤلمة، تخاطب نقاط ضعفهم. بدأت أطياف من الماضي تلتف حول الأبناء، تشدّهم إلى الوراء. الأب، بعينيه المثقلتين بالعزم، شدّ أبنائه نحوه بقوة، قائلاً بصوت مرتعش: "لن نتراجع. سنواصل حتى النهاية."
اختفى الضباب فجأةً، وظهرت أمامهم قاعة ثالثة، آخر الاختبارات. كانوا يعلمون أن هذا هو اختبار النقاء. وسط القاعة كانت هناك نافورة من ماء متلألئ، يتدفق بلا نهاية. سمعت العائلة صوتًا يناديهم من داخل النافورة، كأنه صوت الأم مرة أخرى، لكنها كانت أكثر هدوءًا وإشراقًا.
قال الصوت: "النقاء، أن تتركوا خلفكم كل ما يعكر صفو أرواحكم، أن تتخلوا عن الندم والخوف والألم. من يشرب من هذا الماء سيتحرر من كل ضعف، لكنه سيترك خلفه جزءًا من نفسه."
نظر الأب إلى أبنائه، ورغم التعب والإرهاق الذي بدا على وجوههم، شعر أنهم مستعدون. اقتربوا من النافورة، وشربوا واحدًا تلو الآخر. مع كل رشفة، شعروا بأنفسهم أخف وأقوى، وكأن الحزن الذي حملوه قد تلاشى.
وما إن انتهوا، حتى انفتح أمامهم باب كبير يضيء بنورٍ أبيض باهر، أخذهم نحو عالم جديد كليًا، عالم تجلت فيه قدراتهم، حيث يمكنهم رؤية الحقائق المخفية، والبوابات السرية بين العوالم، ومفاتيح لغز الحياة والموت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

يتابع :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

يتابع

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» يتابع
» يتابع
» يتابع
» يتابع
» يتابع

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: مـنبر كُـتـّاب و شعراء منابر مدونات الصدح.. (يشاهده 5412 زائر)-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: