الفصل التاسع: اللقاء الذي لم يكن متوقعًا

تسارع نبض قلبه مع كل حفنة جليد تُرفع من المكان. كان الصوت الخافت تحت الجليد، رغم كونه بالكاد مسموعًا، يجدد فيه الأمل ويشحنه بالطاقة لمواصلة الحفر. لم يكن متأكدًا إن كان ذلك الصوت صادرًا من سارا، أو ربما شيء آخر، لكنه لم يعد يهتم. كل ما يريده هو الوصول إلى النهاية، لمعرفة الحقيقة.
كانت الدقائق تمر ببطء قاتل، وكأن الزمن نفسه قد توقف. رجال الإنقاذ إلى جانبه يعملون بهدوء ودقة، لكن شيئًا في أعماق روحه كان يشعر بأن هذا المشهد غير طبيعي. كيف يمكن لهذا الصوت أن يستمر طويلاً؟ وهل ما يسمعه حقيقي، أم أن عقله المنهك والمرهق يختلق الأوهام؟
وفجأة، صرخ أحد رجال الإنقاذ: "لقد وصلنا إلى شيء!"
ركض نحوه بسرعة، عينيه تترقبان بشدة. كانوا قد وصلوا إلى فجوة ضيقة. وداخلها، ظهرت يد بشرية تبرز من تحت الجليد، مثل تمثال متجمد، لكن الجلد كان مشوبًا بحمرة، وكأن الحياة لا تزال تتدفق فيها.
"إنها حية!" صرخ أحدهم، لكن في تلك اللحظة، انقبض قلبه. كانت تلك اليد أصغر من يد سارا. أدار وجهه نحو رجال الإنقاذ بدهشة. "هذا ليس ممكنًا... إنها ليست هي!"
تابعوا الحفر بقلوب متسارعة، حتى كشفت الجليد عن وجه شاب لا يعرفه أحد منهم. كان الشاب على قيد الحياة، لكنه في حالة من الغيبوبة، لم يكن جزءًا من فريقهم، ولم يكن من الأشخاص الذين تسجلوا مع المجموعة.
"من هذا؟ وكيف وصل إلى هنا؟" تساءل أحد رجال الإنقاذ بصوت مرتجف.
لم يكن لدى أحد أي إجابة. الوجه الغريب، والظروف الغامضة التي وجدوها فيها، زادت من تعقيد المشهد.
وبينما كانوا يحملون الشاب الغريب على نقالة الإنقاذ، شعر البطل بتلك الهواجس تتعمق داخله. "إذا لم تكن سارا هنا... فأين هي؟" هل يمكن أن تكون هناك أجوبة أخرى في مكان آخر؟ أم أن الجبل كان يخفي أسرارًا أكثر تعقيدًا مما تخيلوا؟
أغمض عينيه للحظة، يحاول أن يستوعب كل ما حدث. كان يجب أن يعود للبحث عنها، لكن هذه المرة، لم يعد متأكدًا من أي شيء. الجبل لم يعد مجرد كتلة من الجليد والصخور، بل بات كيانًا غامضًا ينبض بالأسرار والمفاجآت.
بينما كانوا يعودون إلى المخيم، شعر بشيء غريب يشده نحو أعماق الجبل، وكأن قصة أكبر بدأت تتكشف

» الفصل التاسع الأدلة على وجود الله
» هل يكون (كوكب X) الكوكب التاسع في المجموعة الشمسية؟
» اللقاء المعقد بين الغرب المتعدد والإسلام المتنوع
» قراءة في كتاب الإفريقانية والاستشراق الإسبانيين في القرن التاسع عشر
» غابريل غارسيا ماركيز.. اللقاء الأخير: إيغناسيو راموني

الفصل التاسع: اللقاء الذي لم يكن متوقعًا

الفصل التاسع: اللقاء الذي لم يكن متوقعًا :: تعاليق

الفصل التاسع: اللقاء الذي لم يكن متوقعًا

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة