** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 الفصل السادس: تحت الجليد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سميح القاسم
المد يــر العـام *****
المد يــر  العـام *****
سميح القاسم


التوقيع : تخطفني الغاب، هذه امنيتي الحارقة حملتها قافلتي من : الجرح الرجيم ! أعبر من ازقة موتي الكامن لاكتوي بلهب الصبح.. والصبح حرية .

عدد الرسائل : 3161

تعاليق : شخصيا أختلف مع من يدعي أن البشر على عقل واحد وقدرة واحدة ..
أعتقد أن هناك تمايز أوجدته الطبيعة ، وكرسه الفعل البشري اليومي , والا ما معنى أن يكون الواحد منا متفوقا لدرجة الخيال في حين أن الآخر يكافح لينجو ..
هناك تمايز لابد من اقراره أحببنا ذلك أم كرهنا ، وبفضل هذا التمايز وصلنا الى ما وصلنا اليه والا لكنا كباقي الحيونات لازلنا نعتمد الصيد والالتقاط ونحفر كهوف ومغارات للاختباء
تاريخ التسجيل : 05/10/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 10

الفصل السادس: تحت الجليد Empty
18102024
مُساهمةالفصل السادس: تحت الجليد

الهدير المستمر كان آخر ما سمعه قبل أن ينغمس في الظلام البارد. شعر وكأن جسده قد اندفع نحو الأسفل، تلاحمه مع الثلج كان سريعًا وقاسيًا. كل شيء حدث بسرعة، وكأن الجبل بأكمله قد ابتلعه. لم يعد هناك صوت سوى الصمت المطلق، الصمت الثقيل الذي يغمره الجليد من كل جانب.
حاول أن يتحرك، لكن الثلج كان مثل جدار حديدي يضغط على جسده من كل اتجاه. شعر بالبرودة تخترق عظامه، وبدأت أنفاسه تزداد ضيقًا. كانت الرؤية معدومة، وكل ما حوله كان مغطى بالجليد الكثيف. فكر في رفاقه. أين هم؟ هل هم على قيد الحياة؟ كانت تلك الأفكار تتسارع في ذهنه بينما كان يحاول التحرك ببطء، لكن حركته كانت محدودة بشدة.
صوت صرخات الآخرين كان قد تلاشى منذ وقت طويل، ولم يكن يسمع سوى نبضات قلبه المتسارعة. حاول تذكر آخر ما رآه قبل أن يحدث الانهيار؛ وجوههم المذعورة، الارتباك الذي عمّ المجموعة. هل سقطوا معه؟ أم أنهم نجحوا في الهرب؟ لم يكن يعرف. كان العجز مطبقًا، وكل ما يملكه الآن هو القليل من الأمل.
بدأ يحفر بيديه في الثلج المحيط به، يحاول بشدة الوصول إلى السطح. كان التنفس صعبًا، والهواء المتبقي يكاد ينفد. الصمت الذي كان يحيط به تحول إلى عدو يلتهم طاقته النفسية. بدأ يشعر بالتعب، ويداه كانتا ترتجفان من البرد والإرهاق.
بينما كان يحاول بصعوبة الاستمرار في الحفر، تذكر وجوه رفاقه. أين هم؟ كل واحد منهم له قصة، حلم، حياة تركوها وراءهم عندما صعدوا هذا الجبل. ربما الآن قد دفنوا جميعًا تحت الثلج، أو ربما كانوا ينتظرون مصيرًا مجهولاً في مكان آخر. لكن كان لديه شعور غامض أن بعضهم قد لا يعود أبدًا.
الوقت مر ببطء، كل ثانية كانت تحمل معه إحساسًا باليأس. أصوات الرياح كانت تهب بين الثلوج، لكنها لم تجلب معه أي إشارة للحياة. جسده كان يئن من الألم، وبدأ يشعر وكأن الجليد كان يخترق جلده. فكر في الاستسلام، أن يتوقف عن المحاولة، لكن عقله رفض. كان عليه أن ينجو.
أخيرًا، بعد ما بدا وكأنه ساعات، بدأ يرى خيطًا من الضوء الباهت يتسلل من خلال طبقات الجليد. تجددت طاقته ببطء، وواصل الحفر بيديه المتجمدتين. الثلج الذي كان يضغط عليه بدأ يخف تدريجيًا. تحرك ببطء شديد، لكن الآن كان لديه هدف واحد: الوصول إلى السطح.
عندما اخترقت يداه أخيرًا السطح، شعر بتيار من الهواء البارد يضرب وجهه. كان البرد قاسيًا، لكن الهواء كان كافيًا لإنعاشه. استلقى للحظة على الجليد، يلتقط أنفاسه المتقطعة. رفع رأسه ببطء ونظر حوله. كان المشهد صادمًا.
الجبل الذي كانوا يتسلقونه لم يعد كما كان. كل شيء غمرته الثلوج، وكان يبدو وكأنه صحراء بيضاء بلا حياة. لا أثر لأي من رفاقه. لا أحد. كان هو وحده في هذا المشهد القاسي.
"هل نجوا؟" همس لنفسه بصوت ضعيف.
لم يكن هناك جواب، فقط الرياح التي تجول فوق السطح الجليدي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

الفصل السادس: تحت الجليد :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

الفصل السادس: تحت الجليد

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» الفصل السادس اعتقاد الإنجيليين في الكتاب المقدس
» أحداقُ الذئاب، لا دثارَ إلاّ شفراتُ الجليد
» مبارك السادس
» الملك محمّد السادس يدعو لميثاق اجتماعيّ جديد
» محمد السادس وعبد الله الثاني: ملكان في الثورة

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: مـنبر كُـتـّاب و شعراء منابر مدونات الصدح.. (يشاهده 5412 زائر)-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: