** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 الفصل الثاني: صوت الريح

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سميح القاسم
المد يــر العـام *****
المد يــر  العـام *****
سميح القاسم


التوقيع : تخطفني الغاب، هذه امنيتي الحارقة حملتها قافلتي من : الجرح الرجيم ! أعبر من ازقة موتي الكامن لاكتوي بلهب الصبح.. والصبح حرية .

عدد الرسائل : 3161

تعاليق : شخصيا أختلف مع من يدعي أن البشر على عقل واحد وقدرة واحدة ..
أعتقد أن هناك تمايز أوجدته الطبيعة ، وكرسه الفعل البشري اليومي , والا ما معنى أن يكون الواحد منا متفوقا لدرجة الخيال في حين أن الآخر يكافح لينجو ..
هناك تمايز لابد من اقراره أحببنا ذلك أم كرهنا ، وبفضل هذا التمايز وصلنا الى ما وصلنا اليه والا لكنا كباقي الحيونات لازلنا نعتمد الصيد والالتقاط ونحفر كهوف ومغارات للاختباء
تاريخ التسجيل : 05/10/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 10

الفصل الثاني: صوت الريح Empty
18102024
مُساهمةالفصل الثاني: صوت الريح

وقف على القمة، وقد أصبح جسده المرهق مشدودًا كوتر قوسٍ على وشك الانفجار. السماء فوقه كانت مظلمة، مشوبة بغيوم كثيفة تعلوها أضواء خافتة، وكأنها مشهد من عالمٍ آخر. تلك اللحظة التي طالما حلم بها لم تكن كما توقعها. كان الظلام يخيم على أفكاره مثلما يخيم على السماء، وبدلاً من أن يشعر بالنصر أو الفخر، غمره شعور ثقيل من الوحدة والضياع.
أخذ نفسًا عميقًا، والهواء البارد دخل إلى رئتيه كأنما يوقظه من سبات طويل. أغمض عينيه، وترك الرياح تضرب وجهه، صوتها كأنين قديم قادم من أعماق الأرض. تلك الرياح كانت تشبه حياته، لا تتوقف عن الدوران، لا تستقر أبدًا. في لحظة نادرة من الصمت الداخلي، سأل نفسه: "ماذا بعد؟".
على مر السنين، كانت حياته عبارة عن سلسلة لا تنتهي من المطاردات والمخاطر، كأنه كان يهرب من شيء لا يعرفه. كان يسابق الزمن، ويتحدى الموت، ويرفض أن يقف ساكنًا، كأن البقاء في مكان واحد كان نوعًا من الفشل. والآن، بعد كل هذه المغامرات، وبعد وصوله إلى قمة هذا الجبل الذي يمثل ذروة أحلامه، شعر كأنه وصل إلى اللاشيء.
في أسفل الجبل، كانت تنتظره مغامرة جديدة، لكنه لم يعد متحمسًا كما كان من قبل. بدا له أن كل قمة تسلَّقها في حياته كانت مشابهة لهذه القمة، وكل تحدٍّ كان ينتهي بنفس الطريقة. المغامرات التي عاشها لم تعد تمنحه الشعور بالحرية الذي كان يسعى إليه. بل على العكس، أصبحت مثل قيود غير مرئية تسحبه بعيدًا عن الحياة التي تركها وراءه.
بينما كان يحدق في الظلام الذي يغلف الجبال المحيطة به، بدأ يشعر بشيء جديد يخرج من أعماقه. لم يكن هذا الشعور نابعًا من الخوف أو الندم، بل كان شيئًا أكثر عمقًا. ربما كان إحساسًا بالتوق إلى حياة أخرى، حياة هادئة ومستقرة، بعيدًا عن المخاطر والمغامرات.
تذكر في تلك اللحظة امرأة عرفها منذ زمن، وجهها البسيط والنقي كان يطل من الماضي. لم يكن قد قابلها منذ سنوات، لكنها ظلت حاضرة في ذاكرته. كانت تلك المرأة رمزًا للحياة التي لم يعشها، الحياة التي كان يمكن أن تكون له لو اختار أن يستقر، لو لم يكن قد اختار المغامرة كرفيقة أبدية.
تردد في داخله صوت خافت، صوت قديم كان يحاول أن يتجاهله طوال سنواته. هذا الصوت لم يكن سوى صدى لرغبة قديمة، رغبة في أن يكون له بيت وعائلة، أن يحيا حياة عادية. لكنه كان يخاف من هذه الفكرة. كان يخشى أن تفقده الاستقرار قدرته على الحلم والمغامرة. كان يخشى أن الحياة المستقرة قد تكون نهاية لحريته.
لكن في هذه اللحظة، على هذه القمة التي انتظرها طويلاً، أدرك أن حياته التي عاشها لم تكن حرة كما كان يعتقد. كانت سلسلة لا تنتهي من الهروب، من محاولات إثبات الذات للآخرين ولنفسه. لم يكن يتوقف أبدًا، كان يركض بلا توقف، لكن الآن، وهو واقف هنا، أدرك أن الركض المستمر لم يكن حرية، بل نوعًا آخر من القيود.
صوت الريح كان يرتفع من جديد، وكأنها تحاول أن تهمس له بشيء. فتح عينيه ببطء، وبدأ يشعر بتغير داخلي. ربما كان هذا هو الوقت المناسب ليتوقف، ليأخذ استراحة، ليعيد التفكير في كل شيء. في هذه اللحظة، أدرك أن القمة الحقيقية التي كان يسعى إليها لم تكن في الجبال ولا في المغامرات، بل في مكان آخر، مكان أكثر هدوءًا وأعمق.
قرر أن ينزل من الجبل. ربما حان الوقت ليعيش الحياة التي لطالما رفضها، الحياة التي ظلت تطارده طوال هذه السنوات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

الفصل الثاني: صوت الريح :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

الفصل الثاني: صوت الريح

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» الفصل الثاني عشر صفات الله
»  الفصل الثاني موضوع علم اللاهوت
» ترتديك الريح
» آنستني الريح
» تلك الريح ... ذلك العار

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: مـنبر كُـتـّاب و شعراء منابر مدونات الصدح.. (يشاهده 5412 زائر)-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: