[rtl]في الحلقة الأولى من مسلسل Blue Planet شاهدت أحد أغرب أمور الطبيعة، حيث تحولت سمكة أنثى إلى ذكر وبدأت في مهاجمة الذكور الآخرين ومنافستهم على الإناث وأماكن الإخصاب كما يفعل أي ذكر آخر.
[size=36]فما الذي حدث بالضبط؟!
إن تغيير الجنس هو أمر شائع جداً في الأسماك، حيث تتحول الإناث إلى ذكور Protogyny أو من ذكور إلى إناث Protoandry أو بين الجنسين أو في الاتجاهين حسب الظروف، وتُعرَف هذه الظاهرة -تغيير الجنس- بالتخنث المتسلسل حيث تعتبر أحد أغرب أمور الطبيعة.
في أسماك (الكوبوداي) الموجودة في الحلقة، تتغير الإناث الكبيرة إلى ذكور خلال 8 أيام فقط من الانعزال، حيث تتغير بشكل جذري على المستوى العضوي والسلوكي وحتى الشكل الخارجي لذكر كامل، في هذه الحالة يمكنها منافسة الذكور الآخرين من كبار الحجم على الإناث وعلى أماكن التبويض والإخصاب، وبهذا تحصل على عدد أكبر من النسل مما لو كانت أنثى.
[/rtl][/size]
أسماك (الكوبوداي) [size][rtl]
أما إذا كانت الأنثى صغيرة الحجم فلا تقوم بعملية التحول هذه، لأنها لن تستطيع منافسة الذكور الأقوياء أصحاب الأجسام الضخمة التي تعطيها الفرصة للتكاثر والنمو.
التغير من إناثٍ إلى ذكور هو الشائع في عالم الأسماك وذلك بسبب نظام التزاوج المنتشر بينهم، والذي يعتمد على ذكورٍ ضخمة تسيطر على أماكن التبويض والإخصاب التي تفضلها الإناث، وبالتالي تكون المنافسة لصالح الأسماك كبيرة الحجم، أما صغيرة الحجم فمن صالحها أن تبقى إناثاً حتى تستطيع التكاثر والنمو.
لكن ما يحدث في بعض الأنواع التي تبدأ حياتها كإناث؛ أن يتحول بعضها إلى ذكور شبيهة بالإناث تتلصص خلسة بين الذكور الكبيرة وتقوم بإخصاب بويضات الإناث من خلف ظهر الذكر المسيطر، يحدث هذا في الأسماك كثيرة العدد التي لا يستطيع الذكر الرئيس مراقبتهم بشكل جيد، أما في أسماك الـ(كوبوداي) فلم يلاحظ وجود مثل هذه الذكور المتلصصة لكون أعدادها صغيرة.
الأمر الآخر هو تحول الذكور إلى إناث، ويحدث هذا الأمر بشكل أقل من تحول الإناث إلى ذكور، ويكون في الأسماك التي تتزاوج بشكل ثنائي -أي ذكر واحد مع أنثى واحدة طول موسم التزاوج- أو حين يكون التزاوج بشكل عشوائي دون مرجعية للحجم، لكن الإناث كبيرة الحجم تعطي نسلاً أقل من صغيرة الحجم، وبالتالي يكون البقاء في هيئة ذكر أفضل لصغار الحجم للحصول على إنتاج أكبر، وعندما يكبر في الحجم يتحول إلى أنثى، كما في أسماك (الأنيمون) ”سمكة فيلم نيمو“ حيث يكون هناك أنثى واحدة كبيرة وذكر واحد صغير وأفراد أخرى لا يتناسلون، وعندما تهلك الأنثى يتحول الذكر إلى أنثى.
[/rtl][/size]
أسماك (الأنيمون) [size][rtl]
وأخيراً، التحول بين الجنسين كما في أسماك (الجوبي) التي تعيش في الشعاب المرجانية، وهو أمر غير مفهوم كلياً، لكن يعتقد العلماء أنه بسبب طبيعة سلوك هذه الأسماك التي تعيش في مناطق معينة بشكل منعزل مما يجعل عثورها على رفيق أمراً نادراً وصعباً، لذلك فإن طريقة التحول هذه تسمح لأي فردين أن يتزواجا معاً بمجرد أن يتحول أحدهما للجنس الآخر.
[/rtl][/size]
أسماك الشعاب المرجانية [size][rtl]
[size=36]كيف يحدث هذا التحول إذاً؟[/size]
في الأسماك التي تتحول بين الجنسين يكون لدى أي فرد جهازٌ تناسلي يشتمل على أنسجة مذكرة ومؤنثة ”خنثى“ وبهذا يتم التحول بسهولة، أما في الأنواع الأخرى كما في أسماك الـ(كوبوداي) فيكون التحول بشكل جذري ودراماتيكي؛ حيث لا تحتوي الأجهزة الجنسية إلا على الأنسجة المخصصة للمبايض، ويتم التحويل لأنسجة الخصية من خلال التغير في نسب الهرمونات الجنسية المذكرة والمؤنثة.[/rtl][/size]