البلطجة.. أنواع
حسام فتحي |
08-06-2011 01:08 فرض «الاتاوات» على تاجر بسيط أو صاحب محل صغير أو حتى بائع متجول.. «بلطجة».
إرهاب الجيران وتهديدهم في أموالهم وأبدانهم للحصول على امتياز ليس من المفروض الانفراد به مثل حجز مكان خاص للسيارة.. «بلطجة».
اعتراض المارة و«تثبيتهم» وسرقة ممتلكاتهم وضرب من يقاوم منهم.. «بلطجة».
ايقاف
سيارة اضطر قائدها – أو قائدتها غالبا – للتهدئة في اشارة مرور أو بسبب
الزحام في شوارع القاهرة، والقفز الى جواره وتهديده بمطواة وسلبه أمواله
ومقتنياته.. «بلطجة».
قطع الطرق السريعة، وايقاف حركة القطارات،
والاعتداء على حريات الناس في الانتقال داخل مصر، حتى لو كانت القضية التي
يحتج عليها «قاطعو الطريق» عادلة.. والحق الى جانبهم.. «بلطجة».
ايقاف
عجلة الانتاج في مصنع أو جهة خدمية أو التوقف عن معالجة مرضى في مستشفى –
هذا غير الاضراب المشروع والمقنن.. والامتناع عن تقديم الخدمات للمواطنين
الا اذا تم دفع «المعلوم».. «بلطجة».
تحميل سيارة نقل الركاب –
الميكروباص – بأكثر من حمولتها والاعتماد على ان الركاب مضطرون، وليس
لديهم بديل، ويخشون «سلاطة لسان» أو «طول ايد» السائق.. «بلطجة».
اعتداء
أفراد وضباط الشرطة على المواطنين – حتى من يقوم منهم بارتكاب مخالفات
بسيطة للقانون، كعدم حمل رخصة القيادة، او الاشتراك في مشاجرة دفاعا عن
ماله أو نفسه أو عرضه – أو أي من هذه الاشياء، اعتمادا على مبدأ، إما ان
تقبل الاساءة اللفظية أو الاعتداء الجسدي أو اصحبك الى قسم الشرطة..
«بلطجة».
كل ما سبق هو من الاشكال البسيطة والمباشرة للبلطجة التي
يسهل على المواطن العادي فهمها، واستيعابها، ولكن هناك أنواعاً من البلطجة
المركبة، المعقدة، التي تمارسها فئات يفترض انها المدافع الاول عن حق
المواطن، والرافض الاشرس للبلطجة بكل أنواعها.. كيف؟
عندما يُستخدم
برنامج تلفزيوني في ليّ عنق الحقيقة وعرض جانب واحد للقضية، واستضافة ضيوف
اقوياء يمثلون وجهة نظر واحدة، ومقابلهم ضيف «ضعيف» الحجة، لا يمثل الرأي
الآخر بأفضل تمثيل، فينخدع المشاهد، وتنطلي عليه الحيلة مع «شوية» بهارات
من المذيعة الملونة والمتلونة، أو المقدم المتحذلق وتتم «فلترة» المداخلات
حسب اتجاه القناة فذلك أيضا.. «بلطجة».
.. ولما يصرخ عضو تيار
سياسي اثناء ندوة في نقابة محترمة بان اعضاء تياره سيحملون السلاح دفاعا
عن رأيهم، اذا جاء رأي اغلبية الشعب عكس ما يعتقدون فتلك ايضا.. «بلطجة».
..
وعندما يكتب صحافي وكاتب وصاحب قلم زاويته مُكفّراً كل من يعارضه، ومتهما
اصحاب المذاهب والتيارات والرؤى المخالفة له بانعدام المواطنة والخيانة
والعمالة.. فتلك.. «بلطجة».
٭٭٭
.. القضاء هو حصننا وسندنا
وملاذنا الأخير الذي نُجل رجاله ونحترم احكامه، ونرفض المساس برموزه،
ونؤيد استقلاله الكامل عن أي من السلطات الأخرى، ولان قضاة مصر محل
التقدير والاعزاز والتبجيل.. لكل ذلك نناشدهم عدم التهديد بمقاطعة
الانتخابات، فمهما حدث معهم أو لهم من النظام السابق من تجاوزات، فنحن
نعلم وهم يعلمون ان المرحلة التي نمر بها هي الاكثر احتياجا لوقوف قضاة
مصر خلف شعبها، للوصول به الى بر الأمان..
ولو صح التهديد بمقاطعة الانتخابات، فلا أعرف بماذا أعلق عليه..
حفظ الله مصر وشعبها من كل مكروه.
حسام فتحي
hossam@alwatan.com.kwtwitter@hossamfathy66
إذَا رُمْتَ أنْ تحيَا سَلِيماً مِنَ الرَّدى
وَدِينُكَ مَوفُورٌ وَعرْضُكَ صَيِّنُ
فَلاَ يَنْطِقَنْ مِنْكَ اللَسانُ بِسوءةٍ
فَكلُّكَ سَوءاتٌ وَلِلنَّاسِ أَلْسُنُ
وعيناكَ ان أبْدَتْ إليكَ معائِباً
فدَعْها وقُلْ يا عيْنُ للنّاس أعْيُنُ
وَعَاشِرْ بَمْعرُوفٍ، وَسَامِحْ مَن اعتَدَى
وَدَافِعْ وَلَكِنْ بالتي هِي أحْسَنُ