جنون فريق العمـــــل *****
عدد الرسائل : 2121
الموقع : منسقة و رئيسة القسم الفرتسي بالمدونات تاريخ التسجيل : 10/04/2010 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 4
| | السحري والإيروسي.. كيمياء اللغة والجسد | |
خزعل الماجدي السحري والإيروسي.. كيمياء اللغة والجسد [list=messageList] [*] - اقتباس :
- لم تكن الفرصةُ سانحةً ، قبل ربع قرن ، لأن أكتب بطلاقةٍ نظريةٍ عن السحرِ والجسدِ وعلاقتهما بالشعرِ لأسبابٍ كثيرةٍ منها أنني كنتُ منشغلاً بالحياةِ وبالشعرِ أكثر من انشغالي بمراقبتهما ووضعهما في إطارٍ عقليٍّ أو نظريٍّ مجاور ، ثم أن النصوص الشعرية أكثر وفاءً للتجربة من النصوص النظرية خصوصاً عند تراكمها وتبلورها مع نضج التجربة وتصاعدها.
أستطيع اليوم أن أطلّ على ذلك السحريّ والإيروسي الذي تمثلته ، ومازلتُ ، شعراً وأنضَجتهُ الممارسة الشعرية مثلما أنضجته الممارسة الحياتية ، بكل تفاصيلهما ، وفق رؤيةٍ نظريةٍ تتَّسمُ بثبات أفضل وتفاصيل أدق . ولذلك كانت هذه المقدمة التي أستطيع أن أعممها على ما ورد في متون المجاميع الشعرية السبع ( التي يضمها هذا المجلد الثاني من أعمالي الشعرية ) مثلما أعممها على بقية أعمالي الشعرية في المجلدات الأخرى .. لكن هذه المجاميع السبع معنية أكثر بما في المقدمة من محاولةٍ لرصد السحري والإيروسي وهما يوجهان كيمياء اللغة والجسد في هذه النصوص . الفرقُ كبير بين أن ننظر للجسد كسجنٍ للروح أو كفردوسٍ لها ، فحينما نرى الجسدَ سجناً للروح نقعُ ، مباشرةً ، في ثنائيةٍ وهمية يكون فيها الجسد نقيضاً للروح وقد أطبقناه عليها وبذلك يتحول الجسد إلى عائق أمام انطلاقةِ الروح ويتحول كل ما في الجسد إلى شرٍّ ورذيلةٍ ويصبح الكفاح ضدّه ضرورياً لتحريرِ الروحِ وكأن هذا الجسد قطعةَ لحمٍ ميت تقبعُ تحتها الروحُ الجميلةُ المتحركة . وهنا نقع في الوهم أيضاً ويترتب على ذلك تدمير حياتنا بأكملها لأننا سنهملُ هذا الجسد ونهمل حاجاته وسنراه مثل نفايةٍ ننتظرُ يوم دفنها أو حرقها . لكننا عندما نرى الجسد وعاءً للروح تتشرب فيه وتسعد بسعادته وتتحرر بتحرره وترقى برقـيّه .. فحين ذاك نرى في الجسد فردوساً لا جحيماً ، نرى فيه خيراً لا شراً . وتكون الروح مثل الموسيقى التي تناغمُ مكونات الجسد وتشيع فيه الإنسجام . وإذا كانت الروح تسعى للرقيِّ والاتصال بالله والكون رافعة الجسد من محدوديته إلى المطلق فإن النفس تلتصقُ بالجسد وتحرِّك قواه وتكوِّن كيمياءَه المعلنة والدفينة ، إنها تشدُّ الجسد إلى أغواره وأعماقه القصيّة وتهيئ مسرَحَهُ إلى الدراما اليومية من الاتصال والانفصال وإلى أشكال التفاعلات الضاجّة بالحياة . النفسُ تغوصُ في أعماقِ الجسدِ والروحِ وترفعُ الجسدَ إلى الأعالي وهما يكملان بعضهما . لكنّ النفس تحتوي على قوىً سايكولوجية إيروسية وقوىً براسايكولوجية سحرية تتناغمُ مع تركيبة الجسد ومادته الغامضة . وهكذا تتكون من المنظومة الأنطولوجية ( الجسد والنفس والروح ) منظومة ابستمولوجية هي ( الإيروسي والسحري واللوغوسي ) ، وتصوغ المنظومة الأولى حياة الفرد بينما تصوغُ المنظومة الثانية قوّته الفكرية والشعرية . يختزنُ الجسدُ القوى السايكولوجية الحسيّة والبراسايكولوجية الفائقة ( السحرية ) ، ويعملُ الجسدُ مثل حاشدةٍ كونيةٍ تضمّ داخلها كلّ قوى الكون والأنواع الحيّة وفيه يتحرك تاريخ الكائنات الحية متطايراً على شكل ومضات نادرة تطلّ على المدهش والكثيف والغامض والجميل . [/list] | |
|