نابغة فريق العمـــــل *****
التوقيع :
عدد الرسائل : 1497
الموقع : المنسق و رئيس قسم الفكر والفلسفة تعاليق : نبئتَ زرعة َ ، والسفاهة ُ كاسمها = ، يُهْدي إليّ غَرائِبَ الأشْعارِ
فحلفتُ ، يا زرعَ بن عمروٍ ، أنني = مِمَا يَشُقّ، على العدوّ، ضِرارِي
تاريخ التسجيل : 05/11/2009 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 2
| | علوم النفس والاجتماع هل يمكن للأحلام إن تتنبأ بالمستقبل … ؟ | |
حينما تقع كارثة ما, فان الناس غالبا ما يدّعون بأنهم بأنهم تنبئوا بها . ولكن هل هكذا هواجس ممكنة فعلا؟ في مقتبس من كتابه ” الظواهر الخارقة للطبيعة : لماذا نرى ما ليس موجوداً “ , عالم النفس ريتشارد وايزمان , يشرح كيف يمكن لعقولنا النائمة ان تخدعنا ? [rtl]“أبيرفان” هي قرية صغيرة في جنوب “ويلز″ . في عام 1960 , العديد من الذين عاشوا هناك عملوا قرب منجم للفحم تم بناؤه لاستغلال الكميات الكبيرة للفحم ذو الجودة العالية في المنطقة . بالرغم من ان بعض مخلفات عملية التنجيم قد تم خزنها تحت الارض , الكثير منها كوّمت في منحدرات التلال المحيطة بالقرية .[/rtl][rtl]خلال شهر اكتوبر من عام 1966 , انهال مطر شديد على المنطقة وانحدر على الصخور الرملية المسامية للتلال . للأسف لم يدرك احد بان الماء كان يصب لاحقا في عيون خفية عديدة محوّلا حفر المخلفات الى اوحال فحمية.[/rtl][rtl]بعد الساعة التاسعة بقليل من صباح الحادي والعشرين لشهر اكتوبر , انهار جانب من التل و بدأ يتحرك نصف مليون طن من المخلفات بسرعة باتجاه القرية .بالرغم من ان بعض المواد توقف عند الاجزاء المنخفضة من التل , فان الكثير منه انزلق نحو القرية وحطم المدرسة . بعضا من الاطفال تم انتشالهم احياء خلال الساعة الاولى , ولكن لم ينجو غيرهم . مائة وتسعة وثلاثون تلميذا , وخمسة مدرّسين فقدوا حياتهم في الكارثة.[/rtl][rtl]زار الطبيب النفسي “جون باركر” القرية في اليوم التالي للانزلاق الارضي . كان لدى “باركر” اهتمام طويل المدى في الظواهر الخارقة للطبيعة وتساءل فيما لو ان طبيعة الاحداث القصوى في “ابيرفان” قد تسببت بحصول هواجس لدى اعداد كبيرة من الناس حول الكارثة .[/rtl][rtl]لمعرفة ذلك , قام “باركر” بنشر اعلان في جريدة سائلاً به أيّاً من القراء الذين يظنون بانهم تنبئوا بالكارثة ليلتقي بهم. تلّقى 60 رسالة من عموم انجلترا وويلز , باكثر من نصفهم يدّعون بانهم تنبئوا بالحدث من خلال الحلم.[/rtl][rtl]احدى اكثر الحالات تاثيرا قُدِّمت بواسطة والديّ طفل عمره 10 سنين كان قد توفي في الكارثة . في اليوم الذي سبق الانزلاق الارضي , كانت ابنتهم قد وصفت حلما حول محاولتها للذهاب للمدرسة , ولكنها قالت انه لم يكن هناك من مدرسة , لان هناك شيئا أسوْد كان قد أتى عليها . في مثال آخر , السيدة “م.هـ ” , 54 سنة , من منطقة “بارنستيبل” , قالت بانها قد حلمت في الليلة السابقة للكارثة بانها قد رأت مجموعة من الاطفال عالقين في غرفة مستطيلة . في حلمها , كانت نهاية الغرفة كانت مغلقة بعدد من الاعمدة الخشبية وان الاطفال كانوا يحاولون تسلق تلك الاعمدة . حالة اخرى من السيدة “جي اي” , من منطقة “سيدكب” , قالت بانها قد حلمت في الاسبوع السابق للكارثة بمجموعة من الاطفال يصرخون ومغمورين بانهيار من الفحم , قبل شهرين من الكارثة , السيدة “اس بي” , من لندن , حلمت بمدرسة على تل , واطفال يفقدون حياتهم في انهيار ارضي , وهكذا استمرت القائمة .[/rtl][rtl]من المفاجئ ان الاعتقاد برؤية المستقبل في الحلم هو امر شائع , استطلاعات حديثة تقترح بان حوالي ثلث السكان يختبرون هذه الظاهرة في مرحلة معينة من حياتهم . بحسب تقارير اشارت الى ان “ابراهام لينكولن” كان قد حلم بعملية اغتيال, قبل اسبوعين من مقتله رميا . “مارك توين” وصف حلما بانه رأى جثة اخيه ممدة في تابوت قبل اسابع قليلة من مقتله بانفجار . “تشارلز ديكنز″ حلم بأمرأة ترتدي احمر , تُدعى “آنسة نابيير” بفترة قصيرة من زيارته من قِبل فتاة ترتدي شالاً احمر ومقدمةً نفسها باسم آنسة “نابيير” .[/rtl][rtl]ماذا يمكن ان يفسر هذه الحالات الملفتة ؟ هل حقا ان الناس يطّلعون على لمحة من الاحداث المستقبلية؟ هل من الممكن اليوم ان نرى الغد؟ في القرن الماضي استطاع الباحثون ان يحلوا هذا اللغز .[/rtl][rtl]في الخمسينات , قام عالم النفس الامريكي الرائد ” يوجين اسيرنسكي” بالمساهمة في ظهور علم جديد للاحلام . اشار الى ان ايقاظ شخص نائم بعد ان قضى فترة من النوم في حالة (نوم ال “ريم” :نوم حركة العين السريعة) , فأن من المرجح جدا ان يكون هذا الشخص يختبر حلما .[/rtl][rtl]عشرات السنين من العمل التي تلت , ادت الى كشوفات مهمة جدا .[/rtl][rtl]تقريبا يكون حلم الكل ملونا . بالرغم من ان بعض الاحلام غريبة , فان الكثير منها يتضمن الاحداث اليومية العادية مثل غسل اليدين , ملأ استمارات الضرائب , تنظيف المنزل , اذا تسللت خلسة قرب شخص يحلم وأسمعته موسيقى , او سلطت ضوء على وجهه , او رششته بماء , فان من المرجح جدا ان تتداخل هذه المؤثرات في حلمه . ولكن ربما كان الاكتشاف الاكثر اهمية هو ان لديك احلاما اكثر مما تظن .[/rtl][rtl]علماء النوم اكتشفوا بان لديك ما معدله أربعة احلام بكل ليلة . تحدث كل 90 دقيقة تقريبا , وكل حلم يدوم حوالي 20 دقيقة , ثم انك لاحقا تنسى الجزء الاكبر من تلك الحلقات حينما تستيقظ , تاركا لديك انطباع بانك تحلم اقل بكثير مما هو حاصل فعلا . الاستثناء الوحيد لهذه القاعدة يحصل عندما تستيقظ في اثناء الحلم .حينما يحصل ذلك , فانك ستتذكر عادة فحوى الحلم وربما اجزاء معينة منه , ولكن مالم يكن الحلم مؤثرا فانك ستنساه قريبا , علاوة على ذلك , ان هناك مجموعة من الظروف التي من شأنها زيادة احتمالية تذكرّك للحلم بشدة . في عملية مشابهة للعبة الكلمات , اي حدث يحصل معك في يقظتك يؤدي الى تحفيز الذاكرة لديك. فلنتخيل ثلاثة ليال من الاحلام المزعجة . في اليوم الاول تذهب الى النوم بعد يوم مرهق من العمل , خلال الليلة ستمر بمراحل النوم المتعددة وتختبر عدة احلام . في السابعة وعشرة دقائق سينشط دماغك مجددا ويستعرضلك حلقة خيالية اخرى كليا . في الدقائق العشرين اللاحقة ستجد نفسك تزور مصنع للآيس كريم , غارقا في وعاء كبير من مرطبات التوت , محاولا شق طريقك أكلاً . وحينما لاتستطع اكل المزيد فان منبه ساعتك يرن وتستيقظ ولمحات من المصنع ومرطبات التوت تتماوج في عقلك .[/rtl][rtl]في اليوم الثاني , نفس سلسلة الاحداث تتكرر . تذهب الى السرير , تغط في النوم وتختبر عدة احلام . في الساعة الثانية صباحا تجد نفسك في منتصف حلم مزعج ذلك انك تقود سيارتك في طريق ريفي مظلم . “ايريك تشكرز″ نجم الروك المفضل لديك , جالس في مقعد الركاب , وانتما تتحادثان معا ببساطة . فجأة تقفز امام سيارتك ضفدعة ارجوانية عملاقة , فتميل لتجنب الضفدعة ولكنك تنحرف عن الطريق وتصطدم بشجرة . عودةً الى العالم الحقيقي , قطتك تقفز على سريرك فتستيقظ من الحلم بذاكرة مبهمة عن “ايريك تشكرز″ , وضفدعة ارجوانية عملاقة , وشجرة وموت وشيك.[/rtl][rtl]في الليلة الثالثة , تنام مجددا . في الساعة الرابعة صباحا وتختبر حلما مضطربا نوعا ما . في قضية سوريالية , انك مجبر لتأدية مشهد “اومبا لومبا” في نسخة جديدة من فلم تشارلي ومصنع الشوكولاتا . بالرغم من نجاحها فانك تكتشف لاحقا بان مسحوق الوجه البرتقالي وصبغة الشعر الخضراء المستخدمة في المشهد هي دائمية . وفجأة تستيقظ شاعرا بتوتر شديد لتقضي العشرين دقيقة القادمة محاولا ايجاد المعنى الرمزي للحلم.[/rtl][rtl]في الصباح تستيقظ , تشغل جهاز الراديو وتُصدَم بسماع نبأ مقتل “ايريك تشكرز″ في حادث سيارة خلال الليل. استنادا الى تقرير الاخبار , “تشكرز″ كان يقود سيارته في المدينة , تمايل بسيارته لتفادي سيارة اخرى كانت قد انحرفت عن مسارها , لتصطدم سيارته بعمود انارة . تقرير الاخبار هذا صار محفزا , فقفز الحلم عن حادث السيارة الى عقلك . انت نسيت حلمك باستهلاكك لكميات كبيرة من مرطبات التوت , وتجربة ال “اومبا لومبا” المزعجة . بدلا من ذلك تذكرت الحلم الوحيد الذي يبدو انه يطابق الاحداث في العالم الحقيقي وبهذا فانك تصبح مقتنعا بانك تمتلك قدرة على التنبؤ ! .[/rtl][rtl]ولكنها لاتتوقف عند هذا . بما ان الاحلام تميل الى ان تكون سوريالية نوعا ما فان لها القابلية لأن تتحرف لتطابق الاحداث التي حصلت في الواقع . في الحقيقة ان “تشكرز″ لم يكن يقود في منطقة ريفية , لم يصطدم بشجرة وان الحادث لم يتضمن وجود ضفدعة ارجوانية عملاقة . ولكن , الطريق الريفي مشابه لطريق المدينة , وعمود الانارة يشابه نوعا ما الشجرة , ولكن ماذا بشأن الضفدعة الارجوانية العملاقة؟ حسنا ربما هذا يرمز الى شئ غير متوقع , كأن يكون ذلك هو انحراف السيارة الى الجانب الخاطئ من الطريق . او ربما كان “تشكرز″ متناولا عقارا مهلوسا وقد ظن بان السيارة القادمة كانت فعلا ضفدعة ارجوانية عملاقة . او ربما ان البوم “تشكرز″ القادم كان سيحمل صورة ضفدعة على غلافه . او ربما ان “تشكرز″ كان يرتدي قميصا ارجوانيا وقت الحادثة . لقد فهمت الامر ! , فانت مبدع وتريد ان تصدق ان لديك رابط روحي مع المتوفي حديثا السيد “تشكرز″ , ان احتمالات المطابقة محددة فقط بقدرات خيالك .[/rtl][rtl]ان لديك الكثير من الاحلام وتواجه العديد من الاحداث , اغلب الاحيان تكون الاحلام لاعلاقة لها بالاحداث , وبهذا تنساها تماما . ولكن ما ان يكون احد تلك الاحلام مطابقا لاحد تلك الاحداث فانه من السهل عليك تذّكر الحلم واقناع نفسك بانه قد تنبأ بصورة سحرية بالمستقبل . في الواقع , انها فقط قوانين الاحتمالية في عمل.[/rtl][rtl]هذه النظرية تساعد ايضا في تفسير سمة فضولية للاحلام الكاشفة . اغلب الهواجس تحمل الكثير من التشاؤم , كالتنبؤات الدائمية باغتيالات لرؤساء الدول , حضور جنازات لاصدقاء مقربين , مشاهدة طائرات تسقط من السماء , ومشاهدة بلدان تدخل في حروب . نادرا ما يبعث الناس تقارير عن اطلاعهم للمحة من المستقبل ومشاهدتهم لشخص سعيد في يوم زواجهم , او حصولهم على ترقية في العمل . اكتشف علماء النوم بان حوالي 80% من الاحلام هي بعيدة عن كونها سعيدة , بل ترتكز على احداث سلبية . طبقا لذلك , فان الاخبار السيئة هي اكثر ترجيحا من الاخبار الجيدة في تحفيز الذاكرة , في تفسير لماذا العديد من الاحلام الكاشفة تتضمن التنبؤ بحالات موت وكوارث.[/rtl][rtl]في بداية هذه المقالة كنت قد وصفت كيف ان الطبيب النفسي “جون باركر” قد وجد ان 60 شخصا بدا انهم قد تنبأوا بكارثة منجم “ابيرفان” . في 36 حالة من حالات “باركر” , ان اصحاب تلك الحالات لم يقدموا اي دليل بانهم قد سجلوا حلمهم قبل الكارثة . من الممكن ان كان لديهم العديد من الاحلام الاخرى قبل سماعهم ب “ابيرفان” , ولاحقا تذكروا ورووا فقط الحلم الذي تطابق مع الكارثة . ليس فقط ذلك , ولكن فقدان اي توثيق للحلم في وقته , يعني ان من الممكن انهم قد تلاعبوا بالحلم لاشعوريا ليتطابق مع الاحداث المؤسفة التي وقعت. السواد قد يصبح فحما , الغرف قد تصبح صفوف دراسة , وجوانب التلال المنحدرة قد تصبح وادٍ في ويلز. بالتاكيد , ان الذين يؤمنون بالامور الخارقة قد يجادلون بانهم مقتنعين بشواهد حينما يخبر الناس اصدقائهم وعائلاتهم عن حلم او يسجلوه في مذكراتهم ومن ثم يكتشفون لاحقا انه يطابق احداثا مستقبلية . في نهاية الستينات وجد باحثون بان محتوى احلامنا لا يتأثر فقط باحداث من محيطنا , ولكن يعكس غالبا ايضا ما يقلق عقولنا . هذا قد يفسر احد اهم الامثلة عن التبصّر او الكشف المسبق المزعوم في كارثة “ابيرفان” . قد سمعنا كيف ان احدى الفتيات الصغيرات التي ماتت لاحقا في الكارثة قد اخبرت والديها بانها قد حلمت بشئ أسود قادم على مدرستها وان المدرسة لم تعد موجودة . لعدة سنوات قبل الكارثة , كانت السلطات المحلية قد اعربت عن قلق بالغ بخصوص الحكمة من وضع كميات كبيرة من مخلفات التنجيم على منحدرات التلال , ولكن قلقها قد تم تجاهله من قِبل مديرو المنجم .[/rtl][rtl]قبل ثلاثة سنين من الكارثة , كتب مهندس البلدة في المنطقة للسلطات ملاحظة ” اعتبر ان الوضع خطير جدا حيث ان المخلفات الفحمية سائلة بشدة وان المنحدر مائل كثيرا بحيث ان من غير الممكن بقاءها في مكانها في الشتاء او في اوقات المطر الشديد” , ولاحقا اضاف قائلا ” هذا القلق موجود ايضا في عقول سكان المنطقة حيث انهم قد اختبروا مسبقا خلال فترات الامطار الشديدة , حركة اوحال فحمية الى درجة التهديد بالخطر على حياة الناس والاملاك” . ليس هناك من طريقة اكيدة للمعرفة , ولكن من الممكن ان حلم الفتاة الصغيرة كان يعكس هذا القلق السائد . ولكن ماذا بشأن الحالات الثلاثة والعشرون الاخرى التي من خلالها قدّم الناس ادلة بانهم وصفوا احلامهم قبل حصول الكارثة , وفيما بدا ان الحلم لم يكن يعكس قلقهم وتوترهم . للتحقق من الامر , نحتاج ان نتخطى علم الاحلام الى عالم الاحصائيات . لنلقي نظرة مقربة على الارقام المقترنة بتلك التي تبدو انها تجارب خارقة .[/rtl][rtl]اولاً , لنختار شخصا بصورة عشوائية من بريطانيا ولندعوه “برايان” . ثم لنقوم بعمل افتراضات قليلة بشأن “برايان” . لنفترض ان “برايان” يحلم كل ليلة من حياته , من عمر 15 الى 75 سنة . هناك 365 يوم بكل سنة , وعليه ان تلك ال 60 سنة من الاحلام ستعني ان “برايان” قد اختبر 21,900 ليلة من الاحلام . لنفترض ايضا ان حدثا مثل كارثة “ابيرفان” تحصل مرة واحدة فقط خلال كل جيل , وتخصيصها عشوائيا لأي يوم . الان , لنفترض بأن “برايان” سيتذكر فقط نوع الاحلام المقترنة باحداث رهيبة مرتبطة بكارثة كتلك مرة واحدة خلال حياته كلها . ان فرص اختبار “برايان” حلما كارثيا في الليلة السابقة للكارثة الحقيقية هي بمقدار 22,000 الى واحد . ولكن , هنا يأتي الجزء الخادع . في الستينات كان هناك مايقارب 45 مليون شخصا في بريطانيا , ونحن سنتوقع ان شخصا واحدا في كل 22,000 , او تقريبا 2,000 شخص سيختبر هذا الحدث المميز في كل جيل . المبدأ معروف بأسم قانون الاعداد الكبيرة , وينص على ان الاحداث الغير اعتيادية مرجح لها ان تحدث عندما يكون هناك العديد من الفرص لذلك الحدث.[/rtl][rtl]مثالنا يتعلق فقط بالاشخاص الذين حلموا بكارثة “ابيرفان” . في الواقع , احداثا محلية وعالمية سيئة تحدث يوميا . تحطم طائرات , فيضانات , اغتيالات , قتلة متسلسلين , هزات ارضية , حالات خطف , اعمال ارهابية , وهكذا . اخذين بالاعتبار ان الناس يحلمون باحداث سيئة غالبا اكثر من غيرها, الاعداد تتراكم بسرعة وحالات نبوءات واضحة هي عندئذ حتمية .[/rtl][rtl]الانماط والخارق للطبيعة ..[/rtl][rtl]اختبار بقع الحبر . الصورة رقم (1) بواسطة : ماكميلان انظر نظرة سريعة الى بقع الحبر هذه. ماذا تبدو لك هذه الصورة رقم (1) … ؟[/rtl][rtl]هذا النوع من الاختبار قد اُنشأ بواسطة معالجين فرويديين . تبعا لهم , ان الناس يسقطون افكارهم ومشاعرهم الباطنية على الصورة بطريقة لاواعية . ان كمية معتبرة من البحوث قد اظهرت الان ان هكذا اختبارات هي غير دقيقة ولايعول عليها. ولكن لكل سحابة بطانة فضية , وفي الاعلى , ان الاختبار قد ادى نشوء عدة نكات جيدة من ضمنها المفضلة لدي ” محللي النفسي فضيع , وليس لدي فكرة عما يفعله بصور عارية عديدة لامي “.[/rtl][rtl]على الرغم من ان الاختبار لايقدم مدخلا للاوعيك , فانه يقيس شيئا اهم بكثير وهو قابليتك لرؤية انماط . ماكانت النتيجة لديك؟ كما ان الناس تتفاوت في طولها فهناك طويل وقصير , فهناك ايضا اشخاص جيدين في التعرف على انماط , حتى في بقع حبر لامعنى لها . ينظرون الى الصورة وبسرعة يرون وجه حيوان , ارنبين يأكلون حشيشا , او دمية دب محشو , فوق سرير . بينما ينظر الاخرون لمدة 10 دقائق في نفس الصورة ولايرون شيئا سوى بقعا سوداء قليلة من الحبر .[/rtl][rtl]ان قابلية ايجاد انماط تلعب دورا حاسما في حياتك اليومية لأنك مُلزَم باستمرار على ملاحظة شواهد ثابتة للسبب والنتيجة . على سبيل المثال , انك قد تشعر بالمرض كلما أكلت نوعا معينا من الطعام , وتحتاج الى معرفة ايا من المكونات تجعلك مريضا . او قد تحتاج الى المرور بعدة علاقات قبل ان تعرف ما ينجح العلاقة مع الشريك المثالي . هذه القابلية لملاحظة انماط لعبت دورا حيويا في نجاح وبقاء الجنس البشري . في اغلب الاوقات , هذه المهارة خدمتنا جيدا وساعدتنا لمعرفة كيف يعمل العالم , ولكن احيانا قد نبالغ في ذلك وتجعلنا نرى ما ليس موجودا . مثلا , قد تجد توافقا مذهلا بين عبارات قارئ الكف عديمة المعنى وبين ماضيك , وتستنج ان التكهن او العرافة هي امر حقيقي , او قد تنظر الى صورة غير ملفتة لصخور منعكسة على سطح بحيرة ثم تلاحظ منها وجود وجه شبحي على الماء . او قد تضع تعويذة حظ في جيبك قبل ان تحضر مقابلة عمل مهمة , ثم تحصل على العمل لتستنتج بطريقة ما ان التعويذة قد جلبت لك النجاح , والقائمة لا تنتهي .[/rtl][rtl]هذه النظرية الاجمالية للحالات الفوق طبيعية تقترح بان الناس الجيدين بإيجاد هكذا انماط سيكونون اكثر من غيرهم اختبارا للظواهر الخارقة المزعومة . لمعرفة ذلك , قام باحثون بتقديم عدة اشخاص لاختبار بقع الحبر وسألوهم عن الاحداث الخارقة التي اختبروها في حياتهم , وكما هو متوقع , النتائج اظهرت بأن اولئك الذي حصلوا على درجات عالية باختبارات ايجاد الانماط , اختبروا ايضا امورا غريبة كثيرة في حياتهم .[/rtl][rtl]كيف يخلق دماغك تجربة الخروج من الجسد … ؟[/rtl][rtl]ثبّت عينيك على النقطة السوداء في مركز الصورة رقم (2) وحدّق بها . شريطة ان تكون قادرا على ابقاء عينيك و رأسك ثابتة نسبيا , ستجد ان بعد 30 ثانية تقريبا ان المساحة الرمادية حول النقطة ستختفي ببطء . حرّك رأسك اوعينيك وستعود من جديد ثانية .[/rtl][rtl]ماذا يحدث هنا ؟ ان كل الامر يتعلق بظاهرة تدعى “التعويد الحسي” , عرّض احد ما الى صوت او صورة او رائحة باستمرار , وسيحدث شئ ما غريب جدا .[/rtl][rtl]سيتعودون ببطء عليها اكثر فأكثر , حتى تتلاشى في النهاية من ادراكهم . على سبيل المثال , اذا دخلت الى غرفة ذات رائحة ذرات قهوة طازجة, فانك ستتعرف بسرعة على عبير الرائحة الطيبة . ولكن ابقى في الغرفة لدقائق قليلة , وسيبدو ان الرائحة تختفي . في الواقع , الطريقة الوحيدة التي يمكنك من خلالها ان تشم الرائحة ثانية هي ان تخرج من الغرفة ثم تعود لها مرة اخرى . في حالة الرسم الخاص بالنقطة اعلاه , فان عينيك ستكون ببطء عمياء تجاه المساحة الرمادية لأنها لم تكن تتغير .[/rtl][rtl]خمّن الباحث “سو بلاكمور” ان هذه العملية هي محورية لتجربة الخروج من الجسد . يميل الناس لاختبار حالة الخروج من الجسد حينما يكونون في وضع تستقبل به ادمغتهم كميات قليلة من المعلومات الغير متغيرة عن طريق الحواس . انهم غالبا لا يستقبلون اية معلومات بصرية لأن عيونهم مغلقة او انهم في الظلام. اضافة الى ذلك , فانهم لايمتلكون معلومات لمسية لانهم مستلقين في سرير , مسترخين في الحمام , او متناولين لدواء ما . تحت تأثير هذه الظروف , فان الدماغ يصبح اعمى للمعلومات القليلة الداخلة له , وبهذا فانه يعمل جاهدا لينتج صورة متماسكة لأين انت .[/rtl][rtl]كما هي الطبيعة , الدماغ يمقت الفراغ , وبذلك يبدأ بتوليد تصورات حول اين هو وماذا يفعل . “بلاكمور” افترض بان نوع معينا من الناس سيجدون بصورة طبيعية ان من السهل تخيل كيف يبدو العالم حينما يطوفون خارج اجسادهم, ويصبحون منغمسين تماما في تصوراتهم التي تخلط بين الخيال والواقع . وهم اولئك الذين يميلون على وجه الخصوص لاختبار تجربة الخروج من الجسد .[/rtl] [rtl]المصدر[/rtl][rtl]المصدر الثاني[/rtl] | |
|