** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 علوم الفراغات

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حمادي
فريق العمـــــل *****
حمادي


عدد الرسائل : 1631

تاريخ التسجيل : 07/12/2010
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 8

علوم الفراغات Empty
07032016
مُساهمةعلوم الفراغات

علوم الفراغات SG-1140x855

  •  391



اقتباس :
غالبًا ما يرى المثقفون والعقلانيون العلوم الزّائفة على أنّها سفاسفية، شديدة الحمق ومنافيةٌ للعقل لدرجةٍ لا يمكن أنْ تكون معها خطيرةٌ.. وهذا الموقف من القضية ليس حكيمًا.

[size=18]روري كوكر – بروفيسور في الفيزياء من جامعة تكساس
[/size]

في بعض الأحيان أُوَاجَه بالقول بأنّ عملي مُركزٌ فقط على الدّين، وردي على هذا الكلام هو انظر إلى الغيمة خلف تلك الغيمة (الصّورة الأكبر)، سترى أنّ اهتمامي الأول هو علم النّفس، وخاصةً في القضايا المتعلقة بالتّلاعب والاستغلال. غالبًا ما يحصد الدّين أغلب الاهتمام بهذا الشّأن كون الدّين من أكثر التّطبيقات المنهجية للتّلاعب والاستغلال النّفسي التي يمكن أن نتفاعل معها في حياتنا.
إنّها موسوعةٌ في الاستغلال لكنها بعيدةٌ على أنْ تكون فريدةً، هناك غيمةٌ أخرى، العلوم الزّائفة، فهي نظمٌ في العقيدة والممارسة تُقدِم زورًا على أنّها ثمرة المناهج والطّرق العلمية ومثل الغيوم، فإنّ الدّين والعلوم الزّائفة يمكن أنّ تنجرف في بعضها البعض. ولكن بصفةٍ عامةٍ، ليس هناك شرطٌ في العلوم الزّائفة للاعتقاد في أيِّ من الآلهة. ومع ذلك فإنّ أَوْجُه التّشابه الاجتماعي والنّفسي لافتةٌ للنّظر.
مثل الدّين، العلوم الزّائفة تقدم وعودَا كاذبةً من خلال أجوبةٍ سهلةٍ لأسئلةٍ معقدةٍ، من خلال ادعاءاتٍ غير مثبتةٍ وحصريةٍ لبعض الأفراد. ومثل الدّين، فإنّ أنصاره يردون على الانتقادات باستخدام المغالطّات المنطقية والمحاججات الفاسدة والفارغة. الأكثر سخريةً من ذلك كله هي الدّفاعات التي تشجب وتنكر العلم ومنهجه في حين أنّ العلوم الزّائفة نفسها تسعى إلى الاعتراف بها من خلال ادعائها بأنّها علومٌ تعتمد على الأدلة.
علوم الفراغات 2012_movie-normal-300x225مثل الدّين، العلوم الزّائفة أيضا تُسلط الضّوء على صعوبة الاعتراف بجهلنا وضعفنا الذي نعاني منه. عندما ننظر إلى مجالات الحياة التي تشغلها العلوم الزّائفة، سيكون من غير المستغرب كثيرا أنّها المجالات نفسها التي تشغلها الآلهة وتدعي تفسيرها – أيْ تحتل الثّغرات في معرفتنا.
نجد أنّ العلوم الزّائفة ترسم خرائط كاذبةً لتنبؤاتٍ مستقبليةٍ مثل أزمة التّنبؤ بنهاية العالم في الـ2012 إلى اتصالٍ زائفٍ مع السّماء فيما يُعرف بالأبراج وعلاقة مواضع النّجوم بمصير وطباع الإنسان كما تُقدم آمالًا كاذبةً للمرضى والمحتاجين للأمل وسيلٌ لا نهاية له من المعلمين والزّعماء أئمةً لِلْمِلَلِ العلمية التي تجتذب وتُؤثر بالكثير من التّابعين .
إذا ألقينا نظرةً فاحصةً على هؤلاء الرّموز والمعلمين «الأئمة» نرى أنّه تمامًا مثل الدّين يمكن أن تُمارس العلوم الزّائفة من قبل مؤمنين حقيقيين بها مقتنعين تمامًا من صحة عملهم، أو من قبل غير مؤمنين من أشخاصٍ يعملون لتحقيق مكاسب شخصيةٍ وليس لديهم اعتقادٌ فيما يبشرون به.
وكما هو الحال مع الدّين يمكن لهؤلاء أنْ ينتقلوا ويتحولوا بين الحالتين حيث ينتقل غير المؤمنين المخادعين إلى الإيمان بما يفعلون مع الوقت بينما البعض الآخر من المؤمنين الحقيقيين يستيقظون من أوهامهم، ليكتشفوا أنّهم لا يملكون مهاراتٍ في أيِّ مهنةٍ أخرى، مما يدفع بهم إلى الاستمرار في مهنةٍ ومجالٍ يرفضونه شخصيًا مع أنفسهم.
ومن الأمثلة الدّينية لهذا «مشروعُ رجال الدّين» – www.clergyproject.org – وهو موقع منتدًى اجتماعيٍ على الانترنت للقساوسة والكهنة الذين لا يحملون أيَّ اعتقادٍ خارقٍ للطّبيعة والذي ازدادت عضويته من حوالي 50 عضوًا في مارسٍ 2011 إلى أكثر من 400 عضوٍ مارسٍ 2013.

[size=44][size=44]رفض ورمي الأطروحة كما ترمى الفضلات[/size]

[/size]
اقتباس :
[size=18]«من حق الجميع أنْ يكون لهم رأيهم الخاص. ولكن بالمقابل ليس من حق الجميع أنْ يكون لهم حقائقهم الخاصة»
مايكل سبيكتير – كاتب وصحفي أمريكي مختص بالمقالات العلمية والتّكنولوجية[/size]
[size]
العلوم الزّائفة تأتي ضمن مجموعتين واسعتين يمكن والتي يمكن أن نسميهما كيوي ودجاج وكما يوحي اسم الكيوي فهو لا يطير تمامًا والأفكار التي تندرج تحت هذا التّصنيف لا تعطي أيَّ نتائج ولا تقوم على أيِّ دليلٍ ولا تقدم أيَّ نظريةٍ علميةٍ قابلةٍ للاختبارِ.
[/size]


علوم الفراغات Kiwi-150x150
كيوي

علوم الفراغات The-Flying-Chicken-a18057645-150x150
دجاج



[size]
عادةٌ عباراتٌ مثل «الاهتزازات» و «التّآلفات الكونية» تطفو على السّطح، وعند المطالبة بتعريفات عمليةٍ لهذه المصطلحات يأتي الرّد دومًا على مبدأ «ignotum per ignotius» أيْ تفسيراتٌ هي أكثر غموضًا من الشّيء المراد تفسيره. أمثلةٌ من الأطروحات المصنفة على أنّها كيوي تشمل العلاج بالبلورات أو الكريستال والطّب التّجانسي و الرّايكي (الطّب الرّوحي الياباني) والفنج شوي (العلاج بالتّناغم مع البيئة وتدفقات الطّاقة المحيطة) والتّنجيم (الأبراج). الكيوي يمكن اعتباره ترفيهًا للذين لا ينهضون عن مقاعدهم المريحة ويقومون بالعمل العلمي الحقيقي، أو تجارةً رائجةً للاستفادة المادية من تأثير البلاسيبو (الدّواء الوهمي).
ثمّ لدينا الأطروحات التي يمكن تصنيفها على أنّها الدّجاج – المفاهيم التي يمكن أنْ تأخذ الطّيران لمسافاتٍ قصيرةٍ، مع رفرفةٍ وضجةٍ كبيرةٍ. هذا النّوع يحتوي على بعض الرّواسب من مادة علميةٍ قابلةٍ للتّطبيق، سواءٌ عن قصدٍ أو مصادفةٍ. ولكنه مثقلٌ ومحمّلٌ بعدم وجود الصّرامة والالتّزام المهني العلمي، وعدم الاكتراث بالشّرعية، وإدخال عناصر غير مثبتةٍ وفساد العناصر المقبولة والمعقولة. على سبيل المثال، عندما تأخذ استعارةً ما حرفيًا أو عندما تَحْدث ظاهرةً ما تنطبق على بعض الحالات فتُعَمَمُ بشكلٍ أكثر من اللّازم إلى جميع الحالات، مثل علاج جميع الأمراض على أنّها أمراضٌ نفسيةٌ في الأصل.
كمثالٍ على أطروحات الدّجاج سيكون لدينا السّينتولوجيا أو «العلمولوجيا Scientology» التي توظف جهازًا يشبه كاشف الكذب مستخدمًا تقنيةً تسمى «e-meters» التي تلتقط ردود فعل «جسديةٍ» المفحوصَ أثناء استرجاعه للذّكريات والتّفاعلات الاجتماعية. وتسمى هذه الجلسات `التّدقيق، وتظهر الاستجابات العاطفية في تأرجحٍ متغيرٍ لإبرةٍ e-meters – الهدف من ذلك هو التّعامل مع الاستجابات الصّادمة.
هناك أصداءٌ ورواسبٌ من الممارسات العلاجية السّليمة الأخرى هنا – ففي الواقع العلاج النّفسي غالبًا ما ينطوي على إعادة اكتشاف الذّكريات المؤلمة ومواجهتها. علاجات الفوبيا أو الخوف غير المبرر تتضمن إشراك المواجهة النّفسية مع الموضوع المخيف، إلى أنْ يختفي الخوف عند المريض. ولكن وضع وتصنيف السّينتولوجيا كدجاج طعنٍ في الظّهر من قبل نظريتها الأساسية.
أكد مؤسس السّيانتولوجيا لافاييت رون هوبارد أنّ العقل البشري يعاني من «الإنغرامس engrams». وهذه عبارةٌ عن تسجيلاتٍ عقليةٍ من مآسي وكوارث الماضي، يتم استرجاعها عندما نكون في حالة اللّاوعي. وادعى هوبارد أنّنا خلال حالة توقف الوعي هذه (النّوم، الغيبوبة، التّخدير)، بأنّنا نواصل معالجة كل إحساسٍ من حولنا، حتى في أدق التّفاصيل.
ادعى هوبارد أنّ تسجيلات اللّاوعي هذه «الإنغرامس engrams» هي مصدر اللّاعقلانية لدينا. والهدف من جلسات «التّدقيق» هو تخليص النّاس من كل ما لديهم من «الإنغرامس engrams»، وصولًا إلى مرحلةٍ معينةٍ يتحقق فيها حالةٌ من «الوضوح»، وامتلاك قدراتٍ عقليةٍ هائلةٍ. ومع ذلك، قد يستغرق هذا بعض الوقت، لأنّ وجود الفرد ومكتسباته بكاملها يجب أنْ تكتشف في هذه الجلسات. حتى أنّه اعتبر الولادة في حد ذاتها «إنغرام»، وهذا هو السّبب دعوة هوبارد لممارسة الولادة الصّامتة (أثناء الولادة يمنع الكلام وإصدار الأصوات كليًا من الموجودين).
لكن المسألة تمتد أبعد للوراء، يمكن للأحداث قبل المولد أنّ تولد «الإنغرامس» – وحتى الأحداث قبل الحمل حيث تكلم هوبارد عن «أحلام الحيوانات المنوية» أيْ ذكرياتٍ سٌجلت عندما كان الفرد حيوانًا منويًا. وقد فشل هوبارد بتقديم أيِّ تفسيرٍ لكيفية أنّ الأمشاج التي بلا عقولٍ ولا حتى جهازٍ عصبيٍ يمكن أن تؤدي إلى إدراك وتميز نفسها عن حيواناتٍ منويةٍ أخرى، ناهيك عن تسجيل خبرتها في الذّاكرة. لكننا سرعان ما ننجرف إلى الوراء أبعد من ذلك، إلى الحيوانات السّابقة في الماضي، ليس حياة البشر فقط، فقد ذكر الممارس الطّبي لهوبارد ˝جيم دنكالسّي“ جلسة المخدرات حيث اطعم هوبارد الأمفيتامينات لابنه إلى النّقطة التي ادعى أنّه قد تراجع وعاد إلى حياةٍ كان فيها محارةً.
علوم الفراغات SPERM_Converted_-300x231
ينبغي أنْ يكون لديك الوقت والمال للقيام بمراجعة وتدقيق هذه «الإنغرامس engrams» الكثيرة والغنية لتصل إلى حالة «الوضوح»، ثمّ عليك الانتقال إلى تدقيق الأرواح الغريبة (الفضائية) الخالدة المعروفة باسم «thetans»، والتي ادعى هوبارد أنّها عالقةٌ بنا على شكل حُزمٍ، وتمنعنا من الوصول إلى كامل طاقتنا الكامنة. من الأرواح الفضائية الغريبة إلى الحيوانات السّابقة من الماضي إلى أحلام الحيوانات المنوية إلى تسجيلات اللّاوعي الدّقيقة، فإنّ أيً من هذه المفاهيم لا دخل له على الإطلاق بأيِّ شيءٍ من العلم، على الرّغم من إدعاءات هوبارد الدّائمة والمتكررة وغير الموضحة التي ينسب هذه الأمور إلى «مختبر الأدلة».
يبدو أنّ مفهوم العلوم الزّائفة ينجذب ويستخدم ما يسمى بالـ «اللّاوعي». لست من محبي هذا المصطلح. أفضل تسميتها بـ«الأمور التي نقوم بها خارج وعينا». هذا يثبت التّركيز على الأشياء التي نقوم بها ونعيها، و الذي يُمكننا من مناقشة موادٍ يمكن ملاحظتها واختبارها.عندما نبدأ الحديث عن «اللّاوعي»، ونبدأ بتوقع وتخيل ما يمكن أنْ يعطينا إياه من معلوماتٍ، سنفقد في هذا أيَّ مصداقيةٍ لبحوثنا حول هذا المجال، حيث تصبح النّتائج مشكوكٌ فيها. وبين الأيدي غير المؤهلة للعلماء الزّائفين حيث تجرف هذه الممارسات التي لا تملك أيَّ أُسسٍ راسية الخيال وأحلام اليقظة لأيِّ متعاملٍ معها أو دارسٍ لها وأيضًا المتعالجين بها.
أثناء علاجها، «نادين كول»، من ولاية وسنكوسن، اقتنعت بالفعل بأنّها كانت ضالعةٌ في طقوس وعباداتٍ شيطانيةٍ وأكل الرّضع والتّعرض للاغتصاب وممارسة الجنس مع الحيوانات. كما صدقت فعليًا أنّها قد طورت ما يقرب 120 شخصيةً من بينها: شخصيات أطفالٍ، ملائكةٌ، عروس الشّيطان و بطةٌ.
تمّ إدخالها المستشفى أكثر من 30 مرةً، بسبب رغباتٍ انتحاريةٍ حادةٍ تمّ اكتسابها أثناء الجلسات العلاجية. كما أنّها واجهت والدها باتهامها له بانتهاكاتٍ شيطانيةٍ تمّ الإيحاء بها من طرف معالجتها، ˝كينيث أولسون˝. ضاعت أيُّ فرصةٍ للتّصالح مع والدها بسبب وفاته بعد أسبوعٍ، عندما لقي هذا الأخير حتفه بسبب نوبةٍ قلبيةٍ. في مارسٍ 1997، ربحت نادين دعوًى قضائيةً بتسويةٍ ماليةٍ تبلغ 2.4 مليون دولار في محاكمة ضد معالجتها أولسون. كنتيجةٍ للمحاكمة تقدم الكثير من الخاضعين للعلاج لديها، والذين أبانوا أعراض وخيالاتٍ مطابقةَ لنادين من إنتاج إيحاءات المعالجة.
يُعتبر «اللّاوعي» مجالًا مهمًا في تاريخ العلوم الزّائفة، والتي وجدتُ نفسي غارقًا في غياهبها مؤخرًا. كما وضحت سابقًا، علم النّفس يشكل مجالًا مهمًا من مجالات اهتمامي. درسته في الثّانوية كما تابعت ذلك في الجامعة وبعد نيلي شهادتي، بالموازاة مع مهنتي في النّشر، واصلت تدريباتي وورشات العمل وقمت بمتابعة دوراتٍ ودروسٍ والتي بلغت ذروتها في دورة ما بعد التّخرج، والتي تمّ تأهيلي فيها كمعالجٍ نفسيٍ قبل بضعة سنواتٍ من الآن. زملائي الموظفين كانوا متحمسين جدًا لمتابعة البحوث والأدلة، ثمّ قبل أشهرٍ من الآن أحسست بنفسي منجذبًا لهذا المجال الذي ظهر على أنّه حقل معرفةٍ جديدٍ ينتظر مني اكتشافه.
دخلت بدراسة مادةٍ تدعى بـ«علم النّفس التّنموي» وتطلعت لمناقشة الكثير من الملفات المثيرة للاهتمام في هذا المنهاج، ولكن في آخر المطاف كان يتم إشغالنا بمواضيعٍ افتراضيةٍ، هلاميةٌ وغير منضبطةٍ، مثل مواضيع تدور حول ما الذي يفكر فيه الجنين عندما يكون داخل الرّحم. لقد وصلنا لحضيض هذا الموضوع عندما افترضنا أنّ الوعي يبدأ عند بداية الحمل. حصلت مضارباتٌ ونقاشاتٌ جدّ غريبةٍ حول نفسية الجنين. أود تسليط الضّوء على بعض المقاطع الفاضحة والتي كان علينا متابعتها وقراءتها بصوتٍ عالٍ أثناء الحلقات الدّراسية، على سبيل المثال، هذا المقطع الذي يبين فيه اكتشاف الجنين للحظة افتراق أبويه:[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

علوم الفراغات :: تعاليق

حمادي
رد: علوم الفراغات
مُساهمة الإثنين مارس 07, 2016 1:47 pm من طرف حمادي

اقتباس :
«إدراكاتٌ مُبْكرة للوالدين، تنص على أنّ العلاقات المستقلة يتم اختبارها من طرف الجنين بأشكالٍ برازه على شكل تموضعٍ معينٍ لشكل أعضائه وتموضع القضيب مع الثّدي والمعدة والفم والمهبل في إشباعٍ متبادلٍ، والتي تخلق موادًا دراسيةً ثمينةً جديدةً أكثر من أيِّ وقتٍ مضى عن شكل براز الرُّضع.»
[Gomez، L. (1997) An Introduction to Object Relations. Free Association Books: London. p.41]
بعد قراءة هذا المقطع، قلت في نفسي: «ليس من نيتي أنْ أستخف وأحتقر فكرة براز الرُّضع وماء الولادة، ولكن هذا الكلام ليس إلا كومةً من البراز (الهراء).» لكن وبشكلٍ غير متوقعٍ، أبدى قارئ النّص إعجابه المتناهي بالمقطع حيث علق عليه أنّ لغة الخطاب غنيةٌ جدًا بالمعاني.
مثلما يليق بالأفكار المصنفة على أنّها دجاجٌ، هناك مواضعٌ كثيرةٌ من المفاهيم المدعومة. الأدلة المدافعة هي في معظمها مبنيةٌ على السّلوكيات الفاسدة التي يمكن ملاحظتها. نجد أنّ النّاس يُقسمون خبراتهم وتجاربهم ومفاهيمهم في الحياة إلى ثنائيةٍ (مغالطة المأزق المفتعل – false dichotomy): أسودٌ أو أبيضٌ، قديسون أو فاسقون،عذارى أو عاهراتٌ، جنّةٌ أو نارٌ. كما أنّهم يُحولون محاججاتهم إلى أهدافٍ أسهل بغض النّظر عن القضية المطروحة، لقد لاحظ الرّاحل كريستوفر هيتشنز دفاعًا شائعًا آخر(التّكوين العكسي: حيث يتخذ الفرد موقفًا يعبر عن عكس الدّافع الموجود عنده) حيث كما وضح جليًا: أنّه ينتظر ويضع ساعة عدٍّ تنازليٍ لكل مناهضٍ شغوفٍ ضد المثليين الجنسيين مراهنًا على اكتشافهم متلبسين في وضعياتٍ مثليةٍ.
علوم الفراغات WOLF_Converted_-300x279لقد تمّ اقتراح أمثلةٍ أخرى أنماط أخرى من المواقف تصادفنا أثناء جلسات العلاج. أظن أنّكم لاحظتم في حياتكم كيف يشكو المتعالج أنّ النّاس دائمًا يقومون بخذلانه (لعب ورقة الضّحية). طبعا يصبح من الواضح «أنّهم خذلوه» لأنّه يطلب خدماتٍ غير معقولةٍ: مثل طلب اقتراض أموال ضخمةٍ، أو طلب إيصاله إلى المطار على الفور، لأنّه حجز عطلةً في اللّحظة الأخيرة.
هل من المفترض أنْ أتعجب عندما أبدأ «بخذلانه» أيضًا؟ .. لا؛ إنّها مجرد لعبةٍ يلعبها مع النّاس، والاحتمالات تقول أنّه سيلعبها معي أيضًا. سلوكيات تفاعلٍ مثل هذه باديةٌ للعيان لملاحظتها، ولكن العلماء الزّائفون غير راضين بحشرهم في زاوية المراقبة والملاحظة العلمية والمنطقية. إنّهم تمامًا مثل إيكاروس، يحاولون الطّيران لمرتفعاتٍ لا تستطيع أجنحتهم المزيفة حملهم إليها وفي هذه الحالة أجنحةٌ من حدسٍ. ومثل إيكاروس؛ النّتيجة هي طائر(دجاجةٌ) كبيرةٌ مشويةٌ.



[size=44][size=44]رفس الدّلو (رصاصة الرّحمة)[/size][/size]

اقتباس :
[size=18]هل تعرف ماذا يسمى الدّواء البديل الذي يثبت أنّه يعمل؟.. يسمى دواء
تيم ميتشين : موسيقي وكوميدي بريطاني[/size]
علوم الفراغات BUCKET_Converted_-197x300كما هو الحال مع مؤسسات العلوم الزّائفة، فلم يكن هناك أيُّ اهتمامٍ بمعايير إنشاء الصّلاحية في الدّورة التّعليمية التي دخلتها. بدلًا منها؛ تمّ اقتراح أنْ نتمسك بالأفكار التي تُعجبنا بشكلٍ شخصيٍ. أنا وطالبٌ آخر صاحب خلفيةٍ علميةٍ كنا صريحين جدًا بنقدنا. ولكن وكما هو مُتوقعٌ وعلى النّقيض من المناهج والدّروس الأخرى لم يكن النّقد مرحبٌ به. حيث بدلًا من التّعامل مع النّقد، قامت شخصيات ممارسي العلوم الزّائفة بأخذ موقفٍ دفاعيٍ حيث أصبحوا دفاعيين، سلبيين، عصبيين ولجأوا إلى التّهجم على شخوص المحاورين.
ردًا على نقدي بخصوص نقدي لمفهوم جونغ النّافي للصّدفة المتعلق بـ (التّزامن ). حيث بدلًا من الحديث على محتوًى نقديٍ، اخبرني واحدٌ من مدرائهم بأنّه يجب علي أكون «متفتح العقل» أكثر. رددت عليها بالقول أنَّ امتلاك عقلٍ متفتحٍ يعني تقبل الاستماع إلى الأفكار الجديدة.. ولا يعني قبولها كما هي بالضّرورة. قلت: إنّ العقل لا يجب أنْ يكون كالدّلو (أيْ أنّه يحتوي ويمتلئ بكل الأفكار بدون تمييزٍ) فهذه ليست تفتحًا للعقل بل سذاجةٌ. بل يجب أنْ يكون كالمصفاة نقديةٌ؛ أيْ يحتوي على ما يصفي الكلام الذي تمّ إخبارنا به ويُخرج غير المبرر.
وبعد وقفة تفكيرٍ عميقٍ زائفةٍ.. قامت المديرة بإعلان أنّها تعتبر نفسها كالدّلو.. كان جوابًا أبله وغير صحيحٍ أيضًا. تمّ إثبات هذا عليها بكثيرٍ من المرّات.. مثلًا كانت تُحللني بطريقتهم العلمية الزّائفة في إحدى المرات سعلتْ، حينها فقفزت عليَ قائلةً: إنّ كلامها لحظة سعالي قد حرك شيئًا بداخلي بسبب سعالي هذا..
لكني بينت لها – وهي تعرف جيدًا – أنّي كنت أعاني من مرضٍ إلْتِهابيٍ بصدري من خمسة أسابيع.. لكنها بنت نظريتها مسبقًا على أنّ السّعال كان بسبب تحليلها لي ولم تقبل بالنّظر لأيِّ شرحٍ آخر.. كانت أسوأ من الدّلو بكثيرٍ فلو كانت دلوًا فعلًا لسمعت بعض الشّروحات الأخرى ولكنها كانت أسوأ و مثلت بذلك ميزةً أخرى للعلوم الزّائفة ألا وهي التّحيز لأفكارها.
في كتابه المشهور(عندما نكون عاقلين في أماكن مجنونةً ) وضح لنا روزينهان الآثار المدمرة لتحيز الأفكار في التّقييم النّفسي.. حيث نظم قبول 8 مرضى مزيفين في 12 مصحةٍ نفسيةٍ مختلفةٍ.. وحين وصولهم أعلنوا أنّهم سمعوا أصواتًا كانت تقول(فارغٌ – أجوفٌ – خاوٍ ) فقط، لا غير. عدى عن ذلك أعطوا تفاصيل حياتهم كاملةً، وغيروا أسماءهم ومهنهم فقط..
لم يُبلغوا عن أيِّ مشاكل غير طبيعيةٍ لديهم حين قبولهم.. لذلك تصرفوا بشكلٍ طبيعيٍ واتبعوا التّعليمات لكنهم لم يأخذوا أيَّ أدويةٍ.. وشاركوا بالمحادثات وبكتابة اليوميات لكي يمرروا الوقت الذي كان كبيرًا ولم يكن لديهم الكثير ليفعلوه ليقضوا به الوقت… في 11 من 12 حالةٍ تمّ تشخيص إصاباتٍ بانفصام الشّخصية.. لاحظ روزينهان تاريخ المرضى المزيفين مع الأمراض قد تمّ العبث به عن طريق الكادر ليلائم الأفكار المنتشرة عن انفصام الشّخصية. ردٌ سلبيٌ عاديٌ على سوء معاملة الكادر لهم أخذ على أنّه أعراضٌ للإخلال النّفسي. وبالنّسبة لثلاث مرضى منهم فإنّ يومياتهم التي كانوا يكتبونها اُعتبرت أعراضًا للمرض.
روزينهان لاحظ أيضًا أنّ الجلوس خارج مقهى لفترةٍ قصيرةٍ قبل أنْ تفتح تمّ تشخيصه من أحد الأطباء على أنّه مرض الهوس بالأكل. مؤسسة العلوم الزّائفة التي كنت بها كانت تنتشر بها هذه التّحيزات الطّبية. سوء التّعامل من قبل الكادر عاد بشكلٍ مستمرٍ على الطّلاب بشكل هراء الزّائف..
عندما اشتكيت إلى إدارة المؤسسة من قسوة أحد أفراد الكادر ومخالفته لقوانين وأخلاقيات المهنة قالوا إنّ مشكلتي معها سببها أنّها كانت تُذكرني بشخصٍ آخر – ربما أمّي – .. لم أصدق هذا الكلاشيه المكررة التي سمعتها.. فقلت: «أنا متأكدٌ أنّني لو جئت إليك وصفعتك على وجهك فإنّنا سنخوض حوارًا ممتعًا عن النّاس الذين أذكرك بهم.. لكن الواقع يبقى أنّي صفعتك على وجهك.. تمامًا كما اخترق ذلك العضو كل الحواجز وأخلاقية المهنة».
يمكنني فهم لماذا معظم الطّلاب كانوا لا مباليين ويتجنبون مواجهة هذه الانحرافات بسبب مقدار عناد الكادر وقسوته ولكني تمكنت من اكتساح كل شيءٍ جاء بدربي وكما كان متوقعًا فالمقاومة ازدادت بالبداية وفي مرةٍ من المرات اضطررت لمواجهة ثلاث أعضاءٍ معًا وعلى الرّغم من محاولاتهم وهجومهم المتكرر تمكنت من إزاحة أيَّ مقاومةٍ بدربي موضحًا أنّني لن أحيد عن موضوعي ولن أنجرف إلى مواضيعٍ وأفكارٍ فرعيةٍ. من بين كل لحظات المضايقة التي شهدتها واختبرتها.. كانت المواجهة التي خضتها مع المشرفة بخصوص حنجرتي..
في أحد فيديوهاتي الصّغيرة عن الموت كنت قد تكلمت عن مشكلتي مع بلعومي فيما ظننت أنّه سرطانٌ.. لكن وَرَمِي لم يكن خبيثًا. أيْ أنّ حالتي كانت تعني أنَّ صوتي سيتعب أسرع من قبلٍ ومع الأحاديث الطّويلة خلال اليوم كان وضعي يكون مزعجًا ثمّ مؤلمًا، تأقلمت مع هذا عن طريق أخذ استراحةٍ وعدم الإكثار من الحديث. وعندما قمت وإخطار المؤسسة بهذه المشكلة – وزيادة في مفاجأتي – قامت إحدى المشرفات بدفعي إلى تكثيف قراءتي في فصلها بشكلٍ مُتَعَمدٍ حيث صرحت لها أنّ طلبها موفوص تمامًا.. كان هناك نمطٌ ثابتٌ لمجادلاتنا هذه، فحين رفضت القراءة كانت تُصِر أكثر إلى أنْ أغضب وأُنهي كل الحوار، و من المثير للدهشة أنَّ نفس الشّيء كان يتكرر في كل مرةٍ.
اِتصلت مع عضو هيئة الاعتماد في الدّورة. كانت متفاجئةً جدًا وأخبرتني أنّ تصرفها لم يكن لا أخلاقيًا فقط بل كان غير قانونيٍ أيضًا. المؤسسات المحترفة أو التّعليمية ملزمةٌ قانونيًا أنْ تضع ما يسمى (التّعديلات المنطقية) لتحتوي أيَّ عجزٍ بدني يحظر ممارسة بعض الأنشطة. في حالتي كانت ببساطةٍ تعني أنْ يقوم أحدٌ غيري بالقراءة وبكلماتٍ أوضحَ. الضّغط علي للقراءة كان لِيَعْني اعتداءً عليَ وعلى حقوقي.
أخذت هذه الفكرة إلى مدراء المؤسسة فقاموا بتقديم عذرٍ سخيفٍ يدافع عن المشرفة يقول بأنّها شَخصتْ حالةَ حنجرتي على أنّها نتيجةٌ لحالةٍ نفسيةٍ غير واعيةٍ. قلت لهم: «إنَّ هذا غير مقبولٍ وإنَّ حالتي مشخصةٌ طبيًا وإنّني خضعت لفحوصٍ مكثفةٍ كما أنّني لم أسألها عن رأيها وهي غير مؤهلةٍ طبيًا لتعطيني رأيها». كنت غاضبًا. فهزوا رؤوسهم موافقين واخبروني أنّهم سيُقدرون حالتي. لكني عرفت أنّ هذه المشرفة كانت تُوجه الطّلاب لأنْ يتجاهلوا حالات مرضاهم الطّبية بطرقٍ مشابهةٍ ومؤذيةٍ.
كمثالٍ كان لدى أحد الطّلاب مُتعالجٌ لديه حالةٌ طبيةٌ تتطلب منه بأنْ يستلقي على الأرض عند العلاج بسبب مشكلةٍ لديه مع الجلوس على الكرسي حيث كان مؤلمًا له.. و بدون ادني استفسارٍ طبيٍ أمرته بأنْ يجلس المريض على الكرسي.. معللةً سبب تجنب المتعالج للكرسي على أنّه محاولةٌ غير واعيةٍ لتخريب جلسة العلاج. ساورت الطّالب الكثير من الظّنون بهذا الشّأن ولكنه فعل بالنّهاية ما تمّ أمره به.
قال ستيفن واينبرغ مرةً: «حتى تجعل شخصًا جيدًا يقوم بعملٍ سيءٍ تحتاج إلى الدّين» ولكن نفس الشّيء ينطبق بسهولةٍ على العلوم الزّائفة. فهؤلاء الطّلاب كانوا ناسًا جيدين وحساسين. شعرت بالحزن عليهم. لكن حزنت أكثر على المرضى. وهذا ما يغضبني. اضطهاد المرضى بهذا الشّكل الفظيع.
قامت تشانتيل لافين بالتّبليغ بأنّها قد تمّ (طبخها حتى الموت) عن طريق دورةٍ أجرتها لها المدربة الحياتية الغورو غابريل فريشيت.. الجلسة التي كانت بها لافين كانت جزءً من ندوةٍ باسم(الموت في الوعي) حيث قام فريشيت – الذي ادعى تواصله مع شخصية من الانجيل اسمها (ملكيصادق : ملك مدينة القدس) – ترك تشانتيل مع ثمانية آخرين مُغطون بالطّين، ملفوفين بالبلاستيك ثمّ تمّ تغطيتهم ببطانياتٍ ووضع صناديق في رؤوسهم لتسع ساعاتٍ مع إرشاداتٍ بعدم التّهوية.. درجة حرارة الجسم العادية هي 37 درجةٍ… وحين تمّ إيصال لافين إلى المستشفى كانت حرارتها 40،5 درجةً. فريشيت تنصلت من مسؤوليتها عن الحادث وقالت أنّها تعتقد حينها أنّ عملها اكتمل حين اتصلت برقم الطّوارئ (911). ومازالت تتلقى الحجوزات للمعالجة. صرفت تشانتيل حوالي 19000 دولارٍ على تلك الجلسة القاتلة.
بروس هاينز، يخبرنا كيف ماتت أخته بسرطان الثّدي والتي كانت تتبع ديانة (السّاينتولوجيا). حيث كانت قد وصلت إلى أعلى مرتبةٍ روحيةٍ موجودةٍ بتلك الدّيانة حيث تؤهلها هذه الرّتبة للقيام بعملية اسمها (ثيتان 8). ويشرح لنا هاينز هذه العملية بأنّها تعني مرتبةٌ قريبةٌ من الإله و بذلك يستطيع الإنسان مغادرة جسده وبهذه المرتبة سيتم ضمان الخلود ولن تتعرض لأيِّ مشاكل جسديةٍ بعد الآن.
كان سرطان أخته ينتشر ببطءٍ في جسدها وكان من السّهل السّيطرة عليه.. وأكد لنا هاينز أنّ الكثيرين من السّاينتولوجيين يعالجون أنفسهم بالطّب الاعتيادي. إلّا أّنّ أخته لم تؤمن بهذا واختارت أن تتجاهل العلاج الطّبي وأصرت على أنّ «التّدقيقات» التي تقوم بها ستشفيها.. لكنها ماتت بعمر الـ 55 سنةً.
كانديس نيوميكر، كانت بعمر العاشرة حين تمّ خنقها حتى الموت في أحد جلسات العلاج التي تستخدم العلوم الزّائفة لتعزيز الارتباط العاطفي. هذا الإجراء المأفون تمّ لعلاج الانحسار النّفسي لمساعدة الأطفال الذين علاقتهم بأهلهم غير جيدةٍ. تمّ تثبيت كانديس تحت بطانيةٍ عن طريق أربع راشدين. وتمّ طلب منها أنْ تُخرج نفسها من هناك في عمليةٍ تحاكي الولادة لتشجيعها على إعادة توطيد علاقتها بأمّها. رغم أنَّ كانديس صرخت كثيرًا أنّها لا تستطيع التّنفس وكانت على وشك الموت ولكن بدون نتيجةٍ.
بل إنّ إحدى المعالجات (جوليا بوندر) حتى قامت بالسّخرية منها قائلةً(هيا موتي .. موتي فعلًا) وبعد أربعون دقيقةً من هذا الخنق قالت كانديس كلمتها الأخيرة وتوقفت عن الحركة ومع ذلك استمرت بوندر بالصّراخ والسّخرية منها قائلة:(متخاذلة .. متخاذلة .. أنت متخاذلة).

[size=44][size=44]التّعايش مع الفراغات[/size][/size]

عندما نحاول الرّكض قبل أنْ نستطيع المشي.. سنسقط!.. وهذا ما نراه مع العلوم الزّائفة.. حيث إنّ النّاس يسقطون دومًا بإتباعها مما يؤدي إلى الأذى، الإفلاس، المرض والموت.. وسيستمر هذا إلى أنْ نبدأ باحترام الفراغات التي تحتويها معرفتنا. أنْ نواجه هذه الفراغات بالفضول والانضباط.. وليس ملؤها بأجوبةٍ سهلةٍ تُقدمها العلوم الزّائفة. باختصارٍ.. أنت تتعلم التّأقلم مع تلك الفراغات. مما يقودنا للحديث عن الشّكوكية(المنهج العلمي الشّكي ).
الشّكوكية ليست فقط أكثر المواقف ذكاءً وصدقًا. حيث يلعب الشّك دورًا فاعلًا وعمليًا كالعتلة التي تفتح مجالًا للتّفكير بين الأثر ورد الفعل وبذلك لا يكون رد فعلنا بدون إيقاعٍ، وانعكاسات أفعالنا بدون تفكيرٍ. يعطينا مجالًا لنتوقف ونضع بعين الاعتبار ونتصرف بوعيٍ وعفوية.
الشّك كان يمكن أنْ يكون كعتلةٍ تفسح مجالًا للتّفكير عند قتلة كانديس نيوميكر.. كان من الممكن أنْ يجعلهم يتوقفوا قليلًا لمعرفة سبب بكائِها بدلًا من تركها هكذا لتموت بين أيديهم.
الشّك كان يمكنه أنْ يجعل الدّجاج (أفكار العلوم الزّائفة) يتطور إلى طائرٍ يطير لمدًى أبعد.. كان يمكن للتفكير الشّكي – النّقدي – أنْ يجعلهم يتصرفون بوعيٍ أكثر وتطبيق التزامٍ مهنيٍ قبل إطلاق نظرياتهم الكسولة والسّخيفة.
وفي ضوء كل ما قلته عن العلوم الزّائفة لا أريدكم أن تعتبروا أنّني منافقٌ إذا ما قدمت طرحًا لفكرةٍ «علميةٍ زائفةٍ» أيضًا من تأليفي – على سبيل المجازية – أستطيع وصفها بأنّها نوعٌ من «خيمياء الطّيور».. دعونا نُحول كل هذه الدّجاجات و الكيويات إلى طائر الدّودو.
اقتباس :
العلم يشبه قمةً عاليةً من النّزاهة الفكرية والإنصاف والعقلانية. القمة زَلِقَةٌ وليست سهلةٌ تحتاج إلى جهدٍ كبيرٍ للبقاء بقربها والتّكاسل عن هذا الجهد سيسقطك في العلوم الزّائفة..
– روري كوكر
المصدر: Link أو TheraminTrees
هو اسم الشّخصية المميزة التي ترجمنا عنها هذا المقال، وهو باحثٌ في علوم النّفس ومعالجٌ نفسيٌ معتمدٌ في المملكة المتحدة، وله كتاباةتٌ مميزةٌ ومفرداتٌ غزيرةٌ وأسلوبٌ عرض فيه أفكاره بطريقةٍ مبتكرةٍ ممتعةٍ وعميقةٍ جدًا.
 

علوم الفراغات

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» علوم النفس والاجتماع هل يمكن للأحلام إن تتنبأ بالمستقبل … ؟
» الثقافة والفكر | السياسة | التاريخ والحضارة | علوم وتكنولوجيا | الاقتصاد والتنمية
» غس 11 2010 02:13 ص | يامن صبرى ايقونة في علوم
» علوم وتقنيات النانو وتحديات القرن الواحد والعشرين٭
» علوم وتقنيات النانو وتحديات القرن الواحد والعشرين٭

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: دراسات و ابحاث-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: