أيتها
الكآبةُ
يا
ابنةَ الشرقِ المُشَرَّد بين ضلوعي
لا
أبغي لنفسي شيئاً
إلاَّ
صَكَّ اعترافٍ منكِ
بأنكِ
لولاي عملةٌ مزيَّفةٌ
او
قطارٌ يخبُّ على أربعةٍ !
كلُّ
الناس تَخَلَّوا عنكِ سواي
فإني
جعلتُكِ
فناراً
تستهدي بهِ دروبي المبعثرةُ كالقطعان !
وما هي
إلاّ مسيرةُ أربعِ حروبٍ مُغْبَرَّةٍ
فاذا
بالمدينة استقبلتْ صحرائي استقبالَ الفاتحين !
حتى
أنَّ عاطليها ,
وهُمْ
يرون الأهرامَ مِن حولِهم تتعالى ,
نَسَبوا
لسواعدِهِم عَرَقَ جبيني !
ولكنني
حينما ذَكَّرتُهم بهذا ندموا
بل
تَجَمَّدوا كنبضِ أبي الهول !
مَن
مثلي رَشَقَ الفلاةَ بالخدورَ ؟
او مَن
مثلي راح يَنْأَى عن مائدة الأهل
ناظراً
الى ناقتِهِ وهي تلوكُ الصحراء ؟
وناظراً
اليهم وَهُمْ يلوكون بعضَهم البعض !
أيتها
الكآبةُ
أيتها
الزهرةُ المتقدِّمةُ في السنِّ
كلُّ
حمامةٍ
تُتَمْتِمُ
باغاني الثناء ,
وأعمدةُ
الكهرباء ربّما شاركَتْني الرغيفَ !
والإذاعاتُ
تصخبُ
إلاّ
فمَكِ الذي ما عرفَ إلاَّ العقوق
المواسم
تعلَّمَتْ مني الغرسَ
أمّا
انتِ فَلَم تتعلَّمي مني إلاّ الحصادَ !
وبرغم
هذا , سأُسدلُ أجفاني على أَحداقِ حقولٍ وهمية
هاذياً
: لا بأسَ ,
إنْ
خَسرْتُ هذه الجولةَ
فالرزايا
مُستمرَّةٌ
والحظوظُ سِجال !
السبت يوليو 24, 2010 5:12 am من طرف نابغة