** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالرئيسية  الأحداثالأحداث  المنشوراتالمنشورات  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 حول التنمية والأنثروبولوجيا علي هاشم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حمادي
فريق العمـــــل *****
حمادي


عدد الرسائل : 1631

تاريخ التسجيل : 07/12/2010
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 8

حول التنمية والأنثروبولوجيا علي هاشم Empty
13032016
مُساهمةحول التنمية والأنثروبولوجيا علي هاشم

ترتبط مفاهيم التنمية بالتقسيم المركزي-أوروبي ، حيث يصنّف المركز ما عداه أنه بحاجة للتنمية (المدرسة التطورية لم تندثر تماماً) ، لذا الإنطلاق ضمن الأنثروبولوجيا (وأنثروبولوجيا التنمية ضمناً) ، يتطلب من الباحث أن يلتزم بشروط ثلاثة أساسية :

  • شرط الشمولية : أن يكون شاملاً لكافة العوامل والتفاصيل ،

  • شرط المقارنة : تاريخية (بين ما كان وما أصبح في ذات المكان الجغرافي) ، وجغرافية (بين هنا وهناك في ذات التاريخ) ،

  • شرط النسبية : وهي محاكمة الواقع المعاش – الثقافة ضمن شروطها ، لا ضمن شروط المركزية-الأوروبية !


هذا الشرط الأخير هو ما يمكن لأنثروبولوجيا التنمية أن تدلو بدلوها فيه !
فهل تتعارض التنمية مع النسبية الثقافية ، خصوصاً إذا كانت التنمية مفروضة من الخارج ، وليست حركة ذاتية “طبيعية”؟!
إن شروط التطور والنماء تختلف من منطقة إلى أخرى ، وما ينفع في بلد لا ينفع في آخر ، وإستجابات السكان تختلف أيضاً ، إذ لا يمكن لنا بناء مستشفى مثلاً ، والسكان يؤمنون بالأرواح المسبّبة للداء ! هل ندمّر ثقافتهم بإعتبارها غير علمية ، أم نلتزم إطاراً توفيقياً بين عاداتهم الإستشفائية ، ليصلوا بعد جيلين أو ثلاثة إلى الحالة “الطبيعية” ! [كتاب ” الطب الإمبريالي والمجتمعات المحلية” يوضح هذه المسألة ، كما أن قصة “قنديل أم هاشم” للكاتب المصري “يحيى حقي” تتحدث عن الديناميكيات المحلية ، وكيف يمكن التوفيق بينها وبين الحداثة].
إن التنمية علم قائم بذاته ، وعلينا كباحثين في الأنثروبولوجيا أن نوظفه في خدمتها ، فنلتزم معه شروطها المنهجية لا شروطه ، وبالتالي نستخدم مفاهيمها لا مفاهيمه .
إن مقاربتنا الأنثروبولوجية تختلف من حيث الأسلوب ، وطرح الإشكالية ، وإعتمادها أكثر على الأبحاث النوعية لا الكمية، كما بكتابة التقرير النهائي !
تعتبر المدرسة التفاعلية الرمزية أن المجتمع كحقيقة موضوعية يعاد إنتاجه من خلال التفاعل الرمزي بين الفاعلين الإجتماعيين ! ليصبح هناك مجتمعات/ثقافات تبعاً لهذه التفاعلات وطبيعتها وديمومتها !
لذا النظر الأنثروبولوجي ، يهتم بمقاربة التنمية من منظور من تقع عليهم (بالمعنى الحرفي لكلمة وقوع) ، هي تسقط من علو ، من الخارج ، وهو عليه أن يتقبلها لأن هذا ما تقوله المركزية الأوروربية ! وما تروّج له !
حول التنمية والأنثروبولوجيا علي هاشم Capture4
إذا أردت أن تصبح متحضّراً مثلي ، عليك أن تلتزم ذات الخط التطوري الذي إلتزمته ! حتى ولو كانت شروط التنمية المفروضة تتطلب هجر ثقافتك أو تسطيحها ! حتى ولو تطلب نبذ شخصيتك وهويتك الثقافية !
لكن التنمية من المنظور الأنثروبولوجي ، هي تنمية ذات منحى إنساني ، حيث يشكل الحفاظ عليه وعلى إرثه جوهرها!
نريد أن نبني مصنعاً ، هذا جيد ، لكن ، هل هذا ما يحتاجه أبناء المجتمع المحلي ؟ هل نحافظ على التنوع البيئي ؟ والثقافي ؟ ألن تُدخل طبيعة العلاقات داخل المصنع “المحليين” في دوامة تغير متسارع لا يشبههم ! فحركتهم ذات تراكم معين ، وبإنشاء المصنع نحرف توجهها ، عبر تبديل القيم الضامنة لها !
التنمية ، ليست مفهوماً محايداً ، وتحتاج إلى وعي شروط إستخدامها ، مِن قبل مَن ؟ وإلى مَن ؟ وكيف ؟ وأين ؟ ومتى ؟ ولماذا ؟!
فالتنمية هي فعل معايرة ! والمعيار الذي نقيس عليه يخضع لمن أطلق المصطلح !
هو نامي ، على طريق النمو ، متخلف …؟
وهل هي مصطلحات حيادية ؟ أو إقتصادية خالصة ؟ أم تحمل معاني أيديولوجية ؟
إن الحيادية غير ممكنة ! لكن ، كباحث أنثروبولوجي ، يمكن أن تكون موضوعياً ، بمعنى أن تلتزم بمعطيات الحقل ! أن تلتزم بالتوصيف الموضوعي له ، فما تكشفه هو ذات ما سيكشفه باحث آخر !
لاحقاً ، قد نختلف على الطريقة الأمثل للتنمية ، لكن هذا الإختلاف لن يكون ناجماً عن إختلاف بالمعطيات ! أو إنحراف بالتوصيف ! بل بقراءة تحليلية نظرية (وفلسفية) ، وإستشراف للمستقبل ومآلاته !
مفاهيم الهيمنة واللامساواة ، يجب أن يوازنها مفهوم العدالة الإجتماعية ، والإنطلاق من الأولى للثانية مطلوب وضروري ، وفهم وجود الأولى ضروري لنحصد الثانية !
لا يمكن التلطي خلف إدعاءات الحيادية ، كما لا يمكن تجاهل وجودها ! أو إعتبار التنمية بادرة حسن نية !
والباحث الأنثروبولوجي عليه – في هذه الحالة – أن يكون أميناً ومؤتمناً على الإحتياجات الحقيقية للمجتمع المحلي ، لا على جداول وإحصائيات المركزية-الأوروبية !
فالحيادية كذبة ، تؤسس للخضوع ، وهو مخالف لفكرة الأنثروبولوجيا – كما أراها وأتمناها – !
في عصر الإنحطاط هذا ، علينا أن نشخّص دورنا وأن نختار موقفنا بدقة ،
إما أن نكون مع الإستكبار ، فنلتزم مفاهيمه ومصطلحاته وتصنيفاته …
وإما أن نقف مع المستضعفين …
ولهذا الحديث تتمة …
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

حول التنمية والأنثروبولوجيا علي هاشم :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

حول التنمية والأنثروبولوجيا علي هاشم

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» التنمية الإقتصادية بين التأميم والخصخصة
» الدين والأنثروبولوجيا
» الثقافة..بين علم الاجتماع والأنثروبولوجيا مبروك بوطقوقة
» الاسلام في مسيرة التنمية
» مفارقات التنمية وفق النموذج الغربي

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: دراسات و ابحاث-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: