نابغة فريق العمـــــل *****
التوقيع :
عدد الرسائل : 1497
الموقع : المنسق و رئيس قسم الفكر والفلسفة تعاليق : نبئتَ زرعة َ ، والسفاهة ُ كاسمها = ، يُهْدي إليّ غَرائِبَ الأشْعارِ
فحلفتُ ، يا زرعَ بن عمروٍ ، أنني = مِمَا يَشُقّ، على العدوّ، ضِرارِي
تاريخ التسجيل : 05/11/2009 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 2
| | إيمان يونس - مصر عرض لرواية حديقة خلفية | |
- اقتباس :
- عرض لرواية "حديقة خلفية" لأشرف أبو اليزيد
رواية "حديقة خلفية" للكاتب والصحفي أشرف أبو اليزيد راوية ذات حلة رشيقة أنيقة غير مألوفة شكلا عن الكتب عامة، والروايات خاصة. منذ بدأت بالقراءة وأنا أشعر أني على عجل وكأني أجري وأقفز بين السطور والصفحات، وقد يكون حجم الرواية الصغير عاملا أساسيا بالإضافة إلى الأسلوب الشيق والسرد السلس واللغة البسيطة. الرواية في مجملها تقدم موضوعا قديما عن علاقة الرجل الثري بأهل قريته، ولكنها تحاول معالجته بشكل جديد وإضافة البعد الثقافي والأسطوري لها من خلال مقتطفات عن الهند ووصف لتاج محل ومساجدها ومعابدها. تنطلق الأحداث من سراي السيد كامل وهو الشخصية المحورية، ويتفرع منه الكاتب إلى باقي أهل الكَفر، وننتقل معهم ما بين الإسكندرية، والقاهرة، والقناطر الخيرية، وجدة فالهند. كل شخصية مثلت شريحة من المجتمع اقتصاديا وثقافيا وتاريخيا أيضا، ليكون وجودها إضافة للحبكة الروائية ويثريها. وسطوة المال كانت لها الكلمة الفصل، من وجهة نظري، بين كل الأشخاص، فالسيد كمال هو أحد الضباط الأحرار وهي إشارة عاجلة إلى الحقبة الزمنية التي تبدأ منها الأحداث، ولكن السيد كمال آثر البعد عن الأضواء وكرس حياته لأهل الكفر وإسعادهم ومساعدتهم ماديا، ومعنويا وبعلاقاته في كثير من الأحوال . وشخصية المهندس عبد الحفيظ، ابن القرية، أبو سعد وافق على الزواج من رجاء أخت كفيله المطلقة والتي تشبه أخاها "بدون مساحيق" أمام إغراء المال والمنصب. أبو خالد، الكفيل السعودي، صاحب شركة مقاولات متعددة الفروع في العديد من البلاد. ينفق ببذخ على أهل القرية ليهجروا بيوتهم ويبيعوا أرضهم من أجل تحقيق حلم "ديما بالاس"، ومحاولاته لا تتوقف مع السيد كمال "مالك السراي" ليشتريها منه بأي ثمن. ورغم كرم السيد كمال مع أهل القرية، إلا أن بينهم من يجحد العطاء ويستكثر عليه ما يملكه وهو رجل أرمل ولا ولد ولا بنت له، وتكون محتويات السراي عرضة للسرقة من عاصم وسنجر . ظاظا شخصية لها حضور دائم في كل قصص القرية. الشخصية التي تبدو ساذجة فاقدة لعقلها أثر صدمة تعرض لها، وهي شخصية طيبة القلب وإن كانت مطاردة ومعرضة للأذى من الصغار قبل الكبار. ظاظا شاهد على كل الأحداث وآخر من يؤخذ بكلامه حتى في سرقة السراي ومقتل صاحبها. المهندس الزراعي مجدي اقرب شخصية فكرا وفهما للسيد كمال، ومن شدة إعجابه به رحب بخطبته كاميليا ابنة شقيقته. وقد لاحظ بينهما إعجابا مستترا من قبل، ويقرر كتابة السراي باسم مجدي هربا من الضغوط التي يتعرض لها من إخوته وأقاربه لقبول عرض بيعها. تتضمن الرواية، على لسان كاميليا، بعض مشاهداتها وذكرياتها عن زيارتها للهند، ونمارس معها رياضة اليوجا. وحديثها مع خطيبها فزوجها مجدي، ما هو إلا قراءة سطور لطاغور وغاندي وفاتسيانة، وكتاب "كاما سوترا"، ووضع القارئ في إطار أسطوري هندي. وعقد الكاتب مقارنة سريعة بين فقراء مصر وفقراء الهند، وجاءت عباراته على الضفة الثانية من الغلاف، وهي موظفة بشكل جيد داخل أحداث الرواية، ومن بعض عباراتها: في الهند رأيت الجنة والنار معا، المتناقضات تحت سماء واحدة. المساجد والمعابد، شيوخ يتعبدون آناء الليل. أضرحة تعانق قباها المزركشة السماء، وقبور تفترش توابيتها الحجرية الأرض، غابات من صفيح وأشجار من أسمنت وأسوار من خيش. هؤلاء هم الفقراء في الصورة مثلهم ملايين في مدن الهند الفقيرة. كنت أقول الحمد لله كلما مررت بهم، نحن نكتب عن الفقر في مصر ولكننا لا نراه، الفقر نسبي. ويذكر الكاتب خلال سرده العديد من الأمثلة المأثورة في التراث المصري، والأكثر تداولا على ألسنة أهل القرية. على سبيل المثال: "بين الشاري والبايع يفتح الله"؛ "العجلة من الشيطان"؛ "إن عشقت فاعشق القمر، وإن سرقت فاسرق جمل" لتوظف بشكل صحيح وملائم للموقف الذي يصوره لنا. تنتهي الرواية نهاية مفتوحة تاركة أصابع الاتهام مشيرة إلى سامي، ابن عم السيد كمال، في تدبير مقتله وإحكام تلفيقها لمجدي. = = = = = أبو اليزيد، أشرف. حديقة خلفية. القاهرة: مكتبة المشارق، 2011.
| |
|