فدوى فريق العمـــــل *****
التوقيع :
عدد الرسائل : 1539
الموقع : رئيسة ومنسقة القسم الانكليزي تاريخ التسجيل : 07/12/2010 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 7
| | لا استقرار حقيقياً فـي غياب توازن متكافى | |
[rtl]لا استقرار حقيقياً فـي غياب توازن متكافى[/rtl] د. صالح لافي المعايطة [rtl]
أصبح تعبير التوازن واسع الانتشار والاستخدام منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية وقيام الحرب الباردة وانتهائها وما تبعها من اختلالات على قمة النظام الدولي، وقد اختلف مفهوم التوازن على مر العصور تبعا لاختلاف الفكر وتطور النظريات التي تسود هذا العصر أو ذاك، كما ظل غامضاً وغير واضح ولم يكن هناك اتفاق محدد لهذا المفهوم وقد استمد مفهوم التوازن أصوله من النظريات المختلفة في شتى العلوم التي توصل إليها البشر منذ عصر النهضة وما بعدها وبدون تحديد مفهوم معين لمصطلح التوازن من الناحية النظرية، لكن بعض الدراسات تتجه إلى تعريف التوازن بأنه مرادف للاستقرار، إذ بالعودة إلى القوانين والنظريات العلمية الخاصة بالعلوم التطبيقية يمكن استنتاج أن مفهوم التوازن هو وصف لحاله تعادلية بين عدة قوى متعارضة بينها قدر من الترابط وقد ينتهي هذا التعارض بالاستقرار. ويمكن تحديد إطار مفهوم ''التوازن الاستراتيجي'' بين القوى المختلفة بأنه الحالة التي تتعادل عندها القدرات التي تعتمد على حركة التفاعلات المرنة بين هذه القوى، ومدى الارتباط والاعتماد المتبادل بينها، والقدرات التي تعتمد على مدى إدراك القوى الفاعلة في إقليم معين ورضاها عن حالة التوازن الاستراتيجي القائم أو التي قد تنشأ في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية، وينطبق ذلك على دولة ما منفردة أو مجموعة من الدول المتحالفة مع غيرها من الوحدات السياسية المتنافسة معها، بحيث تضمن هذه الحالة للدولة أو مجموعة الدول المتحالفة، ردع أو مجابهة التهديدات الموجهة ضدها من دولة أخرى أو أكثر. وتعد القدرة العسكرية أحد العوامل المحورية المؤثرة في قوة الدولة. حيث هي الضمان الرئيسي للمحافظة على أمنها القومي، وتؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على تحديد مسرح الحرب لها، وحتى يمكن الأعداد لتقييم التوازن العسكري، يجب أن يوضع في الاعتبار عند تقدير القوة العسكرية التقليدية (وغير التقليدية والنووية) مدى عمق العمل الاستراتيجي للقوى العسكرية، والذي يعد أحد المعايير الرئيسية لتقدير القوة العسكرية، ويقصد بمدى عمق العمل الاستراتيجي للقوة العسكرية للدولة، أنه أقصى مسافة يمكن أن تصل إليها القوة العسكرية لإدارة الصراع خارج أراضيها لحماية مصالحها القومية. تنقسم القوة العسكرية للدولة من حيث القوة الشاملة إلى تقليدية وغير تقليدية،تشمل القوى التقليدية أجمالي حجم القوة البشرية العسكرية ومعدات الصراع التقليدية، ويدخل في ذلك قوات الاحتياط والمعدات التي يمكن تعبئتها، وتلك التي يمكن توفيرها والحصول عليها أثناء إدارة الصراع. ويؤخذ في الاعتبار عند تقدير القوة العسكرية التقليدية للدولة مستوى هذه القوة من حيث الكفاءة القتالية، ومدى قدرة وسائل إدارة الصراع المتاحة من حيث الكم والنوع والفاعلية، ومدى مناسبتها للمستويات الثقافية والفنية للقوى البشرية المستخدمة لها، كما يؤخذ في الاعتبار مدى قدرة الوعاء التجنيدي والتطوعي على توفير الاحتياجات من الأفراد طوال فترة إدارة الصراع، وكذلك مدى كفاءة قاعدة الصناعات العسكرية والمدنية وقدرتها على تلبية مطالب الصراع المسلح واحتياجاته الرئيسية. يعتبر التوازن نظرة سياسية يقصد بها المحافظة على ميزان القوة بين الدولة أو مجموعة متحالفة من الدول، بحيث لا يسمح لها بالاستئثار بالنفوذ في المجال الدولي حتى لا تفرض سيطرتها على الدول الأخرى، بما يمكن أن يكون لديها من قوة عسكرية متفوقة وامكانات اقتصادية وفيرة كما ويعد توازن القوى ظاهرة عالمية، حيث كلما وجدت وحدات سياسية فإنها تسعى لصيانة كياناتها، ويتحقق ذلك بحشد قواها منفردة، أو بتحالف مع غيرها من الوحدات السياسية ضد منافسيها، ويكمن جوهر توازن القوى في العلاقات الدولية عندما تمتلك الدولة الطرف في صراع ما قوة مساوية (على الأقل) لتلك التي تمتلكها الدولة الأخرى أو الطرف المواجه في الصراع، وأي زيادة تطرأ على قوة أحد طرفي الصراع يجب أن تقابلها زيادة مماثلة لدى الطرف الآخر، وبذلك يمنع تحقيق توازن القوى أية دولة من فرض أرادتها على دولة أخرى طرف في صراع مشترك أو العمل ضد مصالحها. @ باحــث ومحلل استراتيجي.[/rtl] | |
|